إحياءً لمراسم عاشوراء الإمام الحسين (ع)..
نداء «يا حسين» يدوي في ايران والعالم
الوفاق- أحيا ملايين الايرانيين والمسلمين في أنحاء العالم ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام في العاشر من شهر محرم الحرام في مختلف المدن والبلدات.
في ايران توافد ملايين المعزين في مختلف المحافظات الـ31 والمدن الإيرانية، للمشاركة في مواكب العزاء واللطم، وتجديد البيعة والولاء لسيد الشهداء عليه السلام، مؤكدين تمسّكهم بدرب الإمام الحسين (ع) وقيم واقعة كربلاء. المشاركون في مراسم الإحياء، رفعوا الرايات الحسينية، وردّدوا هتافات التلبية للإمام الحسين عليه السلام، والشعارات التي تخلّد شهادته مع أبنائه وأصحابه، في واقعة الطف الأليمة. وكان الإمام السيد علي الخامنئي، شارك مساء الخميس، بمراسم ليلة العاشر من محرم، إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، في حسينية الإمام الخميني (رض). وشهدت العاصمة طهران والمدن الاخرى في ايران الاسلامية تسيير مواكب العزاء في الشوارع والساحات العامة وإقامة المجالس في المساجد والحسينيات بحضور حشود كبيرة من المؤمنين وعشاق الامام الحسين عليه السلام.
*مواكب العزاء تكتظّ بالمعزين
وسيرت مواكب العزاء في العاصمة طهران وشتى المحافظات التي اتشحت بالسواد، واقيمت مجالس العزاء في المساجد والحسينيات وقرات فيها الاشعار والمراثي، فضلا عن سرد واقعة الطف التي استشهد فيها الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه. ورفع الايرانيون الرايات الحسينية، مؤكدين تمسكهم بدرب الامام الحسين عليه السلام. واقيمت صلاة الجماعة ظهر يوم عاشوراء في الساحات والشوارع والاماكن العامة.
كما في السنوات الماضية، إنتظم إيقاع القرع على الطبول العاشورائية والتي اتّسعت مع المسيرات العاشورائية، وذلك على وقع كلمات تربع على رأسها نداء لبيك ياحسين (ع) ليعبّر الإيرانيون عن حبّهم لسبط الرسول محمد (ص) الإمام الحسين عليه السلام.
وتزامنا مع ليلة التاسع من محرم الحرام (تاسوعاء) أقيمت مساء الأربعاء، مراسم العزاء بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء، في مسجد "سلمان الفارسي" بالديوان الرئاسي وذلك بحضور الرئيس الإيراني. بضيافة رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي، حيث حضر هذه المراسم جمع من الأهالي والمسؤولين.
تحسين الخدمات لزوار الأربعين
في السياق، دعا رئيس الجمهورية المؤسسات والجهات ذات العلاقة إلى المزيد من تقديم الخدمات لزوار مراسم ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). حيث أشار إلى التقرير الخاص بالإجراءات التي اتخذتها الهيئات التنفيذية والوزارات والمحافظات لإقامة مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام بشكل رائع، داعيا الجهات ذات العلاقة إلى دراسة نقاط الضعف والقوة خلال مراسم الأعوام السابقة ووضع الخطط لهذا العام بالشكل الذي يقلل من نقاط الضعف ويزيد من نقاط القوة حتى يشعر زوار الإمام الحسين في هذه المراسم بحالة روحية عالية وأمان.
مراسم تُعزّز الوحدة
من جانبه قال خطيب صلاة جمعة طهران المؤقت، حجة الاسلام حاج علي اكبري، في خطبة صلاة الجمعة من أمام جمع غفير من المُعزين: إن ذكرى الإمام الحسين (ع) وشهداء الكربلاء سیحقق المزيد من الوحدة في المجتمع وتتوحد القلوب والأفكار تحت هذه الراية. وقال: إن الشعب الإیراني العظيم ومحبي أهل البيت (ع) في مختلف أنحاء العالم قاموا بإقامة واحدة من أعظم الطقوس الإلهية، معتبرا أن هذه المراسم متجذرة في حب سيد الشهداء عليه السلام.
خارج ايران، أحيا المسلمون في العديد من الدول العربية وأنحاء العالم، طقوس ومراسم ذكرى يوم العاشر من محرم "عاشوراء" الذي يعتبر عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند، العراق والجزائر وتركيا وافغانستان (تم إلغاؤها مؤخراً) وبنغلادش وإقليم كردستان واليمن وهامبورغ (في المناطق التي يقطنها المسلمون) ، وتختلف طقوس ومراسم الاحتفال بـه من دولة إلى أخرى، إلاّ أن الحزن والنواح على إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو القاسم المشترك بين جميع المعزين في أنحاء العالم.
حيث احيا ملايين المسلمين في أنحاء الدول العربية على رأسها العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن ودول السعودية ومصر والكويت وبقية الدول العربية المراسم، وشهدت مراسم هذا العام مشاركة واسعة من قبل ملايين المكلومين على إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وأقيمت مراسم العزاء باستشهاد أبا عبدالله الحسين عليه السلام في العديد من أنحاء العالم، من ضمن دول الهند وباكستان وأفغانستان التي عانى فيها المعزون من التضييق الذي مارسته حركة طالبان عليهم، بالإضافة الى إحياء للمراسم في كشمير المتنازع عليها بين باكستان والهند، وفي دول تركيا وجمهورية اذربيجان والعديد من دول القوقاز وآسيا، كما أحيا المسلمون في عدد من الدول الأوروبية وفي أمريكا وفي استراليا المراسم لإبداء حزنهم بذكرى إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
قيود على المشاركين في افغانستان
المراسم العاشورائية لم تقام بسلاسة في جميع دول العالم الإسلامي ففي أفغانستان قامت حكومة طالبان بفرض بعض القيود على المشاركين في المراسم ما دفع بمجلس العلماء الشيعي الباكستاني استنكار ذلك. لكن بالتزامن مع ذلك مارس المعزون في مقاطعة قندهار حريتهم في إحياء مراسم عاشوراء، وإقتصرت بعض القيود على المراسم على العاصمة كابول.
وقال الأمين العام لمجلس العلماء الشيعي الباكستاني / العلامة شبير حسن مايثمي:"نشدد على ضرورة أن تتوقف حكومة طالبان عن ممارساتها التي تضايق المعزين والمشاركين في إحياء عاشوراء فلا يمكننا أن نبقى صامتين حول هذا الموضوع". وفي سوريا تحدى أهالي بلدتي نبل والزهراء شمال البلاد الإرهاب وأحيوا المناسبة بطقوس وشعائر رغم التهديدات المستمرة من المسلحين المتواجدين في المنطقة.
المآتم ومجالس العزاء التي تقام بالمناسبة استمدت جذورها من السنة النبوية الشريفة وعترة أهل البيت عليهم السلام؛ حيث شرّعت لمظلومية أبي عبد الله وصحبه الأبرار من البكاء والجزع ما لم تشرّع لغيره.
فكان أن جرت العادة بإقامة الشعائر الحسينية في مختلف الأشكال والصور من بداية شهر محرم إلى اليوم العاشر وتمتد بعد ذلك حتى نهاية شهر صفر.