الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة وتسعون - ٣٠ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

«إسرائيل».. لا بديل عن الانهيار

عماد الحطبة
كاتب ومحلل سياسي
تشدنا القنوات الإخبارية كل يوم إلى تغطيتها للتظاهرات التي يقوم بها الإسرائيليون في مدن فلسطين المحتلة، احتجاجاً على التعديلات القضائية. نشاهد مظاهر لم نألفها في تعامل كيان الاحتلال مع مستوطنيه، ونشهد اعتقالات وخراطيم مياه وتعنتاً حكومياً، وتتوالى الإعلانات عن الانسحاب من التطوع والاحتياط في أركان "جيش" الكيان المختلفة.
التعديلات القضائية المقترحة تمنح الكنيست الحقّ في إعادة سن القوانين التي نقضتها المحكمة العليا، وتمنع المحكمة من مناقشة ما يسمى القوانين الأساسية، وتحدّ من إمكانات اعتبار رئيس الحكومة فاقداً للأهلية. ويرى التيار العلماني أن هذه التعديلات تعطي حصانة للفاسدين من أقطاب اليمين الديني والمتطرف، من أمثال أرييه درعي وإيهود أولمرت ونتنياهو نفسه، وأنه سيعيد قوانين منحت مزايا للمتدينين المتعصبين. يبدو الأمر منطقياً، وديمقراطياً أيضاً، بحسب أحد المحللين على قناة صهيونية التوجه، رغم نطقها باللغة العربية.
يرى البعض المتشائم، ويشاركه الليبراليون من أنصار "السلام العادل والشامل"، أن ما يحدث ليس سوى زوبعة في فنجان، وأنه يعبر عن أزمة داخلية، لكنها ليست أزمة بنيوية، وأن الأمور ستعود إلى نصابها بسقوط حكومة نتنياهو بفعل الضغوط الأوروبية والأميركية على بعض أطراف الائتلاف، أو أن الأمور ستتطور إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين وأنصار اليمين المتعصب. عندها، ستجد الشرطة مبرراً لفض الاحتجاجات بالقوة، واتخاذ بعض الإجراءات التي تسمح بنوع محدود ومحصور من الاحتجاجات، كما يحدث في الكثير من الدول الرأسمالية. وأما المتفائلون فيرون في الاحتجاجات أزمة بنيوية عميقة في بنية كيان الاحتلال، وأن استمرارها وتطورها هو المسمار ما قبل الأخير في نعش هذا الكيان، ويبقى السؤال: من يدق المسمار الأخير في هذا النعش؟ فمنذ قيام "دولة" الاحتلال عام 1948، لم يمر يوم من دون أن نسمع أو نقرأ عن تفسخ مجتمع الاحتلال وذهابه نحو الانهيار. ما حدث أن تلك "الدولة" تمكنت من صهر الآتين من كل أصقاع الأرض في هوية جديدة: الإسرائيلية، وتفتيتنا نحن إثنياً وطائفياً وسياسياً.
بدا الأمر كأن العصر الإسرائيلي آتٍ ليسيطر على منطقتنا. ترسخ هذا الاعتقاد بعد زيارة السادات لـ"تل أبيب"، والاجتياح الصهيوني للبنان، وقمة فاس، واتفاقيات أوسلو. كانت "إسرائيل" في كل مكان، وتعالت الأصوات الجانحة إلى "السلام"، وأصبح خطاب المقاومة لغة خشبية. هؤلاء المحتجون في الشارع سيخرجون مرة أخرى في مواجهة اليمين الديني المتطرف، وهذا اليمين الذي يشعر بأنه شكَّل حكومة أحلامه وأصبح يشكل الأغلبية لن يتنازل عن مكتسباته، سواء من خلال التعديلات القضائية أو غيرها.
فَشِل الربيع الصهيوني، وفشل الحل الاقتصادي الإبراهيمي، وفشلت حكومتا يمين الوسط واليمين المتطرف، ونجحت المقاومة في الصمود في جميع الساحات. أزمة "إسرائيل" عميقة ومترسخة وغير قابلة للحل في المدى المنظور، ولا بديل أمامها سوى الانهيار. إن القوى الوحيدة القادرة على تعبئة الفراغ، هي قوى المقاومة التي ترفع شعار التحرير غير المشروط بالزمان أو المساحة، فكل بقعة يسيطر عليها مقاومون ببندقياتهم هي أرض محررة، حتى لو كان "جيش" الاحتلال يحاصرها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي