إستمرار الدعوات لكشف المتورّطين والمحرّضين
تشييع الشهيد أحمد قصاص..ومواقف منددة بالاعتداء على شاحنة المقاومة
أدانت قوى وشخصيّات سياسيّة في لبنان الظهور الميليشاوي المسلّح الذي شهدته بلدة الكحالة، عقب انقلاب شاحنة للمقاومة عند أحد منعطفاتها، وتعرّض أفرادها للاعتداء في محاولة للسيطرة عليها وإطلاق النار الموجّه الذي أدّى إلى استشهاد أحد الإخوة، مشددة على إدانة إثارة الفتن والتحريض، وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة، ومؤكدة الوقوف إلى جانب المقاومة.
كتلة "الوفاء للمقاومة" رأت عقب اجتماعها أنّ ذلك هو نتاج التحريض والتعبئة الغبيّة والحاقدة التي تشكّل مادّة فتنويّة يعمد إلى توظيفها قاصرو النظر أو المتورطون في المشاريع المعادية لمصالح لبنان واللبنانيين.
وأكَّدت "الوفاء للمقاومة" أنَّ هذا التوتير وما نجم عنه هو بعهدة التحقيقات الجارية لتأكيد الوقائع وكشف المتورطين والمحرضين وسوقهم إلى العدالة، وتوجَّهت بأحرّ التعازي والتبريكات لذوي الشهيد المغدور المجاهد أحمد علي قصاص المتميّز برباطة جأشه ومناقبيّته وشجاعته، راجيةً له من الله عظيم الأجر والثواب وعلو الدرجات في جنان الخلد والنعيم الدائم، ولأهله جميل الصبر والسلوان.
كنا ننتظر بعد بيان السفارات الأخير أن يحدث توتر
بدوره، أصدر تجمع "العلماء المسلمين"، بيانًا جاء فيه: "كنا ننتظر بعد بيان السفارات الأخير أن يحدث توترًا ما يصعّد لفتنة كبيرة".
وأشار إلى أن ما حصل في الكحالة، هو "أن شاحنة انقلبت عند كوع الكحالة وكان الشباب المولجون بحماية الشاحنة يعملون على علاج الموضوع، فإذا ببعض الموتورين يعتدون عليهم بالحجارة أولاً، ثم صَعَّدوا بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى استشهاد الشهيد البطل أحمد قصاص، وهذا ما استدعى الرد على مطلق النار من قِبل رفاق الشهيد، فأردوه قتيلًا".
ورأى التجمع أنَّ "ما افتعله الفتنويون في الكحالة يجب أن يُحقّق في خلفيته ومن الذي حرّض لتقديمه إلى العدالة بتهمة قطع الطريق والاعتداء على ممتلكات الآخرين وسلاح المقاومة، خدمة لأهداف العدو الصهيوني".
وأشار إلى أنَّ "العدو الصهيوني كان ينظر بكثير من الفرح لما حصل وما كان ليتمنى أكثر من ذلك، ونأسف أن يكون بعض اللبنانيين يعمل في خدمة مشروعه الهادف إلى القضاء على السلم الأهلي وإشغال المقاومة بفتنة داخلية".
ونوه تجمع "العلماء المسلمين" "بالحكمة التي عالجت بها قيادة المقاومة الإشكال ، وفي نفس الوقت يتوجه بالتحية للجيش اللبناني على إمساكه بالموضوع وحفظه للأمن ومعالجته وصولًا إلى الهدوء التام واستتباب الأمن".
من جانبه، أكَّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أنَّ "الشهيد أحمد قصاص هو شهيد الوطن، ولن ننجر إلى الفتنة التي يريد إشعالها الأميركي والصهيوني".
محاولات للاستثمار السياسي والانتخابي في الدم
من جانبها، أدانت القيادة المركزية لحزب البعث في لبنان، في بيان، " الاعتداء السافر الذي تعرّض له عناصر الحماية في المقاومة، والذي أدّى إلى استشهاد المقاوم أحمد قصاص بعد أن بادر عناصر من الميليشيات المسلحة في منطقة الكحالة إلى مهاجمة الشاحنة والتعرض لمرافقيها بالحجارة والشتائم ومن ثم المبادرة إلى إطلاق النار، وهو ما أثبتته مقاطع الفيديو التي صورها ونشرها أهالي الكحالة أنفسهم، فكان من الطبيعي أن يرد عناصر الحماية على مصادر النيران في إطار الحق المشروع بالدفاع عن النفس".
كما أدانت القيادة "المواقف غير المسؤولة والموتورة التي صدرت عن أحزاب ونواب وشخصيات سياسية، بعضهم يفترض أنهم حلفاء، وفي هذه المواقف محاولات للاستثمار السياسي والانتخابي في الدم عبر خطاب طائفي تحريضي يشبه إلى حد بعيد لغة أعداء المقاومة من دون الأخذ بالحسبان خطورة هذا الخطاب على السلم الأهلي في البلد، ولا سيَّما أنَّه ترافق مع تهجّم علني على مؤسسة الجيش اللبناني التي لعبت دورًا جبارًا في حقن الدماء ومارست دورها الطبيعي في الحفاظ على السلم الأهلي".
ما حصل في الكحالة وعين الحلوة هدفه قطع خط الإمداد
وفي السياق، لفت الأمين العام لـ "التيار الأسعدي" المحامي معن الأسعد إلى "الضخ الإعلامي الكبير والمشبوه الذي حصل وواكب حادثتَي عين إبل والكحالة"، داعيًا "مجلس الدفاع الأعلى إلى الانعقاد فورًا وإصدار بيان مفصَّل ودقيق بما حصل منعًا للفتنة ووضعًا للأمور في نصابها الصحيح، ووضع أيّ حدث أمني في عهدة القضاء الذي عليه أن يتحمّل مسؤولية إجراء التحقيقات وكشف أيِّ ملابسات أو تفاصيل قد يعمد بعض المشبوهين إلى استغلالها لإشعال فتنة لا تبقي ولا تذر".
وأشار إلى أنَّ "التحقيقات القضائية في حادثة عين إبل، تظهر أن خلفياتها ماليّة وشخصيّة، أما حادثة الكحالة فيمكن العودة إلى البيان الوزاري الذي نصّ بشكل واضح على ثلاثيّة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا النص يعطي الشرعية لنقل الأسلحة التي تستخدم في مواجهة العدو الصهيوني"، سائلًا "من أعطى التعليمات لبعض محطات التلفزة لبث خبر وإشاعات عن وجود أسلحة على طريق دولية وليس داخل بلدة الكحالة وترتيب هجوم مسلح وإطلاق النار على عناصر حماية الشاحنة"، مطالبًا "القضاء بالتحرك السريع والكشف عن داتا الاتصالات لمعرفة حقيقة ما حصل ومن أعطى الأوامر بإطلاق النار."
واعتبر أن "ما حصل في الكحالة أو في مخيم عين الحلوة هدفه قطع خط الإمداد إنْ كان بين البقاع وبيروت وبين بيروت والجنوب"، لافتًا إلى أنَّ "الوضع الداخلي خطير جدًا، ولا يحتمل أيّ خطط مشبوهة أو اهتزازات".
هذا، ورأى إمام وخطيب مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني أنَّ نقل السلاح هو أمر طبيعي ضمن عمل المقاومة للحفاظ على جهوزيتها، مستغربًا مسارعة بعض الشخصيات الحزبية والنواب لإطلاق المواقف التحريضية على المقاومة.
وتوجَّه الشيخ العيلاني بالتحية إلى الجيش اللبناني على الجهود التي بذلها لضبط الوضع.
فليحذر الجميع من تمادي التحريض
من جانبه قال رئيس الهيئة الشرعيّة، في حزب الله، الشيخ محمد يزبك خلال خطبة يوم الجمعة، والتي ألقاها في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع) في مدينة بعلبك: مع الأسف مع كلّ إنجازات المقاومة، والتي جعلت لبنان في موقعه السيادي وأنموذج عيشه الواحد أسرة متنوعة الأطياف, يُفاجئ اللبنانييون الغيارى بالاعتداء الإجرامي على المقاومة وسلاحها في الكحالة بعد جوقة التحريض والإشاعات الكاذبة والإعلام المزيف المضلل، والتذكير بالماضي البغيض لفتنة عمياء، الخاسر فيها الوطن والرابح هو العدو الإسرائيلي، ولكن فليعلم مثير الفتنة أنّ نارها ترتدّ عليه، وأن طابخ السم آكله".
وحذَّر سماحته: "من المخططات الشيطانيّة التي لا تعكس إلا توترات؛ اللبنانييون بغنى عنها"، مشيرًا إلى أنَّ "كلّ الشرفاء في وطني هذا يطالبون بأفضل العلاقات بين اللبنانيين جميعًا على مختلف مشاربهم، ويؤكدون ضرورة العيش الواحد والتضامن والتعاون على كلّ ما فيه خيرهم وخير الوطن في مواجهة الأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة والصحيّة والتربويّة".
هذا وبمشاركة شعبية حاشدة من جمهور المقاومة، شيّع حزب الله الشهيد المجاهد أحمد علي قصاص (محمد علي) الذي قضى برصاص ميليشاوي بغيض في محلّة الكحالة.
التشييع الى المثوى الأخير تمّ في روضة الحوراء زينب (عليها السلام) في الغبيري بضاحية بيروت الجنوبية وسط صيحات الولاء للنهج الحسيني وخطّ المقاومة.
مسؤول قسم التبليغ والأنشطة الثقافية في حزب الله السيد علي فحص ألقى كلمة الحزب خلال مراسم التشييع فأكد أنَّ شهداء المقاومة حملوا السلاح للدفاع عن لبنان وحماية كل اللبنانييين باختلاف طوائفهم.