بعد عضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون
موعد إنضمام إيران إلى «بريكس» يقترب
بعد تغيير عضوية إيران من مؤقتة إلى دائمة في منظمة شنغهاي للتعاون، حان الوقت لتصبح عضواً في بريكس؛ تحالف تقوده قوى اقتصادية صاعدة وقفت صامدة ضد السياسات العدوانية للغرب والتحالفات الأورو-أمريكية مثل مجموعة السبع.
بعد الإعلان رسمياً عن العضوية الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في منظمة شنغهاي للتعاون في منتصف شهر يوليو من هذا العام في الاجتماع الافتراضي لرؤساء هذه المنظمة برئاسة الهند، اتخذت طهران خطوات أكبر لتصبح عضواً في بريكس.
وفي هذا السياق، بدأت صباح الثلاثاء أعمال مؤتمر "إيران - بريكس؛ آفاق الشراكة والتعاون" في مركز الدراسات السياسية والدولية في مبنى وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية مهدي صفري.
وبدأ المؤتمر المذكور بكلمة ممثل جنوب إفريقيا بصفته الرئيس الدوري لمجموعة بريكس، ومساعد شؤون الدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الخارجية مهدي صفري، وعقدت ثلاث ندوات متخصصة الأولى حملت عنوان "بريكس ودورها في عالم ناشئ متعدد الأقطاب"، وقدم ممثلو الدول الأعضاء في بريكس إيضاحات عن المجموعة وإنجازاتها وألقوا كلمات حول دور هذه الكتلة الاقتصادية القوية في النظام الدولي.
وفي الندوة الثانية، التي عقدت بعنوان "إيران ونهج تعددية الأطراف"، عرض بعض المدراء والخبراء الإيرانيين الأداء الناجح للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بعض الهياكل متعددة الأطراف في مجالات مثل الطاقة والترانزيت والتكنولوجيا والإبتكار.
كما شرح الأمين العام لمنظمة إيكو والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي "دي 8" ووزير التكامل في الاتحاد الاقتصادي الأورواسيوي تجارب منظماتهم بالتعاون مع إيران في هذه الجلسة.
وناقش المشاركون من ايران ودول بريكس في الندوة الثالثة التي حملت عنوان "إيران ودول بريكس: الحاضر والمستقبل"، مجالات التعاون المحتملة فيما يتعلق بالوضع الحالي للمجموعة المذكورة وقدراتها وخططها المستقبلية والأنشطة متعددة الأطراف والدولية لإيران وسبل تعاونها مع مجموعة الدول الأعضاء في بريكس في مجالات النقل والشحن والترانزيت والطاقة والتمويل والاستثمار والتقنيات الجديدة وما إلى ذلك.
بريكس تخلق عالماً متعدد الأقطاب
واعتبر ممثل جنوب إفريقيا آنيل سوكلال، في المؤتمر، بأن ايران تتمتع بحضارة قوية، معتبراً بأن وقوف إيران الى جانب جنوب إفريقيا أدى الى حريتها. مضيفاً بأن نيلسون مانديلا وبعد إطلاق سراحه من السجن سافر الى إيران ليشکرها على مواقفها البناءة.
وصرح سوكلال بأنه تم إنشاء مجموعة بريكس للتعامل مع التعاون الدولي. وقد أعرب ممثل جنوب إفريقيا عن سعادته للمجيء مجدداً الى ايران، لافتاً الى أن جنوب إفريقيا سوف تستضيف مؤتمر مجموعة دول بريكس، معتبراً هذا العام بأنه حافل بالتحديات؛ لكنه يعتبر فرصة كي تتحدث الدول عن الظروف الاقتصادية والتجارية والسياسية في عالم اليوم.
وفي إشارة الى أن دول بريكس تخلق عالماً متعدد الأقطاب، أكد سوكلال على أهمية وضرورة تغيير هيكل العالم، مشيراً الى أن هذا هو السبب في أن دول بريكس تمثل الجنوب العالمي وترغب دول مثل إيران في الانضمام إليه.
إمكانيات جيدة لتعزيز العلاقات مع بريكس
من جانبه، اعتبر مساعد وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية، مهدي صفري، أن إمكانيات إيران مناسبة لتعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء في مجموعة بريكس رغم الحظر الأميركي الأحادي المفروض عليها.
وقال صفري في بداية المؤتمر: إن دول مجموعة بريكس شركاؤنا ولديها مكانة عالية دولياً بفضل نقاط القوة التي تمتلكها. وأضاف: نحن لا نصدر أي أحكام بشأن أي قرارات تتخذها دول بريكس وبإمكانها أن تعزز دورها في التعاون مع الدول الأخرى.
وأكد صفري على أنه على الرغم من الحظر الأمريكي الأحادي الجانب المفروض على إيران لديها إمكانيات جيدة لتعزيز العلاقات مع دول بريكس. وأضاف: إننا نرحب بالتعددية، معتبراً بأن إيران هي واحدة من الدول الرائدة والمؤثرة وتسعى لتعزيز التعاون مع مجموعة بريكس وتعمل مع الدول الأعضاء في رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي "أيورا". وشدد على أن تعاون بريكس مع الدول غير الأعضاء بإمكانه أن يؤدي الى تحسين أوضاعها، مؤكداً امتلاك ايران الكثير من القدرات في مجال النقل والشحن والطاقة والشركات المعرفية.
ويعد مؤتمر "إيران - بريكس؛ آفاق الشراكة والتعاون" إستمراراً للجهود الدبلوماسية للبلاد في اتجاه الانضمام إلى بريكس وتحديد الطاقات المتبادلة.
وشارك في هذا المؤتمر مسؤولون وسفراء دول بريكس الخمس، وهي الهند والصين والبرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا، إلى جانب سفراء ودبلوماسيي السفارات الأجنبية المقيمين في طهران والمدراء والخبراء من المؤسسات الحكومية والخاصة.
وحضر هذا المؤتمر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الذي يزور طهران للمشاركة في هذا المؤتمر.