بادرة للتنازل عن هيمنة عملة الدولار؛
تفاهم هندي إماراتي للتداول بالعملات المحلية وربط أنظمة المدفوعات
في إطار سعيه لتعزيز دور الروبية في المدفوعات عبر الحدود، يحاول رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي منذ أكثر من عام، لجعل الروبية عالمية ما يؤدي إلى ثقل عالمي أكبر للهند حيث تسجل أحد أسرع معدلات النمو الاقتصادي في العالم، وتضع نفسها كبديل للصين في التصنيع في حقبة ما بعد وباء كوفيد.
خطوات مودي بحسب بلومبيرغ بدأت بطيئة ولم تحقق معدّلات ملموسة في الاحتياطي الهندي حتى الآن، وقد سمح بنك الاحتياطي الهندي لأكثر من عشرة بنوك بتسوية التداولات بالروبية مع 18 دولة منذ العام الماضي. وكان ذلك أمرًا مشجعًا لكبار مصدري النفط مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى دول جنوب آسيا لقبول العملة الهندية للتسويات التجارية بدل الدولار.
ضمن هذه المساعي في زيارة للرئيس مودي إلى الإمارات، اتفقت الهند والإمارات العربية المتحدة على استخدام عملتيهما المحليتين في المعاملات عبر الحدود، وقال بنك الاحتياطي الهندي في بيانه إن مذكرتي التفاهم ستسهلان "المعاملات والمدفوعات السلسة عبر الحدود، وتعزيز تعاون اقتصادي أكبر بين البلدين"، حيث وقع مودي ومحافظ البنك المركزي شاكتيكانتا داس الاتفاقيات مع رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبو ظبي. غير أن البيان لم يحدد متى ستحدث أول معاملة بموجب الاتفاق. وقال البنك المركزي إن الاتفاقيات ستساعد الدول على بناء إطار للمعاملات بالروبية والدرهم، إلى جانب ربط أنظمة الدفع والرسائل، بالإضافة إلى مفاتيح البطاقات الخاصة بكل منها ما يسمح "بالقبول المتبادل للبطاقات المحلية ومعالجة معاملات البطاقات". هذا ويبلغ إجمالي حجم التجارة بالعملة المحلية نحو عشرة مليارات روبية (10 مليون دولار) منذ بدء المشروع، وفقًا لأشخاص مطلعين، مقارنة بإجمالي تجارة السلع في الهند البالغ 120.1 تريليون دولار في السنة المالية الماضية.
ومع ذلك، من المرجح أن تسهل اتفاقات من التدفقات المالية بين البلدين. إذ تعدّ الإمارات العربية المتحدة مصدرًا حيويًا للعمل للهنود في الخارج وتمثل 18٪ من إجمالي التحويلات المرسلة إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا في 2020-21، في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة ، وفقا لبيان حكومي في فبراير شباط. ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، فإنّ إجمالي التحويلات في الهند في عام 2022 بلغ 111.2 مليار دولار.
وفي التصريحات شدد مودي على أن تعزيز التجارة بالعملات المحلية "جانب مهم للغاية من التعاون بين الهند والإمارات (الذي) يمهد الطريق لتعزيز التعاون الاقتصادي وسيجعل التفاعلات المالية الدولية أكثر بساطة". ولدى الهند والإمارات العربية المتحدة تجارة ثنائية تبلغ 84.5 مليار دولار، مع كون أبو ظبي واحدة من الموردين الرئيسيين لنيودلهي. كما اتفق محافظ بنك الاحتياطي الهندي شاكتيكانتا داس ومحافظ البنك المركزي لدولة الإمارات، خالد محمد بالاما، على ربط أنظمة الدفع السريع في الهند - واجهة المدفوعات الموحدة (UPI) بمنصة الدفع الفوري في الإمارات العربية المتحدة (IPP). علاوة على ذلك، اتفقوا أيضا على ربط مفاتيح البطاقات الخاصة بهم مقابل مفتاح RuPay و UAESWITCH لتمكين القبول المتبادل للبطاقات المحلية ومعالجة معاملات البطاقات هذه.