الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة - ١٠ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة - ١٠ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

في ظلّ التقارب الإيراني العربي الأخير..

أمريكا تحاول تعكير أجواء التقارب في المنطقة

الوفاق- منذ بضعة أيام انطلقت السفينة الهجومية البرمائية الأميركية "يو إس إس باتان" إلى الخليج الفارسي في مهمة تجاهر الإدارة الأميركية بأنها تخدم مصالحها وسياستها القائمة على التوتر والصراعات في العالم، وفي ضوء وتيرة متسارعة من التقارب بين ايران والدول العربية وفي الوقت الذي بدأت تنقشع فيه سحابة النزاعات السوداء من سماء المنطقة. الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين أعلن وصول ثلاثة آلاف عنصر من البحرية إلى المنطقة في إطار مهمة قال إنها تتمثل بأمن الملاحة وزعم بأنها بهدف منع ايران من احتجاز السفن وناقلات النفط،  في الوقت الذي إشتهرت فيه امريكا على المستوى العالمي بقرصنة السفن في المحيطات والبحار دون سابق إنذار وبطرق تنتهك القانون الدولي.
تصعيد يعكّر صفو التقارب في المنطقة
وصول جنود البحرية الأميركية إلى المنطقة، يترافق مع وصول "يو إس إس باتان" وسفينة الإنزال "يو إس إس كارتر هول" إلى البحر الأحمر بعد عبورهما قناة السويس. في ظل هذا التحشيد بحرا، لم يعد الأمر يحتاج لأي تفسير أو توضيح بشأن النوايا الأميركية في المنطقة، والتي تقوم على إدامة التوترات وانعدام الامن خدمة لمصالح واشنطن المبنية على استعداء إيران والتحريض ضدها. وهو ما أكدته الجمهورية الاسلامية الإيرانية عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها ناصر كنعاني الذي اكد أن الخطوة الأميركية تساهم في انعدام الامن بالمنطقة. حرس الثورة الإسلامية أكد جهوزية البلاد للرد على أي تحركات أميركية تصعيدية في منطقة الخليج الفارسي، مضيفا أن أي عمل تقوم به واشنطن لاحتجاز السفن الإيرانية سيقابل بالمثل، خاصة وأن إيران تمتلك القدرة العسكرية والقرار المطلوب للرد في أي مكان وبأي شكل. حرس الثورة شدد على أن دول المنطقة هي المنوطة بحفظ أمنها وضمان الاستقرار فيها.
تحركات تمتد إلى ملفات أخرى
هذا الموقف نابع من اقتناع إيراني بأن تحركات واشنطن في المنطقة تمتد إلى ملفات أخرى تستهدف أولا وآخرا طهران وتعمل على تحشيد الدول في المنطقة ضدها إضافة إلى إقحام الكيان الإسرائيلي في هذه اللعبة القديمة الجديدة، ما يستدعي جهوزية إيرانية في البحر وفي البر والجو أيضا. فالخطوة الأمريكية الأخيرة جاءت من دون وجود اي مبرر أمني، ومن دون وجود اي طلب من اي دولة من دول المنطقة، لهذا يستدعي هذا التحرك الكثير من الإستفسار والتساؤل حول ما يحاك من قبل جباهذة البيت الأبيض.
سياسة فاشلة إزاء ايران
اللافت ان الاسطول الامريكي الخامس والذي يضم حاملة طائرات وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزويد بالوقود، والذي يتخذ من المياه الاقليمية للبحرين مقرا له، لم يكن بحاجة لكل تلك القوات التي تم الاعلان عنها، والتي جاءت في اطار خطة اعلنت عنها وزارة الدفاع الامريكية مسبقا، وفقا للبيان الامريكي ايضا. من الواضح ان هذا الاجراء الامريكي لو جاء في اطار السياسة الامريكية الرامية للضغط على ايران، ودفعها لتقديم تنازلات، فان التجربة التاريخية اثبتت ان هذه السياسة فشلت فشلا ذريعا مع ايران، بل انها تأتي بمردود عكسي تماما بالنسبة لامريكا، وما المناورات التي اجرتها ايران مؤخرا للدفاع عن الخليج الفارسي والجزر الايرانية، والتي استخدمت فيها احدث المنجزات العسكرية الايرانية، إلاّ دليلا واضحا على ما نقول.
إستغلال واستنزاف أمريكي للمنطقة
اما اذا كان الاجراء الامريكي جاء من اجل اظهار المنطقة وكأنها غير آمنة، وان امريكا ومن خلال تكثيف تواجدها العسكري تسعى للحافظ على امنها وتوفير الحماية للملاحة الدولية في الخليج الفارسي، فان التجربة التاريخية اثبتت ايضا، انه كلما ازداد تواجد القوات الامريكية في المنطقة، كلما ازداد التوتر فيها، وزاد استغلال امريكا لدولها واستنزاف مواردها.
باتت جميع دول المنطقة على بينة من حقيقة واضحة مفادها، ان مصلحة الثنائي الامريكي الصهيوني، تقتضي تأجيج وتأزيم الاوضاع في المنطقة، عبر خلق الفتن واصطناع اعداء وهميين لدولها، وليس هناك من دليل اوضح على ذلك من الغضب الامريكي الصهيوني، من التقارب الايراني السعودي، وهو تقارب خلق أجواء ايجابية، صبت وتصب في صالح دول المنطقة والمسلمين جميعاً دون استثناء، بينما نرى امريكا في المقابل لا تدخر وسعا للضغط على الدول العربية، وخاصة السعودية، للتطبيع مع عدو يحتل ويغتصب المقدسات الاسلامية، ويعتدي على العرب والمسلمين ليل نهار، ويحاصر الفلسطينيين منذ عقود، ويقتل الشباب الفلسطيني بدم بارد، ويعلن جهارا نهارا انه لم ولن يعترف يوما بدولة اسمها فلسطين، ويسعى الى هدم المسجد الاقصى وطرد الفلسطينيين من القدس.
هدف التحرّك الأمريكي
ان الاجراء الامريكي جاء من اجل افشال اي جهد عربي ايراني يمكن ان يصب في صالح تشكيل قوة بحرية مشتركة بين دول المنطقة، لتوفير أمن ممراتها المائية في الخليج الفارسي وبحر عمان، فهذه الدول لديها القدرة والامكانيات، لتوفير هذا الأمن دون تدخل أجنبي، وهو تدخل هدفه الوحيد زرع الفتن وخلق الاضطرابات والازمات والنزاعات، من جل تحقيق اهداف تصب من الفها الى يائها في صالح الكيان الاسرائيلي الارهابي العنصري، وهي اهداف لم ولن تتحقق بفضل التوجه الاستقلالي الذي باتت دول المنطقة تعتمده، بعد ان تكشفت لها حقيقة السياسة الامريكية، حتى للدول التي كانت تعتبر نفسها حليفة لامريكا.
ذرائع واهية
ولكن بعد كل ما إستعرضناه سابقاً وقبل كل شيء، ايران لم تحتجز سفنا او ناقلات نفط، إلاّ لسبب، ومن اهم هذه الاسباب، مخالفة هذه السفن والناقلات لقوانين الملاحة، او اصطدامها بالسفن الايرانية. واذا كان هدف امريكا من وراء نشر جنود المارينز على متن السفن التجارية والناقلات النفطية، من اجل ان تسرق امريكا بحرية النفط الايراني في اعالي البحار، فهو هدف لا يسعى وراءه إلاّ احمق، فايران لم ولن تترك ناقلات نفطها تُصادر، بينما ناقلات النفط الامريكي تمخر عباب البحار بحرية، وعلى امريكا ان تعلم ان كل تعرض لناقلة نفط ايرانية من قبلها، سيتم التعرض حتما لناقلة نفط امريكية، حتى لو كانت محاطة بحاملات طائرات امريكية، ولا يجب ان يشك اي مسؤول امريكي بهذا الامر.
لهذا على دول المنطقة ان تكون حذرة من ألاعيب امريكا، وان تفكر بتشكيل قوة عسكرية مشتركة لحماية منطقتها وممراتها البحرية، بعيدا عن مكائد امريكا، فنشر جنود على متن سفن تجارية، ليست سوى محاولة بائسة لاستعراض القوة ولاظهار امريكا، نفسها بانها تحمي دول المنطقة، بينما الحقيقة هي لا تحمي إلاّ الكيان الصهيوني.

البحث
الأرشيف التاريخي