من أشهر الفلاسفة والعلماء في العالم
ابن سينا تراث ثقافي _ علمي مشترك بين إيران وأوزبكستان
الوفاق/ زارت مؤسسة ابن سينا الأوزبكستانية قبر الحكيم الايراني بوعلي سينا في مدينة همدان، على رأس وفد علمي لتعزيز التبادل السياحي بين إيران وأوزبكستان وعقدت مؤسسة ابن سينا العامة الأوزبكستانية، لقاءات واجتماعات علمية مع بعض المختصين الايرانيين بعلم ابن سينا والشؤون الثقافية، وكذلك المديرية العامة للتراث الثقافي والسياحة. مر أكثر من ألف عام على وفاة الفيلسوف الشهير والعالم والطبيب الإيراني الحكيم بوعلي سينا، وما زال يتربع على تاريخ إيران وحضارتها، ويضيء قبره على صفحة السياحة في ايران.
يعتبر بوعلي سينا من أشهر الفلاسفة والعلماء من أصل إيراني وتأثيره في العالم الإسلامي مازال باقيا، وقد ألف 450 كتاباً في مختلف المجالات، وخاصة العلوم الطبية والفلسفة، ويعتقد الكثيرون أنه حكيم آلاف السنين، وربما أعظم ممثل للحكمة في الحضارة الإسلامية.
يقع قبر هذا العالم الفريد، والذي يعد من أعظم فلاسفة العالم، في وسط ساحة سميت باسمه في مدينة همدان، مما جعل من منطقته متنزهاً جميلاً يلمع كجوهرة في قلب هذه المدينة القديمة بأشجار قديمة، وحدائق متوازنة، ومبنى جميل وتمثال يمثل هذه الساحة. أصبح هذا النصب رمزاً لمدينة همدان منذ حوالي 50 عاماً وتم تجديده ثلاث مرات حتى الآن ويرحب بالسياح المحليين والأجانب كل عام، وخاصة خلال نوروز.
بناء قبر بوعلي سينا مزيج من الفن والعمارة القديمة، والتي تعتبر اليوم واحدة من الأعمال والمعالم التاريخية العظيمة في إيران. يحتوي قبر بوعلي على 12 عموداً وقاعدة، يبلغ ارتفاع كل قاعدة من قواعد قبره 23 متراً، وقبة مستوحاة من قبة قابوس ولها شكل مخروطي يبلغ حوالي 6 أمتار.
كما تم بناء صالتين بجوار قبر بوسينا، القاعة الجنوبية هي متحف الآثار التاريخية والقاعة الشمالية مكتبة المقبرة، وتتوفر في هذه القاعة كتب ومخطوطات قديمة وأعمال ثمينة بلغات مختلفة.
تم بناء تصميم وخريطة المبنى الحالي مع الهندسة المعمارية للمهندس (هوشنك سيحون) على طراز العمارة في كنبدقابوس، مع اختلاف أنه بدلاً من 10 أعمدة في هندسة قبر بورسين ، تم بناء 12 عموداً، وهو ما يمثل 12 مجالاً من العلوم والمعرفة التي أتقنها هذا العالم الشهير والعظيم.
كان الموقع الحالي لمقبرة بوعلي سينا هو مكان إقامة أبو سعيد دخوك، وهو صديق مقرب لبوعلي سينا، والذي تم دفنه أيضاً بجوار بوعلي سينا.
الشرفة المبنية أمام المبنى متصلة بالقبر بباب خشبي، ويمكن رؤية شاهد قبر على جانبي الدهليز. واحد على الجانب الأيمن هو شاهد القبر القديم لبوعلي سينا، عمره 110 سنوات، وشاهد القبر الآخر لأبي سعيد دخدوك صديق أبو علي سينا الذي كان ضيفاً على الشيخ لفترة وكان منزله في نفس المكان.
خطت فوق الجدران الداخلية للمقبرة، 20 قصيدة شهيرة، وهي من بين أعمال ابن سينا البليغة في الحكمة والفلسفة، مكتوبة على 40 لوحاً رخامياً، وعلى جانبي القاعة الرئيسية قاعتان، إحداهما تستخدم كمكتبة والأخرى كمتحف. تم تخصيص القاعة الجنوبية للمقبرة كمتحف لتخزين العملات المعدنية والفخار والبرونز وغيرها من الأشياء المكتشفة المتعلقة بآلاف السنين قبل المسيح والعصر الإسلامي، وفي القاعة الشمالية، توجد مكتبة تحتوي على ثمانية آلاف مجلد من الكتب الإيرانية والأجنبية الرائعة المكتوبة بخط اليد والمطبوعة وأجنحة تتعلق بأعمال بوعلي سينا والشعراء والكتاب الهمدانيين، تمثال بوعلي سينا الذي يحمل كتاباً هو عمل الفنان أبو الحسن صديقي.
همدان ترحب بالسياح الأوزبكيين
وبحسب تقرير العلاقات العامة للتراث الثقافي والسياحي والصناعات اليدوية في محافظة همدان، قال محسن معصوم علي زاده في لقاء مع مجموعة من علماء ابن سينا الأوزبكيين، مشيراً إلى أن همدان مدينة استمرت الحياة فيها منذ 3300 عام، وإن وجود العديد من الأعمال في هذه المدينة يدل على عراقتها وثقافتها وحضارتها وهويتها، وبحسب أعيانها فهي في ذروتها. وفي إشارة إلى وجود 1800 عمل ثقافي تاريخي في المحافظة، أضاف: بالنظر إلى هذا العصر التاريخي، فإن من بين القدرات العظيمة للمحافظة وجود فلاسفة عظماء عاشوا في هذه المدينة، ومن هؤلاء الفلاسفة العظماء الذين تشرفت همدان باستضافتهم بوعلي سينا، عالم العالم.
وصرح المدير العام للتراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية في محافظة همدان أن هذه الخصائص يمكن أن تكون أساسا للعلاقات الثقافية القوية بين البلدين إيران وأوزبكستان، وقال: إن وجود السياح الإيرانيين في أوزبكستان وبالعكس تعتبر حركة ثقافية يمكن أن تنشّط البيئة الاقتصادية ويمكن أن تستفيد منها البيئة السياحية، ونحن على استعداد لاستقبال السياح الأوزبكيين.
وأشار معصوم علي زاده إلى تسمية 23 اغسطس في إيران بيوم الطبيب بوعلي سينا واستمر بالإعلان عن الاستعداد لعقد برامج ثقافية مشتركة بين البلدين في هذا اليوم: همدان تسعى حالياً للتسجيل العالمي ودولة أوزبكستان سجلت أيضاً أعمالاً في اليونسكو العام الماضي.
وأشار إلى تسجيل 26 اثراً إيرانياً في منظمة اليونسكو، منها 24 اثراً ثقافياً وتاريخياً واثرين طبيعيين، و "ملف هكمتانه والنسيج المركزي لمدينة همدان هي أول ملف للتسجيل العالمي، وفي هذا الملف سيتم تسجيل 100 هكتار وبنسيج واحد.
تراث ابن سينا يعزز العلاقات بين إيران وأوزبكستان
وقال رئيس مؤسسة ابن سينا في أوزبكستان: إن رئيسي البلدين يحاولان جعل شعبي البلدين أصدقاء ويتعاونان ويكونا قريبين من بعضهما البعض بكل الطرق.
واضاف ناظم خان محمود اف: في العام الماضي في سمرقند، في منظمة شنغهاي للتعاون، وقّع الرئيس الإيراني مذكرة تفاهم بشأن تعاون مؤسسة ابن سينا الأوزبكية مع إيران.
وزار رئيس مؤسسة ابن سينا الشعبية في أوزبكستان إيران على رأس الكادر الأكاديمي تماشيا مع التفاهم بين رئيسي جمهورية إيران وأوزبكستان وبتعاون وزارة خارجية جمهورية إيران الإسلامية.
وقال رئيس مؤسسة بوعلي سينا: مهمتنا هي التعريف بأبعاد شخصية بوعلي سينا ويجب أن يستفيد الناس من أخلاق هؤلاء العظماء وسلوكهم.