الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

خبراء سياسيون وشخصيات دينية تتحدث لـ «الوفاق» عن..

رؤية عربية إزاء عملية شاهجراغ.. جريمة خاوية

الوفاق/ خاص
محمد أبو الجدايل
  في حادث ارهابي آخر حاول إرهابي مسلح دخول مرقد أحمد بن موسى بن جعفر "عليهما السلام" المعروف بـ"شاهجراغ" مساء أمس الأول في مدينة شيراز في ايران عند صلاة المغرب، حيث تم اكتشافه عند بوابة الدخول، فقام بإطلاق النار بصورة عشوائية على الناس الأبرياء، ما تسبّب باستشهاد عباس عباسي واصابة 8 آخرون في الهجوم الارهابي الذي وقع في مدينة شيراز جنوبي البلاد.
آخر مستجدات الجريمة
وبشأن آخر مستجدات تفاصيل هذا العمل الإرهابي، أعلن وزير الداخلية احمد وحيدي، ان شبكة خارج الحدود الايرانية كانت تدير وتوجه الارهابي الذي دخل حرم شاهجراغ (عليه السلام) في شيراز عن سابق إصرار وترصد لتنفيذ جريمته الارهابية. وكانت قد ألقت القوات الأمنية القبض على الإرهابي، من خلال وصول ضباط الأمن والشرطة في الوقت المناسب، وقبل ذلك واجهته قوات أمن المرقد بالإضافة الى أحد عمال النظافة (يُدعى بادباي) الذي أدى دورا بطولياً في إلقاء القبض على الإرهابي، والذي قال في حوار له مع وسيلة إعلامية داخل البلاد أنه يعمل لإحدى شركات الخدمات وأنه تفاجأ بإقتحام الإرهابي المُسلّح، مشيراً الى أنه لم يشعر بأي خوف أو تردّد من مواجهة هذا الإرهابي، مُعتبراً أن الذي منحه هذه القوّة الروحية هو مرقد الإمام عليه السلام، في التفاصيل أيضاً حاول المسلح دخول المرقد عبر باب المهدي، وقام بإطلاق النار على الناس عند المدخل ما ادى الى استشهاد شخص واحد، هو احد خدام المرقد، وإصابة عدد آخر بجروح. الإرهابي كان يحمل سلاحاً قتالياً وثماني مخازن إضافية وشرع بإطلاق النار من خارج منطقة العتبة، وفقاً لما قاله قائد فيلق الفجر للحرس الثوري بمحافظة فارس يد الله بوعلي.
وفيما عاد الهدوء والاستقرار الى منطقة المرقد الشريف، قال وزير الداخلية الإيرانية عن النتائج الأولية للتحقيقات الجارية بشأن العمل الإرهابي في تصريح له في شيراز يوم أمس الاثنين: هذا الارهابي الخبيث هاجم الزوار وذنبهم الوحيد هو العشق للاسلام الحنيف وأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، وهذا استمرار لما يجري في الدول الغربية من حرق للقرآن الكريم والإساءة للاسلام. وتابع: "لقد أبدى المواطنون الى جانب القوى الامنية والعسكرية ردة فعل مناسبة واعتقلوا هذا الارهابي ومنعوه من مواصلة جريمته".
منفذ الجريمة الارهابية
الى ذلك، أعلن "حجة الاسلام والمسلمين السيد كاظم موسوي" رئيس محاكم محافظة فارس ان المهاجم الذي نفذ الجريمة الارهابية في مزار شاهجراغ وهو الآن قيد الاحتجاز، طاجيكي الجنسية يدعى رحمة الله نوروزوف. وقال: ان جهاز الأمن قد ألقى القبض حتى الآن على 8 من المشتبه بعلاقتهم بالهجوم الارهابي الذي وقع مساء أمس في مزار شاهجراغ . واضاف: "جميع الموقوفين هم من الرعايا الاجانب"، حيث تم العثور على الوكر الذي كان الإرهابيون يختبئون به.
وأدان كبار المسؤولين والشخصيات في البلاد الإعتداء الإرهابي على مرقد شاهجراغ عليه السلام، حيث دعا رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، وزارة الاستخبارات وسائر الاجهزة الامنية المسؤولة والقضاء ان يعملوا بسرعة ودقة للكشف عن الأيدي المكشوفة والخفية الضالعة في جريمة حرم شاهجراغ (ع) وتسليمهم الى قبضة العدالة. وقدم السيد رئيسي التعازي بهذا الحادث، وقال: إن اعداء ايران وبعد يأسهم وفشلهم في مواجهة الإرادة المقاومة للشعب الايراني العظيم، كشفوا عن حقيقتهم الخبيثة بارتكاب جريمة دموية اخرى.
من جانبه، أكد وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، في تغريدة له في صفحته على منصة "X"، أن عاقبة أليمة ستكون بانتظار المخططين والضالعين في جريمة شاهجراغ الارهابية، مستنكرا بشدّة هذا العمل الارهابي.
في حين أصدر رئيس السلطة القضائية حجة الاسلام والمسلمين "غلام حسين محسني اجئي" أوامره بخصوص الجريمة الارهابية، وشدّد في كلمته التي ألقاها في اجتماع المجلس الاعلى للسلطة القضائية، أمس الاثنين، على ضرورة تحديد وإلقاء القبض على جميع العناصر المتورطة في هذه الجريمة الارهابية، كما حذّر رئيس السلطة القضائية من الإصغاء للشائعات التي يروّج لها البعض بشأن مثل هذه الحوادث المؤسفة.
جريمة لخدمة الاستكبار والإرهاب العالمي
في السياق، إٍستعرض نائب أمين عام جمعية العمل الإسلامي البحرينية (أمل) الشيخ عبد الله صالح، لصحيفة "الوفاق" أبعاد ودوافع هذا العمل الإرهابي على المراقد المُقدّسة، وقال: المراقد المقدسة مراكز إشعاع وتنوير وثورة على الظلم والظلام، لذلك من الطبيعي أن تكون مستهدفة من قبل أولئك الظلاميين الإرهابيين الذين يعملون لخدمة الاستكبار والإرهاب العالمي، هؤلاء أعداء العلم، اعداء النور، وأعداء التحرر، لذلك يستهدفون كل شيء له علاقة بالحضارة، له علاقة بالقيم الدينية السامية، وله علاقة بالعلم والتنوير والوعي، وما شابه ذلك، لذلك ليس غريبا أن يتم استهداف هذه الأماكن المقدسة.
ويرى الشيخ عبدالله صالح أن إستهداف مرقد شاجراغ (ع) للمرة الثانية يأتي لأنه موجود في مكان يتواجد فيه مثل هؤلاء الظلاميين الذين يقومون باستهدافها انتقاما من دعاة التنوير والقيم والأخلاق الحميدة من المتدينين، من الناس الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا سعيهم للخير والصلاح والعبادة.
ويوضّح نائب أمين عام جمعية العمل الإسلامي البحرينية (أمل) للوفاق دور رجال الدين في ظل التعرض لمثل هذه الهجمات الارهابية، بالقول: ما يريده الظلاميون الإرهابيون من قبيل داعش وغيره من التنظيمات هو إطفاء النور الإلهي، وإشاعة الجهل، وطمس العلم، ودور علماء الدين هو مواصلة الدعوة للقيم الدينية السامية، ومواصلة الدعوة للتسامح، ومواصلة الدعوة للالتزام، ومواصلة الدعوة للعلم والتعلم والأدب، ومواصلة الدعوة للعيش المشترك مع جميع بني البشر.
إثارة القلاقل والإضطرابات لصالح امريكا
من جهته، يرى المستشار اللبناني في الشؤون الأمنية الدكتور "خليل الخليل"، في حوار له مع صحيفة "الوفاق"، أن مهاجمة الأماكن المقدسة لدى المسلمين لا سيما المراقد المقدسة للشيعة بأنها عادة درجت عليها المنظمات الإرهابية التي تغذيها وتموّلها فكريا انظمة تدور في فلك الأمبريالية والصهيونية العالمية. مُستعرضاً السبب في ذلك بالقول: لأن هذه المنظمات تثير القلاقل والإضطرابات لصالح امريكا والاستكبار العالمي واستهداف المراقد الدينية لدى المسلمين الشيعة هو كبد الموضوع، ولكن هم يحاولون استهداف الروح المعنوية والرابط الديني القوي بين المؤمنين، فالرابط الديني هو الذي جعل من الإسلام والمسلمين حركة ثورية متحركة متجددة في وجه الطغاة والمستبدين ولم يترك الإسلام حركة راديكالية تقليدية تقتصر على الطقوس والعبادات.
أسباب ودوافع أخرى
كما يتناول الخليل الإعتداء الإرهابي من زاوية تاريخية، إذ يقول للوفاق: تاريخيا المراقد الدينية دائما ما تتعرض للتدمير ومحاولة الطمس منذ ايام العباسيين الذين حرثوا المقامات المقدسة في العراق وخاصة ضريح الإمام الحسين وصولا الى تدمير أضرحة البقيع الذي قامت به الحركة الوهابية التي غذتها فكريا وايديولوجيا بريطانيا ومن ثم اميركا لاحقا. ومقام شاه جراغ كما هو معلوم بات هدفا ثانيا للمنظمات التكفيرية التي استمدت فكرها من الوهابية، ويمكن ان يكون لذلك اسباب عديدة منها على سبيل المثال محاولة ضرب العمق الأمني للجمهورية الإسلامية من اجل زعزعة الإستقرار والأمن والأمان ومحاولة ايصال رسالة ان مقدساتكم ايها الشيعة في متناول يدنا، وبالنهاية هذا الإرهاب لا يمكن ان ننظر إليه نظرة منفصلة عن التوترات ما بين الجمهورية ودول محور الشر الصهيو-اميركي.
سبُل التصدّي لمثل هذه الجرائم
كما إستعرض المستشار خليل لـ "الوفاق" سُبل مواجهة مثل هذه الجرائم إن كانت ستتكرّر في قادم الأيام، وقال: من اجل حماية هذا المرقد الشريف وغيرها من المقامات هناك طريقان الأول هو ثقافي موجه باتجاه هذه العناصر الضالة المغرر بها، والطريق الآخر هي تعزيز العمل الإستخباراتي والتشديد في الإجراءات الأمنية وتكثيف كاميرات المراقبة من مسافة بعيدة لكل الطرق المؤدية للحرم وتعزيز عناصر الحماية بأسلحة مناسبة.
الخليل يستحضر إحدى تجاربه الشخصية في زيارة المراقد المُقدّسة داعياً لتشديد الإجراءات الأمنية لحماية هذه المقامات الدينية من مثل هذه الأعمال الإجرامية.
سلاح فتاك بيد العدو
من جهته يرى الخبير الاستراتيجي الكاتب اللبناني الدكتور محمد هزيمة، في تصريح لـ الوفاق، أن استهداف المراقد الدينية هدفه ضرب الأمة من الداخل تأجيج صراع المذاهب، وهذا سلاح فتاك بيد العدو الذي يستعمل ايديوجيات منحرفة لتشويه الدين الإسلامي وتغذية التطرف معتمدا على الإرهاب من أجل فتنة سنية شيعية تشرذم الأمة وتضعها بمواجهة بعضها، واستهداف مرقد شاهجراغ بهذا الإطار، يحمل رسالة امنية بإطار الحرب المفتوحة مع الجمهورية الإسلامية، يريد من خلالها العدو تحريض عملاء الداخل بقصد شرذمة  الساحة الداخلية في إيران والتأثير عليها من كل النواحي.
وإعتبر الدكتور "هزيمة" أن للأمريكي دوراً كبيراًَ في مثل هذه الأعمال الإرهابية، بل ويرى أنها العقل المُدبر لها، ويقول لـلوفاق: تتعرض المقدسات الاسلامية الشيعية لهجمات إرهابية وهذا ليس مستجداً كما قلنا الهدف الأول عند الأميركي انقسام الساحة الإسلامية.
ويستعيد دور الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه في توحيد صفوف المسلمين، مُضيفاً: الإمام الخميني العظيم (قده) من أهداف ثورته المباركة الوحدة الإسلامية ولو راجعنا مؤلفات الإمام (قده) وما حمل من قضايا الأمة الإسلامية في طليعتها فلسطين والقدس التي كرس لها الإمام يوما يتكرر كل عام ليكون محطة تجمع عليها الأمة وهذا كان بمرحلة كانت الأنظمة العربية تحارب الجمهورية الإسلامية في إيران على جبهة صدّام بحرب ضروس، إلا أن مشروع الثورة انتصر وحقق أهدافه بمواجهة العدو الذي لجأ إلى استخدام نوع جديد من الفتن (الحرب المذهبية)، والجدير ذكره أن هذه القوى المتأسلمة المتطرفة كانت سلاح تم إٍستخدامه في عدّة حروب وصراعات بين المسلمين الذين مولتهم الوهابية بخدمة الأمريكي.
جرائم لن تؤثّر على الزوار
ويضيف بالقول: بالحقيقة هم (الإرهابيون) ورقة بيد الصهيو-امريكي تستخدمها بحروبها كما حصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وهذا لا يحتاج الى تفسير، حيث أن استهدافهم مراقد إسلامية وارتكاب مجازر تخدم الغرب لكن كل جرائمهم  لن تؤثر على زوار العتبات المقدسة، وبعدها الديني والروحي عند المسلمين الشيعة والروح الجهادية التي تركها استشهاد الإمام الحسين (ع) لا بل هي حافز يزيد التمسك بهذه المسيرة التي لم تنته إلا مع ظهور الإمام الحجة (عج) وهذا وعد اعرف من نفسي نعيشه بروحانية. ويرى الدكتور هزيمة أن طريقة مواجهة هذه الأعمال الإجرامية تكون بالوعي اولا وتوحيد الساحات ونبذ الفرقة وبهذا لا يمكن إلا العودة لفكر الإمام الخميني العظيم (قده) ولحكمة وقيادة السيد علي الخامنئي.  الى ذلك يقول الخبير السعودي احمد صالح الطيب، لـ "الوفاق" عن جريمة استهداف المراقد المُقدّسة: مثل هذه الجرائم تستهدف تخريب السياحة الدينية، وإشعال نيران الحرب الطائفية الدينية بين المسلمين، كما قد يكون له هدف بإظهار بعض الضعف الأمني في ايران. كما يؤكد الخبير السعودي بأنه لابد من فضح مخططات الدواعش بأنهم عملاء للإستعمار، مشيرا الى ضرورة كشف أن الدين يرفض الإرهاب وينبذه ويدعو لمواجهته، وأنه يدعو للتعايُش السلمي بين جميع الأديان.

البحث
الأرشيف التاريخي