الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة - ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۰

قيادي في جمعية الوفاق البحرينية للوفاق:

معركة« الأمعاء الخاوية» مستمرة.. ظلم آل خليفة لن يكسر إرادة المعتقلين

"إنا وأن كنّا تحت وطأة السجّان وخلف القضبان، فإنا لن نحيد عن النهج القويم والصراط المستقيم، على درب الحسين سائرون، ولحقنا مطالبون، فلنا حقّ لن يضيع، وما ضاع حقّ وراءه مطالب".
لليوم السابع على التوالي يواصل المئات من المعتقلين السياسيين الإضراب عن الطعام داخل سجن جو في البحرين تحت شعار "لنا حقّ"، بعد ازدياد وتيرة وحدّة الإنتهاكات التي تمارسها حكومة آل خليفة بحق هؤلاء المعتقلين الذين زجّت بهم في السجون ظلماً، وكان المئات من المعتقلين قد بدأوا هذا الإضراب للمطالبة بإخراج معتقلين آخرين موجودين في سجن العزل الأكثر قسوة، وكذلك للمطالبة بحقوق إنسانية مثل فتح بوابات الزنازين، وتحسين الطعام، ورفض المعاملة السيئة التي يتلقونها، وتفشي سياسة الإهمال الطبي في السجون وموت المعتقلين المرضى.
هذا الإضراب الذي بدأ ينضم إليه الشعب من داخل البيوت وفي بلاد المهجر، إن دلّ على شيء فهو يدلّ بكل شفافية على وجود أزمة سياسية بين الحكومة البحرينية والمعارضة عندما رفضت الحكومة الحوار مع المعارضة واستمرت في سياسات التعذيب والقمع والإنتهاكات.
حول واقع معتقلي الرأي في سجون البحرين، وأهمية الإضراب، ولماذا الإستمرار من قبل الحكومة في سياسة العزل الأمني، وغيرها من المواضيع، إلتقت صحيفة الوفاق مع القيادي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين سيد طاهر الموسوي وكان هذا اللقاء.
السجون البحرينية مقابر الأحياء
من وضع معتقلي الرأي في سجون البحرين بدأنا حديثنا مع سيد طاهر الموسوي الذي يرى أن السجون البحرينية هي مقابر الأحياء، وعندما ولدت فكرة السجون كانت تهدف إلى الإصلاح والتأهيل لمن يرتكبون جرائم ومخالفات وتجاوزات، لكن أصحاب الرأي والمظالم والمطالب المحقة أي ( سجناء الرأي ) ليس مكانهم السجون وإنما المجتمع الذي يفتقد هذه الطاقات من علماء ومثقفين وأكاديميين وشباب في ريعان شبابهم، فأوضاع السجون في البحرين صعبة وتشكل خطراً على حياة المعتقل من حيث الوضع النفسي والصحي والبيئي، ولذلك خرجت كوكبة من شباب البحرين من السجون إلى المقابر نتيجة فقدان الرعاية المطلوبة كالشهيد محمدسهوان ومحمد مشيمع وحسن الشيخ وحسين بركات وعباس مال الله وسيد عباس كاظم وعلي قنبر وغيرهم الكثير من الشهداء الذين اعدمتهم السلطات داخل السجون.
الإضراب عن الطعام صوت المظلوم
الى الاسباب التي كانت السبب في اعلان الاضراب عن الطعام إنتقلنا في حديثنا مع الموسوي إذ أكّد أن السجناء استنفذوا  كل الخيارات الممكنة من الخطابات والنداءات ورفع الشكاوى ومخاطبة إدارة السجن ووزارة الداخلية والمؤسسات الحكومية المعنية كالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ومفوضية السجناء وأمانة التظلمات، فكانت كل الآذان صماء أمام تلك النداءات، وفشلت كل تلك المؤسسات الرسمية في تحقيق هذه المطالب الإنسانية، وهو ما دفع السجناء إلى الإضراب عن الطعام، وهي فكرة تتميز ببعدها الإنساني البحت، حيث أن الإنسان يجوع ويعطش ويتعب من أجل أن يسمع الآخرين صوته، ولجوء المعتقلين السياسيين للإضراب عن الطعام من أجل تحقيق بعض المطالب الإنسانية.
مطالب المعتقلين داخل سجن" جو"
إذاً أوضح المعتقلون السياسيون في بيان نشرته جمعية الوفاق البحرينية ان الاضراب بدأ اولا في سجن جو، وذلك إحتجاجاً على ظروف السجن القاسية، بما في ذلك العزل داخل الزنازين لمدة ثلاثة وعشرين ساعة، وفرض قيود على ممارسة الشعائر الدينية، وطالب المعتقلون بحقهم في تلقي الرعاية الصحية، كما أن هذا الإضراب عن الطعام جاء بعد سنوات من عمليات الاذلال النفسي والجسدي اليومي، وفي هذا الموضوع يضيف سيد طاهر الموسوي بأن هناك مطالب ملحة ثار لأجلها المعتقلون، واعلنوا الإضراب عن الطعام منها ما يتعلق بفك العزل الأمني عن عدد من السجناء وتوفير الرعاية الطبية اللازمة وتغيير نظام التعرض للشمس الذي يشكل حاجة صحية وجسدية مهمة للسجين، ووقف نظام الزيارات العائلية الظالم وإزالة الحواجز المانعة بين السجين وعائلته، وتوفير نظام تعليمي للسجناء الذين هم في عمر الشباب ويحتاجون إلى استكمال دراساتهم، ووقف التضييق على الشعائر والحريات الدينية والمطالب العامة والاساسية تتعلق بضرورة الافراج عن السجناء.
دعوات لإخلاء السجون من الأطفال المحكومين
أكثر من 21 ألف هم عدد السجناء السياسيين الذين دخلوا السجن منذ العام 2011 يقول الموسوي، وحتى اليوم هناك حركة دخول وخروج من السجن لم تتوقف منذ العام ٢٠١١، كما أن العدد الإجمالي الحالي غير معروف بشكل دقيق، ولكن بعض المعلومات غير الرسمية تتحدث عن أكثر من ١٣٠٠ سجين سياسي، وليس هذا فقط، يضيف الموسوي، بل أن داخل السجون البحرينية أكثر من ١٣٠ طفل ضمن المعتقلين السياسيين (صغار المحكومين) وهم مسجونون في سجن" الحوض الجاف"، وقد اضربوا عن الطعام كذلك قبل أيام ضمن المطالبة بالتعاطي معهم وفق الظروف المتعلقة باحتجاز الاطفال، ورغم وجود تشريعات وتحركات عديدة منذ العام ٢٠١١ تتعلق بخصوصية التعامل مع الصغار المعتقلين، ولكن حتى الآن هناك مماطلة وتلكؤ، والسلطات تتحايل على كل تلك التحركات وتبقي هذا العدد من صغار المحكومين في السجن وتحت ظروف قاسية وصعبة.
وندعو من هذا المنبر الى اخلاء السجون من الاطفال وصغار المحكومين لان هذا الإستمرار يدمر مستقبلهم، ولا يخفى على أحد الآثار النفسية والإنسانية التي يتركها السجن وأساليب التعذيب وظلم السّجانين على المعتقلين كافة، فالتعذيب داخل السجون في البحرين لا يميّز بين صغير وكبير.
العزل الأمني: إفتقار لأدنى مستويات الحياة
ليس" سجن جو" كباقي السجون في العالم، بل يخفي بين جدرانه وقضبانه حكايا كثيرة من التعذيبات التي لا يقبلها عقل، هو السجن الذي حوّله الخليفيون الى جحيم، من يخرج منه يروي تعذيبات وصلت الى حدّ الموت البطيء الحي، هو غوانتانامو البحرين بكل ما للكلمة من معنى، فالداخل إليه محكوم بالمؤبّد، والخارج منه يفقتر الى ادنى مقومات استمرار الحياة.
ولأن حكومة آل خليفة وسلطاتها، تتقن فنون التعذيب وممارسة كافة الإنتهاكات الحقوقية والإنسانية، لم يخف عنها فكرة العزل الأمني رغم ما يمكن أن يعانيه المعتقل المسجون في العزل الامني، وهنا يشرح الموسوي بأن العزل الأمني في السجن يتمثل في زيادة المعاناة والضغط على السجين وتستخدمه السلطات ضد كل من يطالب بتحسين اوضاع السجون او يدلي برأيه، وهو يعني عزل الشخص عن بقية السجناء وحصر كل سجين في زنزانة منفردة وضيقة، إضافة الى حرمانه من الحصول على كل الظروف الإنسانية بدءاً من التواصل مع أهله الى الحصول على فسحة لرؤية الشمس أو الحركة وصولاً الى التعامل القاسي معه على المستويات المختلفة.
خطوة الإضراب أقل خطراً من ما يعانيه السجناء
من قعر السجون الخليفية أرسل المعتقلون رسائل ونداءات الإضراب، سائلين فيها الصبر والثبات والغلبة على الأعداء، مطالبين جميع الأحرار في تسجيل موقف التضامن عبر الكلمة في الإعلام والثبات في الميدان وأن لا يتركوا أبنائهم يعيشون الصراع لوحدهم فبعد الله المعتمد عليهم، نتابع مع القيادي في جمعية الوفاق الإسلامية البحرينية حديثنا، وما إذا كانوا يؤيدون هذه الخطوة المهمة التي قام بها المعتقلون، وفي هذا يقول الموسوي بأن خطوة الإضراب مقلقة للعوائل وللمجتمع وتشكل خطراً على السجناء، لكنها أقل خطراً من الواقع الصعب الذي يعاني منه السجناء، متسائلاً: وإلا ما الذي يدفع السجناء لهذه الخطوة؟ لذلك، مما لا شك فيه ان الاضراب يولد قلقاً لدينا على اخواننا في السجون ولكننا نقدر ظروفهم جيداً ونعرف ان تقديرهم للأمور نابع من حرص ودقة ومسؤولية في اتخاذ هذا القرار، فكل التحية والتضامن معهم ومع عوائلهم الصابرة.
السلطات تتجاهل قواعد الأمم المتحدة
إذاً، العشرات بل المئات من المعتقلين في سجن جو المركزي في البحرين أعلنوا موقفاً موحّداً، لنا حق، متحملين كل تبعات هذا الموقف وتداعياته، فمع استمرارية الإضراب، ونظراً لظروف السجن السيئة، واوضاع المعتقلين الصعبة، بدأت الأخبار تأتي من داخل السجون عن حالات اغماء بسبب الظروف الصحية التي يعاني منها المعتقلين، لا سيما بعد رفض الكشف عن المعتقلين ومعاينتهم قبل الإضراب وبعده، وحول هذه النقطة المهمة التي يتوجب على الحكومة البحرينية ومسؤوليها الى التسارع بالرضوخ والموافقة على مطالب المعتقلين، قال الموسوي بأن السلطة وللأسف لازالت  تتعاطى بمنطق العناد والغرور وبعقلية الخلاف السياسي مع السجناء السياسيين، وهي تتجاهل قواعد الأمم المتحدة النموذجية لمعاملة السجناء المعروفة بقواعد نيلسون مانديلا، حيث لم تغادر الجهات المعنية بالسجون عقلية الصراع السياسي الذي بقي الحاكم على الأبعاد الإنسانية المختلفة ومن بينها المعاملة في السجون، فالعشرات من السجناء دخلوا في حالات إغماء ونزول في مستويات السكر وهناك قلق من تدهور الاوضاع الصحية بين السجناء، وتأخر الاستجابة لمطالب السجناء قد يوصل الى اوضاع اكثر تدهوراً بين السجناء.
المجتمع الدولي يتعاطى بإزدواجية مع أوضاع حقوق الإنسان
إذاً، لم تعد قضية معتقلي البحرين قضية محلية محصورة في البحرين، بل إن صداها خرج من داخل السجون الى الأحرار والشرفاء من العالم وسمعوا صوت الواقع والحقيقة، فكان لا بدّ من الدعم والمطالبات بالإفراج عنهم، فالممنوع داخل السجون في البحرين أكثر بكثير من المسموح، ولو قدّر للزنازين أن تتكلم، لفاض تاريخ سلطات البحرين بسجلها الإنتهاكي القاسي والمستتب والظالم الى أبعد الحدود. وفي قضية التفاعل الإعلامي الدولي حول اضراب المعتقلين عن الطعام، يشير الموسوي الى أن التفاعل ليس بالمستوى المطلوب، بل أننا نجد أن المجتمع الدولي يتعاطى بإزدواجية مع أوضاع حقوق الإنسان ولا يلتزم بالحد الأدنى من القواعد والشعارات الذي يطلقها وينادي بها، خصوصاً عندما تصل النوبة للواقع الحقوقي والإنساني في البحرين وذلك لأسباب معروفة وواضحة ترتبط بالمصالح التي تتقدم على البعد  الإنساني. ومن خلال مراقبة مشهد حقوق الإنسان في العالم نجد أن هناك اهتمام بالغ ومضاعف لبعض الساحات والأحداث في حين يتم تجاهل بلدان أخرى كالبحرين لأسباب سياسية مصلحية، ومن باب الإنصاف فإن هناك عدد قليل جداً ومحدود من الجهات المعنية لازالت تتابع وتعبر عن قلقها تجاه ما يجري في البحرين لكن بشكل محدود، وجهات دولية اخرى تتجاهل ما يجري سعياً لمرضاة الأطراف المؤثرة في عالم البترودولار.
على الأمم المتحدة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين فوراً
رغم عدم إنصاف حقوق الإنسان في البحرين، وإزدواجية الكثير من المجتمعات في هذا الملف، إلاّ ان صوت الحقيقة وصداه لم ولن يُخفت، وإن لم يحقق التفاعل الإعلامي دوره بالضغط على الحكومة وتنفيذ حقوق انسانية هل اقل ما يمكن ان يقال عنها انها حقوق وواجب الحصول عليها خلف الزنانين، يرى الموسوي أن الشعب البحريني والمعتقلين السياسيين وعوائلهم بشكل خاص يتطلعون إلى أن يساهم هذا الإضراب في تغيير السلوك الرسمي داخل السجون من أجل توفير أدنى ظروف الحياة الآدمية للسجناء في سجون البحرين.
ولأن من واجب الأمم المتحدة أن تقف وقفة حق مع مطالب المعتقلين، رغم ذلك لم نسمع لها اي ردود فعل او تصريحات عن وضع المعتقلين المتأزم الذي يزداد تأزماً يوماً بعد يوم، وهنا يضيف الموسوي بأنه ومنذ ١٢ عاماً على انطلاق الحراك الشعبي الكبير في البحرين والمطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الانسان والأمم المتحدة ومؤسساتها على اطلاع ومتابعة لما يجري في البحرين بشكل عام وما يحدث داخل السجون بشكل خاص، ولازال هناك ترقب لدور أممي شجاع في معالجة الواقع السياسي والحقوقي في البحرين، ومن هنا نطالب الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة ان يضطلعوا ويقوموا بدور مهم في سبيل الافراج عن السجناء السياسيين في البحرين، وان يبادروا بشكل فوري إلى إنقاذ ٤٣٠ سجيناً مضربين عن الطعام عبر دعوة حكومة البحرين للاستجابة للمطالب الانسانية الملحة للسجناء على ان يكون ذلك مقدمة الى الافراج عنهم.
الانتقال إلى واقع سياسي جديد
إثنى عشر عاماً والحكومة البحرينية تضاعف من ممارساتها الإنتهاكية بحق الشعب والمعتقلين، وفي سؤالنا الى متى ستستمر حكومة البحرين بهذه السياسة العنجهية تجاه ابناء البحرين المناضلين وهذه الانتهاكات اليومية، قال الموسوي إن الانتقال إلى واقع سياسي جديد هو الخيار الأوحد لتوقف نزيف الانتهاكات والتجاوزات والوصول الى حالة الاستقرار والتوافق السياسي المفقود، واستمرار هذا الواقع والضغط لن يغير من واقع الحال شيئاً، ولن يبعد الناس عن التمسك بمطالبهم في الانتقال الديمقراطي والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان وشيوع الحريات وبناء دولة المؤسسات والقانون لانها مطالب ضرورية ولا تستقيم الاوطان بدونها.
موقف بريطانيا في ملف حقوق الإنسان مخز
إنها البحرين التي تستند في قوانينها وممارساتها وإنتهاكاتها في ملف حقوق الإنسان الى شراء مواقفها الدولية بالمال والمصالح، فقرار بريطانيا في شطب اسم البحرين من الدول المنتهكة لحقوق الانسان خير دليل على ذلك، وهنا يقول الموسوي بأن الموقف البريطاني شكل صدمة للمجتمع الحقوقي الدولي قبل المجتمع البحريني، وهو موقف غير مسؤول ويتعارض مع كل الشعارات التي تطلقها حول حقوق الإنسان، وهو تعبير صارخ عن تقدم المصالح الاقتصادية والتجارية والرشاوى على حقوق الإنسان، رغم أن هذا الموقف ليس له قيمة عملية ولا يغير من نظرة أي جهة دولية أو أممية وليس له اعتبار او تأثير، ولكنه شكل إخفاقا للمملكة في امتحان حقوق الانسان.
قضية البحرين قضية وطن واحد وهدف واحد ومطالب واحدة
لم يدخل المعتقلون سجن جو المركزي وسجون البحرين من أجل قضية شخصية أو مطالب خاصة، بل إنه قضيتهم قضية وطن واحد وهدف واحد ومطالب واحدة، وهم ايضاً ضحايا عقليّة الانتقام الممنهجة التي تمارسها السياسة الخليفية، كما أن هيئات الرقابة الرسميّة متورّطة في جميع الانتهاكات، وفي هذا قال الموسوي في كلمة خاصة لهؤلاء المعتقلين ظلماً ولعوائلهم الصابرة والمساندة لهم وللقضية وللشعب البحريني، قال القيادي في جمعية الوفاق الإسلامية البحرينية أن قضية شعب البحرين قضية عادلة ومحقة وتحمل أهدافاً نبيلة ومطالباً وطنية وليست طائفية، وكل المطالب  تتعلق بالعدالة وبناء دولة المواطنة المتساوية ومكافحة الفساد والاستيلاء على الأموال العامة وبناء دولة تحتضن الجميع وتدعو للمشاركة السياسية في صناعة القرار، ولكل المضحين والعاملين والمشاركين والمتضامنين مع هذه القضية يدافعون عن قضية حقة، وإن كل هذه التضحيات هي على طريق الحق والخير والأمل والتطلع للمستقبل والامر بالمعروف والوفاء للوطن والدفاع عن المظلومين.
الإضراب عن الطعام تخطى حدود السجن
لم يبق الإضراب عن الطعام محصوراً داخل سجون آل خليفة، بل إن ذلك تعدى حدود السجون الى خارجها، إذ بدأ العديد من الناشطين وبعض أهالي المعتقلين وبعض من أهالي شهداء البحرين حملة الإضراب عن الطعام تضامناً مع جميع المعتقلين، كما تشهد يومياً عدد كبير من المدن البحرينية حراكاً تضامنياً مع سجناء الرأي المضربين عن الطعام مطالبين بالإفراج الفوري عنهم.
وعلى الرغم من تقليل السلطات البحرينية من شأن هذه الخطوة وكعادتها تأكيدها على ان جميع النزلاء يتمتعون بنفس الحقوق، الا ان افراد عائلات المضربين اعربوا عن قلقهم على حياة ذويهم ومن بينهم مريم الخواجة ابنة الناشط الحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة، المحروم من تلقي العلاج بحسب مصادر حقوقية.
المعتقلون... سيعانقون الحرية يوماً ما
هم ليسوا سجناء عاديين، هم معتقلون رفعوا صوتهم مطالبين بإنصافهم في بلد مارس القمع عشرات السنين، فكان الردّ الخليفي همجي دون رحمة، داسوا على الحجر والبشر ما قبل ثورة الـ 14 من فبراير وما بعدها، اطلقوا الرصاص والسلاح بإتجاه المتظاهرين، قتلوهم في وضح النهار وأعدموا أبنائهم بكل قسوة، فكان لسان حالهم كلسان حال كل رافض للظلم والإستبداد، حملوا راية الإمام الحسين(ع)، وقال كل منهم كلمته: لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً...لكنهم تحمّلوا ولا يزالون يتحملون قهر آل خليفة وعنجهيتهم وعدوانهم... لهؤلاء المعتلقون، القابعون في قبو وسجون الظلم والإستبداد، سيخرجون ويعانقون الحرية، وسيبنون بحرين جديدة، سيعبرون الجسور ذات صباحاً خفافاً، وستمتدّ لهم أضلعنا جسوراً وطيدة، من كهوف البحرين، من مستنقع السجون الى البحرين الجديدة.

البحث
الأرشيف التاريخي