لا يختصر كل شيء بالمال فقط

رواية مدير شركة معرفية التي تقدم التقنية للحياة

مرتضي اسدزاده
أجرى الحوار
أصحاب قصص التقدم هم اشخاص متميزين. وبعيدا عن القضايا الفنية و الإنجازات العلمية والتقنية، يجب التأمل في حياة هولاء الأشخاص ايضا. امير بايدارثاني هو مدير شركة "بهبود عضو ثاني" و صاحب إحدى هذه القصص. لقد قمنا بسرد رواية حياته في قسم آخر  لكن هنالك زاوية اخرى من حياته سنرويها لقراء المجلة و عموم الناس. عندما عرفت ان في هذا العدد من مجلة "دانشمند" سنقرأ  روايات عدد من التقنيين في هذا المجال، قررت ان اروي لكم زاوية اخرى من نشاطات هذا التقني العزيز.
لقد كنت على اتصال به لمدة عام ونصف تقريبًا فيما يتعلق بمشروع شركة "بهبود عضو ثاني". كان لدي موعد معه مرة واحدة في الأسبوع تقريبًا والأحداث التي تحدث في هذه اللقاءات مثيرة للاهتمام. كمخترع ومنتج اليد والذراع الميكانيكية والكهربائية، كان أميربايدارثاني يعاني من الإعاقة نفسه. في عام 1989، عندما قطعت آلة قطع أصابعه في حادث، وجد نفسه في عالم من الظلام واليأس. كان يعزف على البيانو منذ الطفولة وكان لأصابعه قيمة أخرى بالنسبة له. اصبحت فكرة أنه لم يعد بإمكانه العزف على البيانو كابوس له ودفعته فكرة إيجاد بديل لأصابعه المفقودة إلى تصميم وصنع إصبع ميكانيكي. الأمل هي المفردة الوحيدة التي أنقذت حياة أمير. العلاقة التي تربط أمير بزبائنه ليست مثل غيره من أخصائيي تقويم العظام والأطراف الصناعية. أمير يتواصل معهم من داخل عالم الإعاقة لأنه يعرف مشاكل الفقر والبتر وهذه العملية تسرع العلاج.
لأنني عانيت من البتر من عمق وجودي، فأنا على دراية بمشاكله ومعاناته. بالإضافة إلى البتر الجسدي الذي يحدث، هنالک مشاكل نفسية أسوأ بكثير تتبع البتر. أنا نفسي کنت اشعر بالحرج من إظهار يدي لأشهر بعد بتر أصابعي. ثقتي بنفسي كانت منخفضة للغاية. كنت قد صنعت أصابع أسطوانية من الكارتون بنفس طول أصابع يدي وخيطت غطاءًا بجورب نسائي واستخدمته لإعطاء حجم ليدي. ثم عندما  تمكنت من تصميم إصبع ميكانيكي وصنعه، زادت ثقتي بنفسي تدريجيًا بطريقة لا أشعر فيها بالحاجة إلى استخدام إصبع ميكانيكي وطرف اصطناعي. لذا فإن القسم النفسي للقصة مهم للغاية.
  فتاة من میبد يزد
في سبتمبر 2022 عندما كنت في طريق العودة الى الشركة من مدينة اسكان الصناعية، إتصلت بي سيدة تتحدث بلهجة يزيدية جميلة. كانت تتصل من مدينة ميبد في محافظة يزد وكانت مدرسة تربوية. إن ميبد مدينة جميلة وفيها العديد من المحسنين من الناحية المالية. اخبرتني انه في مدرستهم معظم الطلاب هم من أسر ضعيفة مادياً بحيث في بعض الأحيان لا يمكن لهم حتى إحضار وجبة إفطار أو طعام معهم للمدرسة. اجتمعنا مع المعلمين وكنا نشتري الخبز ونتركه في مكتب الإدارة ليأتي الأطفال ويأخذون منه. كما نطبخ "حساء" للأطفال مرة واحدة في الأسبوع. في أحد الأيام قلنا ألا نطبخ " الحساء " ونسأل الأطفال أنفسهم ماذا يريدون فطلب منا بعض الأطفال تحضير بيتزا لهم لأنهم لم يأكلوا البيتزا حتى ذلك العمر. في ذلك العام، حضرنا البيتزا لجميع الأطفال. ولدينا طالبة بُترت يدها عندما كانت طفلة و مثل معظم العائلات الأخرى، ليس لهم وضع مالي جيد. ساعدناها جميعنا في إكمال تعليمها الابتدائي.
يتبع ...

 

البحث
الأرشيف التاريخي