الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة - ١٢ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة - ١٢ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

في ظل متابعتها لإنتاج مسلسل «معاوية» المزيّف

«إم بي سي».. تُشوّه الحقائق وتُجدد الجرح الإسلامي

الحرب الناعمة التي تدورها ماكينة الإعلام الغربي الصهيوني، تواصل نشاطاتها بأهداف معيّنة من أصحابها في إطار الأفلام والمسلسلات المزيّفة التي تقوم بقلب الحقائق بنقاب مزيّف، فنشهد في كل عام إنتاج أفلام ومسلسلات تطبيعية أو مزيّفة تجرح مشاعر المسلمين بل جميع أحرار العالم، ومنها مسلسل "معاوية" الدرامي المزيّف الذي يتم إنتاجه خلإفاً للحقائق ولبث الفرقة بين المسلمين عبر قناة "إم بي سي" السعودية، وبميزانية ضخمة جداً ربما تكون هي الأعلى في تاريخ الدراما العربية، جاوزت الخمسين مليون دولاراً.
قبل حوالي شهرين في 27 مايو/أيار نشرنا تقريراً عما تقوم به هذه القناة تحت عنوان: ("إم بي سي" وتغيير المنهجية.. قرار أم مجرد كلام؟)، وذكرنا فيه أن هناك خبر حول أن قناة "إم بي سي" جاء فيه أنه على أثر المصالحة السعودية الإيرانية الأخيرة، تستعد إلى تطبيق سياسة جديدة ترفع فيها هذه المرة شعار "لا للهجوم على الحليف الإيراني"، وقرّرت تجميد مشاريعها الدرامية والفنية المحرّضة على إيران أو "حلفائها"، وذكرنا أن القضية لا تختص بإيران فقط، بل المهم هو أن هذه القناة في الحقيقة هل تترك إنتاج أفلام وأعمال فنية درامية تطبيعية وما يمس الوحدة بين المسلمين أو ما يستهدف الأخلاق في هذه المجتمعات؟ ولماذا يتم إنتاج أفلام ومسلسلات مزيّفة للتاريخ والتي تبث الفرقة بين الشيعة والسنة، وتخذش الوحدة بين المسلمين، فهذه الفرقة لصالح مَن؟ ولماذا؟
وذكرنا مسلسل "أم هارون التطبيعي" وكذلك مسلسل "معاوية" المزيّف للحقائق الذي واجه ردّات فعل واسعة من قبل العالم العربي والأحرار الذين يبحثون عن الحقائق، وأما الذي حثنا لكتابة هذه السطور، هو أنه بعد أنباء عن إيقاف عرضه "إم بي سي" تعلن استئناف التحضير لمسلسل "معاوية"!
في الحقيقة بعدما أعلنت "إم بي سي" أنها لن تعرض مسلسل "معاوية" في شهر رمضان الماضي، كشفت الشبكة السعودية مرّة أخرى وفجأةً عن إستكمال تصوير العمل الدرامي، والذي كان وقع الخبر صادماً على المتابعين.
تشويه الحقائق التاريخية
مسلسل "معاوية" فيه التشويه المتعمّد للحقائق التاريخية وبث الفرقة بين الشيعة والسنة، والذي يدخل التمثيل التلفزيوني والسينمائي في الآونة الأخيرة على خط الخلاف المذهبي، والصراع الطائفي المحتدم بين المذاهب والطوائف الإسلاميّة.
وفي الواقع إنّ أرباب هذا العمل أجادوا في كلّ شيء إلا في تقديم الحقيقة التاريخيّة للمتلقّي؛ فجاؤوا بواقع تاريخي معكوس ومنكوس في أغلب مشاهد المسلسل.
إثارة الجدل قبل عرضه
مسلسل "معاوية" يثير الجدل قبل عرضه ومقتدى الصدر يصفه برأس الفتنة، ما القصة؟ شبكة "إم بي سي" السعودية أنتجت مسلسل "معاوية" على أن يتم عرضه خلال شهر رمضان الماضي، يروي العمل أحداثاً تاريخية من القرن السابع، ويستعرض سيرة "معاوية بن أبي سفيان"، وما حدث خلال ما سُمي بفترة "الفتنة الكبرى"، التي تُعد واحدة من أبرز محطات التاريخ الإسلامي، والإنقسامات حول شخص من يتولى الخلافة، عقب مقتل "عثمان بن عنفان" وصولاً إلى تأسيس الدولة الأموية، كما يتطرق أيضاً إلى استشهاد الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، واليوم نسمع مرّة أخرى بمواصلة العمل في أيام شهر محرم الحرام الذي استشهد فيه الإمام الحسين (ع)، والجريمة التي ارتكبها ابنه "يزيد بن معاوية" في سنة 61 للهجرة، فما السبب أن نسمع بذلك الخبر مرّة أخرى؟
رغم أن التاريخ يشهد إنتصار الدم على السيف، وكما قال الدكتور "أنطوان بارا" في حوار مع "الوفاق" والذي سننشره الأيام القادمة: "أنظروا اليوم إلى مكانة الإمام الحسين (ع) وتوجه الجميع إلى مرقده وأنظروا مكانة يزيد بن معاوية وقبره الذي تحوّل إلى مزبلة".
كما أن زعيم التيار الصدري في العراق دعا السعودية إلى وقف العمل، محذراً من أن عرضه قد يجرح مشاعر البعض، وغرّد على التويتر: "أرى من الأجدر والأفضل بل المتعيّن، أن تتراجع قناة الـ "إم بي سي" عن بث مسلسل درامي بخصوص "معاوية" فهو رأس الفتنة الطائفية، فلا داعي لجرح مشاعر إخوتكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
بعد تأجيل بث المسلسل
 وكما ذكرنا سمعنا أن بث مسلسل "معاوية" على شاشة "إم بي سي" وتصوير العديد من المناظر في تونس يعود الجدل مجدداً بعد تسريبات عن عودة العمل فيه وبثه خلال رمضان القادم 2024م.
وآخر التطورات المتعلقة بمسلسل معاوية بن أبي سفيان الشخصية التاريخية المثيرة للجدل تقول أن المخرج المصري أحمد مدحت قام بالتصوير في توزر ومن المتوقع أن ينطلق المخرج السينمائي عملية بمدينة نفطة و "توزر" و "قرية المحاسن" بمعتمدية دقاش لتحديد أماكن تصوير المسلسل كمساعد للمخرج طارق العريان.
فلماذا نشهد تجدد احتمال عرضه حسب قول المدير العام لشبكة قنوات "إم بي سي" علي جابر: مسلسل "معاوية" لا يزال قيد التحضير الإنتاجي والفني؟! رغم أن المسلسل أثار كثيراً من ردود الفعل منذ الإعلان عنه، وبعد احتجاجات من مرجعيات عراقية اعتبرت أن العمل قد "يثير النعرات الطائفية".
تجديد الجرح الإسلامي
هذا وقد نشهد أن الأصوات إعتلت مرّة أخرى ضد إنتاج وبث هذا المسلسل خلال الأشهر القادمة، فجاء في مقال "نور الدين بالطيب" تحت عنوان: (mbc  غيّرت رأيها... واختارت "معاوية): "يوم أعلنت الشبكة السعودية عن انطلاق تصوير المسلسل الإشكالي العام الماضي، تعالت الاعتراضات على "تجديد الجرح الإسلامي"، ووصلت إلى التهديد في حال بثه، محذّرةً مما سماه مقتدى الصدر بـ "الفتنة الجديدة". طوى الملف ونسيه الكلّ، ليعود اليوم إلى الواجهة من مدينة توزر التونسيّة.
هكذا، عاد الكلام عن "معاوية" في الوقت الحالي، لكن هذه المرّة، ستطال التغييرات فريق عمله، مع إجراء تعديلات على السيناريو والإخراج. وما وردنا من معلومات حتى الآن يشير إلى أنّ المسلسل يركّز على الأحداث الإشكالية التي تعمل على إثارة النعرات الطائفية فقط، وهذه لعبة تتقنها "إم‌بي‌سي" جيداً، إلى جانب نص ركيك كتبه المصري خالد صالح، ولا يستند إلى أي وقائع تاريخية متفق عليها من قبل علماء الدين أو التاريخ. هكذا انطلق تصوير "معاوية" في مدينة توزر (جنوب غرب تونس) الأسبوع الماضي، تحت إدارة المخرج أحمد مدحت، بدلاً عن طارق العريان الذي كان عرّاب العمل وصوّر بعض مشاهده قبل عام، ليعلن لاحقاً عن انسحابه منه من دون شرح الأسباب. وبرّر العريان في تصريحات إعلامية، انسحابه من العمل بأنّه «يتطلب جهداً كبيراً، مثل تصوير قرابة سبع معارك ضمن أحداث العمل» على حد تعبيره.
اللافت أن المخرج أحمد مدحت لا يتمتّع بأي خبرة لافتة في إخراج المسلسلات التاريخية، بل جلّ ما قدّمه هو مجموعة صغيرة من المشاريع الدرامية المصرية "المتواضعة" فقط.
رغم انطلاق تصوير العمل وعودة الحياة إليه، لكن المسلسل بصيغته الجديدة، أحيط بالكثير من التكتّم والسرّية. إذ لا يُعرّف ما يصوّر حالياً: هل هو جزء ثان من العمل الذي صوّر العام الماضي ولم يتم الانتهاء منه أم أنه تكملة للجزء الأول الذي لم يبث، أم صيغة جديدة للمسلسل بعد تغيير المخرج؟!.
ما هو السبب لبث الفرقة؟
أما ما يبقى ويدور الكلام عنه هو هذا السؤال الذي أنه لماذا نشهد هذا الإصرار والتأكيد من قبل قناة "إم بي سي" لمواصلة العمل وإنتاجه رغم كل النعرات التي بثها حتى قبل عرضه؟!
هل هناك أيادي وراء الكواليس تحاول إنشاء النعرات الطائفية، لإيصال أهدافها؟ ولماذا قناة "إم بي سي" لا تغيّر منهجيتها لكي نشهد دعمها لإنتاج أفلام ومسلسلات حقيقية في إطار تعزيز الوحدة بين المسلمين و مواجهة الحرب الناعمة التي يقوم بها العدو وللغزو الثقافي يتبعه، وبث أفلام تستهدف الأطفال والجيل الشباب مث فيلم "باربي" الذي أخيراً نشهد منع بثه في الدول العربية وغيرها من الأفلام المستهدفة؟
أما حان الوقت لكي نشهد من داعمي وممولي قناة "إم بي سي" حركة حقيقية في خدمة العالم الإسلامي؟

 

البحث
الأرشيف التاريخي