الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة - ١٠ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة - ١٠ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

المفكّر والأديب المسيحي اللبناني «ميشال كعدي» للوفاق:

الإمام الحسين(ع) قدوة ورسالة للعالم

موناسادات خواسته
حُبّ الإمام الحسين(ع) وأهل البيت عليهم السلام لا نهاية له، ولا يختص بالمسلمين بل نشهده عند الديانات الأخرى وخاصة عند المسيحيين، ومنهم البروفيسور والأديب المسيحي اللبناني الدكتور "ميشال كعدي" الذي ذاع صيته في أرجاء العالم وإشتهر بحُبّه لأهل البيت عليهم السلام، وله مسيرة طويلة في البحث لسيرة أهل البيت عليهم السلام،  وأكثر ما يلفت النظر في شخصية "ميشال كعدي"، حبّه الكبير واللّافت للإمام علي(ع)، حتى أنه اختاره موضوعاً لأطروحته الدكتوراه، نزولاً عند رغبة والده المرحوم، حيث رأى ولمس كل القيم الإنسانية التي ينصُّ عليها الدين المسيحي في خطوط وبين سطور نهج البلاغة. إنّ محبة "ميشال كعدي" لأهل البيت عليهم السلام لم تتوقف عند أمير المؤمنين(ع)، بل هو يتحدث عن حلمه القديم بأن يتمّم سلسلةَ أعماله عن الأئمة عليهم السلام.   "ميشال كعدي" شخصية أدبية قلّ نظيرها في العطاءات والفكر والإخلاص لمسيرة الأولياء الصالحين، وأهل البيت عليهم السلام، فهو في جميع كتبه ومحاضراته والمؤتمرات التي يحضرها ينشد بهذا الُحب لأهل البيت عليهم السلام ويعتبرهم قديسين، ففي أجواء شهر محرم الحرام الذي أستشهد فيه الإمام الحسين(ع) وأبنائه وأصحابه الأبرار إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع هذا الأستاذ الجامعي الأديب الذي يتحدث بكل حماس عن الإمام الحسين (ع) وعنده كتاب تحت عنوان "الإمام الحسين(ع) قدوة ورسالة"،  وفيما يلي نص الحوار:

الإمام الحسين(ع) من قديسي الأرض
بداية طلبنا من الدكتور ميشال كعدي لكي يتحدث لنا كيف تعرّف واختار الكتابة عن أهل البيت عليهم السلام وماهي مكانة الإمام الحسين(ع) عند المسيحيين، فقال: وجدت الطوائف المسيحية في الإمام الحسين(ع) أنه قدوة ورسالة في العالم، لقد عرفنا الإمام الحسين(ع) من قديسي الأرض، من هنا أشفعت الكلمة بأنه ليس للشيعة فقط، وإنما هو لجميع الناس والطوائف قاطبة في الدنيا، من هنا أيدنا قول أحد المؤرخين الكبار المسيحيين وهو الدكتور"أنطوان بارا" عندما قارن وقال: "ما تعذّبه المسيح (ع) عُشر ما تعذبه الإمام الحسين (ع)"، ولو عُدتم لقراءة كتابي "الإمام الحسين (ع) قدوة ورسالة" لوجدتم مقارنة بين السيد المسيح والإمام الحسين عليهما السلام، أما مكانة الإمام الحسين (ع) فتشهد لها المآتم الشيعية بكربلاء ولبنان، وتشهد على مشاركات واسعة من المسيحيين الذين يخصصون أيام عاشوراء لحضور المجالس الحسينية وتأبين سيد الشهداء(ع)، وأبي الأحرار ومن يقرأ الكتب السماوية يجد العجائب رفيقة المسيح بشهادة القرآن الكريم ومحبة الرسول(ص) للمسيح عيسى(ع) وهو في أحشاء مريم(س)، والرسول نفسه قال: "سمح الله للمسيح عيسى أن يشفي المرضى ويُقيم الأبواب"، باختصار المسيحية والإسلام صنوان، فتقتضي الضرورة أن يكون للمسيح مكانة وللإمام الحسين (ع) مكانة وأن نعترف بعجيبة حسينية عندما تكلم الرضيع معه وشفاء  المريض ببركته.
الإمام الحسين(ع) قديس يوقّد الشجاعة
وحول الميزة التي توجد في شخصية الإمام الحسين (ع) التي تجتذب الجميع من مختلف الديانات، قال الدكتور "ميشال كعدي": الإمام الحسين (ع) والمسيح (ع) وجميع آل البيت عليهم السلام هم في عظمي ولحمي في هذه الأيام، والجواب على هذا السؤال هو: عندما ارتفع صوت الامام الحسين(ع) بالبكاء وجدت والدته الطُهر البتول فاطمة حدثاً عظيماً حرّك الحياة في الأديان الموحّدة، الميزة لم تكن واحدة في الإمام الحسين (ع)، هناك ميزات تمتاز بكثير من العطاءات، منها بذور الإيمان التي زرعها الإمام الحسين(ع) في النفوس والأديان، وقد عطّلت المقاييس في البشر لتبقى في الوجود حيّة، و تُبقي الإسلام على التوحيد ديناً حنيفاً ينال قسطه من الله والأنبياء في العالم، كل العالم، وثمة ميزة عشقتها فيه وهو يتقدّم الناس إلى الصلاة، ويُبشر بالإيمان وقد شغلته هزّة مجتمعه وصحوة الإسلام، وقد عظّمته نبّاظاً، قديساً يوقّد الشجاعة وسَداد الرأي ومحبة الخالق والإصلاح والثورة في وجه الكفر، ويدفع المساس بالإسلام، وكلّنا مسلمون لله، كل مَن آمن بالله فهو مسلم لذلك أقول كلنا إسلام لله.
الإمام الحسين(ع) إعتلى الدنيا بمواقفه
وعندما سألنا عن تأثير النهضة الحسينية على العالم قال الأستاذ "ميشال كعدي": سؤال جيد جداً لنقل كيف أثرت عالمية الإمام الحسين(ع) في الأديان والطوائف الأخرى وفي الدنيا، الإمام الحسين(ع) إعتلى أمكنة الدنيا في مواقفه فتكلم عليه عباقرة الكون شرقاً وغرباً في كل البلدان العالمية وفي كل القارات، لقد علّم الدنيا كيف تنجح ثورات الحق على وقع الصبر واحتمال الشدائد لإرضاء خالق السماوات والحيوات والدنيوات، نال الإمام الحسين(ع) رضا البشر، كل البشر، من مسيحيين وإسلام ومَن آمن بالله، لأنه كان واضحاً ولم يلبس الأقنعة في عمره، ويوم كان الناس يلبسون الأقنعة في ذلك الزمن، كان يُطل الإمام الحسين(ع) بهيئته الجميلة التي لا مثيل لها في الجمال بين شباب الأرض حتى اليوم. يُطل الإمام الحسين(ع) على البشر من دون قناع، هكذا وصفته في محاضرة لي في ايران والعراق، وهكذا وصفه راهب آخر مضيفاً على كلامنا بأنه ما جاور في حياته المُصانعة يوماً ولا الكذب والرياء، ومن محبة العالم له أنّه علّم كيف تكون الشجاعة والحرية، وفي كل الحالات كان يرفض المبتذل ولا يتخيل إلا وجه الله والرسول(ص)، والنبراس الإمام علي(ع)، ونور الحقيقة والأوضاع الثابتة وكل ما كان يقوله الإمام علي (ع)، عمله بجرأة وقد أخذه مقياساً ومثالاً ليضعه بين العالم، كل العالم، وبين كل المؤمنين.
الإمام الحسين(ع) جامع لكل الطوائف
وفيما يتعلق بأن الإمام الحسين(ع) كيف يكون في عيون غير المسلمين، قال الدكتور "ميشال كعدي":  جواب واحد أُعطي، إلا أن قلت عن محبتنا له نحن المسيحيين، أحببنا الحسين(ع) حُبّاً لا يوصف على الإطلاق، وتسمعون ما قاله الرهبان عنه، في هذا السياق، لابد أن نذكر دوماً أولي السياق النقيّة الذين لهم على الدنيا الفخار ويجب أن ننوّه للراهب الذي نبّه الإمام الحسين(ع) من القتل ومما قاله ليتني كنت مكانه يوم غد، لأن الرؤيا أتته، لأن الحسين(ع) سيكون في الساحة لوحده ما عدى قسم من الشباب المسيحيين، وبعد استشهاده، بكى هذا الراهب وصلّى ليكون في السماء، ويجب أن ننوّه أيضاً بالشاب "وهب" المسيحي وبالشباب المسيحيين الذين استشهدوا مع الإمام الحسين(ع).
كل الناس غادرت وتركت الإمام الحسين (ع) في الساحة لوحده، ما عدى هؤلاء الشبّان الذين مضوا واستشهدوا معه، و مما قاله الراهب آكابيوس: إني لأرى لك قرابة يا حسين (ع)، من قاتل هذا الإبن الطيب، والله أني لو أدركت أيامه لوقيته بنفسي من حر السيوف، يعني تمنى أن يكون في ذلك الزمن قُرب الحسين (ع) ليموت مكانه ويبقى الامام، لأنه عظيم وكبير، لأنّه ثبّت الإسلام إلى الحقيقة وثبّت الإسلام في وحدانية الله وكان جامعاً لكل الطوائف، مسيحية وإسلامية.
خصائص الإمام علي (ع) تتواصل عند الإمام الحسين (ع)
وحول تجلّي خصائص الإمام علي(ع) في ابنه الإمام الحسين(ع)، قال الدكتور "ميشال كعدي": كل ما امتاز به الإمام علي (ع) هو صورة قد تتواصل في الإمام الحسين (ع)، المحبة، الكَرَم، الصلاة، القِيَم، الإسلام، وكل ما جاء في الإسلام من حسنات وقد حفظها عن ظهر قلب الإمام علي (ع) وصّى ولده الإمام الحسين (ع) وأولاده جميعاً أن يكونوا بهذه الصفات، من هنا أقول وقد يكون ردي واضحاً على هذا السؤال، عندما قلت في أطروحتي عن الإمام علي (ع)، وأطروحتي كانت عبارة عن سبعة كيلوات من الورق، عن الإمام علي ابن أبي طالب (ع)، وما قلته في محاضراتي الكثيرة عن الإمامين علي والحسين عليهما السلام تحديداً وأهل البيت عليهم السلام جميعاً، قلت لولا الإمام علي (ع)، والإمام الحسين (ع) لم نر وجوداً للإسلام، فعلاً هذه الحقيقة، وخير دليل ما تضمّنته ملحمة كربلاء، أنها أكبر ملحمة في تاريخ البشر، أما الخصائص التي إتبعها ولي الله الأعظم أمير المؤمنين(ع)، تقلّدها الإمام الحسين (ع)، حفظها كلها، وقد بلغت الضمائر والأبصار، هذه بعض الخصائص التي حفظها الإمام الحسين (ع)، وأعطاها للناس، للرجال والنساء معاً، هي كثيرة، ولكن إختصرتها بثلاث نقاط: أولها علاقة الإمام الحسين(ع) بالله، والثانية علاقته بالوجود، وثالثها علاقته بالبشر وإستشراف وإستشراق المستقبل، هذا هو الإمام الحسين (ع) وهذه طبيعة الأسئلة التي أحببتها وسأدخلها في كتابي الجديد إن شاء الله، خمسة أسئلة فيها عظمة الإمام الحسين (ع) وعظمة آل البيت عليهم السلام وعظمة الرسول (ص)، وعظمة كل الأئمة الذين كتبت عنهم، وكما تعلمون أن لكل إمام من أئمة آل البيت عليهم السلام كتاب، هذا كتاب عن كل واحد منهم، إضافة إلى أطروحة الدكتوراه.
سر جاذبية أهل البيت عليهم السلام  
وأخيراً عندما سألناه عن الكتاب الجديد الذي سيصدر عنه وسر جاذبية أهل البيت عليهم السلام قال: الكتاب الذي سأصدره قريباً هو ملحمة عاشوراء التاريخية التي لا مثيل لها في الوجود، وعندي كتاب ملحمة الرسول (ص) أيضاً الذي أُنجز وبحاجة إلى الطبع، وأنا عندي كتب عن السيدة الزهراء(س) والسيدة زينب(ع)، والإمام زين العابدين(ع) الذي طلبه منّي شخصياً الإمام الخامنئي، وكتاب عن نهج الأئمة، وكتاب اسمه "نهج القادة"، يعني الإمام الخميني (قدس)  الإمام الخامنئي، عالمية الإمام الحسين(ع)، وموضوع كربلاء وموضوعات أخرى، أما كتاب "في حضرة الإمام الحسن(ع)"، طبعاً كل آل البيت عليهم السلام لهم كتب، أنا كتبتها عنهم، وأنا أتيت بالمراجع من أوروبا ومن مكتبة الفاتيكان، ومن السيد أنطوان بارا.
إذن آل البيت عليهم السلام، ما كانوا إلا أتوا من السماء إلى الأرض، أنا عندما أقول الإمام علي (ع) لكل آفاق وزمان، يعني أقصد آل البيت عليهم السلام، أتوا من السماء إلى الأرض، لكي يصلحوا البشر، وبالفعل الإمام علي(ع) والإمامين الحسن والحسين عليهما السلام، والزهراء الخطيبة(س)، وزينب العظيمة(س)، أصلحوا الناس على الأرض، لأنهم أتوا من السماء إلى الأرض لكي يُصلحوها، هؤلاء الأئمة لم يكونوا عاديين على الإطلاق، أئمة آل البيت عليهم السلام هم من القديسين الذين إختارهم الله ليكونوا للإنسان، وإلى جانب الإنسان ليعلّموا البشرية وليُعطوا مثالاً حيّاً للبشرية هؤلاء لم يكونوا مجرّد أُناس عاديين والدليل على ذلك ما
جرى معهم.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي