الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وتسعون - ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وتسعون - ٠٥ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

رئيس مكتب الشعر والموسيقى في الإذاعة والتلفزيون الإيراني للوفاق:

الشعر.. خط المواجهة الأول وعابر للحدود

الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته
الشعر هو أحد الأشكال الأدبية للفن في اللغة حيث يستخدم الصفات الجمالية بالإضافة إلى معنى الموضوع ويشتمل على كلمات ذات معانٍ لغوية تؤثر على الشخص اثناء القراءة أو السمع، وهذا ما نشهده منذ القِدَم حتى يومنا هذا، حيث يوصف قائد الثورة الإسلامية ظاهرة الشعر أنها من معاجز الخلقة ويقول: "إن الشعر يحظى بجمالية خاصة وهذه الميزة تحوّله إلى وسيلة إعلامية مؤثّرة وملزمة للمسؤولية وينبغي توجيه هذه المسؤولية لتخدم تيار التنوير والهداية". ويستقبل سماحته في كل سنة مجموعة من الأدباء والشعراء الإيرانيين والأجانب ويستمع إلى أشعارهم، ومنهم الشاعر الإيراني القدير ورئيس مكتب الشعر والموسيقى والنشيد في الإذاعة والتلفزيون الإيراني "عليرضا قزوة" الذي يعتبر من الشعراء البارزين الذي تم نشر العديد من قصائده، وعلى الرغم من أن له أعمالاً بارزة في مجال الشعر الحديث، إلا أنه يعتبر أحد أعمدة الموجة الثالثة للشعر (شعر الثورة والدفاع المقدس). ونشر حتى الآن العديد من القصائد في مجال الحرب والمقاومة وفلسطين، وغالبية قصائده في الموضوعات الدينية والإجتماعية، وأُختير كشاعر مميز في مهرجان فجر الشعر الدولي الثاني في قسم شعر المقاومة والإنتفاضة.
"عليرضا قزوة" من الشعراء الذين كان لهم حضور فاعل في المؤتمرات الوطنية لشعر الدفاع المقدس والمقاومة، كما أنه سابقاً يشير في ملتقى شعر المقاومة بالدورة الخامسة والعشرين لمعرض طهران الدولي للكتاب إلى أن أدب المقاومة لا يعد موضوعاً جديداً في عصرنا الحاضر، ويعتقد أن أدب المقاومة تنامى في ايران والدول الأخرى جنباً إلى جنب مع الأدب الفارسي، ويقول: إن اشعار اقبال اللاهوري تشكل نموذجاً لمثل الأعمال الخاصة بفكر المقاومة، وأدب المقاومة يستلهم من القضية الفلسطينية لأكثر من 40 عاماً في أجواء الشعر العالمي، وأن هذا الأمر تحول الى وسيلة لنمو
فكر شعر المقاومة.
يعتقد "قزوة" أن يمكن العثور على سند لشعر المقاومة في عاشوراء، وأن المقاومة التي أبداها الإمام الحسين (ع) متواصلة على مدى التاريخ والمستمرة إلى يومنا هذا تشكل قدوة حسنه لشاعر المقاومة، وبما أننا في شهر محرم الحرام وأيام ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته عليهم السلام وأصحابه الأحرار، ونظراً للأشعار الدينية التي أنشدها هذا الشاعر الإيراني القدير، أجرينا حواراً معه وفيما يلي نص الحوار:


الشعر له الأثر الأكبر وبأقل التكاليف
بداية سألنا عليرضا قزوة عن بدايته مع الشعر ورأيه حول الشعر الديني فقال: الشعر له الأثر الأكبر وبأقل التكاليف، ولا يزال أعظم شخصياتنا بارزين في هذا المجال ومنهم الحكيم فردوسي، حافظ الشيرازي وسعدي، ومولانا، كل هؤلاء الرجال العظماء هم شعراء، وهناك شوارع واتوسترادات ومدن وقاعات سميت على اسم هؤلاء الرجال العظماء.
وأنا أيضاً من بين الفنون السبعة، كنت مهتماً بفن الشعر منذ الصغر، وقد انجذبت إلى التصوف والأجواء الأدبية، وفي السنوات الأخيرة عملت أكثر على الشعر الديني وهذا بسبب حبي واهتمامي بالشعر الديني وأجواء محرم والأربعين الحسيني، فأحببت هذه الساحة منذ أن كنت طفلا وكنت أحضر المساجد والحسينيات.
الإستناد الصحيح للرواية التاريخية في الشعر
وعندما سألناه عن رأيه ما هي في افضل القصائد والأشعار التي يستخدمها الرواديد في مجالس العزاء الحسيني؟ وما هو سر خلود وانتشار شعر محشم الكاشاني حول عاشوراء، قال "قزوة": هناك سلسلة من القصائد التي هي أشعار وقصائد أصلية لها مكانها الخاص في تراثنا الأدبي الإيراني، لشعرائنا مثل محتشم الكاشاني، وعمّان ساماني، ووحشي بافقي، وغيرهم، والعديد من الشعراء العظماء عملوا في هذا المجال وأنشدوا قصائد عاشورائية. كما أن قبل هؤلاء، في القرن الرابع الهجري، كان هناك شعراء آخرون، على سبيل المثال، كسائي المروزي، وناصر خسرو القبادياني اللذان عملا على قصائد عاشورائية، وخاصة القصائد الدينية.
عندما يأتي شهر محرم الحرام، هناك مجموعتان من الرواديد في يومنا هذا، مجموعة التي تحترم الأصالة والتقاليد وتقرأ نفس القصائد التي تستند إلى التقاليد الصحيحة للشعر الفارسي، ولكن مع الأسف المجموعة الأخرى التي هي قليلة، يقرأون كل ما يصل اليهم من أي مكان دون إستناد صحيح، وبالتأكيد، هذه ليست قصائد الشعراء البارزين، ولكنها قصائد الشعراء الذين إما قاموا بإنشادها هم أنفسهم أو من أشعار شعراء لديهم قدرة أدبية أقل، والذين يكتبون القصائد التي تكون أحياناً بعيدة عن التقليد الأدبي للشعر الفارسي، وهي أقل أدبية.
بالطبع، في الشعر العاشورائي، الأصالة مهمة جداً، وعندما تُقرأ القصيدة، يجب تحديد أصالتها، ومن أين أتت، ويجب أن تكون متأصلة في القرآن والحديث والتاريخ والكتب التاريخية.
وكثيراً ما نرى أنهم يأتون بأشياء لا تتطابق مع تاريخ عاشوراء، ولهذا السبب يجب أن يكون لدى الشاعر العاشورائي دراسات ومعلومات حسب التاريخ الصحيح، وهذه ضرورة يجب مراعاتها.
خصائص وميزات الشعر الديني
وحول الخصائص والميزات التي يجب أن يتمتع بها الشعر الديني وكيف يجب أن يتخذ الشاعر خطوات لتحسين الشعر الديني يقول "قزوة": يجب أن يكون الشعر الديني أولاً وقبل كل شيء قصيدة صحيحة من الناحية التاريخية، ومع وثيقة صحيحة، يجب أن يحتوي على وثيقة كاملة، أي، إذا لم يتم التأكيد على اتفاق لم يحدث في عاشوراء، فهذا لا يذكره في القصيدة العاشورائية، لأن هذا الحدث لا يوجد في عاشوراء.
يجب أن يستند الشاعر في سرد الأحداث إلى كتب تاريخية صحيحة، على سبيل المثال كتب الذاكرة والتاريخ، أو كتب المقاتل، لابد أن تكون القصيدة قد أتت من مكان ما، ويجب أن تأتي هذه المقاتل من مكان ما، وعلينا أن نرى من هو الذي كتب هذا المقتل؟ هل هو مثلاً ابن طاووس أم هو أبي مخنف الذي كتب هذا.
بناءً على ما يُستشهد بالمقتل، لأن هذه المقاتل تنتمي إلى القرون الماضية، على سبيل المثال، بعضها يعود إلى القرن السادس أو السابع الهجري، وبعضها في كتاب تاريخ الطبري، وهو أقرب إلى حادثة عاشوراء، ويمكن الإستشهاد بها على أي حال.
لكن مع الأسف يقرأ بعض الرواديد الأشعار من أنفسهم أو الأشعار التي توجد على المواقع المعاصرة دون اقتباسات أو أي سند تاريخي صحيح، هذه بالتأكيد ليست معتمدة، يجب أن يحصل الشعر العاشورائي على هذه الشهادة أولاً وقبل
كل شيء.
ونقطة أخرى هو الأسلوب الأدبي، أي أن الأسلوب الأدبي في إنشاد الشعر يجب أن يكون أسلوباً أدباً قوياً، ويجب أن تكون القصيدة صحيحة نحوياً، وعناصرها كاملة من حيث العناصر الشعرية، ويجب أن تكون قصيدة يمكن الإستشهاد بها وتبقى خالدة في التاريخ، ولكن بعض الأشعار التي ينشدها البعض لن تبقى في التاريخ.
الشعر عابر للحدود
بعد ذلك تطرقنا إلى موضوع استخدام الشعر للدفاع عن أهل البيت عليهم السلام في زمن الحرب الناعمة، وتدنيس القرآن الكريم، فهكذا أبدى لنا رأيه هذا الشاعر الديني القدير: أي مشكلة تحدث، يمكن أن يدخل الشعر فيها أيضاً، ومهما تكون المشكلة، فالشعر مثل طائر يمكنه عبور الأسلاك الشائكة والحدود والمغادرة، فالشعر يمكنه الدخول بدون جواز سفر أو إذن، ويتكلم بكلماته عما يريد.
وهذه خاصية الشعر، والتي لها الأثر الأكبر مع أقل كلفة، ولهذا نرى أن الشعراء دخلوا أيضاً في مسألة حرق القرآن الكريم، ورأيت أنهم أنشدوا أشعارهم في هذا المجال، وأنا نفسي أيضاً أنشدت عن هذا الموضوع من قبل، كما في المواضيع
الأخرى.
على أي حال، الشعر يأتي إلى الميدان قبل كل الفنون، وهو خط المواجهة الأول، أي قبل كل المناضلين، هناك من في الصفوف الأمامية يذهبون إلى حقل الألغام ويصبحون شهداء، والشعراء أيضاً كذلك، هم يدخلون أمام الجميع إلى حقل الألغام ويقولون ما يقصدونه.
تأثير الشعر الكبير وإصابته للهدف
وأخيراً تحدث لنا "قزوة" عن أثر الشعر في خلق الوحدة بين الدول الإسلامية وذكرى حضوره في جمع من ضيوف قائد الثورة الإسلامية، وقال: كما قال سماحة قائد الثورة الإسلامية وأكد مرات عديدة، بغض النظر عن مقدار ما نستثمره في شعرنا، فالشعر مؤثر جداً ولن يضيع تأثيره.
من الممكن أن يُطلق صاروخ ولا يصيب الهدف، على الرغم من انفاق الكثير من المال عليه، لكنه لا يصيب الهدف، لكن الشعر يصيب الهدف دائماً، وسيكون له بالتأكيد هذا التأثير في جميع المجالات، بما أننا نتمكن من إنشاء رابط ووحدة بين الدول الإسلامية وحتى الدول غير الإسلامية من خلال الشعر.
مهرجان شعر دولي بموضوع السلام
وتابع قزوة: إننا نتطلع الآن في الأشهر القادمة لإنشاء مهرجان شعر دولي بموضوع السلام، وندعو جميع الشعراء الأوروبيين والآسيويين للحضور وهؤلاء يصرخون ويصدحون بسلمية إيران وبأنها دولة مسالمة.
وعندما كنت مع العديد من الشعراء بإستضافة قائد الثورة الإسلامية لديّ العديد من الذكريات، أريد فقط أن أقول سماحته يحترم الشعر كثيراً ويمكنني أن أذكر لكم من الذاكرة وهي أن سماحته يُخصص معظم الوقت في إستقباله للحشود المختلفة من الشعراء والاستماع الى
أشعارهم.
أي في بعض الأحيان، من وقت صلاة المغرب والعشاء  كان يأتي قائد الثورة الإسلامية ويجلس، وحتى وقت متأخر من الليل، الذي يقترب من الـ 12 منتصف الليل، نرى أن سماحته  يأتي ويجلس معنا ويستمع إلى شعر الشعراء.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي