الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون - ٢٩ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وتسعون - ٢٩ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

ويكبرون على حب الإمام الحسين (ع)

 

الوفاق/ وكالات  يمثِّل عاشوراء منعطفاً تاريخياً في حياة الأمة الإسلامية، فهو لا يُعتبر حدثاً عابراً أو حادثةً قديمة، لأنَّ اثاره وما تركه من تداعيات ومواقف شكَّلت مفترقاً هاماً وأسس لمنهجية في الثورة والجهاد، وقد تحوَّل بفعل مداليله المتنوعة إلى مدرسة تربوية مُلهمة، خرَّج أجيالاً من المتمسكين بمنهج أهل البيت (عليهم السلام)، وثبَّت قواعدَ وتعاليم وَفيرة ومتكاملة في السياسة والسلوك والأخلاق والتربية ومواكبة متطلبات الإنسان والمجتمع.
من هنا فإن التعاطي مع عاشوراء لا يتوقف عند ما جرى في التاريخ، ولا يقتصر على استحضار القصة من الماضي، وإنما يهدف إلى تربية الأجيال والمجتمع من منطلق ما حدث مع الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في سيرهم ومسارهم إلى كربلاء وما جرى فيها وما تركته من اثار بعدها.
وبما أن الأطفال والناشئة يمثِّلون شريحة هامة من المجتمع، ويتأهلون ليتصدروا المسؤولية المستقبلية فيه، فإنَّهم معنيون بدروس وعِبَر عاشوراء، لما لها من تأثير تربوي مؤثر ومؤسِس، وما يمكن أن تُشكِّل في رصيدهم المعرفي والثقافي الذي يحملونه في حياتهم وممارساتهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "كل مولود يُولد على الفطرة، إلاَّ أن أبواه يهودانه أو ينصرانه"، فما يتأسس عليه الولد منذ الصغر، ينطبع في شخصيته ويتحوَّل إلى سلوك عادي، وعادةً ما ينمو حسن الأدب أو سوؤه مع الطفولة، ثم يصعب تغيير هذا السلوك الاجتماعي مع الكبر.
البيئة المحيطة بالطفل هي المؤثرة والمؤسسة
إذا استعرضنا قناعات الأولاد وسلوكهم عبر التجارب الطويلة السابقة، لوجدنا أنَّ البيئة المحيطة والتي تشكل بيئة الأباء والمجتمع المحيط سواء أكانوا منسجمين معها أو كانت مسيطرة على واقعهم، وسواء اختاروها أو أساؤوا الاختيار هي البيئة المؤثرة والبانية والمؤسَّسَة. فمجالس عاشوراء للأطفال والناشئة فكرة جيدة وضرورية، لإشعارهم بأنهم معنيون بها، ولما لها من تأثير على أفكارهم وسلوكهم.
المجالس الخاصة للناشئة
إنَّ تخصيص المجالس العاشورائية للأطفال والناشئة يتطلب مخاطبتهم بمستواهم ومتطلباتهم، وفرق كبير أن يحضر الأطفال في المجالس العاشورائية العامة ليتأثروا بأجوائها ويلتقطوا بعض مضامينها، إذ يكون الهدف الرئيس عيشهم للذكرى بالتفاعل العاطفي بالدرجة الأولى، وبين أن يحضروا في مجالس خاصة بهم، حيث لا يمكن نقل مجلس الكبار بحذافيره إلى الصغار، فلا بدَّ من مراعاة مدى استيعابهم، وطبيعة المشاهد المؤثرة فيهم، والأفكار التي تتناسب مع بنائهم الثقافي والمعرفي، والأجواء التي تدخل إلى أعماق قلوبهم وتساهم في تعبئتهم. كما  يجب الإلتفات لخطاب الناشئة الذي يختلف في بعض جوانبه عن الخطاب العام، وإن كنا نؤكد على ضرورة المحافظة على نمط المجلس من النعي إلى السيرة وإثارة المشاعر والإبكاء، لأنَّها تمثِّل الرصيد التاريخي الذي ساهم في حفظ هذه الذكرى.

البحث
الأرشيف التاريخي