مدير المكتب السياسي لإئتلاف ثورة 14 فبراير البحرينية للوفاق:
قمع المراسيم الحسينية.. النظام الخليفي يريد البحرين مركزاً صهيونياً
"هيهات منّا الذلة" نداء يلبي بيعته الشعب البحريني ليلاً ونهاراً إحياء لذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام في مختلف وقرى البحرين، رغم التهديد والوعيد والقمع اليومي من حكومة آل خليفة لمنع إحياء المناسبة... قالها آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم يومها: "لسنا ممن يتوعد، ولسنا ممن يتهدّد، ولسنا ممن يخاف الوعيد والتهديد".
إن نسأل عن عاشوراء في البحرين، فهي التي لا تشبه عاشوراء اي بلد آخر...فعظيمة هي المناسبة هناك، وصادقة هي الدمعة في عيون الموالين والباكين على سبط رسول الله، وواسعة هي ساحة المعركة والكلمة بين الحق والباطل، بين شعب أعلن حبه وولاءه لآل البيت عليهم السلام وبين حكومة تنتهك أدنى الحريات الدينية وتقمع وترصد وتعتقل المحبين والموالين دون سبب او شرط، وبين معتقلين يحييون ذكرى سبط رسول الله خلف قضبان الزنازين النتنة، وبين ظلم السجّانين الذي لا ينتهي...لكن هم الذين "فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا". لعاشوراء في البحرين معانيها الخاصة، فبين قمع السلطة والتحريم تنتصر الإرادة وتواجه ظلم العصر دون ان تسحب يدها من ايمان العقيدة والقضية مهما اشتدّ الظلم ومهما قسى الظالم ومهما كلّف الأمر....
كيف يحيي الشعب البحريني مراسم عاشوراء رغم مضايقات وقمع السلطة؟ ولماذا تستمر السلطة بممارساتها القمعية؟ ولماذا منعت السلطة استقدام الرواديد والخطباء من خارج البحرين؟ "عاشوراء البحرين بين قمع السلطة وارادة الشعب" حول هذا الموضوع أجرت الوفاق تحقيقاً خاصاً وإلتقت مع مدير المكتب السياسي لإئتلاف ثورة 14 فبراير ابراهيم العرادي من لندن...
شعار" القول منّا قولك" تحدّ وثبات وحفظ للإرث العاشورائي
سنوات مرّت ولم تترك السلطة في البحرين نوعاً من الإعتداء والقمع إلاّ مارسته ضد كل مظاهر عاشوراء ومن يحييها، رغم معرفة السلطة جيداً أن شعب البحرين الأبي لن يتراجع عن حقه الديني مهما كلّف الأمر وهو آخذ في إحياء المناسبة عاماً بعد عام بدافع العقيدة القوي والتمسك بالقيم العاشورائية التي تشكل أساس الحياة داخل المجتمع الشيعي البحريني تحت شعار "كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء"، هذا الإحياء الكبير والعظيم لمراسم عاشوراء الذي نشاهده يومياً في البحرين يشكل مشهداً استثنائياً مهيباً، من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، والجميع يصرخ بصوت واحد وباللباس الأسود الموحد "لبيك يا حسين"، ولبيك يا حسين تعني أننا على الطريق والخط والنهج. بهذه العبارات بدأ العرادي حديثه عن كيفية إحياء ذكرى عاشوراء في البحرين، مع خصوصية الإحياء لهذا العام تحت شعار" القول منا قولك"، الذي يحمل بكل مضامينه أبعاد التحدّي والإلتزام بكل ما يأمرنا به سيدنا وحبيبنا ابا عبد الله الحسين (ع)، وسنبقى على هذا العهد، نتّبع التكليف الديني والسياسي والحسيني الذي هو أساس عملنا وتحركنا، ونرفض اي تكليف خليفي واي تهديد أو تدخل أو تشويه يطرأ من قبل حكام آل خليفة المتصهينين على موسم عاشوراء، وهي الرسالة التي تتعمق في كل عام وتتصل بعناوين وشعارات يطبقها ابناء شعبنا البحريني وتشاهدونها في كل مكان، فالبحرين في كل عام تشهد حضوراً لا مثيل له خلال ايام محرم، لكن خصوصية عاشوراء هذا العام أنها تملك المزيد من الحدي والثبات وحفظ الإرث العاشورائي والمزيد من الإستمرار والتأكيد على هذا الخط، فقد استجاب شعب البحرين لكلام اية الله الشيخ عيسى قاسم ولكل الشخصيات والجهات المعنية من المعارضة، فكان صداها على مستوى الشارع البحريني مشاهد مهيبة من جماهير الإمام الحسين (ع) التي كسرت شوكة الخليفيين الذين لا يريدون من هذا الموسم إلاّ أن يكون موسماً باهتاً وأجوفاً، ويسعون الى تحويل هذا الموسم العاشورائي موسماً لمدح حكام آل خليفة، وتغييباً للقضايا الأساسية السياسية وللمظلومية التي يتعرض لها شعب البحرين.
الانتقال من مرحلة الإستياء الى مرحلة الإجراء
الى الإعتداءات اليومية على مظاهر عاشوراء في مختلف المناطق البحرينية من قبل السلطات هناك، إنتقلنا في حديثنا، رغم مرور سنوات والشعب لم يستسلم أمام استمرار السلطة في قمعها، هنا يقول العرادي بأن حكام آل خليفة ومنذ عقود طويلة وهم يزدادون استياءً من الموسم العاشورائي، وقد انتقلوا من مرحلة الإستياء الى مرحلة الإجراء ومعاقبة المسلمين الشيعة في البحرين لإعاقة المواسم العاشورائية، عبر شتى الطرق، فرغم ما سمعنا وما يُقال بأن حاكم البحرين الحالي، قد تم توصيته من قبل أجداده بأن لا يتعرض لموسم عاشوراء ولا لهذه الشعيرة نظراً لخطورة التعرض لها، لكن حمد بن عيسى آل خليفة لم يحفظ الوصية، ومنذ العام 2011 وتحديداً من بعد ثورة 14 فبراير، انتقل حكام آل خليفة الى ازالة الأعلام العاشورائية والشعارات وإقتحام المآتم واعتقال الرواديد والمشايخ وكل المعنيين في العمل بالموسم العاشورائي وصولاً الى اعتقال المعزين واستهدافهم سنوياً اثناء وبعد إنتهاء عشرة محرم.
مراسم على مقياس حكام آل خليفة
ولأن لا مبرر منطقي لهذه السياسة التي ينتهجها حكام آل خليفة بحق الشعب البحريني غير الحقد والجهل، يتابع العرادي حديثه مضيفاً بأن هؤلاء الذين يحكمون البحرين لا يملكون سلاحاً سوى الإنتقام والتشفي فهم يعرفون ماذا تعني عاشوراء الإمام الحسين (ع) لكلا الفئتيتن، الشيعة وايضاً للشرفاء كم الطائفة السنية الكريمة، وهذه الإنتهاكات التي يمارسها حكام آل خليفة قديمة بعمر العقود الطويلة الماضية، منذ ما قبل الإنترنت وما بعد الإنترنت وإن كانت اليوم قد ظهرت بشكلها العلني من خلال خطة ممنهجة للإعتقالات والإقتحامات والتهديد، وكان آخرها تهديد وزير الداخلية راشد آل خليفة لرؤساء المآتم والمواكب بأن اي إجراء لا يكون على مقياس آل خليفة في عاشوراء سوف يتم معاقبتهم، وكأن آل خليفة يريدون ان تكون عاشوراء على مقياسهم وليس على مقياس الحسيني الثوري والجهادي والديني المحمدي الزينبي، لذا فهذه الممارسات هي جرائم على مدار الساعة ينتهكها آل خليفة بحق المشاعر الحسينية وشعائرها وبحق هذا الموسم العاشورائي منذ التاريخ.
العصابات الخليفية تريد للبحرين أن يكون مركزاً للصهيونية
الى أسباب هذه الإعتداءات المتكررة من قبل السطات البحرينية قال العرادي بأن هناك اسباب كثيرة تجعل آل خليفة يمارسون كل هذه الإنتهاكات ضد عاشوراء وضد محرم في كل عام، فهم يسعون الى كسر الإرادة عند الشباب وعند هذه الأجيال الصاعدة التي تتربى على قيم عاشوراء، وايضاً كسر اي مظهر من مظاهر التشيع في البحرين، الدولة الخليفية التي تحكم البحرين بعصاباتها تريد للبحرين أن تكون بلداً صهيونياً ومركزاً للصهيونية ولجميع أنواع العربدات وبلداً خالياً من القيم، وهذه هي اساس المعركة القائمة بين الشرف والقيم وبين الرذيلة، لهذا فإن سلطات البحرين لا تريد إحياء المواسم الدينية في وطننا التي يتمسك الشعب بإحياءها، ولا بد من الإشارة بأنه رغم هذه الإجراءات القمعية ضد مراسم عاشوراء، إلاّ أن السلطة هناك وعبر إعلامها وفعالياتها المصطنعة المزورة تعمل على الترويج أمام العالم أنهم دعاة لحوار الأديان وحقوق الإنسان ويحاولون أن يظهروا للعالم بانهم ليسوا متطرفين، لكنهم في الواقع هم يمارسون أشدّ انواع التطرف الديني ضد شيعة آل البيت كي لا يتغذى الشباب البحريني الشيعي المجاهد من عاشوراء ومن هذه الحالة الروحية المعنوية، لأنها تهزّ عروش الظلمة، وآل خليفة موقفهم لا يختلف عن موقف يزيد ضد الإمام الحسين (ع).
" هيهات منّا الذلة" نداء هزّ عرش آل خليفة
لأن عشرة محرم من كل عام هي أرقى أنواع البكاء وأوعى ألوان الحديد، والدفاع عن الدين ومعتقداته أسمى أنواع الوقوف بوجه الظالم، نتابع الحديث مع الدكتور ابراهيم العرادي فيما يخص مواقف الشعب البحريني من هذا القمع الديني المتواصل، وفي هذا يقول العرادي بأن شعب البحرين وعلى مدى التاريخ لم ولن تخيفهم التهديدات، فمع كل زيارة دينية للمراقد المقدسة يقوم بها بحراني أو بحرانية، من البحرين الى ايران أو العراق أو سوريا، فإنهم يتعرضون للإعتقال والإستجواب والتهديد بعد عودتهم الى أرض الوطن، بل يتعرضون لأسوء انواع المعاملات ومع هذا لا تثنيهم كل هذه الممارسات عن التوجه لزيارة المراقد المقدسة، وهذه رسالة واضحة من آل خليفة للشعب البحريني "أنه غير مسموح لكم أن تقيموا شعائركم داخل وخارج البحرين بحرية"، لكن شعبنا القوي والمقاوم في الداخل لا يهابون حكام آل خليفة ولا قمعه ولا تهديداته، حتى أسرانا في السجون الخليفية ورغم منعهم من إقامة وإحياء الموسم العاشورائي داخل السجون والتضييق عليهم، إلاّ أنهم يواصلون العمل اليومي مع اخوتهم خارج المعتقلات لإحياء هذا الموسم، لهذا نقول لكل حكام آل خليفة وقمعهم وتهديداتهم وممارساتهم إننا وأجيالنا تربينا وما زلنا على مضامين عاشوراء الإمام الحسين( ع) وواقعة كربلاء، وهذه المضامين تقول لكم أننا لا نهاب من الظلمة مهما كان هذا الظالم، سواء كان حمد آل خليفة أو اسلافه او ابناءه، فالخليفيون يدركون أن شعب البحرين في موسم عاشوراء يتغذى من هذه المعاني العاشورائية ولا يهيبهون لا التهديدات الخليفية بالقتل أو اسقاط الجنسية ولا الإعتقالات ولا الإقتحامات والمنع من ممارسة مراسم عاشوراء بحرية ونحن فداء لهذا الإمام العظيم الإمام الحسين(ع)، ولعلكم تسمعون في كل يوم وفي كل ليلة عن التحدي ورفض الظلم في مناطق وقرى البحرين، التحدي بشعار "هيهات منّا الذلة" والتحدي بالدعاء والولاء للوالد الشيخ اية الله عيسى قاسم، والمواصلة على هذا الطريق الحسيني، والولاء للسيد القائد الخامنئي وللسيد حسن نصر الله، ولكل القادة الذين يمثلون هذا الخط، فهذه هي البحرين التي يريد ان يغيروها الخليفيون، وعجزوا عبر سياسة التغيير الديموغرافي والتهديد والسجن والإقتحامات ودخول درع الجزيرة والإعلام المزوّر، عجزوا أن يثنوا شعب البحرين عن احياء مواسم عاشوراء، بل بالعكس الدعوة الكريمة اليوم من علماء البحرين الى الحضور المكثّف في كل قرى ومناطق البحرين هو ردّ واضح وحاسم في هذه المرحلة، وهذا هو جواب شعب البحرين تلبية لإحياء مراسم عاشوراء من قادتنا ومراجعنا من خلال هذا الحضور الذي يتنامى في كل يوم، حتى اصبحت البحرين كربلاء الثانية، فكان هذا الردّ المزلزل الذي هزّ عرش حكّام آل خليفة.
الشعب هو مصدر السلطات
الى الدستور البحريني والذي من المفترض ان يكفل إحياء هذه الشعيرة في المادة (22)، إنتقلنا في حديثنا مع ابراهيم العرادي وسألنا ما اذا الممارسات التي تقوم بها السلطات كل عام وفي فترة عاشوراء تتناسب مع ما نصه الدستور، وفي هذا أكّد العرادي أنه لا بدّ ان نوضح للرأي العام أن هذا الدستور الذي يحكم البحرين الآن غير متفق عليه، وخُدع به شعب البحرين، وغيّره الحاكم في آخر اللحظات وجعل بنوده على قياسه، ومنذ اكثر من 20 عاماً حتى اللحظة وهذا الدستور ببنوده يتعرض للتغيير من قبل هذا الحاكم الذي لا يحترم الدستور من الأساس، ويعمل على تغييره كي تتأقلم بنود الدستور مع رغبة الحكّام والصهاينة، بل جعله دستوراً صهيونياً بإمتياز، فالمادة الأولى في دستور البحرين المزيف تقول أن الشعب هو مصدر السلطات، لكن الواقع أن حكّام آل خليفة جعلوا انفسهم ومخابراتهم وعربدتهم هي من تتحكم بالسلطات في البحرين، اذا، لا قيمة لهذا الدستور الذي داس عليه حمد آل خليفة منذ اليوم الأول وطعن به كي ينفذ اجنداته التي نراها اليوم، ومن أولوياتها التجنيس والتغيير ديموغرافي، وتغير هوية الشعب في البحرين، وضرب إحياء شهر محرم وعاشوراء، اذا لا قيمة لهذا الدستور الذي لا يثق به شعبنا داخل وخارج البحرين ولا نثق بأي اجراء يقوم بها الخليفيون، فالبرلمان البحريني ليس برلماناً منتخباً، بل هو برلمان معيّن من الحاكم، حتى الأوقاف الجعفرية الشيعية في البحرين يرأسها شخص عيّنه الحاكم واستخدمت آداة ضد الشيعة، وعمل على سرقة الأراضي الشيعية وتغيير تاريخ التشيع في البحرين، لذا فإن جميع من يعملون تحت عباءة هذا الحاكم هم عبيد له، وهذه الخلية السوداء التي تحكم البحرين هي الخلية الضيقة التي يديرها الحاكم مع ابناءه، وحكّام آل خليفة لا يحترمون الموسم العاشورائي ويزرعون مخابراتهم في كل المواكب الحسينية وفي كل المآتم فقط للرصد وللإعتقال، لكن ما يظهر في الإعلام البحريني هو عكس كل ما قلته، لأنه لا يوجد اعلام حر في البحرين، وكل الإعلام مملوك للإعلام البحريني الرسمي.
منع استقدام الرواديد من خارج البحرين
إذاً، قمع وإنتهاكات وتهديد وغيرها من الأساليب التي تفتقر الى أدنى الحقوق الإنسانية التي يتعرض لها الشعب البحريني، حتى كان القرار الأخير والتدخل من قبل حكومة البحرين فيما يخص احياء الشعائر الحسينية ومنعت استقبال الخطباء والرواديد من الخارج، بحجة انها لا تريد أن تكون البحرين وجهة سياحية دينية، في هذا قال العرادي بأن هذا التصريح لوزير الداخلية راشد آل خليفية في إجتماعه مع رؤساء المآتم يتم تكراره كل عام، والذي ينص على منع الرواديد والخطباء من الخارج من القدوم الى البحرين، طبعاً هذه كلمة باطل يراد بها باطل، وكأن راشد آل خليفة يستعيب من الموسم العاشورائي، ومن الجدير ذكره أنه بقوله "خطباء ورواديد البحرين كافيين" ، هو يريد أن يظهر للرأي العام أنه حريص على المذهب وعلى عاشوراء وانه المعني بإختيار الرواديد والمشايخ، لكن في الواقع هذه ليست مسؤولياته، ونحن أظهرنا في أئتلاف 14 فبراير من خلال بياناتنا وايضاً على لسان رئيس مجلس شورى 14 فبراير، ان ما قام به وزير الداخلية هو "تدخّل سافر في تفاصيل محرم وعاشوراء وفي هذه الشعيرة التي تخص المسلمين الشيعة والسنّة"، ولكن القائمين على مراسم عاشوراء هم الشيعة اليوم في البحرين، وكأن راشد آل خليفة حريص على رواديد البحرين وخطباءها، علماً بأن كل رادود وكل خطيب منبري بحريني تعرّض للتهديد والإعتقال من قبل راشد آل خليفة، فهم يريدون من القصيدة الحسينية ومن الخطيب في المنبر الحسيني عدم التطرق الى الأمور التي تخص الإنسان، كما أنهم لا يريدون أن يبرز اسم التشيع في هذا الموسم على المنابر الحسينية، لهذا قطّعوا أوصال كل الطرق أمام محبي آل البيت الذين يحبون البحرين وياتون إليها.
عاشوراء وعد ووفاء وعهد مع سيد الشهداء
وتعقيباً على كلام راشد آل خليفة بقوله "الموسم الديني والسياحة الدينية"، يضيف العرادي "نحن في البحرين لا توجد عندنا سياحة دينية في عاشوراء، لأن ذكرى عاشوراء هي وعد ووفاء وارتباط وعقيدة وعهد مع سيد الشهداء وآل البيت، عاشوراء ليست سياحة دينية، وما استخدام هذه العبارة سوى محاولتهم اللعب على الكلمات والمناورة وتغليط الحقائق كي ينفذوا أجنداتهم، ونحن رأينا في خطاب راشد آل خليفة أنه خطاب معادي للتشيع والحسين( ع) ومعادي للأمتين العربية والإسلامية وللأحرار في العالم بمنع المحبين من القدوم الى البحرين لإحياء اقدس شعيرة وهي شعيرة الإمام الحسين( ع) في المقابل فتح آل خليفة البلد على مصرعيها للعربدة وللصهاينة وهذا أمر لا يختلف فيه اثنين، وهذه القرارات الأخيرة من منع الرواديد والخطباء من دخول البحرين ما هي سوى محاولة حصار على موسم عاشوراء".
تغيير الهوية الشيعية وتدميرها
وبالإنتقال في الحديث عن تأثير هذا القرار "منع استقدام الرواديد" على الشعب البحريني، يضيف العرادي بأن شعب البحرين هو شعب كريم ومضياف ويرحب بالجميع، لكن الخليفيون لا يريدون من زائري البحرين ان يحتكّوا بشيعة البحرين، لأن مشروع آل خليفة هو مشروع ديموغرافي يقوم على تغيير الهوية الشيعية وتدميرها، لهذا يرون في اي زيارة دينية لإحياء عاشوراء، زيارة لا تخدم مشروعهم، وهنا لا بد من التذكير بأن هناك 35 مسجداً تم تدميره، ويرفض آل خليفة اعطاء تصاريح بإعادة بناء هذه الصروح الدينية الخاصة بالشيعة المهدّمة، كما لا يجب أن ننسى ان المآتم في البحرين مهدّدة بالهدم، بعد أن تم هدم قسم منها مع دخول درع الجزيرة، كما ان الزيارة الدينية الى البحرين تدرّ بالخير على شعبنا وتقوي روابط بلدنا مع دول الجيران، ولكن نظام آل خليفة نظام معادي للحريات ونظام منافق ومعادي حتى لهوية اهل البحرين ومعادي للإسلام، ولا فرق بين من حرق القرآن في السويد، هذا اللعين، وبين من هدم المساجد في البحرين، فذاك حرق كتاب الله وهذا هدم بيوت الله فالخليفيون هم سواسية مع هؤلاء المجرمين.
إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين
إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين تأخذ أشكالاً مختلفة، يقول العرادي، وفي الحديث عن ملف حقوق الإنسان فإن منع الخطباء والرواديد هو نوعاً من هذه الإنتهاكات، والتاريخ البحريني حافل بإستقبال الرواديد والخطباء المعروفين في العالمين العربي والإسلامي كالمرحوم الدكتور الوائلي والشيخ عبد الزهراء الكعبي وغيرهم من كبار الخطباء والرواديد، لكن اليوم الخليفيون يرون في سياسة منع الخطباء والرواديد من القدوم الى البحرين يريدون أن بإمكانهم ضرب الترويج للمذهب الشيعي ولعاشوراء ولهذا المذهب الديني المعتدل، لا يحق لحكام آل خليفة منع اي شخص يريد أن يزور البحرين، الخليفيون يتحكمون بالبحرين كأنها مؤسسة خاصة لهم يسمحون لمن يشاؤون ويمنعون من يشاؤون ويسقطون جنسية من يشاؤون، وبهذا فهم يخالفون كل الدساتير واساساً هذه هي رسالة عدائية لكل العرب والمسلمين ولكل دول الجيران بأنكم غير مسموح لكم القدوم الى البحرين.
خطب الجمعة لآل خليفة تزوّر الواقع الحقيقي
ولأن من حق الإنسان أن يعيش بكرامة على أرض وطنه ومن حقه ان يمارس شعائره الدينية، اشار العرادي أن حقوق الإنسان في البحرين هي شكلية وكاذبة والبحريني محروم من أدنى حقوقه الدينية، والمجتمع الدولي والأمم المتحدة يدركان جيداً أن حقوق الإنسان في البحرين ليست سوى شعارات كاذبة، لهذا فإن الأمم المتحدة وكل المؤسسات والمنظمات الحقوقية توصي حكومة البحرين بأن يفسحوا المجال أمام الحريات ويفرجوا عن المعتقلين، حتى بابا الفاتيكان نفسه قال هذا الأمر عندما زار البحرين، والكل يعلم بأن الطائفة الشيعية هي طائفة مستهدفة تماما في كل ما يتعلق ويرتبط بحقوق الإنسان، فحقوق الإنسان في البحرين كذبة، فصلاة الجمعة المركزية للطائفة الشيعية تضرب كل اسبوع في الدراز، بل حتى يتم تهديد ومنع المصلين من الذهاب الى صلاة الجمعة المركزية، وفي المقابل ينقل التلفزيون الرسمي صلاة الجمعة للطائفة السنية الكريمة والخطيب فيها ينفذ الأوامر في الهجوم على الطائفة الشيعية من أجل خلق فتنة طائفية في البحرين، وهذا ما يرفضه الشيعي والسني في البحرين، وحكام آل خليفية يريدون من خطبة صلاة الجمعة أن تكون خطبة مادحة لهم وللصهاينة، كهذه الخطبة التي ينقلها التلفزيون الرسمي، وتتضمن تزويراً للواقع الحقيقي في البحرين وتعمي وتغطي على كل الإنتهاكات والفساد الذي يتحمله حمد وابناءه الذي افقر البحرين وسرق موارد البحرين وجعلها مستباحة أمام الصهاينة وضُربت فيها الحريات وخاصة سجون آل خليفة التي تعج بالآلاف من معتقلي الرأي المحكومين بالإعدام.
شعب البحرين يواصل رسالته ومستمر بصوته
وحول ما اذا كان الشعب في البحرين يسكت عن حقوقه، يضيف العرادي: "لا يوجد سكوت في البحرين، شعب البحرين يحاول والمعارضة البحرينية ترسل صوتها كل يوم، رغم الإعلام العربي الماجن والإعلام في بعض دول الخليج الفارسي المزوّر والمتآمر ضد شعب البحرين، رغم كل هذا، شعب البحرين يواصل رسالته ومستمر بصوته رغم كل هذا التواطؤ، لكن أقولها وللأسف هذا النظام الخليفي محمي سياسياً وعسكرياً وإعلامياً من هذه الدول الكبرى التي تريد الترويج للفكر الصيهوني في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية والتي تعمل جاهدة على محاولات نسيان قضية فلسطين في وجدان الناس، والبحرين وشعبها، وخاصة في شهر محرّم، وشيعة البحرين يدفعون ضريبة إنتماءهم لعروبتهم ولإسلامهم ولقضيتهم الأولى المركزية وهي قضية فلسطين، فالسياسة الخليفية اساسها ضرب العقيدة والشعائر والمقدسات التي يتمسك بها الشعب في البحرين التي لن يتنازل عنها حتى سقوط هذه الفئة التي تحكم البحرين اليوم.
الإستمرار والتمسك بإحياء الشعائر العاشورية
وعن مسؤولية شعب البحرين بالإستمرار والتمسك بإحياء هذه الشعائر رغم القمع ورغم الإنتهاكات، قال العرادي بأن إحياء هذه المراسم هي تكليف لم تنقطع منذ التاريخ الى يومنا الحاضر، فأرواحنا ترخص فداء للإمام الحسين عليه السلام، وموسم عاشوراء هو موسم لهويتنا ولقيمنا ولعاداتنا لتقاليدنا، هو نصرة لديننا ولقرآننا ولنبينا ولآئمة آهل البيت عليهم السلام، وكل من يحاول محاربتنا بهذا الموسم الكربلائي سوف يخسر، لأننا سنبقى متمسكين بهذا النهج وهذه الشعائر، وما يعانيه الشعب البحريني ليس جديداً، منذ سبعينيات القرن الماضي وهذه السياسة مستمرة ضدّنا وهذه الإعتقالات الطائفية الشنيعة لم تؤثر ولم توقف ولم تضعف الموكب والمنبر الحسيني في البحرين، بالعكس هو آخذ بالتنامي، واليوم مع وسائل التواصل الإجتماعي زاد وهج هذا الموكب وهذا النهج الحسيني في البحرين، وان شاء الله بحق هذا النهج سننتصر على آل خليفة، ويحضرني مطلع قصيدة بحرينية تقول: غصباً على عداك نرفع رايتك... يعني أمام راية الإمام الحسين(ع) وأهل بيته سيخسر الأعداء وراية أهل البيت والإمام الحسين( ع) في البحرين لم ولن تسقط يوماً حتى ظهور الحجة الإمام المهدي(عج) مخلص الأمة، وهذه عقيدتنا راسخة وستبقى، ولا بدّ من القول بأن الشيعة والهوية الشيعية موجودة في البحرين منذ قرنين ونصف اي قبل ان تغزو قوات آل الخليفة البحرين، لذا سنحافظ على هذه الهوية وهذه العقيدة ولن نتنازل عنها ابدا الى ان نلقى الله: منتصرين أو شهداء.
وختم ابراهيم العرادي حديثه:" مع التهدئة التي تشهدها المنطقة والتسويات المختلفة لا سيما الحوار السعودي الإيراني، فإن حكام آل خليفة لا يزالون يعلنون العداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاصة بعد دفع مليار ونصف جنيه استرليني من قبل ولي عهد النظام الى الحكومة البريطانية في صفقة جديدة عنوانها مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ما يزعمونه "مواجهة الخطر الإيراني"، ورغم كل هذه التسويات يريدون الوقوف الى جانب الكيان الصهيوني الغاصب ضد القضية الفلسطينية".