بمحافظة خراسان الجنوبية؛
متنزه اكبرية في بيرجند.. معلم بميزات هندسية وطبيعية رائعة
الوفاق/ متنزه او بستان اكبرية، حاله حال البساتين السياحية في ايران، حيث يحظى بجمال قل نظيره حيث تتدخل الطبيعة في هندسته.
اذ ان مَن أسس هذا البستان اعتمد على تجاربه وأوجد مكاناً ومجالاً حافظ فيه على بقاء واستمرار الارضية والميزات الطبيعية.
للبستان ثلاث بنيات وتصاميم فريدة: فهو اولاً يقع على مسار جدول ماء. ثانيا، يحيطه جدار، وثالثاً احتواؤه على مبنى صيفي وبركة ماء. وعمر هذا البستان له صلة بتاريخ تكوّن القناة المذكورة. وهو من الاماكن اللافتة للنظر ويقع في نهاية شارع (معلم) بمدينة بيرجند.
يشار الى ان هناك 3 عناصر تشترك بها البساتين الايرانية، وهي وجود المياه على شكل جدول، والذي يتمحور حوله البستان، ووجود عمارة في وسطه، والجدران المحيطة به، وقد تكونت البساتين الاولى في ايران على مسار خروج مياه القنوات (القناة هنا هي مياه جارية في مسار تحت الارض ويمتد احياناً لمسافات طويلة). وبما ان طرق حفر القنوات والاساليب المتعلقة بذلك حصل عليها الحفارون الايرانيون بالتجربة في بادئ الامر، فمن هنا جاء انشاء البساتين بجوار القنوات عبر افكار وتدبر الايرانيين. وهذا ما يميز البساتين الايرانية عن غيرها. وهو ما جعل السائحين الاوروبيين يسمونها بـ(البساتين الايرانية).
تاريخ متنزه اكبرية
تبلغ مساحة البستان نحو 45069 مترا مربعا. وجرى في العام 1999م بادراجه في قائمة الآثار الوطنية الايرانية. ويقع في منطقة جبلية، ويحتوي على مبنيين اثنين، أقدمهما مبنى كان يملكه حشمت الدولة، والد ابراهيم شوكت الملك، وبني في اواخر الحقبة الزندية وبداية الفترة القاجارية. المبنى الآخر هو مخصص للمراسم واستقبال الضيوف وبناه شوكت الملك.
البستان كان يستخدم للسكن والاستقبال ولإنجاز المهام الحكومية وبعد وفاة ابراهيم خان شوكت الملك، أخذ ابنه، اسد الله علم، وزير بلاط الشاه، باستخدامه للسكن في بعض أيام السنة.
وقد قام علم بوقف الملك للحضرة الرضوية، وفي العام 1992م اصبح تحت تصرف مؤسسة التراث الثقافي.يذكر ان وجود اشجار السرو الباسقة على طرفي الطريق في البستان والطرق الموصلة الى الطريق الرئيسي للمبنى المركزي تزيد من جمالية البستان.
البستان تحيطه اماكن مثل الاماكن الخدمية والعمارة المركزية والجدار الغربي للاصطبل. ومن العناصر المهمة فيه وجود البركة أو المسبح المربع الذي هو جزء رئيسي من مساحة البستان. ويوجد فيه جدول دائمي رئيسي وعدد من الجداول الفرعية، التي يصل خرير الماء فيها الى الاسماع مولدة بهذا صلة وثيقة بالطبيعة. كما ان معظم مساحة البستان مخصصة لزراعة اشجار الفاكهة والاعشاب الطبية وأزهار الزينة.تجدر الاشارة الى ان مختلف اقسام البستان والمبنى تستعمل من قبل الدائرة العامة للتراث الثقافي والسياحة بمحافظة خراسان الجنوبية.
والقسم الذي أنشأ في بداية الحكم القاجاري يستخدم كمكتبة وكلية الفنون التابعة لجامعة بيرجند. اما القسم المبني في الفترة القاجارية فاصبح متحفاً للآثار القديمة وعلم الانسان.وفي متحف الحيوان هناك تعرض نماذج بارزة وفريدة ونادرة من الحيوانات المتوافرة في منطقة جنوب خراسان وخاصة مقاطعة بيرجند، وايضا انواع من الطيور النادرة.