الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • خوزستان
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وتسعون - ٢٤ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وتسعون - ٢٤ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

توارثها السكان عن أجدادهم وتناقلوها فيما بينهم

تنوع مظاهر احياء تقاليد عاشوراء في خوزستان

 

يؤدي عرب محافظة خوزستان مراسم شهر محرم الحرام، وفقاً لثقافتهم وتقالیدهم  وطقوسهم الخاصة بهذا الشهر، حيث توارثها السكان عن أجدادهم وتناقلوها فيما بينهم، ولایزال يحتفظون بها وبرونقها.  وتتنوع أشكال ومظاهر طرق إحياء محرم الحرام من مدينة لأخرى عند عرب خوزستان. مراسم عزاء سید الشهداء (علیه السلام) ، وذكری مصائب السیدة زينب(سلام الله علیه)، وذكری تضحية رافع الرایة في كربلاء أبوالفضل العباس(ع) واستشهاد المراهقين والصغار في واقعة الطف، يخلق شغفاً نادراً في قلوب محبي أهل البيت (علیهم السلام) عند عرب محافظة خوزستان، مما يضفي جواً خاصاً لشوارع  وأحیاء مدن  وقری المحافظة، ولا يهم ما إذا كان شهر محرم الحرام في برد الشتاء القارس أو في حرارة صيف خوزستان الحارقة، ويكرّسوا  ویكثفوا جهودهم في هذه الأيام من أجل إحياء مراسم عاشوراء.

اهتمام بالغ بإقامة مجالس ومواكب العزاء الحسیني
وبقلوب عامرة بالشغف المغموس بالحزن، يترقّب عرب محافظة خوزستان سنوياً، ذكرى واقعة عاشوراء كنبع للإيمان والتقوى والإخلاص.
قد تبدو عادات وتقاليد العقد الأول من شهر محرم عند عرب خوزستان، مختلفة للوهلة الأولى، لكن هناك نقطة مشتركة بینها، وهي التشابه بتقديم ملحمة عاشوراء والتعاطف مع أحداث كربلاء، حیث تعكس اعتقادا واحداً وهو الالتزام بعزاء الامام الحسين(ع).
إن مستوى هذا الحداد والعزاء بين أهالي عرب خوزستان مرتفع للغاية، لدرجة أنه يؤثر على أيام عديدة من حياة أهالي هذه المنطقة، بحيث تكون منازل الناس وملابسهم مغطاة باللون الأسود.
تقام مراسم العزاء والتعزية وقراءة المقتل الحسیني في أجزاء كثيرة من محافظة خوزستان ومنها المناطق التي یسكنها العرب، حیث تخلق جاذبية وعظمة خاصة للمعزين في المحافظات الأخرى، الأمر الذي يتطلب تعریف هذه القدرة الثقافية والدينية العظيمة في داخل إیران وخارجها قدر الإمكان.
وتشهد مدن وقری خوزستان العربیة في شهر محرم الحرام من كل سنة نشاطاً كبیراً  وملحوظاً من جانب جمیع الفئات في المجتمع صغاراً  وكباراً، رجالاً ونساءاً وشیوخاً وشباباً لإحیاء ذكری إستشهاد أبى الاحرار الامام الحسین(ع) في واقعة الطف، حیث تجد الجمیع یتحرك  وباهتمام بالغ لاقامة مجالس  ومواكب العزاء الحسیني مقدماً ما یتمكن منه، حسب امكاناته وإستطاعته.
ووفقاً لتقليد عريق، یقوم سكان خوزستان ، وبعد نهایة عيد الغدير الأغر، بتجهیز وتنظیم المساجد والحسینیات  والمواكب والتكایا، بحيث يجهزون مساجدهم وحسینیاتهم ومواكبهم لاستقبال شهر محرم الحرام قبل بدايته. وعن طريق شراء الأقمشة الخضراء والسوداء وشراء المستلزمات لاستقبال ضيوف ومعزي الإمام الحسين(ع)، فإنهم يستعدون لإحیاء ذكری استشهاد سید الشهداء الإمام الحسین(ع) وأهل بیته الأطهار وأصحابه المخلصین.
وقبل عدة أیام من بدایة شهر محرم الحرام، تتم الاستعدادات اللازمة لتهیئة الشوارع  والأحیاء والمساجد والحسینیات عبر نصب الأعلام والرایات السوداء علی جنباتها وتعلیق اللافتات التي تحمل أشعاراً في مدح الامام وأهل بیته  وأصحابه أو عبارات من خطبته الشهیرة (ع)  في یوم عاشوراء، فتنتشر آلاف الأعلام  واللافتات السوداء في مختلف أنحاء المناطق العربیة لتتشح بالسواد الكامل تخلیداً  وتذكیراً لواقعة الطف وذكری مصیبة عاشوراء. وتتهیأ المساجد  والحسینیات وتشرع فیها مجالس الوعظ والارشاد والعزاء من اللیلة الاولی
للشهر الحرام.
أجواء الحزن تخيم على مدن  واسواق خوزستان
تغطي أجواء الحزن والعزاء في شهر محرم الحرام مدن واسواق خوزستان ، وتتشح الأسواق بالسواد في عزاء أبي عبد الله الحسین(ع)، وعندما تتجول في الأسواق، بامكانك مشاهدة الحلة الجديدة للأسواق، واجواء شهر محرم الحرام التي تظهر ملامحها في الأسواق ومعروضاتها.
كما تصدح أصوات الروادید والشعراء، في الأسواق التقلیدیة، في رثاء ذكری مصیبة عاشوراء ، وعند التجوال في السوق يمكن ملاحظة أجواء الشهر الحزين لدی الأهالي وأصحاب المحلات.
جدران وأبواب جميع المحلات ومعظم البيوت وجميع المكاتب، تتشح بالسواد في عزاء أبي عبد الله الحسین(ع)، وكل منها يحاول تقديم الخدمة للمعزين بأي شكل من الأشكال، وتقوم الاسواق بتجهيز الأشياء التي يحتاجها الناس، بما في ذلك المواد الغذائية للخدمة في المساجد والحسينيات والمواكب، على شكل نذور الإمام الحسين(ع).
المساجد والحسینیات والمواكب الخط الأمامي في عزاء عاشوراء
تحتل المواكب والحسینیات في محافظة خوزستان مكانه مرموقة في المناطق التي يقطنها العرب حيث ان تجوال المواكب في الشوارع وزيارة الحسينيات والمساجد من الطقوس التي لاتنسى في خوزستان.
الموكب هو مجموعة من الأشخاص التابعين لإحدى الحسينات أو المساجد، الذين يحملون الأعلام والتي تسمى البيرق، ويسيرون في الشارع للذهاب الى حسينية أو مسجد آخر.
للعشرة الاولی من شهر محرم طابعها الخاص عند أهالي عرب خوزستان، ففي هذه الایام تسیر المواكب في الشوارع  وتتنقل بین الأحیاء  والحارات لتقدیم التعازي من موكب الی موكب ومن هیئة إلی هئیة أخری.
يسير الموكب باتجاه الحسينية المقصودة وهم يضربون الطبول ويلطمون علی الصدور ويقرأون الاشعار العربية، ويصطف الأهالي على اطراف الطرقات التي يسير منها الموكب ويشاركونهم العزاء ويسيرون معهم .
في بعض الاحيان يقوم الأهالي باستقبال المواكب المتوجهة الى الحسينيات والمساجد بالماء والشربت والشاي و...، ليشاركوهم العزاء.
في الطريق يقف الموكب لدقائق أمام المسجد او الحسينية التي في طريقه ويقومون باللطم علی الصدور وبهذا العمل يشاركون في عزاء الامام الحسين(ع) وأهل بیته الأطهار واصحابه الأوفیاء، وهذا العمل يقوي أواصر الاخوة بينهم.
عندما يصل الموكب الى المقصد، تقوم مجموعة من أفراد الحسينية او المسجد بالذهاب ولمسافة مئات الامتار لاستقبالهم ويشتركون معهم في العزاء، ويقوم اصحاب الحسينية المقصودة بقراءة اشعار ترحب بالضيوف ومنها «اهلاً  وسهلاً مرحبا بيكم جيتوا تعزونا الله يعزيكم».
وبعد ايام يقوم اصحاب الحسينية بالذهاب الى ضيوفهم ليشاركوهم العزاء في حسينتهم او مسجدهم.
لدى سكان خوزستان العرب نزعة نادرة وحصریة للطم في عاشوراء وهذا يتم بطرق مختلفة وبين الرجال والنساء.
يميل معظم شباب عرب خوزستان، إلى اللطم علی الصدر بأسلوب یُعرف بـ«الجلاب»، حیث يذهب الشباب  وكوفیتهم على الرقبة إلى المواكب الحسينية في مجموعات من مختلف الأحياء لتجهيز أنفسهم لهذا النوع من اللطم.
ولم ينسحب الشباب أبداً من إقامة مراسم ذكری استشهاد أبي عبدالله الحسین(ع)، وحاولوا الترويج لعاداتهم الحسينية، واليوم يمكن ملاحظة أن مراسم ذكری مصیبة سید الشهداء علیه السلام تقام في الحسينيات والمساجد والهیئات والتكایا بأقصى درجات من مشاركة شباب عرب خوزستان.
الشباب في مدن خرمشهر وآبادان وشادكان وأهواز ومدن محافظة خوزستان العربیة، يقفون جنباً إلى جنب في صف واحد، ويرفعون أيديهم على طريقة لطم أهالي مدينة كربلاء، وبعد الضرب على الصدر ينحنون قليلاً ویرفعون أيديهم مرة أخرى، لضرب الصدر بقوة أكبر.
كما أن هذا النوع من اللطم على الصدر في أواخر كل رثاء من الرادود، قد یكتسب المزيد من العزم والحماس، والشباب، الذين يتجمعون في وسط الساحة المعینة للطم، یضربون علی صدورهم باستمرار وبسرعة، مع قراءة شعر الرثاء مع الرادود.
«الملایة» تلقي الخُطب لتبيين الرسالة الزينبية
للمرأة العربية في خوزستان أيضا طرق مختلفة في الحداد والعزاء بذكری مصیبة عاشوراء، ومنذ بدایة شهر محرم الحرام  تبدأ مجالس العزاء النسائیة في مدن وقری خوزستان العربیة.
ماتعرف وتسمی بـ«الملایه»، هي التي تُحاضر في هذه المجالس بإلقاء الخُطب لتأدیه الرسالة الزینبیة حیث تحظی بجمهور كبیـر من نساء الحـي.
وإعتادت المرأة العربیة علی إقامة مجالس العزاء في شهر محرم سنویاً حسب العادات الموجودة في المجالس النسائیة العربیة في خوزستان، ومنها إرتداء الزي العربي الأسود، وإعداد الموائد والطعام الخاص بهذه المراسم .
رواية البطولات الخالدة لأبي الفضل العباس(ع)
یعرف الیوم السابع من شهر محرم الحرام عند أهالي عرب خوزستان بیوم العباس(ع)، حیث تذكر في مجالس العزاء والوعظ البطولات الخالدة لأبي الفضل(ع) في ذكری واقعة عاشوراء الخالدة. وتسیر العشرات من القوافل والیهئات والمواكب بتشییعٍ رمزي لأبي الفضل العباس(ع) حاملین علی أكتافهم نعشاً رمزیاً والكثیر من الاعلام  والرایات السوداء، حیث تجد الكبار والصغار والرجال والنساء في الشوارع  والطرقات، یقدمون النذور من مأكل ومشرب للمعزین. كما أن  كثیرا من العوائل تقوم بطهي الطعام  وتقدیمه في یوم السابع الذي یسمی لدی عرب خوزستان بـ«مقتل العباس(ع)»
اللیلة الثامنة؛ عرس القاسم(ع)
أما في اللیلة الثامنة تقام المراسم عند أهالي المدن والقری العربیة بمحافظة خوزستان، تحت عنوان عرس القاسم، إحیاءاً لذكری إستشهاد القاسم ابن الامام الحسن المجتبی(ع) أحد أبطال واقعة الطف، علی الرغم من أنه لم یكن قد بلغ الحلم بعد، عندما خاض المعركة مضحیّاً بمهجته فداءً لعمه الامام الحسین(ع ).
ولطالما اعتبر عرب خوزستان الشباب على أنه أملهم في المستقبل، فإن الليلة الثامنة التي زُينت باسم أحد شهداء كربلاء الصغار، تُقام بحزن لا يوصف.
مراسم «عرس القاسم»، الذي يستضيفه أحد المنازل من المعزین، تعد من أكثر المراسم والليالي إيلاما في عقد عاشوراء  ومحرم الحرام، ويحاول العرب إعادة خلق العريس الجديد الذي يخوض حرب الكفر حفاظا على دينه، ويضحي بشبابه للإسلام وإمامه.
وكثيرا ما تثير هذه المشاهد الدموع في عيون الجمهور وتذكرهم بمظلومیة الإمام الحسین(ع) ورفاقه المخلصين. في هذه الليلة.
لیلة الإحیاء
في لیلة الإحیاء وهي ليلة العاشر من شهر محرم الحرام فإن الكثیر من الناس یحیونها بشكل خاص إذ یبقون فیها مستیقظین حتی وقت متأخر إستذكاراً لحال الإمام الحسین(ع) وأصحابه وأهل بیته الأطهار، في تلك اللیلة، تراهم یتوافدون للمساجد والحسینیات من المساء حتی الصباح للمشاركة في لیلة الإحیاء، ومراسم ومناسك العزاء التي تقام في
هذه اللیلة.
التشابیه أو الدائرة
يوم عاشوراء ذكری استشهاد الإمام الحسين(ع) وأهل بیته الأطهار علیهم السلام وأصحابه الأوفیاء، هو ذروة أعمال الحداد والعزاء، حیثم یتم قراءة مقتل الإمام الحسین(ع)، بجانب توزيع النذورات.
في صباح هذا الیوم، يتم عرض مشهد معركة عاشوراء وتمثیل واقعة الطف، في كل حي من أحیاء مدن محافظة خوزستان، وسط جماهير غفیرة من الناس في أماكن مخصصة، وهو ما یعرف ویسمی عندهم بـ(التشابيه) أو (الدایرة)، وهو أسلوب وتمثیل بشكل درامي لتجسید معركة الطف، وعبر مشهدٍ یحاولون فیه محاكاة الواقعة ولو بدرجة بسیطة تجسیداً لفداحة الواقعة وعِظَم المصیبة. ويتجدد حزن عزاء سید الشهداء (علیه السلام) في ظهر عاشوراء.
وتقام مراسم التشبیه (الدایرة) في أماكن متعددة من المناطق العربیة، من أشهرها تلك ألتي تقام في مدینة الحمیدیة  ومدینة الشوش ومنطقة كوت عبدالله ومنطقة الدایرة في اهواز التي أخذت أسمها من هذه المراسم  ومدینة سوسنغرد  وغیرها من المدن والأماكن الاخری .
احدى العادات الأخری في یوم عاشوراء  عند عرب خوزستان، هي حركة جميع المواكب في المدينة باتجاه نقطة ومكان معين وذلك في الظهيرة من يوم العاشر من محرم الحرام، فتصبح المدينة أو القریة كلها في حالة حزن وعزاء.
قراءة «المقتل» في عاشوراء
من البرامج الثابتة في جميع الحسينيات والمساجد في المناطق العربية هي قراءة مقتل الامام الحسين(ع)، حیث تعقد الآلاف من المجالس في المدن والقری العربیة، لروایة القصة الكاملة لإستشهاد الامام  وأصحابه في كربلاء، المسماة بـ«المقتل»، إذ یشرع الخطباء وقارئو المقاتل بروایة القصة من طلوع الشمس حتی أذان الظهر، حيث یقومون بسرد وقراءة وقائع كربلاء من الكتاب الذي يذكر جميع مجريات يوم عاشوراء وعندما يصل الى استشهاد الامام الحسين(ع) يقوم الحاضرين باللطم علی الصدور وهتاف شعار «ابد والله ما ننسى حسيناه». وبعد ذلك يؤدي الحاضرون صلاة الظهر والعصر جماعة.
وفي نهایة مراسم «المقتل»  یتم توزیع الطعام بشكل كبیر علی جمیع الذین حضروا المجالس بل یتعدی ذلك لیصل إلی جمیع البیوت.
في النهایة وبهذه المناسبة أي حلول شهر محرم الحرام وذكری إستشهاد الامام الحسین(ع)  وأهل بیته الأطهار علیهم السلام  واصحابه الأوفیاء في واقعة الطف، نتقدم بأحر التعازي لجمیع المسلمین في العالم لاسیما أهالي عرب خوزستان والشعب الایراني.

 

البحث
الأرشيف التاريخي