يحتضن أعمالا للفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور
«طبعة محدودة».. معرض يضم عناوين من القضية الفلسطينية
يتيح المعرض الفني "طبعة محدودة" للجمهور فرصة الاطلاع على نسخ من أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور تمتد على مدار خمسين عاما وممهورة بتوقيعه، من بينها لوحته الشهيرة "جمل المحامل" التي تصور مسنا فلسطينيا يحمل القدس وحيدا على ظهره المنحني.
ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض وكثير من عناوين القضية الفلسطينية، والتي ساهمت في نقل أعماله إلى العالمية.
وقال منصور (76 عاما) صاحب المشوار الفني الطويل والإسهامات الكبيرة في الفن الفلسطيني على مدار عقود لرويترز خلال افتتاح معرضه في قاعة "غاليري زاوية" يوم السبت إن "المعارض ثلاثة أنواع: معرض يقدم جديدا للجمهور، ومعرض ثان للبيع، وهو ما لا أحبه، ومعرض استرجاعي لتاريخ طويل من الفن"، وهو ما يرى أن معرض "طبعة محدودة" يحققه.
ولد سليمان منصور عام 1947 في بلدة بير زيت القريبة من مدينة رام الله، وهو واحد من أبرز الفنانين الفلسطينيين، ويعد أحد مؤسسي الحركة الفنية الفلسطينية، واشتهر بالعديد من لوحاته الفنية على مستوى العالم.
ويعتبر سليمان أحد أبرز الفنانين الفلسطينيين، وهو من مؤسسي "الحركة الفنية الفلسطينية". اشتهر بالعديد من لوحاته الفنية على مستوى العالم. وأقيم آخر معرض فردي له عام 2011.
فنان القضية
وبرزت القضايا الوطنية الفلسطينية في معظم أعمال منصور، سواء من خلال المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز أو أشجار الزيتون والبرتقال، وكذلك البحر والأماكن الدينية، ومنها المسجد الاقصى.
وأوضح منصور أنه في الفترة التي عاشها جيله من الفنانين كانت القضية الفلسطينية أساسا لعملهم الفني، وقد ساعدهم ذلك على الانتشار محليا وعربيا ودوليا، وقال إن "اهتمام العالم بالفن الفلسطيني لأهمية قضيته".
وأضاف "الفنان يعكس المزاج العام لشعبه، شعبنا بعد (اتفاقية) أوسلو تقريبا فقد البوصلة قليلا ولا يعرف إذا كان بحالة سلام أم بحالة تحرر أم بحالة احتلال، حصل نوع من الغبش (عدم الوضوح)، وانعكس ذلك على المجتمع وبالتأكيد انعكس على الفن".
وتبرز المرأة في كثير من أعمال منصور مرتدية الثوب الفلسطيني، فهي تظهر مدافعة عن الأرض وفلاحة شامخة تساعد في قطف ثمار البرتقال أو تحمل القدس بكل ما فيها على رأسها.
وقال منصور "المرأة في لوحاتي رمز أكثر منها امرأة معينة، رمز للثورة ورمز للوطن ورمز للأرض".
واختار القائمون على المعرض عرض مجموعة تضم 21 عملا من الطبعات المحدودة الموقعة من أعمال منصور الأيقونية التي أنتجها خلال أكثر من نصف قرن.
وقال مدير معرض "غاليري زاوية" يوسف حسين في رام الله "اخترنا سلسلة من أعمال منصور، من السبعينات لغاية اليوم".
بدوره، قال زياد عناني -وهو مسؤول في "غاليري زاوية"- إن المعرض "يحتفي بفن سليمان منصور وأعماله التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط الوثيق بالأرض".
جمل المحامل
ومن الأعمال المعروضة من اللوحات ما أنتج في أوائل مسيرة منصور الفنية في السبعينيات، مثل جمل المحامل (1974) ولوحة بعنوان القدس (1978) وتظهر فيها امرأة يافعة ترتدي الثوب الفلسطيني وتحمل الحمل ذاته الذي يحمله الرجل العجوز في "جمل المحامل"، ولكن برقبة قوية مشدودة ورأس مرفوع.
واستلهم منصور لوحته عند رسمها الأول من مشهد الشيخ الكبير الذي يعمل في أسواق القدس (العتال)، ويحمل على ظهره بضائع تفوق حجمه وقدرته، ومثّل الرجل المنهك في اللوحة الشعب الفلسطيني الذي يحمل قضية القدس على أكتافه.
وأضاف منصور أن المسن في اللوحة يرمز إلى الفلسطيني صاحب الجذور العميقة، وفي الحلة الجديدة رأى منصور الشباب يحملون القضية، وهم مستقبلها "وهذا يعني أن الشباب يأخذون دورهم بقوة وبنجاعة أيضا" .
وتصور لوحة أخرى امرأة تحمل بين يديها طبقا من القش فيه ثمار الرمان، وتقدم لوحة ثانية امرأتين تنقلان البرتقال من الحقل، وثالثة لامرأة تحتضن شجرة سقطت أوراقها في فصل شتاء، فيما تحتضن امرأة في لوحة رابعة شجرة نصفها زيتون ونصفها الثاني برتقال، أو تقطف امرأة ورجل الزيتون. وترتدي جميع النساء في لوحات منصور الثوب الفلسطيني المطرز باختلاف تصاميمه، فهو أحيانا مطرز بالكامل وفي أحيان أخرى يغلف قليل من التطريز أطراف الثوب، ويستمر المعرض حتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.