خطوة جديدة لايران في القارة السمراء
الوفاق- أجرى وزير الخارجية حسين أميرعبداللهيان، جولة الى جنوب إفريقيا، جاءت بهدف المشاركة في الاجتماع الخامس عشر للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين طهران وبريتوريا، بعد انقطاع لمدة 3 سنوات، وفي ضوء المساعي التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعثور على موطئ قدم تجاري لها في القارة السمراء، وفي ضوء تحوّلات دولية متسارعة تلعب فيها ايران دورا كبيراً لترسيخ مبدأ التعددية.
وخلال هذا العام أيضاً، أجرى رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي جولة أفريقية شملت كينيا وأوغندا وزيمبابوي، رغم حاجز العقوبات الغربية التي قد تقف عائقا أمام تنفيذ الخطط الإيرانية في هذه القارة، حيث اعتمدت الحكومة الايرانية الثالث عشرة على نهج جديد في عملية السياسة الخارجية مقارنة بالعقد السابق. ففي العقد الماضي، سعت إيران إلى حل مشاكل التجارة الخارجية من خلال التفاهم مع الغربيين ورفع العقوبات، لكن النهج المعتمد في الفترة الجديدة هو "تنويع" شركاء الأعمال. فخلال الأشهر 18 الماضية، سافر السيد رئيسي إلى الصين وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية، ومؤخرا إلى 3 دول أفريقية، وركز خلالها على تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية وتسويق البضائع الإيرانية، كما تمت متابعة إمداد طهران باحتياجات الاستيراد من بعض المواد الغذائية والمواد الخام.
ايران لم تقف الى جانب أي طرف
كما تمخّضت عن زيارة وزير الخارجية الايراني "حسين امير عبداللهيان" الى جنوب إفريقيا والتي إلتقى خلالها مع نظيرته الجنوب افريقية السيدة "نالدي باندور"، في مدينة بريتوريا أمس الأول الخميس، عن التوقيع على وثيقة اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. ولم تنحصر جولة وزير الخارجية في الشؤون الإقتصادية فحسب، حيث قال في إشارة منه الى آخر المستجدات الدولية لا سيما الحرب المندلعة في اوكرانيا، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزيرا خارجية ايران وجنوب افريقيا: إننا لم ولن نقف الى جانب اي من الطرفين في حرب اوكرانيا من اجل إطالة امدها.
وأضاف وزير الخارجية: في المحادثات مع وزير خارجية جنوب إفريقيا، أعربنا عن مواقفنا من الحرب في أوكرانيا. نحن لا نعتبر الحرب في أوكرانيا حلاً، وعلى الطرفين ان يعمدا للتوصل إلى حل سياسي.
إتهامات باطلة ضد ايران
وأشار رئيس السلك الدبلوماسي: إن الاتهام الذي لا أساس له باستخدام طائرات إيرانية بدون طيار في الحرب ضد أوكرانيا باطل تماما. لقد تحدثت مع وزير خارجية أوكرانيا عدة مرات واتفقنا حتى على عقد اجتماع للقادة العسكريين في بلدينا. كان هدفنا من اللقاء هو الحصول على الوثائق المزعومة لأوكرانيا وبعض الدول الغربية باستخدام الطائرات الإيرانية بدون طيار في حرب أوكرانيا. وتحدث الوفدان الأوكراني والإيراني على المستوى العسكري مع بعضهما البعض قبل نحو سبعة أشهر في عمان ، ولم يقدم الوفد العسكري الأوكراني أي وثيقة مقبولة للوفد العسكري الإيراني. وصرّح: طلبنا من الجانب الأوكراني تقديم وثائقهم الصحيحة في هذا الصدد. إلى جانب ذلك، أكدت لنا السلطات الروسية أنها في إطار التعاون الدفاعي القائم والقديم بين إيران وروسيا ، لم ولن تستخدم أبدًا المعدات الإيرانية في الحرب ضد أوكرانيا.
تبادل الرسائل بين ايران وامريكا
وحول الاتفاق النووي صرح أمير عبد اللهيان: فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، إذا كان لدى الأطراف المقابلة الإرادة اللازمة للعودة إلى التزاماتها، فإن إيران لا تزال الطرف الأكثر التزامًا واستقرارًا في خطة العمل الشاملة المشتركة للوفاء بالتزاماتها. لم ننحرف قط عن طريق الدبلوماسية والحوار. وأشار رئيس السلك الدبلوماسي الايراني تبادل الرسائل بصورة غير مباشرة بين إيران وأمريكا عبر بعض الوسطاء. لقد قلنا دائمًا أنه إذا كانت هناك إرادة لدى الجانب الآخر ، فإن إيران ترحب بأي مبادرة لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتهم.
هدف ايران من الانضمام إلى بريكس
وردا على سؤال لأحد المراسلين حول هدف ايران من الانضمام إلى بريكس؟ قال وزير الخارجية الايراني: نهجنا لعضوية بريكس هو تعزيز التعددية. تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا والعديد من الدول التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس مع إيران هم أصدقاء لجمهورية إيران الإسلامية. وقال: نرحب بعضوية دول مختلفة بهدف تقوية مجموعة بريكس قدر الإمكان. واستجابة لدعوة نظيره لزيارة جنوب إفريقيا في الأيام المقبلة ، سيقوم (الرئيس الايراني) السيد (ابراهيم) رئيسي بتوضيح مواقف إيران بشأن بريكس في هذه القمة. وأضاف وزير الخارجية: في الاجتماع الحالي للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وجنوب إفريقيا ، أجرت وفود مشتركة من وزارات ومنظمات ومؤسسات القطاعين العام والخاص في البلدين مناقشات مهمة ومثمرة على مدار يومين. وتعتبر هذه المحادثات جزءاً من الاتفاقيات الجديدة وخارطة الطريق للتعاون بين البلدين. في الوقت نفسه ، وفي إطار هذا الاجتماع ، ناقشت وفود مشتركة في إطار اللجنة المشتركة للبلدين واتفقت على إعداد الوثائق التي سيتم التوقيع عليها خلال زيارة السيد رئيسي القادمة إلى جنوب إفريقيا.
رئيس الجمهورية سيزور جنوب افريقيا
وقال أمیر عبد اللهيان معلنا، ان رئیس الجمهوریة السيد رئيسي سيقوم بزيارة رسمية الى جنوب افريقيا في 24 آب/اغسطس لحضور قمة اصدقاء "بريكس"، وكذلك الاتفاق على تحديد موعد في الخريف القادم للزيارة الثانية التي سيقوم بها الرئيس الايراني الى بريتوريا. وقال حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الايراني:"نهجنا لعضوية بريكس هو تعزيز التعددية. تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا والعديد من الدول التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس مع إيران هم أصدقاء لإيران. نرحب بعضوية دول مختلفة بهدف تقوية مجموعة بريكس قدر الإمكان".
هذا بينما اكدت وزيرة الخارجية في جنوب افريقيا على تقوية العلاقات مع طهران، وقالت: ان سياسة بلادها وايران هو ايجاد عالم يسعى الى السلام والمحبة. وقالت:"لقد اجرينا مباحثات جيدة ومفيدة حول العديد من الملفات العالمية لقد استطعنا ايصال وجهات نظرنا حول العديد من المواضيع التي تهم المنطقة، نحن اعضاء جنوب العالم ودول عدم الانحياز وقد اخترنا دائما سياسة ان يدافع بعضنا عن بعض، هدفنا وهدف ايران هو السعي لايجاد عالم يسوده السلام والتعاون المشترك". في الوقت نفسه، وفي إطار هذا الاجتماع، ناقشت وفود مشتركة في إطار اللجنة المشتركة للبلدين واتفقت على إعداد الوثائق التي سيتم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي القادمة إلى جنوب إفريقيا.