المحلل السياسي المختص بالشؤون الإسرائيلية من القدس للوفاق:
الجاسوس عين الكيان الثانية داخل الأراضي المحتلة
غنية هي فلسطين بتاريخ الإعتداءات الصهيونية عليها، وكثيرة بل لا تعدّ ولا تحصى إنتهاكات هذا الكيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني وضد أرضه. منذ ما قبل دخول اليهود الى فلسطين التي أصبحت على ايديهم محتلة، نسج هذا الكيان اهدافه من القتل والتشريد ونهب الأراضي والبيوت وتدمير كل ما يمكن أن يقع تحت يد الصهيونية الخبيثة، وكتب لتحقيق هذه الأهداف سيناريوهات مختلفة بشخصيات متعددة لتنفيذ مشروعه الفاشي في هذه الأرض، فكان ملف "الجواسيس" على أرض عربية قاومت، ولا زالت تقاوم هذا العدو الجبان بكل ما أوتيت من سلاح وشباب وقوة وإرادة، فكان إمتداد قضية الجاسوسية في فلسطين من إمتداد النكبة وما قبلها، تلك النكبة التي شرّدت شعباً وهجّرت أناساً وقتلت ما قتلت من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ والشباب، لكن لقضية التجسس في فلسطين فصولها الخاصة من البداية حتى النهاية ونتائجها.
في قسمنا الأخير من قضية التجسس في دول المنطقة، سنختم هذا الملف من فلسطين، وسنعود الى التاريخ ووقائعه حتى يومنا هذا، نتعرف على تاريخ التجسس في فلسطين ونتائج التجسس ودور الحركة الصهيونية في هذه القضية واستخدام الجاسوسية للترويج للرواية الإسرائيلية في احتلال الأرض.
في قسمها الأخير من داخل فلسطين إلتقت الوفاق بالكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني من القدس المحتلة حسن لافي وكان التحقيق التالي.
الجاسوسية في فلسطين عمرها بعمر ما قبل النكبة
منذ ما قبل نكبة فلسطين كانت إنطلاقة حديثنا، حين بدأ الكيان الإسرائيلي يعتمد على الجاسوسية كنوع من الحرب في المنطقة العربية وتحديداً لبنان وسوريا وفلسطين والعراق، وفي هذا يقول حسن لافي أنه وعلى مدار الثورة الفلسطينية وعلى مدار تاريخ الحركة الصهيونية في صراعها، كان هناك بعض الفئات التي ربطت نفسها مع الإحتلال الإسرائيلي، وكانت هذه الفئة التي تُسمى بالجواسيس، قدّموا خدمات مختلفة للإحتلال الإسرائيلي سواء في جميع المعلومات الأمنية عن القرى والمدن الفلسطينية، ونقاط القوة لدى المقاومة الفلسطينية وغيرها الكثير من المعلومات الأمنية وقدموها الى الكيان الإسرائيلي الذي استفاد من هذه المعلومات ومن الجواسيس في موضوع الحرب النفسية.
الحركة الصهيونية والجاسوسية
الى دور الجواسيس في القضية الفلسطينية وفي احتلال فلسطين إنتقلنا في حوارنا، وهنا يقول لافي بأن الكيان الإسرائيلي والحركة الصهيونية هما حركتان غريبان عن النسيج الإجتماعي الفلسطيني وعن هذه المنطقة ككل، وليس لها اي صلة او اي ارتباط بهذه المنطقة، لذلك اعتمد هذا الكيان على الجواسيس في المنطقة العربية من أجل صناعة تاريخ لهم وفهم عميق لطبيعة هذه المنطقة هذا من جهة، ومن جهة اخرى من أجل تسويق روايته التاريخية والمخادعة لأبناء الشعوب العربية والإسلامية في منطقتنا، لذلك كان هذا الكيان المنبوذ يهتم ليس فقط بالجواسيس الذين يقدمون تقارير أمنية ومعلومات أمنية، بل هناك من يهتم بالنخب واسقاطها، كما هو إهتمامهم ببعض وكالات الأنباء والصحف والتي يجب الإعتراف بأنه تم اختراقها من قبل الصهاينة من أجل نشر الرواية الصهيونية في إحتلالها لفلسطين، لذلك اعتمد الكيان منذ نشأته على هذه الفئة للترويج لروايتها الصهيونية الكاذبة وفي حربها النفسية على الشعوب العربية أو من خلال فهم المنطقة العربية بشكل أثر على تنفيذ مخططاتهم السياسية والعسكرية والأمنية.
دراسة بحثية حقيقية عن الحالة العربية والفلسطينية
يبرز التاريخ الفلسطيني بأن أحد أبرز مهام الجواسيس منذ ما قبل النكبة، كانت تركز على تأجيج الخلافات والفتن بين العائلات الفلسطينية المتنافسة، وتشويه صورة الثوار في ذلك الوقت، واغتيال قادة فصائل المقاومة، إلى جانب عملهم كسماسرة سهلوا تسريب الأراضي الفلسطينية للبريطانيين واليهود، لذا يرى المحلل السياسي حسن لافي بأن الجاسوس الميداني هو عين الكيان الإسرائيلي الثانية، فاليهود في ذلك الوقت والحركة الصهيونية فيما بعد، هم أناس جاؤوا من بلاد أوروبية الى بلاد لا يعلمون شيئاً عن لغة هذه الأرض ولا طبيعتها، وليس لهم ارتباطا تاريخي بهذه الأرض، ولا يعرفون شيئاً عن السكان هنا ولا عن عاداتهم ولا تقاليدهم، لذلك فإن كل المعلومات في هذه المجالات كانت تقدّم من خلال الجواسيس، وبالتالي قدّموا دراسة بحثية حقيقية عن الحالة العربية والحالة الفلسطينية بشكل كبير، وبالفعل هؤلاء المجموعة الذين ربطوا انفسهم مع الإحتلال وعملائهم كانوا العين الثانية التي تُبصر من الداخل وهي الأخطر من الرؤية الخارجية التي يراها الكيان الإسرائيلي وهم سهلوا للكيان عملية إحتلال الكيان لفلسطين وأرضها.
"الشيخ الجاسوس" فاضل عبد الله يهوذا
لا يمكن ان نتحدث عن الجاسوسية في فلسطين دون أن نتوقف عند اخطر الجواسيس الذي عرفه تاريخ فلسطين، الشيخ الجاسوس، فاضل عبد الله يهوذا، الذي ذاع صيته وصيت جاسوسيته في العام 1946، الشيخ الذي كان يؤم الصلاة أحياناً في المسجد الأقصى والذي كان يدعو الى نصرة الفدائيين الفلسطينيين، وينظّم حلقات دينية ويلقي خطباً ومواعظاً للمسلمين في مرحلة تاريخية هامة ومواجهة غير مسبوقة مع العصابات اليهودية التي كانت تنتشر في المدن الفلسطينية، والشيخ الذي كان يدعو بعد كل صلاة للمجاهدين في فلسطين، ويحفزهم على القتال والجهاد، ويدعو لهم بالنصر على أعدائهم من اليهود والإنكليز، لم يكن سوى عميلاً جاسوساً اختبأ تحت ستار ديني لم يدم ستره له طويلاً.
هذا اليمني اليهودي المهاجر إلى فلسطين عام 1946، بحثت عنه المنظمات الصهيونية عندما كانت تبحث عن مهاجرين يهود يتحدثون اللغة العربية؛ لاختراق الفلسطينيين والعرب، وكغيره من الجواسيس، تجنّد وتدرّب هذا الجاسوس قبل سنوات من عام النكبة، وحفظ القرآن الكريم وتعلّم أحكام الدين الإسلامي قبل زرعه في فلسطين عام 1946، وعندما اندلعت الحرب في عام 1948، أبقى فاضل عبد الله هويته قيد الكتمان، وكان يدعو بالنصر للجيوش العربية من منبر المسجد في خان يونس حيث انتقل للعيش بصورة دائمة فيه.
جهاز المخابرات المصري يكشف هوية" الجاسوس الشيخ"
في مايو/أيار 1948، تم توجيه فاضل إلى الاتصال بالقوات المصرية، وبدأ يتقرب من قائد الكتيبة الضابط أحمد عبد العزيز ونائبه الضابط كمال الدين حسين، وأخذ يؤم صلاة الجنود المصريين ويجيب عن أسئلتهم ويتردد على المعسكر المصري بصورة دائمة، إلا أن جهاز المخابرات المصري كان يراقب من كثب، ولاحظ اختفاء الشيخ عدة ساعات كل يوم عند منتصف الليل.
تحت عين ومراقبة رجال المخابرات المصرية كانت تحركات الشيخ الجاسوسي كل ليلة، حتى تأكدت شكوك رجال المخابرات المصرية عندما رصدوه يتسلل من معسكر الفدائيين المصريين إلى معسكر العصابات الصهيونية في ظلام الليل.
وما حصل، إنه بتاريخ 22 مايو/أيار 1948، اتخذ مجلس الأمن قراراً يدعو فيه أطراف الحرب في فلسطين، إلى وقف القتال خلال 36 ساعة بدءاً من ليلة 22 -23 مايو/أيار 1948، في تلك الفترة، طلبت القوات اليهودية بعض الأدوات الطبية والإسعافات الأولية، وهو ما كان متعارفاً عليه في هدنة الحروب، وافقت القوات المصرية وأرسلت أحد الأطباء من الضباط المصريين ومعه الدواء والأدوات المطلوبة. كان فاضل يهوذا موجوداً بمعسكر اليهود في تلك الليلة بمحض الصدفة، فرآه الطبيب المصري وتجاهله تماماً، وعندما عاد أخبر قيادته بما رآه وكانت النتيجة أن فاضل ليس سوى جاسوس إسرائيلي وعميل خائن مدعٍ، وبعد تلك الليلة، اختفى فاضل كلياً وتوقف عن القدوم إلى معسكر الجيش المصري وإمامة الصلاة كما جرت العادة، لكن ضابطاً مصرياً آلمه خداع الشيخ الجاسوس، فتطوع كي يخطف فاضل، وتتسلل مع جندي آخر لإختراق معسكر اليهود وإحضار يهوذا مكبلاً في عملية فدائية، وافقت القيادة المصرية على هذه الخطة، وبالفعل نجح الفدائيان في أسر فاضل وتكميم فمه، وعند عودة الضابط والجندي وإتمام العملية بنجاح، تشكلت محكمة عسكرية من 3 ضباط مصريين وصدر حكم بالإعدام بالرصاص على فاضل عبد الله يهوذا بتهمة التجسس ونُفذ الحكم فوراً، وبعد تنفذي حكم الإعدام، كانت للقوات المصرية رسالة أخيرة لتوجيهها، إذ عاد الضابط نفسه الذي نجح في خطفه ليتسلل إلى المعسكر اليهودي فأعاد يهوذا لمخبئه، ولكن جثة هامدة عقاباً لخيانته.
تنفيذ الإغتيالات والكشف عن عمليات المقاومة
إختراق المجتمع الفلسطيني، وتنفيذ الإغتيالات والكشف عن عمليات المقاومة وتقديم المعلومات عن فصائل المقاومة، هذه هي اهم أهداف الكيان الإسرئيلي في المجتمع الفلسطيني، لذلك عمل الكيان بكل جهده من أجل نجاح مخطط الجاسوسية في فلسطين وتجنيد عملائه عبر التاريخ، ويشهد التاريخ الفلسطيني للعديد من الجواسيس الذين نجحوا بمهماتهم على الأراضي الفلسطينية. وفيما اذا كان العمل الفدائي الفلسطيني هدف الجواسيس فقط أم كان هناك أهدافاً اخرى، يضيف حسن لافي بأن خارج العمل الفدائي الفلسطيني ومراقبة الفدائيين وتتبعهم، والكشف عنهم، كان هناك جواسيس مهمتهم شراء الاراضي الفلسطينية وتسريبها الى الإحتلال، وجواسيس مرتبطين بضرب البنية الإقتصادية للمدن والقرى الفلسطينية، كما يوجد جواسيس مرتبطين بالدعاية الإعلامية وإثارة النعرات الداخلية الفلسطينية والإشاعات داخل المجتمع وضرب النسيج المجتمعي الداخلي، قد لا أكون مبالغاً إذا قلت أن لهم أهداف لا تحصى لأن الصراع وطبيعته بين الكيان الإسرائيلي وما بين الفلسطيني صراع حضاري ممتد على كافة المستويات وكان الكيان في كل مستوى يستخدم هؤلاء الجواسيس لتنفيذ أهدافها الغير شرعية والفاشية.
الاحتلال لم يعرض مصالحه للخطر بتبني الجواسيس
رغم أنها مهنة الغموض والسرية، فإن إختيار أدوات الجاسوسية من قبل الكيان الإسرائيلي يحظى بإهتمام خاص، فبعد تدريب الجاسوس وزرعه في المجتمع يمارس هذا الجاسوس مهمته الموكلة إليها بإتقان، كما يتم تدريبه من قبل عملائه بكيفية التصرف في حال تم القبض عليه، وقد يلجأ العدو الإسرائيلي الى عدم الأفصاح عن جواسيسهم حتى بعد القبض عليهم أو لا يعلنون عن تبنيهم للجواسيس والشواهد كثيرة في هذه القضية، وفي هذه النقطة قال لافي بأن عدم الأفصاح أو الإعلان بشكل مباشر أو غير مباشر عن الجواسيس من قبل الكيان الصهيوني يعود لثلاثة اسباب رئيسيين، الأول: ان هذا العدو لا يكترث لجواسيسه ولا يهتم بحمايتهم بل يعتبرهم وينظر إليهم نظرة دونية كونهم باعوا دينهم وشعبهم لذلك هو لن يتمسك بهم وبالتالي لن يعرض مصالحه للخطر بتبني هؤلاء الجواسيس، أما السبب الثاني فله علاقة بمفهوم الأمن الإسرائيلي لأن الكشف عن هؤلاء وتبنيهم يعني الكشف عن اساليب الإحتلال الأمنية واساليب الأسقاط التي تم وقع فيها هؤلاء الجواسيس، وهذه تعتبر معلومات أمنية سرية لا يعلن عنها الكيان الاسرائيلي، والأمر الأخير في هذا الإطار هو الدعاية والهالة الأمنية الذي يحيط بها الكيان نفسه به، وإذا حصل وتبنى العدو الإسرائيلي هؤلاء الجواسيس، سيتم كشف شخصية الجواسيس وبالتالي سيصبح معروفاً في مجتمعه وهنا في فلسطين، الجميع يعلم بأن أي جاسوس للإحتلال مصيره واحد وحتمي هو الموت أو السجن خارج إطار الشرعية الوطنية ويكون مصيره مزابل التاريخ.
العدو يوظّف اي معلومة في حربه ضد فلسطين
كثيرة هي المهام التي أوكلت الى الجواسيس من قبل العدو الإسرائيلي بدءاً من المعلومة الأمنية ونقل كل المعلومات عن المقاومة الفلسطينية، حتى دراسة حالة الوضع الفلسطيني ودراسة العادات والتقاليد الخاصة بشعبنا والأعراف والحالة الإقتصادية، وبث الإشاعات من اجل ضرب البنية الإجتماعية الفلسطينية، ربط الإقتصاد الفلسطيني من خلالهم بالإقتصاد الإسرائيلي، وتدمير البنية الإقتصادية التي يمكن أن تعزّز الوجود الفلسطيني على ارضه، تجارة الأراضي وتسريب الأراضي الى اليهود من أجل تسهيل الإحتلال والقدوم والسيطرة على فلسطين والأرض، لذا، فإن كمّ المعلومات التي قدمها هذا الجاسوس للإحتلال الذي باع نفسه لعدو وخرج عن الشعب الفلسطيني، كانت كبيرة ورغم قلة هذه الفئة إلاّ أنها كان لها تأثيرها على القضية الفلسطينية. وفيما استطاع الجواسيس داخل فلسطين المحتلة تمكين الكيان بالمعلومات التي يحتاجها واستمرارية الكيان في هذا الملف أمام ضعف الحصانة الذاتية للفرد سواء من الناحية الدينية أو الأخلاقية او الوطنية، قال لافي في حديثه بأن العدو الإسرائيلي ليس لديه بديل عن الجواسيس، لذلك يركز على ملف الجواسيس داخل المجتمعات العربية، وامام ما ذكرناه من أسباب لا يستطيع أن يبتعد عن هذا الإسلوب مهما كان بشكل كبير، قد يكون هناك تطور كبير تحت مسميات باحثين او منظمات دولية ولكن الهدف واحد وهو دراسة الوضع العربي وتقديم تقدير موقف مفصل عن هذا الموقف العربي وتقديمه للقيادة الإسرائيلية، وهذا ما قامت وتقوم به هذه الفئة التي تعمل لصالح العدو الإسرائيلي وتمكنه من المعلومات التي يحتاجها، والعدو يسعى الى الحصول على أكبر قدر من المعلومات سواء إحتاجها او لا، وهو، اي العدو، لديه القدرة على توظيف كل معلومة في حربه ضد الشعب الفلسطيني، مهما كانت هذه المعلومة.
صراع الأدمغة والإرادات
نجح الكيان لفترة زمنية بتجنيد عملائه وجمع المعلومات في جميع ميادين الحياة الفلسطينية، لكن كان لهذا النجاح نهاية بعد الإهتمام بالملف الأمني في جميع دول محور المقاومة وليس في فلسطين فقط، وهنا يقول لافي بأن تطور إمكانيات محور المقاومة في الملف الأمني جعل هناك صراع أدمغة وصراع إرادات بين أمن محور المقاومة وأمن الإحتلال الإسرائيلي، وهذه المعركة هي معركة مفتوحة، وهناك تسجيل نقاط مهمة لصالح محو المقاومة، كما ان هناك بعض الإخفاقات التي يستطيع الكيان الإسرائيلي أن يدخل إليها عبر بعض الثغرات، ورغم أنها حرب مفتوحة إلاّ انه يمكن القول أن حجم هذه الفئة، فئة الجواسيس، أصبحت قليلة ومنحصرة ولا تحظى بأي إجماع فلسطيني ولا عربي، بل هي فئة منبوذة فاقدة لكل الشرعية، وأنا اعتقد أن هناك سهولة لمحور المقاومة اليوم أن يقدم انتصارات جديدة ومتطورة في هذ المجال كونه يحظى بإجماع ودعم عربي كبير جداً ودعم فلسطيني ايضاً. ويختم لافي حديثه، بأنه مهما قدّمت هذه الفئة القليلة والمنبوذة من الشعب الفلسطيني التي تبيعها أوطانها، ومهما قدمت معلومات عن الشعب الفلسطيني المناضل تبقى معلومات محدودة لأنها هي فئة قليلة غير منتشرة داخل الشعب الفلسطيني.