من أجل السير لمرة أخرى؛

الصعوبة والحلاوة في طريق صنع روبوت الهيكل العظمي الخارجي الإيراني

 

مریم حنطه زاده
أجرى الحوار
بعيد المنال
المهندس حسينبور: رحلتنا الأولى خارج طهران كانت في يونيو 2021 الى شهركرد. ولأنه تم الإعلان عن إزاحة الستار عن "روبوت الهيكل الخارجي لأول مرة في غرب البلاد" ، جاء المهتمون من المدن والمحافظات المجاورة وكان الاستقبال جيدًا جدًا. لكن لسوء الحظ لم تكن شهركرد تجربة ناجحة بالنسبة لنا؛ لأن روبوت الهيكل الخارجي هو أعلى مستوى من معدات إعادة التأهيل. وهنالك معدات الجيل الأول مثل الدراجات الثابتة وألواح ثابتة وأقواس موجودة منذ سنوات.
جاء أشخاص لاختبار أجهزتنا هناك، ولم يستخدموا أجهزة إعادة التأهيل من الجيل الأول. كان من الصعب عليّ تصديق المحادثات التي أجريتها معهم حول حياتهم اليومية ومقارنتها بالمدن الكبيرة والمركزية. بسبب صبرهم وعملهم الجاد واتزانهم، رأينا أشخاصًا غريبين نخجل منهم. وفي ظل ظروف الحرمان هذه، لم يكن من المنطقي لهم استخدام الروبوتات؛ لأنهم في بعض الأحيان كانوا يتحدثون عن قرارات عاطفية، مثل بيع المنزل والإقامة في شهركرد لاستخدام الروبوت، وكان هذا ضاراً. بالطبع، أظهر الروبوت أيضًا عيوبًا جديدة بسبب الاختبارات المكثفة، وبالتالي عدنا إلى طهران في وقت أبكر من التاريخ المقرر. بسبب هذه الأنواع من التجارب، نطلب دائمًا من المسؤولين الحكوميين تزويد المستشفيات والمراكز الحكومية بهذه الروبوتات حتى يتمكن المعاقون من استخدامها والاستفادة منها بتكلفة معقولة.
المهندس حواجي: منذ عام 2017، عندما تم بث العديد من التقارير التلفزيونية حول نموذج الروبوت، تلقينا مكالمات ورسائل من مدن ومناطق محرومة تسأل لماذا هذا الجهاز موجود في طهران فقط. منذ ذلك العام، قمنا بأيصال صوت الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال كتابة الرسائل والاجتماعات وعن طريق كل شخص نعرفه. اقترحنا على وزارة الصحة شراء روبوت لكلية الطب في كل محافظة، أو على الأقل للكليات التأهيلية ويوجد أكثر من عشر من هذه الكليات، ليتمكن المعاقين من استخدامها و إعادة التأهيل، وإجراء البحوث العلمية والسريرية عليه. لكن تم الرفض. تابعنا أيضًا مع مؤسسة الشهيد، لكنهم لم يبدوا أي اهتمام. مؤسسة الشهيد هي الوصي على المحاربين القدامى، ولأن اعاقتهم قديمة، فإن القليل منهم كان يستطيع استخدام الروبوت؛ لكن المهم هو أن مؤسسة الشهيد قد أنفقت الأموال ولديها مراكز في جميع المحافظات لخدمة قدامى المحاربين. اقترحنا أن نمنحهم الجهاز بخصم جيد حتى يتمكنوا من خدمة المعاقين الآخرين في هذه المراكز. أي، أن يفعلوا ما لا تفعله وزارة الصحة، وللأسف لم ينجح هذا أيضًا. ذهبنا أيضًا إلى منظمة الرعاية الوطنية، لكن كان لديهم الكثير من المشاكل المالية ولم يهتموا بهذا الأمر على الإطلاق. أما المركز الثالث فكان الهلال الأحمر، ونظراً لأن وضعه المالي أفضل من وزارة الصحة ومنظمة الرعاية ، كانوا يستطيعون شراء الروبوتات. لكن خبراءه كانوا من أولئك الذين يقاومون الأشياء الجديدة؛ أي، قالوا إنه ليس من الضروري إنفاق هذا المبلغ و بامكان معالج ان يأتي ويفعل الشيء نفسه، في حين أن تأثير المشي بشكل مستقل مع الروبوت لا يمكن مقارنته على الإطلاق.
كما تفكر العيادات الخاصة في كيفية دخلها، فالعيادة التي اشترت الروبوت منّا في عام 2020 كان السبب وجود عملاء عراقيين يدفعون المصاريف بالدولار. على سبيل المثال، تكلفة 30 إلى 40 دولارًا للروبوت قد لا تكون مشكلة بالنسبة للزبون العراقي، لكن بالنسبة للزبون الإيراني، تكون حوالي مليون تومان، وهو مبلغ كبير للغاية بالنسبة لجلسة إعادة تأهيل. ومع ذلك، يتصل الكثير من المعاقين بنا ويسألون لماذا لسنا موجودين في باقي المدن ولماذا لا نأخذ الروبوت.

البحث
الأرشيف التاريخي