الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وتسعون - ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وتسعون - ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الكاتبة زهراء بريطع للوفاق:

أدب الطفل رسالة ومسؤولية كبرى

الوفاق/ خاص
سهامه مجلسي
تتطلب كتابة قصص الأطفال من الكاتب أن يتمتع بخيال خصب، بالإضافة لقدرته على تقمص شخصية الطفل ومعرفة ما يمكن أن يدور في ذهنه. إن كان مقرراً عليك كتابة قصة للأطفال كمشروع دراسي، أو كنت ترغب في كتابة القصة من تلقاء نفسك، ستحتاج للتخطيط للأمر بالطريقة الصحيحة. يضع معظم كُتّاب قصص الأطفال في اعتبارهم الفئة العمرية التي تناسب القصص التي يكتبونها، فيختلف كلٌ من مستوى اللغة وأسلوب الكتابة وموضوع القصة وفقاً للفئة العمرية التي تكتب لها.  وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الكاتبة والمحررة والناشرة
زهراء بريطع، وفيما يلي نص الحوار:

كيف ومتى بدأت تجربتك في الكتابة الأدبية للأطفال وما هي المراحل والمحطات التي مررت بها؟
هذا السؤال يعود بي إلى مرحلة الطفولة وذكرياتها الجميلة، ولكي أكون دقيقة سأخبركم أولاً أنّني لازلت أطوّر تجربتي في هذا العالم الجميل والعميق، وكلّما سبرت أغواره أكثر، كلما ازددتُ معرفة، واكتسبت مهارات صَقَلَت تجربتي فيه أكثر.
يمكنني أن أقسّم تجربتي لثلاثة أقسام:
المرحلة الأولى: مرحلة الكتابة الفطرية التي بدأت بعمر صغير جداً، حيث كانت مخيلتي تقودني إلى زمان غير الذي أنا فيه، ومكان لم تطأه قدماي من قبل. كنت أنسج الأفكار، وأحيك القصص، وأدوّنها على الورق، بل وأرسم مشاهدها في كثير من الأحيان.
لاحظ والداي أنّ عندي ميولاً كبيرة نحو كتابة القصص للأطفال، فصارت هديتي المفضلة، قصة أو مجلة كلّما أرادا مكافأتي على عمل جيد قمت به.
مع الوقت صار عندي مكتبة كبيرة، مليئة بالقصص والمجلات المتنوّعة. بعدها توسّعت قراءاتي ومطالعاتي، من قراءة للروايات العالمية، والكتب الفلسفية والأدبية، إضافة للكتب التربوية والمقالات المختلفة.
المرحلة الثانية: هي مرحلة العمل المباشر في مجال أدب الأطفال كمحررة، وكاتبة في مجلة مهدي للأطفال.
في هذه المرحلة اكتسبت خبرة كبيرة جداً، نتيجة اطلاعي على عشرات النصوص التي كانت تصل للمجلة، والنقاش مع كُتّابها، من ثمّ تحريرها، ليخرج النص بأفضل رؤية ممكنة.
وهنا أيضاً في هذه المرحلة، بدأت نشر بعض القصص في العديد من دور النشر العربية.
المرحلة الثالثة: يمكن أن أقول أن تجربتي صارت أكثر نضوجاً، بعد مرور حوالي 13 سنة في عالم الكتابة والتحرير. وبعد اختياري كرئيسة تحرير لمجلة مهدي بفئاتها العمرية المختلفة، وكمديرة لدار ميم للإنتاج الثقافي.
التحدي هنا صعب، ويحتاج لجهد مضاعف، وتقديم التميز والعلامة الفارقة، بظل وجود عشرات دور النشر العربية. وذلك ليس على مستوى كتاباتي فحسب، إنما على مستوى كل إنتاجات الدار والمجلة، والأولويات التي تهم الطفل بالدرجة الأولى.
هل يختلف أدب الطفل عن غيره من الآداب وأين تكمن صعوبته في نظرك؟
يمكن أن نلخّص الكتابة للطفل بعبارة «السهل الممتنع». وهنا تكمن صعوبته، وتمايزه عن غيره من الآداب. قد يخيّل للبعض، أنّ كتابة قصص الأطفال سهلة وبسيطة، لكنها في الواقع عميقة، وتحتاج لكثير من النضوج على مستوى الفكرة واللغة والأسلوب.
عندما نتحدث عن أدب الأطفال، فإننا حتماً نتحدث عن تنمية مهارات الطفل اللغوية وقدرته على التعبير، تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية، والوعي الثقافي والبيئي والأدبي والفني، تعزيز الثقة في النفس والتعامل مع المشاعر والمواقف الصعبة.
مع لحاظ إلى أنّ المواضيع التي يتم تناولها، لا بدّ وأن تتماشى مع اهتمامات الأطفال ومتطلباتهم العمرية.
ما هي مميزات قصص الاطفال بشكل عام؟
لعلّ أهم ميزة في قصة ما للأطفال هي الفكرة: جاذبيتها، تميزّها، ومدى تلائمها مع الفئة المستهدفة.
إضافة للجانب البصري، والرسوم التصويرية التي تشكل عامل الجذب الأول الذي يدفع الطفل لاقتنائها. كما أنّ تصميم القصة والمواءمة ما بين النص والرسوم أمر بالغ الأهمية، ولا يمكن إغفاله، لما يشكل من بصمة إخراجية تقدّم القصة بكل عناصرها بأفضل صورة.
عناوين قصص الأطفال لا بدّ وأن تكون جاذبة، ملفتة، غير تقليدية. بعضها قد يكون مباشراً، وبعضها الآخر يحمل في طياته التساؤلات، التي ستشكل مفتاحاً سحريّاً يدفع الطفل لقراءة القصة.
إنّ قصص الأطفال تساعد على تنمية الخيال والإبداع، لما تحويه من صور وعناصر خيالية، وشخصيات مثيرة للاهتمام. كما تساعد على تنمية مهارات الطفل اللغوية وقدرته على التعبير، وإثراء قاموسه اللغوي ومفرداته المتنوعة.
كما أنها تعتبر وسيلة فعالة لتشجيع الطفل على القراءة والتعلم، وتقديم الرسائل بطريقة سهلة وسلسلة، بأسلوب غير مباشر بعيداً عن الوعظ، من قيم ومبادئ، وأفكار متنوعة ثقافيّاً، أدبيّاً، بيئيّاً، فنيّاً وغيرها..
هل لديك مواضيع معينة تعالجينها في كتابتك للطفل؟
الطفل كائن اجتماعيّ، يعيش في بيئة ومكان وزمان معينين. وعلى اختلاف البيئات والأطفال في العالم، فإنّ قصص الأطفال يمكن أن تتناول أيّ موضوع كان، يهمّ الطفل ويكون جزءا من احتياجاته، أو يثري معلوماته، أو يثير دهشته، أو يزرع البسمة على شفاهه.
لا حدود للمواضيع والأفكار التي يمكن تناولها في قصص الأطفال، ولكن لا بدّ من الإلتفات إلى نقطة أساسية: وهي كيفية تناول الموضوع ومعالجته، ومدى انسجام ذلك مع الفئة المستهدفة لناحية الخصائص العمرية والنمائية والذهنية..
ولكن، وفي ظل تزايد التحديّات حول العالم، من النواحي الثقافية، التربوية، الاجتماعية، الاقتصادية، وغيرها.. سنكون حتماً أمام تزاحم في الأولويات. لذا نتّجه بالدرجة الأولى نحو المواضيع ذات الحاجة الملحّة أكثر من غيرها، والتي يمكن أن تترك أثراً أكبر لناحية التحديات المذكورة أعلاه.
ما هي رسالتكم لكل من يهتم بأدب الطفل؟
أولاً، ولأكون منصفة، فإنّي سأقسّم رسالتي لثلاثة أقسام، للأهل الأعزاء، للكتاب، والناشرين.
هذه الرسائل أرسلها بكل محبة وتقدير لكل الجهود المبذولة، بعيداً عن التنظير والنقد السلبي، وقد استخلصتها من خلال عملي المباشر ككاتبة ومحررة وناشرة لفترة طويلة.
أولاً للأهل الأعزاء:
1. خصصوا وقتاً لقراءة القصص مع أطفالكم.
2. ناقشوا القصص، واجعلوا منها نقطة انطلاق للبحث عن المزيد من المعلومات حول الموضوع الذي تتناوله.
3. الطفل مقلّد بارع، إذا شاهدكم تقرأون وتطالعون، سيفعل مثلكم تماماً.
4. خصصوا ركناً في البيت للكتب، وخاصة لقصص طفلكم.
5. حاولوا أن تقرأوا القصة قبل اقتنائها لأطفالكم، خاصة إذا كان بعمر صغير.
6. لا تنبهروا بالرسوم على حساب الفكرة والمضمون.
7. القصة التي تحتوي على رسوم رديئة لا تقتنوها، لأنها ستضرب الذائقة الفنية لطفلكم.
ثانياً للكُتّاب:
منذ بداية عملي بأدب الطفل، يصلنا شهرياً عشرات القصص من مختلف الدول العربية. لا أنكر وجود العديد من القصص المميزة على صعيد الفكرة والصياغة، ولكن هناك الكثير الكثير من القصص التي تحتاج إلى إعادة معالجة بشكل بنيوي. لذا، أوجه لكل الكتاب الأعزاء بعض النقاط التي استخلصتها من كمّ الإشكالات الموجودة في تلك القصص:
1. طالعوا كثيراً واقرأوا مختلف أنواع الأدب.
2. اطلعوا على خصائص الفئات العمرية المختلفة.
3. اقرأوا وابحثوا عن الموضوع الذي تريدون الكتابة عنه.
4. ابحثوا عن الفكرة المتميزة، وليكن لكم أسلوبكم الخاص.
5. دعوا قصتكم تتخمر، وأعيدوا قراءتها، أو حتى كتابتها، ولا تستعجلوا النشر.
6. شاوروا من هم أكثر خبرة أو تثقون برأيه بقصصكم.
7. القصة ليست فكرة مميزة فحسب، بل هي لغة وأسلوب وصياغة صحيحة، لذا حاولوا أن تكون قصتكم مصاغة بأسلوب صحيح وسليم، وخالية من الأخطاء اللغوية والنحوية قدر الإمكان.
ثالثاً للناشرين:
شهد أدب الطفل في السنوات القليلة الماضية تطوّراً كبيراً على صعيد النشر في عالمنا العربي، وذلك على مستوى المضمون والرسوم وحتى التصميم. وصار واضحاً التمايز بين دور النشر التي تقدّم المحتوى الجيّد والآمن للطفل، وبين تلك التي تولي الأهمية للربح على حساب المضمون.
لست الآن بصدد التصنيف، أو المحاكمة، ولست ضدّ من يتّخذ من أدب الأطفال مصدراً للربح الماديّ، فهذا أمر مشروع، بل ومطلوب ليحقق الاستمرارية للناشر.
ولكن ما أريد الإشارة له، أنّ أدب الطفل بالدرجة الأولى هو رسالة ومسؤولية كبيرة، وللناشر الدور الأكبر في تحمّل هذه المسؤولية، من خلال اختيار النصوص الجيّدة، وإخراجها بشكل فنيّ لائق.
أين موقع المرأة العربية في أدب الطفل اليوم؟
المرأة كاتبة بالفطرة، وذلك من اللحظة الأولى التي تهدهد فيها لطفلها، وتروي له القصص كي ينام، فهي تزرع البذرة الأولى لكونها كاتبة ذات مخيلة كبيرة، تنافس فيها أهمّ الكتّاب في العالم.
لا أعتقد أنّ هناك إحصاءً فعليّاً حول الموضوع، ولكن وبحسب اطلاعي، ومراقبتي لمعظم إصدارات دور النشر، فإنّ أغلب كتّابها هم من النساء. وحتى الناشرون على صعيد العالم العربي، نجد أنّ جزءاً كبيراً منهم، هو من السيّدات.
برأي فإنّ هذا أمرٌ صحيٌّ إلى حدًّ كبير، ليس لعدم مقدرة الكتّاب من الرجال أو انتقاصاً من فاعليتهم، ولكنّنا نعلم أنّ الطفل في مراحل عمره الأولى، يكون أكثر التصاقاً بأمه، وهي الأكثر علماً باحتياجاته ورغباته، وقدراته وخصائصه النمائية.
ما هي أبرز الكتب التي كتبتها؟
كتبت الكثير من القصص التي نشرت في العديد من مجلات الأطفال ودور النشر العربية.
من أبرز هذه القصص: أين اختفى حذاء مازن- الأرقام العجيبة- بعيوني- حكاية نوارة- إلى الفضاء انطلق- من سيأخذ كنزة الصوف؟- حلم السقساق- في رحاب الإمام الرضا- صلاة التقى- رحلة حلزونة- لم أعد وحيدة- احكيلنا يا ستي- سماء مدينتي- وسيم والقمر المنير...
هل لديك اهتمامات أخرى في عالم الأطفال؟
عالم الأطفال، عالم ساحر بكل تفاصيله الجميلة والممتعة. كتبت العديد من المسرحيات الموجهة للناشئة، ومجموعة من القصائد والأفلام القصيرة للأطفال.
كما أعمل في مجال الدوبلاج الصوتي، وتسجيل قصص الأطفال، والتدريب على كتابة القصص والدوبلاج والأداء الصوتي.
 

 

البحث
الأرشيف التاريخي