الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وثمانون - ٢٢ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وثمانون - ٢٢ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

إحياء ذكرى مظلومية رضيع الامام الحسين(ع) يوم تضامني مع جميع اطفال العالم

الوفاق/ وكالات
اليوم العالمي للطفل الرضيع هو أول يوم جمعة من شهر محرم الحرام، يحيي فيه الشيعة ذكرى عبد الله الرضيع ابن الإمام الحسين(ع)، الذي كان عمره حوالي ستة أشهر في معركة كربلاء واستشهد بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي، حيث تقام بذلك اليوم مجالس عزاء بحضور الأمهات والنساء والأطفال الرضع. وتقام هذه المراسم في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ویکون هذا الإحياء من أجل إظهار مظلومية رضيع الامام الحسين(ع) ورضيع الرباب إلى العالم.
في اول جمعة من شهر محرم ايران تحيي اليوم العالمي للطفل الرضيع
وكعادتها في كل عام وفي اول جمعة من شهر محرم الحرام تحي ايران الاسلامية اليوم العالمي للطفل الرضيع / وهو اليوم الذي يذكرنا بالطفولة المظلومة في كربلاء كما يعتبر يوما تضامنيا مع جميع اطفال العالم الذين تقتلهم يد الاحتلال والاستعمار في العالم.
إنبثقت فكرة إحياء ذكرى الطفل الرضيع في محرم عام 2003م وذلك في حسينية المهدية في طهران وثم توسعت في مختلف مدن إيران وسائر أنحاء العالم. حيث تقام هذه المراسم سنوياً في إيران والبحرين ولبنان والعراق وباكستان وتركيا وبلدان أخرى. وتقام هذه الذكرى بأكثر من 2500 مكان في داخل إيران و2300 مكان في مختلف أنحاء العالم».
اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام وخلال السنوات التي مضت قامت بإحياء مهرجان وإحتفالية الطفل الرضيع عليه السلام في أكثر 75 مدينة في العالم في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام وأطلقت على هذا اليوم "اليوم العالمي للطفل الرضيع". وقد لاقت هذه المراسيم إقبالا كبيرا من الحسينيات والهيئات واللجان الاسلامية والحسينية لإقامة هذه المراسيم، كما لاقت إقبالا كبيرا من النساء المؤمنات الرساليات اللاتي إصطحبن أطفالهن معهمن لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام. بدموع وقلوب منكسرة ونسوة نذرن اطفالهن لخدمة الدين الحنيف، وبقراءة الادعية والتضرع الى الله يحيين هذه الذكرى المؤلمة، ذكرى عبد الله الرضيع(ع)  كأصغر شهيد في كربلاء لاستحضار واقعة الطف واستذكار شهدائها.
وتحت خيمة كبيرة مثّلها مصلى طهران الكبير وقفت الأمهات تنذر أبناءها لسيدها سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام؛ وكأنهن يحضرن عرس أبناءهن في تلك الصحراء صحراء كربلاء المشتعلة بالحب والإيمان.
وتخللت المراسم هتافات وشعارات يا حسين.. يا زهراء.. ولبيك يا حسين.. لبيك يا حسين.. معاهدين الإمام الحسين(ع) وشهداء الطف للسير على نهج السبط الشهيد سيد الشهداء الإمام الحسين الذي أستشهد في عاشوراء.. وعاهدت الأمهات والنساء الإيرانيات المؤمنات والمجاهدات السيدة فاطمة الزهراء البتول وأئمة أهل البيت (ع) وشهداء الطف في كربلاء بالإستمرار في هذه المسيرة الإلهية والربانية المقدسة، وأن تستمر هذه المراسم والمجالس وبقوة والتي تمهد لزيارة الأربعين المليونية.
تقاليد عاشورائية ومرثيات خاصة قرئت في المحفل الكربلائي، هذا وتقام المناسبة لتوضيح مظلومية الطفل الرضيع ووحشية قاتليه، ويعد إحياء اليوم العالمي للطفل الرضيع مناسبة للدفاع عن الأطفال الذين يقتلون ويشردون بسبب الحروب والإرهاب كما يمثل هذا اليوم انتصارا للدماء التي تسفك ظلما وعدوانا.
هذه المراسم تعتبر خطوة لتعريف حقيقة عاشوراء وتأكيداً على ضرورة الوقوف عند محطات كربلاء واعلان انتماء هؤلاء الاطفال الى النهج الحسيني. وتلبس الأمهات في هذه المراسم ألبسة موحدة لأطفالهن ويعصبن رؤوسهم بقماش يكتب عليه اسم علي الأصغر (ع) المبارك لإظهار حبهم لأهل البيت عليهم السلام. وعلي الأصغر هو أصغر أبناء الإمام الحسين(ع) الإمام الثالث للمسلمين الشيعة الذي استشهد في كربلاء في العاشر من شهر مُحرم في سنة 61 الهجرية القمرية وعمره لم يتجاوز 6 شهور.
موقف رسالي لمن يقرأ التاريخ
فأمام حقائق التاريخ الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، لابد أن يكون هنالك وضوح في الموقف الرسالي لمن يقرأ التاريخ، ويتصفح المظالم التي وقعت فيه، ويقف وقفة صادقة مخلصة مع قلبه وعقله، فيتخذ المجرمين أعداء، فلا يكفي أن يؤمن إيماناً قلبياً بالحقائق، إذ لابد أن يتبع ذلك موقف، فإن الله تعالى يقول: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)، ومن يتخذ المجرم عدواً فهذا يعني أن يعلن البراءة منه، ومن أفعاله، ويقف مع المظلوم ويحمل رايته.
فالمصائب والمآسي لابد أن توقظ الضمائر، وتحي النفوس، وتهدي العقول، للوصول إلى الحق، واكتشاف رجالات الحق، لكي ينتهج سبيلهم ويقتفي أثرهم، ثم لا يسقط في ذات الوحل في حياته المعاصرة مع الظالمين والمجرمين الذين يستعبدون الناس وينتهكون حرياتهم، فيعمل على تقويض سلطتهم، ويعمل في سبيل إحقاق الحق وتحقيق العدالة.
نشر المظلومية ضرورة للاستفادة منها
وللاستفادة من شهادة الطفل الرضيع على الأمة، فإن من الضرورة الاستفادة من هذه المأساة ونشر هذه المظلومية في الجانب الإعلامي، وفي إحياء الشعائر، لكي يتم استظهارها من أجل الوصول إلى الحق، ويمكن ذلك من خلال التنوّع في طرح مصيبة الطفل الرضيع ونشرها بكافة أنواع الأدوات الإعلامية.
في أيام المحرم كان يوصي الوعّاظ وخصوصاً خطباء المنبر بقراءة مصيبة الطفل الرضيع (عليه السلام) أكثر، لأن الميرزا كان يعتبر مصيبة الرضيع (ع) سنداً (ودليلاً) لمظلومية سيد الشهداء(ع)، كيف لا وذلك الطفل لم يكن قادراً على حمل سيف ولا على التكلّم ولا الدفاع عن نفسه، فأي دليل يمكن الحصول عليه أكبر من هذا الدليل الذي يضيء ظلمة التاريخ ويوصل مظلومية والده (ع) إلى أهل هذا العالم إلى يوم القيامة).
 لم يخسر الطفل الرضيع (ع) حياته، كما يظن البعض بأن الجهاد هو طريق التهلكة، فللجهاد بعد في بناء الحضارة وقيام للحق ومبادئ الدين، وهو" يشكّل نقطة قوة كبيرة لمصلحة المسلمين، وهو حسب تعبير الإمام علي(ع) (ذروة الإسلام وسنامه)، وبه تقام بقية الفرائض.. فإذا تعرّض للنسيان فلا تقوم للإسلام قائمة".
 ومن جانب آخر للجهاد نتيجة في الآخرة، فإن المجاهدين عند ربهم حيث يرثون الفردوس، والشهداء خصوصاً لهم مكانة عالية في الجنة، والحياة الآخرة هي هدف الخلق ودعوة الرسالات، وفيها استقرار الإنسان، (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) ، ويقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).
وإن استشهاد عبد الله الرضيع (ع) في كربلاء، كان له أجر الشهادة الكبير، وأجر الشهادة مع الإمام الحسين(ع) الذين يتميّزون عن سواهم بعظيم المنزلة ورفعتها، فقد جاء بإسناد معتبر عن أبي بصير عن الصادق (ع) قال: (ما من شهيد إلا وهو يحب لو أنه كان مع الحسين بن علي (ع) حيّاً حتى يدخلون الجنة معه).
بلا شك في يوم عاشوراء الدموية في كربلاء الامام الحسين(ع)، إرتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية، انها مجزرة رهيبة لم يحترم فيها الشيوخ ولا النساء ولا الصبية ولم يسلم الأطفال بل لم يسلم الرضع الأبرياء من القتل بأبشع الصور حيث قتلوا بأبشع طريقة وتم تقطيعهم أشلاء وسحبهم من أحضان أمهاتهم، صور لم تنقل عبر وسائل الإعلام الجديد بالصوت والصورة ليشاهد العالم حجم المأساة الدموية وتتحرك ضمائرهم.
إن تلك العملية صورة بشعة ومأسوية لإنتهاك الطفولة في يوم عاشوراء، وهذه الحادثة المؤلمة تستحق الإهتمام وتخصيص برامج خاصة لها خلال أيام إحياء عاشوراء، لتكون مناسبة للدفاع عن حقوق الطفولة في عالمنا المليء بالصور المرعبة بقتل وإنتهاك الطفولة، كما يحدث في عالمنا اليوم وفي العديد من الدول العربية والإسلامية.
على الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والنشطاء والعاملين في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حقوق الطفولة، المساهمة والمشاركة لإحياء يوم الطفولة في أول جمعة من أيام عاشوراء، شهر محرم الحرام والتي يطلق عليها باليوم العالي للطفل الرضيع أو يوم الرضيع العالمي، بحضور الأمهات والنساء والأطفال الرضع للإستفادة من أجواء شهر محرم العاطفية الحزينة ومن أهداف ثورة عاشوراء الحرية والعزة والكرامة والإباء والثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، والإستفادة من الحضور والتفاعل الكبير في تلك المناسبة العالمية للثورة الحسينية الخالدة لتسليط الأضواء على الطفولة وحقوقها.
لماذا ارتكبت الجريمة الانسانية الوحشية، وانتهكت حقوق الطفولة على ارض كربلاء بقتل الامام الحسين(ع) وأبناء وأحفاد خاتم الأنبياء الرسول محمد (ص) وفصل رؤسهم عن أجسادهم وحرق مخيم بنات الرسول (ص) وأخذهن سبايا من بلد إلى بلد؟.
لقد تفاوت الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الظالمون من ظالم إلى آخر بالنسبة والانتساب، فعندما نقارن الظلم الذي يقع على المسلم مِمّن لا دين له ولا قيم يؤمن بها، وليس له مدد من السماء يمدّه بتوجيهات ومواعظ، مع الظلم الذي يقع على المسلم من مسلم مماثل، يماثله في الدين، وفي الإدعاء، ويحمل ذات القيم التي يحملها المظلوم، فهنا ستختلف الجريمة عن سابقتها، وستكون الجريمة أعظم
وأكبر.
فإن المظالم التي تأتي من خارج دائرة الإسلام مصنّفة بوضوح بأنها ضد الدين وضد قيمه وتعاليمه، ولكن المظالم التي تمارس بحق المسلمين مِن قِبل مَن يتقمّصون الدين ويرتدون جلبابه، فهم يقومون بعملية تشويه للقيم ذاتها، ويمارسون التحريف في مقاصد الدين؛ لكي تلتف وتقوم بعمل معاكس لما كتب الله لها أن تقوم به، فمكان الإصلاح سيحل الإفساد، وهذه العملية التحريفية التي مارسها وبلّغ لها قادة النفاق في المجتمعات الإسلامية، لهي أخطر معول على قواعد التقوى، وصرح الدين، وبنيان الصلاح.
قتل الامام الحسين(ع) من ابشع جرائم التاريخ
وقد استشرى الفساد في نفوس الظالمين المنافقين حتى بلغ بهم الأمر إلى الإقدام على أبشع جرائم التاريخ على الإطلاق، وهي قتلهم الإمام الحسين (ع) وأصحابه وأبنائه وأهله في كربلاء في عام 61 للهجرة، والإمام الحسين (ع) هو سبط الرسول (ص) الذي بعثه الله رحمة للعالمين ورسولاً يبلغهم رسالات ربه وربهم، ولكنهم استخدموا الدين في التشريع لقتل الإمام الحسين (ع) وانتهاك حرماته.
من هنا نفهم لماذا قام الإمام الحسين (ع) بالثورة على طغيان يزيد بن معاوية، وذلك لأنه عرف ما عرف من الفساد الذي وصل إليه بنو أمية في اتخاذهم الدين لعباً ولهواً، يحوطونه ما درت معائشهم.
 كان إنقاذ الدين وانتشال المسلمين من وحل الفساد الذي أراد الطغاة أن يجرفوا المسلمين نحوه، كان هو همّ الإمام الحسين (ع) وهدفه ومبتغاه، ولهذا فإن بيان مظلومية الإمام الحسين (ع)، واستظهار المشاهد المأساوية التي مارستها آلة الفتك الأموي في أهل البيت (ع)، هي مواصلة لدرب الإمام الحسين (ع) وانتهاج مسيرته ومنهجه، ليعرف الناس أي ظلم قد وصل إليه القوم آنذاك، وليتفكروا في أسبابه، ويتعقبوا جذوره، ليصلوا إلى الحق والحقيقة.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي