في كلمة له بيوم عاشوراء
نصرالله: على الشباب معاقبة المدنسين للقرآن الكريم
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لعناصر من حزب الله، يحمون المسيرة التي شارك فيها عشرات آلاف اللبنانيين، في الضاحية الجنوبية لبيروت، إحياءً لذكرى العاشر من محرم. ويظهر بالصور، عناصر حزب الله، وهم يحملون بوضوح، أسلحة حديثة، ما يشير إلى قوة المقاومة وتعاظم قدراتها.
وظهر أحد الأسلحة التي حملها عنصر من المقاومة السبت، في مناورة حزب الله الرمزية التي جرت في أيار/مايو الماضي. وتحدثت وسائل إعلام عبرية في حينها، عن هذا السلاح وغيره.
ومنذ فجر السبت، نظّم اللبنانيون مسيرات في بيروت والضاحية الجنوبية تحديداً، وقرى في الجنوب والبقاع، لإحياء مراسم عاشوراء.
وقال مشاركون في مسيرة الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ "إحياءنا لعاشوراء هو نصرة للمظلومين في العالم وليس فقط في إطارنا الإسلامي".
وألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في ختام المسيرة، السبت، أكد فيها "موقف حزب الله بالدفاع عن لبنان وشعبه وعن نفطه وغازه ومائه من النهب"، رافضاً "الذل والخضوع والاستسلام".
انتبهوا من أي حماقة..!
كما هدّد السيد نصر الله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومعه قادة الكيان، قائلاً: "انتبهوا من أي حماقة"، لأن المقاومة في لبنان "لن تتهاون ولن تتخلى عن مسؤولياتها في الحماية أو الردع، وستكون جاهزة لأي خيار، ولمواجهة أي خطأ أو حماقة".
وكان الأمين العام لحزب الله، أعلن ليل الجمعة ــ السبت أنّ عنوان مسيرات عاشوراء في لبنان السبت، "الدفاع عن الثقلين، في مقابل الذين يُصرّون على الإساءة إليه".
وقال: "سنخرج في مسيراتنا دفاعاً عن كل المظلومين والمعذَّبين والمضطهَدين، في فلسطين واليمن والبحرين، وفي كل العالم".
الأمة الإسلامية لا تتحمّل الاعتداء والإساءة الى رموزها
من جهة اخرى شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ضرورة أن تفهم حكومتا السويد والدانمارك وكلّ العالم "أننا أمة لا تتحمّل الاعتداء والإساءة الى رموزها ومقدساتها ولا الى نبيّها ولا الى مصحفها"، وقال "إذا كان هناك أمم لا تهتمّ ولا تهتزّ عندما يُساء الى رموزها المقدسة وتتعاطى مع الاعتداء بلا مبالاة أمة الملياري مسلم ليست كذلك".
وفي ختام المسيرة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية، لفت إلى أهمية أن تتخذ "الدول الاسلامية ووزراء خارجيتها قرارات بمستوى الانتهاك والاعتداء في السويد والدنمارك، وأن يوجهوا رسالة حاسمة وقاطعة بأن الاعتداء مجددًا سيُقابل بالمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية"، وأضاف "إذا لم تفعل الدول ذلك في يوم رفض الذلّ، فإن على شباب المسلمين في العالم الغيارى والشجعان أن يتصرفوا بمسؤوليتهم حينئذ وأن يعاقبوا هؤلاء المدنّسين لحرق القرآن دفاعًا عن دينهم"، ولفت إلى أن "كل الشباب المسلمين في العالم سيكونون في حِلّ، إذا لم تتوقف الحكومات عن هذا الاعتداء وسيرى العالم حميّة هؤلاء الشباب الحاضرين للفداء دفاعًا عن القرآن".
فلسطين المحتلة
وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، رأى السيد نصر الله أن "اجتماع دول مجلس التعاون الاسلامي يجب أن يتخذ موقفًا من الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك"، مشددًا على أن "الكيان الصهيوني هو الباطل وجرثومة الفساد في منطقتنا والغدة السرطانية.. والمنطقة لن ترتاح قبل اقتلاع هذه الغدة السرطانية".
وأكد السيد نصر الله "وقوف حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان وبكلّ ما نستطيع الى جانب الشعب الفلسطيني"، وقال: "نعتبر معركتنا واحدة ومستقبلنا واحد وأن الشعب الفلسطيني المظلوم والصابر حقّه على جميع أحرار العالم أن يدعموه وينصروه"، وأردف "الشعب الفلسطيني أكثر من أيّ وقت مضى يؤمن بالمقاومة ويقدم الشهداء في كل يوم ويقاتل كل يوم بالسكين والسيارة والمسدس والبندقية والعبوات".
اليمن
وفي الشأن اليمني، قال إن "الهدنة غير الرسمية غير كافية للشعب اليمني العزيز، وأن من حقّ هذا الشعب أن يتوقّف العدوان عليه والحصار وأن يعود إلى حياته الطبيعية وأن يتخذ خياره في مواجهة ذلك"، وتابع "قيادة حكيمة وعزيزة تتقدم الشعب اليمني العزيز المؤمن بالحسين وكربلاء وقدم تضحيات جسيمة رغم عظيم العدوان وكثرة قوى التحالف وعلى رأسها امريكا".
البحرين
وأكد أن الشعب البحريني يتطلّع الى تحصيل حقوقه الطبيعية بمواجهة الاستبداد والاحتلال بالتجنيس، واعتبر أن "التغيير الديمغرافي يُغيّر هوية البحرين ويستبدل شعبها الأصيل بوافدين من كلّ أنحاء العالم فيما يمضي علماؤها ورموزها وشبابها بين السجون والمهاجر".
سورية
وحول العقوبات الجائرة المفروضة على سورية، قال "بعد الفشل السياسي والعسكري في سورية تستمر الولايات المتحدة في حصار الشعب السوري بقانون قيصر الظالم"، مؤكدًا أن "على كلّ حرّ وشريف أن يكسر حصار قيصر على سورية"، وشدّد كذلك على الاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
المواجهة مع العدو
ولفت السيد نصر الله إلى أن "لبنان هو المُعتدى عليه و"إسرائيل" لا تزال تحتل جزءًا من أرضنا وهي أعادت احتلال جزءًا من الغجر وتتحدّث بوقاحة عن استفززات"، وتوجّه إلى للصهاينة بالقول: "انتبهوا من أي حماقة أو أي خيارات خاطئة والمقاومة لن تتهاون عن أيّ من مسؤولياتها لا في الردع ولا في التحرير"، وتابع "العدو الاسرائيلي يتحدث بوقاحة عن استفزازات المقاومة بينما هو من يستمر في احتلال الارض ولا سيما في الغجر اللبنانية".
وشدد على أن "المقاومة ستكون جاهزة لأيّ خيار ولن تسكت عن أية حماقة".
وفي الملفّ الرئاسي، رأى السيد نصر الله أن "فتح الباب لحوارات ثنائية جادة ودؤوبة قد يفتح أفقا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية وهذا ما نعمل ونتعاون عليه ونأمل أن نصل فيه الى نتيجة".
وأشار الى أن "حكومة تصريف الأعمال يجب أن تستمرّ في تحمّل المسؤولية".
وأكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنَّ تجربة المقاومة في لبنان بيّنت أنّ مجتمع المقاومة بأغلبيته يحمل الروح الجهادية أي روح الإيمان والجهاد، مشددًا على أنَّ هذا المجتمع أثبت أنّه حاضر للاستشهاد ويرسل أبناءه للجهاد والشهادة.