الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية - ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية - ١٦ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

فيما أدانت دول العالم الهجوم الارهابي..

الإعلام المعادي لإيران يستثمر في جريمة شاهجراغ

 تواصلت الادانات من قبل مختلف دول العالم للهجوم الارهابي الذي استهدف مرقد السيد احمد بن موسى الكاظم (ع) "شاهجراغ" في مدينة شيراز جنوب ايران، والذي ادى الى استشهاد شخصين وإصابة 7 آخرين، حيث أدانت كل من منظمة التعاون الإسلامي والإتحاد الأوروبي والعديد من دول المنطقة والعالم من ضمنها الصين وروسيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية وطاجيكستان وجمهورية آذربيجان وتركيا والعديد من الدول العربية العمل الإرهابي، لكن وفيما أدانت مختلف دول العالم هذه الجريمة النكراء سلّطت وسائل الإعلام المعادية للثورة الإسلامية المستقرّة في الغرب من تلك التي تموّلها بريطانيا وأمريكا بشكل مباشر تقاريرها التلفزيونية على تأجيج الأجواء والصيّد في الماء العكر وأستغلال الوقائع والحوادث المؤلمة دون أن تراعي أدنى الآداب الإعلامية.
رواية مواربة
وبينما إرتفع عدد شهداء الهجوم الارهابي الذي استهدف المرقد المقدّس مساء الاحد، وعكّر صفو أجواء صلاة المغرب داخل الحرم، ليستشهد إثنان فيما أصيب 7 آخرين، صبّت وسائل إعلامية من قبيل "بي بي سي الناطقة بالفارسية وايران اينترناشونال تركيزها على إثارة الفتن والشكوك بشأن صحّة هذا العمل الإرهابي، حيث بدأت كلتا الأداتين الغربيتين بتأويل ماوقع وفقاً لما ينسجم مع رؤية أسيادها الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة، فقد وجّهت اينترناشونال حناجر زبانيّتها الإعلاميين نحو رواية مفادها أن حرس الثورة الإسلامية كان على دراية باحتمال وقوع هجوم إرهابي، وربما أرادت هذه الأداة الإعلامية المعادية لإيران إلقاء فكرة مُفادها أن للجهات المختصة في ايران يد في تدبير مثل هذه العملية.
حيث وجّهت اينترناشونال الأنظار نحو الحادثة السابقة مشيرةً الى أنها تزامنت مع فتنة الخريف الماضي، وفي محاولة منها لقلب الحقائق وإثارة القلاقل والشكوك في تقريرها بدأت بإطلاق مزاعم بانه توجد تناقضات مختلفة بخصوص رواية المسؤولين الحكوميين عن هذا الهجوم، وسارعت لقلب الحقائق وتحريف التصريحات بما يتناسب مع مآربها، مُدعية أن الجمهورية الإسلامية علمت بالهجوم الأول على "ضريح شاهجراغ" في شيراز ، لكنها لم تقم بصدّه.
هذه المحاولة البعيدة كل البعد عن الإنسانية والآداب الإعلامية جاءت في ظلّ أجواء من الحزن والأسى تخيّم على عموم الشعب الإيراني، وفي ظلّ تأكيد مسؤولي البلاد على أعلى مستوى و
متابعة واعتقال ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية وقادتها، مما يدل على مدى متابعة وحرص الحكومة والجهات المختصة ونظرتها الحاسمة في التعامل مع أي عامل من عوامل الانفلات الأمني وتعكير صفو حياة المواطنين.
إرهاب إعلامي
إن رد فعل وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية على هذه الجريمة الإرهابية، كما هو واضح في سجلها الأسود، يظهر مهمة محددة لزعزعة الأمن النفسي للمجتمع الإيراني لاستكمال لعبة تأجيج الأوضاع داخل البلاد بما يحقّق أهداف الحرب المركبة. هذا النمط من السلوك الذي يندرج في إطار "الإرهاب الإعلامي"، وذلك عبر استخدام الحيل الدعائية والعمليات النفسية المختلفة، يحاول أولاً تقديم النظام باعتباره مرتكب الجريمة وفي الخطوة التالية بإضفاء الشرعية على الحركات العنيفة والإرهابية، وتحريض الرأي العام من أجل تأجيج الازدواجية الزائفة بين الشعب والنظام.
على هذا النحو يجب تقييم العمل الإرهابي الأخير في شاهجراغ بما يتماشى مع هذا الخط النفسي، الذي ينبغي  بحسب الأعداء، أن يوفر الأساس لخططهم الشريرة في الأيام والأشهر المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار اقتراب الذكرى السنوية لأحداث الشغب العام الماضي.
حيث أن الدعم الرسمي والعام من قبل وسائط الإعلام هذه المخاتلة للإرهاب التكفيري والانفصالي ضد الشعب الإيراني هو جانب آخر مهيمن لهذا النهج، والذي ظهر عبر تجاوز كل الحدود الأخلاقية والمهنية لوسائل الإعلام، والمثير للاهتمام  هو الصمت القاتل الذي يلتزمه المتشدقون بحقوق الإنسان! من خلال الادعاء بأن الإرهابيين التكفيريين ليس لديهم دافع لهذه الجريمة الإرهابية، يحاول الإعلام الإرهابي المعادي للجمهورية الاسلامية الإيرانية التلميح إلى أن هذه الجماعات منفصلة عن الهيكل العالمي لنظام الهيمنة، بينما هذه العناصر الإرهابية، مثل ما تبلور في داعش وغيرها، هي مخاض تمويل ودعم ورعاية غربية أمريكية صهيونية مُطلقة، ووفقا لشهادات العديد من الوثائق وبالطبع اعتراف بعض المسؤولين الصهاينة الغربيين، فإن تلك التنظيمات المُصطنعة من قبل الغرب لا تُقدم على أي خطوة دون أوامر أسيادها الغربيين.
في الواقع ان سياسة الغرب بالكيل بمكيالين تجاه الإرهاب هي سياسة معروفة، وكلما كان ذلك في إطار مصالحهم يعتبر الإرهاب خيرا ونعمة لهم ولعملائهم، وكلما اعتبر تهديدا لمصالح الغرب يكون إرهاباً.
 أدوات لأمريكا و"اسرائيل"
في السياق، تقول الخبيرة في الشؤون الاعلامية ومجال الحرب الناعمة الدكتورة فاطمة شكر، لصحيفة "الوفاق"، عن اهداف مثل هذه العملية الإرهابية على المرقد المُقدس في شيراز: ما استهداف هذا المرقد الشريف إلاّ تأكيد على ان التنظيمات الارهابية تريد زعزعة الامن والاستقرار في كل ايران، ولله الحمد ألقت السلطات الايرانية القبض على العناصر الذين قاموا بالهجوم وحددت هوية احد الاشخاص. وأوضحت بالقول: رغم تعرض العديد من المراقد المقدسة لاعمال ارهابية إلاّ ان زوار هذه المراقد يزدادون يوما بعد يوم، ناهيك عن أن الناس تزداد يقيناً بأن داعش واخواتها من المنظمات الارهابية تنفذ سياسات بعض الدول ووسائل الإعلام التي تدعمها وتخدم لصالحها باتت معروفة وما هي إلاّ ادوات لأمريكا و"اسرائيل"، وهذا ما يجعل الزوار يزدادون يقينا وتعلقاً بالمراقد المقدسة والمساجد ودور العبادة.
تحديات كبيرة
وعن اللعبة النفسية التي تمارسها وسائط الإعلام التابعة للغرب المعادية للمسلمين والتي تعمل شاشاتها ليل نهار لإثارة الفتن بين المسلمين، تشير "شكر" الى وجود تحديات كبيرة تواجهها الدول التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي، ولعل دول محور المقاومة هي من عانت الكثير من هذه المنظمات في سوريا ولبنان والعراق وايران وهذا دليل واضح على ان هذه الدول المقاومة مستهدفة من قبل هذه المنظمات الارهابية، وهذه الدول كانت ولا تزال تواجه هذه المنظمات بكافة السبل والطرق.
الى ذلك يوضّح الكاتب والخبير العراقي عزام صالح، للوفاق، أبعاد أخرى لهذه الحادثة، بالقول: المراقد الدينية هي لاشخاص كانوا قد ذادوا بأرواحهم واموالهم عن الاسلام وحملوا قيم عليا وتمسكوا بها وهي قيم سامية تحمل في طياتها احترام الآخر والاخلاق، ومن هنا فهذه المراقد هي لتوحيد الله اولا وثانياً لتوحيد وتقوية الصف الاسلامي امام الهيمنة العالمية التي تدعمها الصهيونية وامريكا، ولهذا فهذه القوى تحاول ان تدمّر ما تستطيعه من مراقد للأئمة والاولياء الذين يتمسك بهم غالبية المسلمين بحجة القاعدة وداعش وغيرها من القوى الارهابية لدعم من امريكا و"اسرائيل". ولم تنفك وسائل الإعلام المعادية لإيران على مدى الأشهر الأخيرة تبذل أي جهد لتأجيج الأوضاع داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أن الجهات الراعية لها كانت تعمل بالتزامن مع نشاط تلك الوسائل لضخ السلاح والإرهاب داخل ايران وتعكير صفو التقدم والأمن الذي ينعم به الشعب الإيراني. وفي آخر تفاصيل الهجوم الإرهابي أعلن المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف، الإثنين، أن عددا من أجهزة الاستخبارات الأجنبية تقف وراء هجوم "شاهجراغ". وقال العميد رمضان شريف في تصريح على هامش مراسم إحياء يوم الصحفي في مدينة "ساري": إن الأعداء يحاولون دائما ترتيب قضية إعلامية من خلال خلق سلسلة من الأحداث، وأضاف: ان الهجوم على مكان يتواجد فيه الزوار هو في غاية حقد الأعداء. حيث تكشف هذه التفاصيل الجديدة عن مستوى المؤامرة التي يحيكها الأمريكان والصهاينة ضد البلاد.

البحث
الأرشيف التاريخي