إيران وباكستان توقعان 4 وثائق تعاون ومذكرات تفاهم
تحويل الحدود الأمنية إلى تجارية
الوفاق/ وكالات
وقّعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية باكستان على أربع وثائق تعاون ومذكرات تفاهم خلال الزيارة الرسمية لوزير الخارجية الإيراني إلى باكستان.
وأقيمت مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم، يوم الخميس في إسلام آباد، بحضور وزيري خارجية إيران وباكستان حسين أمير عبداللهيان وبيلاوال بوتو زرداري، في ختام محادثاتهما الرسمية. كما حضر الحفل كبار المسؤولين الباكستانيين، بمن فيهم وزيرا التجارة والشؤون الاقتصادية في هذا البلد.
ووقع مسؤولون من إيران وباكستان على الوثائق والمذكرات المتعلقة بالتمديد لمدة 5 سنوات لبرنامج التعاون التجاري الاستراتيجي، وملخص الاجتماع الثالث للجنة الاستثمار المشترك، والاجتماع الثالث للجنة المصرفية المشتركة والتعاون في المجال الاقتصادي.
أنبوب الغاز الإيراني
وبعد الحفل، عقد وزير الخارجية الإيراني ونظيره الباكستاني مؤتمراً صحفياً مشتركاً، حيث أكد حسين أمير عبداللهيان بالقول: إننا مصممون على إخراج الحدود من الحالة الأمنية البحتة الى الحالة التجارية ومضاعفة التبادل التجاري. وأوضح: إن مساعد الدبلوماسية الاقتصادية في الخارجية الايرانية بمعية وفد اقتصادي كبير من الوزارات المختلفة أجرى منذ يومين محادثات مهمة ومثمرة مع نظرائه الباكستانيين، ما أسفر عن توقيع عدة مذكرات تفاهم بين الجانبين.
وأشار أمير عبداللهيان الى خط أنبوب الغاز الايراني الى باكستان، وقال: لقد كانت لنا محادثات بناءة مع باكستان بهذا الشأن، وإننا على استعداد للمباشرة بمد الأنبوب في أسرع وقت بما يخدم مصالح الشعبين. وأوضح إنه بحث مع المسؤولين الباكستانيين المشاكل المالية والمصرفية ووضع حلول لها في إطار القانون الدولي. كما أكد استعداد ايران لإقامة منطقة اقتصادية حرة في منطقة ريمدان الحدودية بين البلدين، إضافة الى السوق الحدودية التي افتتحت في وقت سابق من قبل الرئيسين الايراني والباكستاني.
الخطة التجارية الاستراتيجية
بدوره، رحب وزير الخارجية الباكستاني بالوفد الايراني، مشيراً الى طرح إقتراحات عديدة خلال الأيام الأخيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية وفي مجال الطاقة بين البلدين، وأسفرت جلسات اللجنة الاستثمارية المشتركة بين ايران وباكستان عن توقيع اتفاقيات عديدة ومن بينها الخطة التجارية الاستراتيجية 2023 – 2028.
وأكد بيلاوال بوتو زرداري إن باكستان بصدد تعزيز التعاون الإقليمي، وهذا ما يتوافق مع سياسة حسن الجوار الايرانية، وسيتم افتتاح خمسة أسواق بين البلدين، وسيكون لمنظمة "إكو" دوراً أساسياً في تنمية العلاقات الاقتصادية.
وزير الخارجية يلتقي رئيس وزراء باكستان
والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان برئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، مساء الخميس، وذلك في ثاني لقاء رسمي له في اسلام آباد.
وتبادل الطرفان وجهات النظر حول العلاقات الإيرانية - الباكستانية، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية، وخاصة تعزيز العلاقات الحدودية. وأشار أمير عبداللهيان الى محور مشاوراته مع نظيره الباكستاني والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في نهاية المفاوضات. وأكد أمير عبداللهيان وشهباز شريف على أهمية التعاون الثنائي بين طهران وإسلام آباد والشراكة من أجل السلام والاستقرار الإقليميين، بما في ذلك التعاون الوثيق لزيادة حجم التجارة الثنائية.
توجيه دعوة لرئيس الجمهورية
من جانبه، وجّه رئيس الوزراء الباكستاني دعوة للرئيس ابراهيم رئيسي لزيارة باكستان. ورحب شهباز شريف بزيارة الوفد الايراني لبلاده، مؤكداً دعوته للرئيس الايراني ليكون ضيف الشعب الباكستاني. وأعرب عن أمله في أن يكون آية الله رئيسي أول رئيس دولة يزور باكستان بعد التطورات المتعلقة بانتخابات هذا البلد.
ويجتمع مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني
واستمراراً لاجتماعاته مع المسؤولين الباكستانيين، التقى وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان مع رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني محمد صادق سنجراني. وبحث الجانبان تعزيز الدبلوماسية البرلمانية وتطوير العلاقات بين طهران وإسلام آباد. وبعد هذا الاجتماع التقى وزير الخارجية الإيراني برئيس الجمعية الوطنية الباكستانية.
ويلتقي برئيس مجلس النواب الباكستاني
كما التقى وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، الخميس، رئيس مجلس النواب الباكستاني رجا برويز أشرف.
وقال رجا برويز أشرف: إن إيران وباكستان لديهما قواسم مشتركة وعلاقات قوية مع بعضهما البعض، وإن إيران كانت أول دولة تعترف باستقلال باكستان.
من جانبه، شكر وزير الخارجية الايراني على حسن الضيافة، وأكد على تطوير العلاقات.
إستعراض الإتفاقيات التجارية المبرمة
إلى ذلك، إستعرض نائب وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية، مهدي صفري، الاتفاقيات التجارية المبرمة بين إيران وباكستان، وقال: إننا نسعى لزيادة حجم التبادل التجاري مع باكستان إلى 5 مليارات دولار ومن ثم رفعه الى 10 مليارات دولار.
وفي تصريح أدلى به لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا"، قال صفري، الذي قام بزيارة إلى باكستان بمعية وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، حول خطة البلدين لفتح 5 أسواق حدودية: إن واحدة من أهم قضايانا مع باكستان هي قضية التجارة وقد قمنا بالتجارة معها على أساس المقايضة.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أنه خلال هذه الزيارة حددنا آلية المقايضة بين إيران وباكستان، وقال: الآن بعد أن أدرك الجانب الباكستاني هذه المسألة، يمكننا زيادة المقايضة مع باكستان. وأوضح: لقد اعتقدوا أن المقايضة تعني أن من يشتري منتجاً يجب أن يقوم بتصدير منتجاً بالمقابل؛ ولكن بعد أن أوضحنا آلية المقايضة، قالوا إن وزارة الاقتصاد الباكستانية ستتابع هذا الموضوع. وأضاف: هناك قضية الأسواق الحدودية، التي شهدنا منذ بعض الوقت افتتاح واحد من 5 أسواق حدودية مشتركة بين إيران وباكستان، ونحن نبحث عن قضية زيادة عدد الأسواق الحدودية النشطة.
وقال صفري: إن حجم التبادل التجاري بين ايران وباكستان يبلغ 5/2 مليار دولار في الوقت الحاضر، ونحن نتطلع إلى زيادة الرقم إلى 5 مليارات دولار، وخطوتنا التالية بعد ذلك الوصول بحجم التبادل الى 10 مليارات دولار سنوياً. وأضاف: لقد تحدثنا مع الجانب الباكستاني بناء على خارطة طريق وخطة عمل، واتفقوا على زيادة حجم التبادلات والتعاون التجاري مع إيران.
حل مشكلة بطاقات الوقود
وصرح: إن خطوة إيجابية أخرى في المحادثات مع الجانب الباكستاني تمثلت في حل مشكلة بطاقات الوقود لشاحناتهم حتى يتمكنوا من الاستمرار إلى تركيا. وأوضح: قضية أخرى هي فيما يتعلق بالتعاون الجوي بين إيران وباكستان، قالوا في هذا الصدد إن الحكومة ستوقع اتفاقية خلال أيام قليلة، وإذا تمت الموافقة عليها، وهو أمر مرجح للغاية، فسنشهد زيادة في الرحلات الجوية بين العاصمتين ومدن البلدين. وتابع: في هذا الصدد، يجب أن تكون لدينا ما لا يقل عن 4 الى 5 رحلات مباشرة بين العواصم وكذلك الى مدينة مشهد (شمال شرق إيران) أسبوعياً، حتى تزدهر السياحة الدينية والصحية في هذا الاتجاه.
وقال صفري: خلال هذه الزيارة، تم عقد اتفاقيات جيدة مع الجانب الباكستاني في مختلف المجالات المالية والمصرفية والطاقة والنقل الجوي والبري والجمارك والزراعة.
وأوضح: أعتقد أن قضايا مثل FATF والعقوبات لم تكن عقبة أمام تحقيق أهدافنا التجارية وباكستان؛ لكن إحدى مشاكلنا كانت قضية التعريفات التي لم تكن آلية عملها واضحة، ومشاكل الحدود والنقل كانت مؤثرة أيضاً؛ بالطبع تم إصلاح الكثير منها. وأضاف: الدبلوماسية الاقتصادية ليست مجرد قضية تجارية، فهناك العديد من الخدمات المصرفية والمالية والفنية والهندسية والنقل والطاقة والمصافي والسياحة وغيرها، تمت مناقشتها كلها في لقاءات ومحادثات مع الجانب الباكستاني.
أهمية السياحة الصحية
وفي إشارة إلى أهمية السياحة وخاصة السياحة الصحية، صرح نائب وزير الخارجية لشؤون الدبلوماسية الاقتصادية: إذا كان لدينا نقل جوي منتظم مثل الدول المجاورة على الخليج الفارسي، فستكون لدينا على الأقل رحلة أو رحلتان أسبوعياً للسياحة الصحية.
وشدد على ضرورة توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال السائحين الأجانب، وقال: إنني أعد بأن 300 ألف سائح سيدخلون البلاد من الصين وحدها كل عام؛ ولو أنفق كل منهم 10 آلاف دولار في البلاد، نرى الحجم الكبير للعوائد التي نحصل عليها من ذلك. وأضاف: إن بعض المنتجات والبضائع الإيرانية، بما في ذلك السجاد والحلي والحرف اليدوية، جذابة للغاية للسياح الأجانب.
وغادر حسين أمير عبداللهيان، أمس الجمعة، إسلام آباد متوجهاً إلى كراتشي التي تعد أكبر مركز مالي وتجاري وفي الواقع العاصمة الاقتصادية لهذا البلد، حيث كانت له هناك اجتماعات مع المسؤولين المحليين، ولقاءات مع الإيرانيين المقيمين، كما شارك في صلاة الجمعة والتقى رجال الأعمال والتجار في كراتشي.