الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة - ١٧ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة - ١٧ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

«سينما البحر».. شاشة عملاقة على شاطئ غزة

مع غروب الشمس، يبدأ رواد شاطئ بحر مدينة غزة بالتجمع أمام شاشة كبيرة تتجهز لعرض أفلام سينمائية بعضها تعبّر عن قضايا فلسطينية وطنية. على كراسٍ مُعاد تدويرها ومصنوعة من إطارات المركبات التالفة ومرتبة ترتيباً يتيح مشاهدة الشاشة من الجميع، يجلس محبو السينما منتظرين لحظة بداية العرض.
 ويجذب صوت الفيلم مع انطلاقِه، روّاد الشاطئ من المناطق البعيدة نسبياً، خاصة إذا كان الفيلم المعروض "كرتوني" للأطفال ليبدأ العشرات منهم بالتجمع للمشاهدة.
هذه الأفلام، عكفت مبادرة "البحر إلنا" التعاونية على عرضها في الهواء الطلق في إطار توفير "سينما مفتوحة" للفلسطينيين، الذين حرموا من دور عرض السينما في قطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
سينما البحر
ويوضح مؤسس المبادرة علي مهنا، وهو مخرج فلسطيني، أن فكرة "سينما البحر" تقوم بالأساس على عرض أفلام سينمائية على شاطئ البحر مجاناً، أغلبها لمخرجين فلسطينيين حصل بعضها على جوائز عالمية أو إقليمية.
ويضيف: "حصلت المبادرة على تمويل من الصندوق الثقافي التابع لوزارة الثقافة في رام الله، لعرض نحو 15 فيلماً يسلط الضوء على قضايا وطنية فلسطينية منها النكبة والأسرى وبعض الشخصيات الفلسطينية مثل الشاعر معين بسيسو".
 لكن يحاول القائمون على المبادرة، عرض أفلام كرتونية خاصة بالأطفال (أنمي) إلى جانب الأفلام الـ15، كي يتناسب مع جميع الأذواق ولنشر ثقافة السينما بين الأطفال، كما قال.
ويوضح مهنا: "نحاول بأبسط الإمكانيات محاكاة جو سينمائي نتمكن به عرض الأفلام للناس، وهذه الأفلام تمرر قيماً وطنية وإنسانية".
وذكر أن الهدف من هذه المبادرة لا يرتبط فقط بالطابع الثقافي إنما توفير مساحة للسكان من أجل الاستمتاع والتخفيف من ضغوط الحياة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي المشدد والمتواصل منذ 2007.
 وأشار إلى أن تعاونية "البحر إلنا"، ستواصل عرض الأفلام السينمائية مرتين في الأسبوع (كأحد أقصى)، وذلك بعد انتهاء مبادرة "سينما البحر" الممتدة طيلة فصل الصيف.
واقع السينما
بدوره، يقول مدير دائرة الفنون والتراث والمعارض في الهيئة العامة للشباب والثقافة بغزة "عاطف عسقول"، إن نشأة السينما في القطاع ارتبطت بالوضع الثقافي والفني الذي كان لافتاً قبل احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1948. ويضيف: "نشاط فلسطين في المجال الثقافي والفني ربما يعود لوقوعها على تخوم مصر ولبنان اللتين كانتا رمزاً للثقافة وصناعة الأفلام والسينما على مستوى الوطن العربي، كان لدينا تأثر خاص بالسينما المصرية".
ويوضح أن بداية ظهور السينما في غزة قد تعود وفق التقديرات لأربعينيات القرن الماضي، حينما أنشئت "مؤسسة السامر" التي تحولت بعد ذلك لـ"سينما السامر" عام 1944.
امتد النشاط السينمائي والفني بعد ذلك على مستوى القطاع حتى بداية الانتفاضة الأولى، إذ تولى القطاع الخاص آنذاك مهمة افتتاح دور عرض السينما، وفق عسقول.
ويردف: "بعد ذلك تم افتتاح سينما النصر وعامر في غزة، والحرية في خانيونس، والسلام في مدينة رفح، ليصل عددها على مستوى القطاع إلى 5 دور عرض".
 لكن مخرجين فلسطينيين يقولون إن عدد دور عرض السينما بلغت في قطاع غزة قبل الانتفاضة الأولى قرابة 10. وعن طبيعة الأفلام المعروضة، يبين عسقول أن دور عرض السينما في غزة كانت مواكبة للسينما حول العالم وتعرض الأفلام العربية والهندية والأجنبية. ويشير إلى أن هذه الدور كانت تنشط في "المناسبات الرسمية كالأعياد، إذ كان هناك إقبال لافت عليها خاصة من فئة الشباب".
حوادث معزولة
 ومع بداية الانتفاضة الأولى، وما رافقها من أوضاع ميدانية وأمنية صعبة بدأت أعداد دور السينما بالتراجع خاصة وأنها كانت ملكاً للقطاع الخاص، حيث قال عسقول "رأس المال دائماً جبان".
ويتابع: "الأوضاع الأمنية التي واكبت الانتفاضة كانت صعبة، نظام منع التجول كان يبدأ من ساعات مبكرة من المساء وما كان يرافق ذلك من إضرابات ومظاهرات واشتباكات وسقوط شهداء وجرحى وملاحقات، كل ذلك أثر على السينما في القطاع".

 

البحث
الأرشيف التاريخي