مسؤول المجموعة في حوار مع الوفاق
«الزهرائيون» من أرياف أهواز الى المنصات الوطنية والدولية
الوفاق/ خاص
امير مقبل
«إن النشيد هو احد الطاقات الفنية الثمينة في سياق نشر القيم المعرفیة والعلمية. الترکیب البدیع من الشعر والصوت واللحن خلال الأداء الجماعي، هو سر التأثير المميز للأناشید الدينية والوطنية في أنحاء العالم کافة؛ ولله الحمد فقد نجح الفن الإيراني أن يضع بلدنا الغالي في طليعة هذا القطاع. وإنني اذ اعرب عن شكري للقائمين على ترویج الاناشيد، احثهم على تجنب المحاكاة المضرة واختيار القضايا الاسلامية والثورية والوطنية القیّمة.»
الإمام الخامنئي (دام ظله)
الأناشيد الدينية الهادفة لها دور بارز ومهم في تربية وتنشئة الجيل الجديد على القيم والمفاهيم الدينيّة، وعلى المستوى التربويّ والتوجيهي، خصوصاً على الشباب والأطفال.
النشيد شكل من أشكال الفنون، والأناشید هي واحدة من القطع الأثرية الأدبية الأكثر شعبية، التي تتواصل وترتبط مع مجموعة واسعة من الناس،کما أن النشيد لديه قدرة كبيرة على إخبار ونقل المشاعر الجماعية والوطنية للشعوب والأمم.
ويرتبط النشيد بطبيعة الحال بالملاحم والقضايا الاجتماعية والجماعية، وقد دخل في مجالات مختلفة من الحياة الاجتماعية. ويمكن أن ينتشر النشيد في منطقة ودولة ويصبح لغة الحاضر وشعار أمة.
في تاريخ ثورتنا الاسلامیة، كان النشيد عاملاً لتوحيد الكلمة وخلق العاطفة والحماس في القوى والمسيرات الشعبية. لقد كانت ترانيم وأناشید الثورة الإسلامية مؤثرة وعميقة لدرجة أننا إذا محونا أناشید الثورة من ذاكرتنا التاريخية وتجاهلناها، فقد لا يتبقى لنا ذاكرة مشتركة حية، لأن الصورة الكاملة التي يحملها جيل الثورة والأجيال اللاحقة عن الحركة الشعبية أثناء الثورة الإسلامية، تمتزج بأناشید الثورة.
یقول سماحة "السيد أحمد صولي الحسيني العاملي" أن الأناشيد الدينيّة الإسلاميّة الهادفة تُعتبر فرعاً من فروع الفنّ الملتزم، ورافداً من روافد القيم والمثل والأخلاق. وليس خافياً ما لهذا الفرع من الفنّ الملتزم والهادف من أهمّيّة ودور على المستوى التربويّ والتوجيهيّ والتعبويّ، خصوصاً على فئة الشباب والأطفال؛ حيث يعمل على تعميق العقائد والفضائل في العقول والنفوس، وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الدين والعقيدة، وتنمية حبّ الله ـ تبارك وتعالى ـ والنبيّ الأعظم ـ صلّى الله عليه وآله ـ ومودّة أهل بيته ـ عليهم السلام ـ، والإقتداء بهم، وتركيز المفاهيم الأصيلة من قبيل أركان الإسلام والطّاعة والصّبر والتضحية والإيثار والفداء والجهاد، وتوجيه السلوك الفرديّ والمجتمعيّ نحو الأخلاق الفاضلة، واحترام الآخرين، والذوق السليم، وغيرها من القيم السامية والخصال الحميدة.
وانطلاقاً من إدراكه لهذه الحقيقة، كثيراً ما أكَّد قائد الثورة الإسلامیة على الإستفادة من الأنشودة الهادفة ذات المضامين الرساليّة في عمليّة تربية وتنشئة الجيل الجديد على القيم والمفاهيم الدينيّة.
يعد نشيد "سلام فرمانده/ سلام يا مهدي" أحد المصاديق البارزة والحيّة للأناشيد التي لاقت رواجاً واسعاً، وأصبح أحد أكثر الأعمال الإنشادية انتشاراً في العالم وبصورة قياسية.
تنشط العدید من المجموعات الإنشادیة في ایران الإسلامیة ومنها محافظة خوزستان، التي جعلت نفسها في عِداد المتمیزین بهذا المجال، ومن إحدی الفرق التي تنشط بمحافظة خوزستان، هي فرقة "زهرائيون" للإنشاد، حیث تقوم هذه المجموعة بنشر الثقافة الوطنیة والمحلیة والقیم الدینیة الإسلامیة الأصیلة من خلال الأعمال التي یتم إنجازها لهذه الفرقة.
فرقة "زهرائيون" للإنشاد
بدأت فرقة "زهرائيون" للإنشاد نشاطها عام 2016 م، في حي الشکارة بمنطقة کوت عبدالله التابعة لمدینة کارون بمحافظة خوزستان.
وقامت فرقة "زهرائيون" للإنشاد بالمشاركة في العديد من المهرجانات، بما في ذلك مهرجان الإمام الرضا (ع)، وتتمنى أن تؤدي النشيد في حضور قائد الثورة الإسلامیة، وأنتجت فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدیني خلال هذه الفترة، 45 عملاً باللغات العربية والفارسية والإنجليزية.
"علي أکبر فلاحي" قائد فرقة "زهرائيون" للإنشاد وخلال مقابلة صحفیة قال: إن الفرقة عازمة علی إنتاج عمل ونشید متعدد اللغات بموضوع الوحدة الإسلامية، والتي من المفترض أن يكون لها رؤية أكثر شمولاً للمجتمع الإسلامي، وتأمل أن يتمكن مجال الفن من دعم هذا العمل.
وأضاف أنه يجب أن نستثمر في مجال أطفال وناشئة إيران والدول الإسلامية الأخرى، حتى يكون لدينا في المستقبل أناس يستطيعون مواصلة طريق الشهداء ومحور المقاومة.
"علي أکبر فلاحي" یعتقد أن الجمهور والمخاطب الرئيسي للترانيم والأناشید هم الأطفال والمراهقون، نظراً لأن الأطفال والمراهقين يهتمون بالعمل الجماعي وبشکل مجموعة، فإن هذا التجمع معاً وقراءة الأناشید معاً، سيكون له تأثير أكبر على جمهورهم في نفس الفئة العمرية.
وللمزید عن هذه الفرقة أجرینا حوار مع قائد فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدیني "علي أکبر فلاحي"، للتعرف علی هذه الفرقة ونشاطاتها طوال السنوات الماضیة.
متى تم تشکیل فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدیني ومتی بدأت هذه الفرقة نشاطها؟
شُکلت فرقة "زهرائیون" للإنشاد الدیني في عام 2016 م، وکان عدد اعضاء الفرقة 7 أشخاص، تم تشکیل الفرقة في مسجد الإمام جعفر الصادق علیه السلام، في حي (الشکاره 2) بمدینة کوت عبدالله، بأبسط الإمکانیات الرفاهیة والفنیة، وأمکان التدریب والتعلیم.
في البدایة كان أعضاء الفرقة یتدربون في هذا المسجد مع قلة الإمکانیات، وبأقل قدر من الإمکانیات، وفقط عن طريق القراءة وبدون موسيقى، وإستطاعوا أن یتقدموا خطوة بعد خطوة في مجال الأناشید.
فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدیني هي مجموعة فنیة تربویة، ونحن إضافة إلی سرد الأناشید، نعمل في مجالات ثقافیة وفنیة أخری.
في أي مهرجانات محلية ودولية مهمة، شارکت فرقة زهرائیون للإنشاد؟
إستطاعت فرقة زهرائیون الدولیة أن تشارک وتقیم عدة برنامج في خارج البلد ومنها: المشارکة في بعثة قائد الثورة الإسلامیة في مدینة کربلاء المقدسة في العراق، اداء في المكتب المركزي للحشد الشعبي العراقي، إقامة برنامج نشید في المعرض الدولي للشهادة والسيادة، اداء في برنامج شهداء البحرین، أداء لعدد من المؤسسات العراقیة، المشارکة في مهرجان أناشید دول محور المقاومة الدولي، المشارکة في الحفل الختامي لمهرجان عمار الدولي، الفوز بالمركز الأول في مسابقة (هماهنگ) التلفزیونیة، المشارکة في مهرجان رسام للأفلام القصیرة، عروض متنوعة في قنوات الإذاعة
والتلفزيون
المشارکة في برنامج (حسینیة المعلى) التي تبث من القناة الثالثة الإیراینة، والتي تعد من أهم المشارکات لفرقتنا، المشارکة في حفل منتصف شهر شعبان في مسجد جمکران المقدس، بمشارکة حاشدة ملیونیة من قبل المواطنین في هذا الحفل.
والأداء في قافلة (روایات راهیان) (مؤتمر دولي بمناسبة الأربعین) لمدة 10 ایام في طریق النجف الأشرف إلی مدینة کربلاء المقدسة.
كم عدد الأعمال التي أنتجتها فرقة "زهرائيون" للإنشاد خلال هذه الفترة، وبأي لغة؟
لحسن الحظ، تمكنا لغایة الآن من إنتاج 45 نشیداً وعملاً، باللغات العربیة والفارسیة والإنجلیزیة، وهذه الأناشید کان لها إقبال کبیر لدی جماهیر دول محور المقاومة وفي الفضاء الإفتراضي أیضاً شهدت إنتشاراً واسعاً من قبل الجمهور.
خطفت فرقة "زهرائيون" للإنشاد الأنظار في أدائها الرائع والممیز في برنامج "هماهنگ" التلفزیوني، کیف شارکتم في هذا البرنامج التلفزيوني؟
مسابقة "هماهنگ" التلفزیونیة في الواقع کانت عملية كبيرة لنا، تحملنا المخاطر والضغوطات لتحقیق النجاح، وقد شاركنا في مسابقةٍ بمستوى احترافي وعالي للغاية، وعلى الرغم من أننا نواجه نقصا في الامکانیات، ولکن كنا متعاطفين مع الآخر وداعمين لبعضنا البعض.
شاركنا من أجل إنجاح وتحسين المستوى الفني لمدينتنا، والذي يمكن القول أنه مصدر فخر لمدينة كارون، حيث شاركت فرقة من مدينة كارون - كوت عبدالله في مثل هذا الحدث المهم. شاركنا في المرحلة الأولى والتي كانت في مدينة دزفول ولحسن الحظ قمنا بعمل وطني وحصلنا على المركز الأول في المسابقات، ثم شاركنا في المرحلة الثانية.
ومن أجل النجاح في المرحلة الثانية، قدمنا اناشيد للإمام الحسين (ع) وقمنا بعرض مسرح من المواكب العراقية وقدمنا جزيل شكرنا لأصحاب هذه المواكب الذين يقومون بتقدیم وإیصال الخدمات لزوار الأربعين، وكما قمنا بتكريم أصحاب المواكب الإيرانية في حدود البلاد، حيث تقدم خدماتها لزوار أبي عبد الله الحسين (ع).
في الدور نصف النهائي طرحنا موضوع الغدیر، موضوع طبخ واحضار الطعام الساخن، حیث تم طبخ وطهي مایقرب من ملیون وجبة طعام هذا العام في محافظة خوزستان وقمنا بعرض هذا العمل المبارک علی المسرح بشکل فني ممتاز، ولحسن الحظ، حظي أداؤنا بالكثير من المشاهدين، وحتی تلقينا رسائل من عدة دول عربية.
وفي المرحلة الأخيرة من هذه المسابقة، قمنا بتقدیم نشيد محلي خوزستاني، يعكس إخلاص وحب أهالي محافظة خوزستان لوطنهم إیران الإسلامية.
نظراً إلى أن فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدیني تقوم بنشاطات دینیة وتنشر المفاهیم الإسلامیة الصحیحة والمذهب الشيعي بشكل جيد من خلال أناشیدها، هل قدم المسؤولون المحليون أي مساعدة لهذه المجموعة؟
لسوء الحظ، لم يكن الدعم كما كنا نتوقعه من قبل المسؤولین، ولم يكن سوى من قبل رئيس بلدية أهواز ومدير عام مؤسسة حفظ آثار ونشر قیم الدفاع المقدس في خوزستان، الذين قاموا بدعمنا وتکریم المجموعة، وما تلقینا أي دعم من باقي المسؤولین أو المنظمات المعنیة؛ مثل منظمة الثقافة والإرشاد، مع أننا نواجة قلة الإمکانیات، ولدینا الکثیر من الإحتیاجات، وصعب کان علی أعضاء الفرقة حتی تجهیز ألبسة خاصة للفریق، وعلی سبیل المثال الألبسة التي شارکنا بها في مسابقة "هماهنگ"، لغایة الآن لم یتم دفع مبالغها المادیة.
ویالیت وأتمنی أن یکون لنا دعماً من قبل المسؤولین والمعنیین، لیکون حافزاً للمجموعات والفرق الأخری، لکي یشارکوا و یستمروا في هذا المسیر، وللأسف لم نُدعم إلی الان مادیّاً، إلا الدعم التي ذکرته لکم.
وأخيراً إن شاء الله تعالی هذا الحوار وهذه الأخبار التي یتم نشرها في هذه الجریدة، تجعل الفرقة تتقدم شیئاً فشیئاً، في مواصلة مشوارها الدیني والفني والثقافي.
تكريم فرقة "زهرائيون" في مدینة أهواز
من جهة أخرى أقيم حفل تكريم فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدولیة في مدينة أهواز، بحضور مجموعة من المسؤولين المعنيين وأهالي أهواز.
في هذا الحفل الذي أقيم في نهاية شهر تیر الماضي بحضور مدير عام منظمة الثقافة والإرشاد الإسلامي بخوزستان، ومدير عام مؤسسة حفظ آثار ونشر قیم الدفاع المقدس في خوزستان، ورئيس بلدية أهواز وإمام جمعة وقائممقام محافظة كارون، تم تکریم أعضاء فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدینیة الدولیة، لنجاحهم في برنامج "هماهنگ" التلفزیوني
في هذا الحفل، منحت بلدية أهواز مليار ريال، كما منحت مؤسسة حفظ آثار ونشر قیم الدفاع المقدس في خوزستان 300 مليون ريال لفرقة "زهرائيون".
وقال مدير عام مؤسسة حفظ آثار ونشر قیم الدفاع المقدس في خوزستان بهذا الحفل: إذا أردنا أن نفخر بهؤلاء الأبناء، يجب أن يواصلوا طريقهم، ومن خلال إنشاء استوديو لهذه الفرقة سنهیئ الطریق لیصبحوا معروفين عالمیاً.
وأضاف اللواء عبد الرضا مراد حاجتي: آمل أن تظهر فرقة زهرائيون قدرتها وأعمالها لدول المنطقة، حتى يعرفوا من هُم شيعة الإمام علي (ع).
وأكّد على أن فرقة زهرائيون تقوم بنشر وترویج الإسلام والمذهب الشيعي بشكل جيد بأناشيدها وحناجرها الذهبية.
مشارکة الفرقة في مؤتمر بالعراق أثناء مسیرة اربعینیة الإمام
الحسین (ع)
شاركت فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدولیة في المؤتمر الدولي السادس للمسرح الشعبي لمسیرة الأربعين تحت عنوان "روايت راهيان" الذي أقیم في العراق.
وأدت ترانيم "انصار الولاية" و "شميم الاربعين" و "شوق الزيارة" لزوار أربعینیة الإمام الحسین (ع)، بین مدینة النجف الأشرف ومدینة کربلاء المقدسة في العراق.
وقال علي أکبر فلاحي: كان هناك تنسيق جيد في ترتيب وتنظیم وتوقيت البرامج، بحيث كان هناك دائماً منسق في مكان الإقامة لإرشاد المجموعات إلى مكان المشارکة وإبلاغهم بالوقت المتبقي حتى بداية الأداء، وهذا هو الذي يحدث في البرامج ذات أعلى مستوى من الجودة.
وأضاف علي أکبر فلاحي أن دول محور المقاومة الناطقة بالعربية، تعتبر الترانيم والأناشید والقصائد والأشعار مهمة جداً لأنها تثير الجمهور وتخلق روحاً ملحمية فيه. والجدیر بالذکر أن فرقة "زهرائيون" للإنشاد الدولیة سافرت عدة مرات إلی العراق وشارکت في عدة برامج ومهرجانات ومناسبات دینیة في هذا البلد.