في ذكرى يوم تكريمهم
سيرة الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة تُكتب بأحرف من نور
الوفاق/ الشهيد والشهادة عنوان خالد إلى أبد الدهر، بما أن الشهيد يُسطّر حياته بأحرف من نور، فهكذا الحال مع الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة حيث قاموا بالتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عن المراقد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي، والجميع توافدوا إلى سوريا والعراق للدفاع عن المراقد المقدسة وكانوا يهتفون "كلنا عباسك يا زينب (س)"، فذهبوا وسجلوا مشاهد خالدة من بطولاتهم في التاريخ، وبقيت المسؤولية على الكتّاب حيث قاموا بتأليف وتخليد سيرهم بأقلامهم.
يصادف اليوم الأربعاء ذكرى تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وبهذه المناسبة نتطرق إلى بعض الكتب التي تم تأليفها عن سير حياة هؤلاء الشهداء.
يوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة
أدرج المجلس الأعلى للثورة الثقافية يوم التاسع من أغسطس/آب في التقويم الوطني، يوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وكان استشهاد "محسن حججي" في 9 أغسطس/آب عام 2017م، نقطة تحول في فترة تواجد المستشارين الإيرانيين في سوريا، وليس مستبعداً القول أنه قبل استشهاد "حججي" كانت القلة من الناس تتابع اخبار ومجريات الأحداث في سوريا، على الرغم من استشهاد الكثير من المستشارين في ايران الإسلامية ووقوف ايران بقوة الى جانب الجيش السوري بوجه المعتدين التكفيريين، وكان استشهاد مدافعي الحرم في سوريا والعراق شيئاً غريباً.
ومن هنا جاءت تسمية يوم 9 أغسطس/آب من كل عام، في الذكرى السنوية لإستشهاد محسن حججي، بيوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وذلك ليذكرنا هذا اليوم بتضحيات وبطولات هؤلاء المدافعين عن المراقد المقدسة.
شهداء لبنان
لبنان من الدول التي كانت خلال سنوات الحرب السورية قد تضررت من قبل الجماعات الإرهابية والتكفيرية وكان لفصائل المقاومة فيه دور بارز في محاربة التكفيريين إلى جانب المجاهدين الإيرانيين والأفغان والباكستانيين والعراقيين والسوريين المدافعين عن المراقد المقدسة، وفي تموز 2017 ، سُجّلت في التاريخ أسماء شهداء كثيرين من لبنان، ارتقى معظمهم بمعركة بلدة عرسال التي تم خلالها تحرير مناطق واسعة حول هذه البلدة من التكفيريين. تقع هذه البلدة بالقرب من الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان. ومن بين شهداء تموز اسم احد قادة حزب الله الشهيد حمزة حسن الحاج دياب (ابو العباس).
القائد الشهيد "حمزة حسن الحاج دياب" الملقب بـ "أبو العباس" هو والد الشهيد "علي محمد الحاج دياب". كان من سكان بلدة "شمسطار" الصغيرة في منطقة البقاع اللبنانية ومن سكان "حي السلام" بضاحية بيروت الجنوبية.
كما أن شقيقه الحاج أبو أحمد هو الشهيد الرابع من عائلة الحاج دياب الذي استشهد دفاعاً عن خصوصية أهل البيت عليهم السلام.
مجموعة «حكاية الصالحين»
مجموعة "حكاية الصالحين" تحكي قصة الشهداء الايرانيين الذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت علیهم السلام.
فهي سلسلة كتب تم ترجمتها ونشرها و لاقت إقبالاً كبيراً في الدول العربية وخاصة لبنان، فنذكر بعضها، ومن جهة أخرى الكتّاب الإيرانيون أيضاً لن يتركوا تأليف كتب عن حياة الشهداء اللبنانيين الذين أصبحوا نجما لامعا في سماء الدنيا، وما أجمل هذا التلاحم والوحدة التي نراها في جميع المجالات، وإليكم التعريف ببعض هذه الكتب كأنموذج صغير.
شامخ الهامة
كتاب "شامخ الهامة" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (5) يتحدث عن ذكريات "الشهید محسن حججي" المدافع عن المراقد المقدسة، وهو من تأليف "محمد علي جعفري".
وجاء في لمحة عن الكتاب: "أهداني نسخةً كبيرة من كتاب مفاتيح الجنان هدية لزواجي. وكتب في بداية الكتاب ملاحظة طويلة متمنياً أن نبدأ حياتنا بهذه الهدية وأن تبقى ذكرى منه، وأضاف: تذكروني كلما قرأتم هذا الكتاب. في اللحظة الأخيرة قبل ذهابه قال: "إذا أحسستم بالحزن والألم، فتذكروا حزن السيدة زينب، وعالجوا آلامكم بالقرآن".
سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي قال عن الشهيد حججي: "لقد أعزّ الله الشعب الإيراني وجعله "شامخ الهامة" بجهاد محسن العزيز الذي أصبح رمزاً للجيل الثوري الشاب ومعجزة الثورة الإسلامية المستمرة".
اللقاء في الملكوت
كتاب "اللقاء في الملكوت" للمؤلف "مهدي كودرزي" باللغة الفارسية وهو عن الشهيد المدافع عن المراقد المقدسة "أحمد محمد مشلب" اللبناني، وقد تم نشره ضمن مجموعة كتب تروي تاريخ وحياة الشهداء.
يتحدث هذا الكتاب عن الشهيد الجميل الذي نشرت صورته في الفضاء السيبراني عام 1994 وعرف بشهيد "متسابق بي إم دبليو".
كان الشهيد أحمد مشلب الشاب اللطيف والجذاب الذي فتح مكانه في قلوب شباب إيران ودول العالم الإسلامي الأخرى بسرعة متزايدة، فهذا الكتاب رواية والدة الشهيد من قصة حياته.
الشهيد المجاهد أحمد محمد مشلب.. شهيــدٌ دونَ إسمــهُ علــى وجــه القمــر.. وعـلى الأرض صنع النصــر وكتــب العبــر..
هو شهيــد حــزب الله بالدمــاء إنتصــر.
منتصر
كتاب "منتصر" من تأليف "غيداء ماجد" باللغة العربية، حيث تقول: حين اطلعتُ على السيرة الذاتية للأخ الشهيد محمد حسين جوني، وجدت نفسي أمام شابٍّ مفعمٍ بالإيمان والحيوية، وقد هذّبه الدين وألقى في روعه فيضاً من المعرفة بالله تعالى، وإخلاصاً وصدقاً، ليغدو إنساناً ملائكياً اكتسى بحلل الأنوار الإلهية.
عندما تُعاين سيرة شهيدٍ عن كثب، فإنّك تُمعن النظر إلى آثار رحمة الله في العالمين. تتلمّس أثر ذلك في قلبك الذي يطفو جمالاً، وروحك التي تزهر نوراً كلّما وقفت على حقيقتهم الملكوتيّة، فتبدو تلك السيرة كزرعٍ أخرج شطأَه فآزره، تعجب به الروح سِراعاً وتأنس.
"مُنتصر"، الاسم الجهاديّ وبصمة الروح التي تجلّى بريق نورها على المحيّا. محمّد حسين جوني هو أحد الشهداء الجامعيّين الذي ألقى الدين في روعه فيضاً من المعرفة بالله، فَغَدا إنساناً ملائكيّاً اكتسى بحلل الأنوار الإلهيّة، كما قدّمه السيّد هاشم صفيّ الدين في هذا الكتاب، ودوّنت سيرته الكاتبة غيداء ماجد؛ ليتصدر كتب جمعية إحياء التراث المقاوم، وليختاره الشهيد القائد أبو مهدي المهندس دون كل ما عُرض من آخر معرض كتب في طهران ليقرأه.
جمروش
كتاب "جمروش" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (4) للمؤلفة "شهلا بناهي"، يتحدث عن ذكريات "الطيّار كمال شيرخاني" المدافع عن المراقد المقدسة. يضم هذا الكتاب مجموعة من ذكريات عائلة وأصدقاء الشهيد كمال شيرخاني ورفاقه في السلاح، وجاء في مقدمة الكتاب: تم تأليف هذا الكتاب بجهود أحد المدافعين عن مرقد عقيلة أهل البيت عليهم السلام، والتزاماً بحقوقه الفكرية ومن منطلق رعاية التدابير الأمنية سيشار إليه في هذا الكتاب باسم السيد محمد رضا، وهنا أجد أنّ من الواجب عليّ أن اعتذر منه لذكر اسمه بهذه الطريقة المختصرة وتضييع حقه.
إنه السيد محمد رضا الصديق والزميل ورفيق السلاح الذي اعتبر أنّ تسعة عشر عاماً من مرافقة الشهيد كمال شيرخواني هي أعلى وسام يزيّن صدره. إنّ اختياري لكتابة هذا العمل ليس سوى قطرة من بحر كرم الشهداء عليّ، وقد سجدت شكراً لله مرات ومرات لحصولي على هذا الشرف.
استمرت مرحلة الإعداد لكتابة هذا الكتاب أكثر من ثمانية عشر شهراً، وخلال هذه المدة استغل السيد محمد رضا حتّى أقصر الفرص المتاحة له خلال العطل والإجازات، فروى لي ذكريات مختلفة مما يحمله في صدره من الذكريات الغالية مع الشهيد كمال شيرخاني منذ حصول التعارف بينهما وحتى استشهاد شيرخاني، ذكريات خاصة من صديق وفيّ، تعكس إيمان وتقوى الشهيد شيرخاني ومثابرته.
وداعا ایتها الدنیا
كتاب "وداعا أيتها الدنيا" من مجموعة حكاية الصالحين رقم (5) يتحدث عن ذكريات "محمّد شاليكار" المدافع عن المراقد المقدسة للمؤلف "مصيب معصوميان".
يشير المؤلف في مقدمة الكتاب: جاء إلى حلمي، وقال: لقد حقّقتُ مبتغاي ألا وهي الشهادة.
عندما نسّقتُ للمرّة الثانيةِ مع السيّدة "شَهْرِبَانو نَوْرُوزیان" زوجة الشهيد الحاجّ محمّد شاليكار؛ كي نُنجز الأعمال المتعلّقة بالكتاب، في نفس تلك الليلة رأيته في حلمي مرّةً أخرى، كما لو أنّني كنتُ بين الحلم واليقظة، جاء وقال: أعطِني الكتاب كي أرى ماذا فعلت!
في عالم الرؤيا وضعتُ أمامه نُسخةً معدّةً، فأخذَ النسخة وألقى نظرةً على بعض صفحاته، وسألَ بانزعاجٍ: ماذا كتبتَ عن السيّدة زينب سلام الله عليها؟
وقعتْ عيني المذهولة على عينيه الحادّتين، وبعد سكوتٍ قصيرٍ نطقَ لساني وقلتُ بخجلٍ: لم أكتبْ شيئًا!
قال: اكتبْ عن مُصابِ السيدّةِ زينب عليها السلام.
استيقظتُ من نومي، وبكيتُ بعفويّةٍ وقلتُ: اللهُ أكبر... اللهُ أكبر... اللهُ أكبر... .