الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وتسعون - ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وتسعون - ٠٦ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

في خطوة نحو ثبيته

مسجد تاريخانه دامغان في قائمة(إيسيسكو)

الوفاق/ يعد التسجيل العالمي لمسجد دامغان التاريخي في قائمة أعمال العالم الإسلامي كأحد المساجد الأربعة ذات القباب في العالم، وهو أحد أقدم المعالم التاريخية في فترة ما بعد الاسلام في إيران وإرثاً من القرن الثاني الهجري، هو دلالة على هوية وأصالة الإيرانيين.
 مسجد "تاريخانه" أو مسجد جهلستون في جنوب شرق دامغان في محافظة سمنان هو من أوائل المساجد في إيران وأحد أقدم المعالم التاريخية في فترة ما بعد الإسلام، ويتراوح تاريخ بنائه بين عام 130 و170 ه.ق.
المبنى التاريخي والديني للمسجد التاريخي ذو الهندسة المعمارية الفريدة هو هوية وشعار مدينة دامغان بمحافظة سمنان، والتي يجب الحفاظ عليها وحمايتها باعتبارها كنزاً ثميناً للأجيال القادمة، والتسجيل في قائمة الآثار العالمية فعال في الحفاظ عليها. والتسجيل العالمي لهذا المبنى القيم في قائمة التراث العالمي الإسلامي كإحدى الفئات الفرعية لليونسكو سيستمر حتى نهاية هذا الصيف.
المنظمة الإسلامية العالمية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هي منظمة متخصصة تعمل بدعم من منظمة التعاون الإسلامي (OIC) في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال في الدول الإسلامية ومن أجل دعم وتنشط العلاقات بين الدول الأعضاء ويقع المقر الرئيسي لهذه المنظمة في المغرب.
من أجل التعرف على تراث العالم الإسلامي وتقديمه وحمايته بشكل أفضل، قامت ISECO بتجميع قائمة بالمعالم الثقافية والتاريخية للعالم الإسلامي لعدة سنوات، وهذه القائمة مخصصة للعالم الإسلامي وتعتبر بصرف النظر عن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويعد تسجيل مسجد دامغان التاريخي في هذه القائمة إنجازاً قيماً في الترويج للسياحة والترويج للثقافة الإيرانية والإسلامية والحفاظ على الأصالة والهوية. تم تسجيل المسجد التاريخي كأحد المعالم الوطنية لإيران في 15 يناير 1930 برقم تسجيل 80، وباسم هذا المبنى.
وصف المبنى ومحيطه
يعد مسجد دامغان التاريخي من أقدم ومن أوائل المساجد في إيران، حيث تم بناء مئذنة. يعود تاريخ بنائه الذي أعيد بناؤه إلى القرن الثاني الهجري وأسلوبه مشابه لمباني العصر الساساني. يعتمد مخطط المبنى على شبستان (جزء من المساجد الكبيرة التي لها سقف. الشبيستان هي مساحات مغطاة بأعمدة موحدة ومتوازية تؤدي إلى صحن المسجد من جانب واحد) ذات اعمدة ومخططه الرئيسي على محور الفناء المركزي ؛ الفناء الكبير شبه المربع ، ويفتح حوله 22 رواقا من جميع الجهات على قناطر دائرية.
تمت إضافة مئذنة هذا المبنى التي يبلغ ارتفاعها 25 متراً إلى هذه المجموعة عام 420 هـجری  في العهد السلجوقي، ويتميز شکلها الظاهری بزخارف جميلة جداً من الطوب على الطراز السلجوقي. يبلغ عرض هذه المئذنة الواقعة بجوار المسجد 6.5 متر مربع عند أدنى مستوى لها ويساوي 13 متراً ، وتنخفض تدريجياً نحو الأعلى ويصل ارتفاعها إلى 8.6 متر. يقع هذا المسجد التراثي في محاذاة الطريق الاستراتيجي الرابط بين شرق إيران وغربها والذي كان يسمى طريق ري خراسان قديماً، ويمكن اعتباره أقدم مسجد في إيران على الإطلاق، وعمارته الفريدة من نوعها تبهر كل من يرتاده لكونها تعكس براعة المعماريين القدماء وحنكتهم.
ويطلق على مسجد "تاريخانه" اسم مسجد "جهل ستون" أي المسجد ذي الأربعين عموداً، ولكن عادة ما تستخدم كلمة أربعين في اللغة الفارسية للمبالغة في العدد، لذلك لا يشترط أنه يضم أعمدة بهذا العدد، وإنما يراد وصفه بأنه ذو أعمدة كثيرة.
خارطة بناء هذا المسجد العريق تنسجم مع خرائط المساجد التي تمّ تشييدها في عصر صدر الإسلام لكون معالمها الخارجية لا تتضمن أية نقوش ولا زخارف، وفي العهد السلجوقي تهدمت منارته التي كانت مكونة من اللبن والطين، لكن لم يتم بناء منارة جديدة عليها وإنما بنيت منارة أخرى إلى جانبها استخدم فيها الطابوق المفخور.
يتضمن مبنى المسجد باحة مربعة الشكل تشتمل على أطواق في جوانبها الأربعة والجانب المواجه للقبلة ذو طوق أكبر من الثلاثة الأخرى، ويمكن اعتبار خارطة بنائه بأنها أبسط وأنسب وأكثر خرائط المساجد علميةً في تأريخ مساجد عصر صدر الإسلام.
جميع أجزاء هذا المسجد تدل على العمارة الإيرانية الأصيلة الخالصة التي لا يشوبها أي نمط آخر، فكل معالمه تدل على فن العمارة الساساني العريق، لذا يمكن القول بأن هذا المسجد غريب على هيكل إيران من حيث خارطة بنائه لكنه أصيل وعريق من حيث عمارته الفذة لدرجة أن أحد الرحالة الغربيين المعروفين حينما رآه تصور أنه معبد أو قصر ساساني وليس مسجداً.
على ارتفاع عشرة أمتارٍ من جدران المنارة توجد نقوش على الطابوق دونت بالخط الكوفي دون فيها أنها شيدت بدعم من قبل أبي حرب بختيار ممدوح منوتشهري، لذا فتاريخ تشييدها يرجع إلى السنوات 420 هـ إلى 430 هـ.
طوال أيام العام ولا سيما في العطلة الصيفية وفي أوائل أيام فصل الربيع، يقصد هذا المسجد الكثير من السائحين ومحبي الآثار القديمة ولا سيما فن العمارة الإيراني الأصيل.
مسجد تاريخانه يتخذ خطوة نحو تثبيته العالمي
قال المسؤول عن تسجيل الأعمال وتحديد حدود الإدارة العامة للتراث الثقافي والسياحة والحرف بمحافظة سمنان: إن التسجيل العالمي للمبنى التاريخي والديني للمسجد التاريخي هو هوية ورمز للمسجد التاريخي. وتعتبر مدينة دامغان ومحافظة سمنان في قائمة التراث العالمي الإسلامي كواحدة من الفئات الفرعية لليونسكو حتى نهاية الصيف.
وقال هاني رستكاران لقد تم الانتهاء من اجراءات ملف التسجيل العالمي للمسجد التاريخي في منتدى العالم الإسلامي وسيتم إرساله إلى الأمانة العامة لمراجعة التسجيل العالمي بحلول الأسبوع المقبل، ومن ثم يتعين علينا انتظار الاجتماع حتى نهاية الصيف والتسجيل العالمي.
وقال: إن التسجيل الوطني والدولي لهذه الأعمال القيمة يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الأصالة والهوية الإسلامية الإيرانية وتعزيزها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي