تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
فيما طهران والرياض تؤكدان على تنفيذ الإتفاقيات الموقّعة بينهما..
تقارب يصبّ في مصلحة المنطقة كلّها
محمد أبو الجدايل
في زيارة على غرار تلك التي أجراها نظيره الى طهران شدّت إليها الانظار وسلّطت عدسات الإعلام نحوها، أجرى وزير الخارجية الايراني "حسين امير عبداللهيان"، ظهر أمس الأول الخميس، زيارة الى السعودية لبحث تطوير العلاقات بين البلدين، وكان في استقباله مسؤولون سعوديون. وحازت زيارة رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني التي جاءت إلى الرياض بدعوة من نظيره السعودي "فيصل بن فرحان"، وتعدّ الاولى لوزير خارجية ايران بعد اتفاق عودة العلاقات الايرانية السعودية الى طبيعتها؛ على أهمية خاصة في المنطقة والعالم، سيما أنها تعتبر من أكبر التحولات وأكثرها "إيجابية وإنسيابية ومنطقية" في المنطقة اليوم.
لدى وصوله الى مبنى الخارجية السعودية في الرياض وقّع وزير الخارجية الإيراني، على سجلّ الذكريات المشترك للبلدين، ومن ثم شرع الوزيران الايراني والسعودي بجولة مشاورات مُسهبة خصوصاً أنها تأتي في ظلّ تسارع وتيرة التقارب بين البلدين الإسلاميين الكبيرين والمؤثرين في المنطقة، حول القضايا الثنائية ذات الصلة بالمنطقة والعالم الاسلامي، مضافا الى بعض القضايا الدولية، ولكن الأكثر أهمية هو ما أكده الطرفان على الدفاع عن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك، خصوصاً أن لقاء السيد عبداللهيان والسيد بن فرحان والذي استمرّ لحوالي ساعة ونصف قد جرى في قاعة "القدس" في مبنى الخارجية السعودية، الأمر الذي أشار إليه وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحفي مع نظيره السعودي، كما إلتقى أمير عبداللهيان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض وبحث معه سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
ورافق سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية المعين جديدا لدى المملكة "امير عبداللهيان" في هذه الزيارة ليباشر على إثرها مهامه الدبلوماسية رسميا فور وصوله الى الرياض.
وإلتقى وزير الخارجية الإيراني نظيره السعودي وعددا آخراً من كبار مسؤولي هذا البلد باحثا معهم في القضايا الثنائية والدولية وشؤون العالم الاسلامي.
صفحة جديدة في العلاقات
حيث اكد امير عبداللهيان" ونظيره السعودي "فيصل بن فرحان"، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده الوزيران عقب المشاورات الثنائية بينهما أمس الأول في الرياض، على رغبة البلدين لفتح صحفة جديدة في العلاقات بين البلدين.
الى ذلك، رحّب وزير الخارجية السعودي بحضور نظيره الايراني والوفد المرافق له على ارض المملكة؛ مؤكدا بان السعودية عازمة على توسيع العلاقات مع ايران، كما اعرب عن تقديره لموقف الجمهورية الاسلامية الداعم لاقامة مؤتمر اكسبو 2030 باستضافة الرياض. واعتبر "بن فرحان" مباحثاته مع "امير عبداللهيان"، انها تصب في سياق تطوير العلاقات الثنائية بمختلف المجالات واستمرارا للجهود السابقة بهدف تامين المنطقة، والعزم الصادق والجاد على ابرام اتفاق بين الجانبين. واستطرد قائلا: في ضوء تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الاستقرار الاقليمي، بدات البعثات الدبلوماسية لكلا البلدين نشاطاتهما الرسمية؛ مبينا ان بدء مهام السفيرين الايراني والسعودي يصب في بناء علاقات جديدة بين البلدين، كما أشار بن فرحان الى تأكيده والسيد عبداللهيان على تنفيذ الإتفاقيات الموقعة بين البلدين.
استمرار المفاوضات والمشاورات
كما اشار الى دعوة العاهل السعودي "الملك سلمان بن عبد العزيز" الى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية "آية الله السيد ابراهيم رئيسي"، للقيام بزيارة المملكة، متطلعا الى إجراء هذه الزيارة قريبا.
كما نوه الى قرار السعودية الجاد توسيع العلاقات مع ايران، وتعزيز الاستقرار الاقليمي ومتابعة الاتفاقيات المبرمة سابقا في المجالات الامنية والاقتصادية، ومواصلة الحوار الثنائي في هذه المجالات.
في المقابل، ثمّن وزير الخارجية الايراني كرم الضيافة الذي تلقاه والوفد المرافق في السعودية، قائلا: ان البلدين يتمتعان بمكانة مرموقة على مستوى العالم ومنطقة غرب اسيا، ومعربا عن ارتياحه لقاء العلاقات التي اخذت بالنمو بين طهران والرياض.
تنفيذ الوثائق الموقعة
وتابع: نحن متفقون على تنفيذ الوثائق الموقعة سابقا في المجالات الاقتصادية والتجارية والامنية، وتزويد سفارتي البلدين بسائر المذكرات التي توفر الارضية لتوسيع التعاون الثنائي والقيام بالمتابعات اللازمة في هذا الخصوص. وأكمل موضحاً: نحن متفقون ايضا على وضع اطار معين واعتماد لجان مختصة لمتابعة العلاقات الثنائية وتوسيعها، كما نعتقد بضرورة تطوير التعاون فيما يخص قضايا البيئة وتبنى مشاريع إنقاذ وامداد مشتركة بهذا الشان. وحول مجالات التعاون الثنائي ومتعدد الاطراف بين طهران والسعودية، اشار الى تأكيده ونظيره السعودي على تأمين المنطقة بجهود اقليمية ومحلية. وعن العلاقات مع السعودية وأهميتها، أوضح وزير الخارجية: لدينا علاقات هامة مع دولة السعودية الشقيقة والجارة، فضلا عن دول اخرى مثل العراق والكويت وقطر والامارات، ونرى بان التطلعات حول تعزيز الامن والتنمية في المنطقة، ترتكز على رؤية لن تتجزأ حيال المنطقة برمتها.
قضايا العالم الاسلامي
وتابع امير عبداللهيان: نحن تباحثنا اليوم ايضا حول القضايا المتعلقة بالعالم الاسلامي، ونعتقد بان منظمة التعاون الاسلامي تضطلع بدور اساسي على الصعيد الدولي، وقد استعرضنا القضية الفلسطينية والقدس باعتبارهما قضية العالم الاسلامي الرئيسية؛ معربا عن ارتياحه نظرا لعقد المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية السعودية في قاعة تسمى القدس. وشدّد بالقول: نحن ماضون في حماية فلسطين؛ مبينا ان الكيان الصهيوني عازم على بث الفرقة وانتهاج سياسة الاحتلال في المنطقة، كما اكد على رصد جميع تحركات هذا الكيان بكل دقة ووعي.
وقال وزير الخارجية: ان طهران والرياض ومعهما دول اسلامية اخرى، لديهما موقف مشترك ضد حادث تدنيس القرآن الكريم المؤسف، كما نشكر السعودية على تعاونها معنا فيما يخص قضايا الحج.
تعزيز الوحدة في العالم الاسلامي
واعتبر وزير الخارجية الايراني، المباحثات التي اجراها مع نظيره السعودي، شكلت بداية لعقد قمة بين رئيسي البلدين، و"نحن على ثقة بان هذه اللقاءات سوف تساعد على تعزيز الوحدة في العالم الاسلامي".
وفي الختام، اشار وزير الخارجية الايراني الى ترحيب طهران بقرار إقامة معرض اكسبو 2030 باستضافة السعودية، قائلا: في مجال الدبلوماسية العامة والبرلمانية وتبادل الوفود بين البلدين، نحن متفقون، كما اتفقنا اليوم على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الرياضية واستضافة المنتخبات المتفوقة لإقامة مباريات ودية بين الجانبين.
على هامش هذه الزيارة التاريخية الى الرياض، اعتبر امير عبداللهيان، في تغريدة له على حسابه مساء الخميس زيارته الحالية للرياض، ومباحثاته مع نظيره السعودي "فيصل بن فرحان"، انها مثمرة.
عبد اللهيان يتفقد سفارة طهران بالرياض
وزار أمير عبد اللهيان سفارة الجمهورية الاسلامية الإيرانية في العاصمة السعودية الرياض، والتي تم تفعيلها مؤخراً. وقالت الخارجية في صفحتها بمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، يوم الجمعة: إن عبد اللهيان "تفقد سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض". وذكرت أن أمير عبداللهيان "اطلع على الجهود المُكثّفة التي يبذلها وفد من أجل تجهيز السفارة في فترة قرابة شهرين وإعادة فتحها" ووفق الخارجية الإيرانية فإن سفارتها في الرياض "قد تم تفعيلها منذ فترة، وبالإضافة إلى إنجاز المهام الدبلوماسية تقدم الخدمات القنصلية اللازمة أيضاً".