الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وثمانون - ٢٠ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وثمانون - ٢٠ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

تحت شعار «الطف ملحمة الوجود»

مهرجان الطف المسرحي الحسيني.. استلهام لنهضة الإمام الحسين (ع)


 

الوفاق/ المسرح يعتبر لسان حي للتواصل مباشرة مع المشاهدين من خلال العروض يتم عرضها على خشبة المسرح، وتشمل مواضيع مختلفة ولكن هناك بعض الأحداث التاريخية تصبح خالدة في الضمير الإنساني، ومادة أساسية للتأليف والفنون وكذلك في العروض السينمائية والمسرحية، وحتى تُقام لها مهرجانات محلية ودولية، كما يُقام حالياً مهرجان الطف المسرحي الحسيني في النجف الأشرف، والذي بدأ عروضه منذ يوم الأحد الماضي وعلى أعتاب شهر محرم الحرام، شهر الذي استشهد فيه سبط النبي (ص) أباعبدالله الحسين (ع) مع أبنائه وأصحابه، ويختتم أعماله اليوم الخميس.
في الحقيقة تشكل واقعة الطف الحسيني المبارك مادة غنية للأدب كتاريخ له مساحة وجدانية واسعة في ذات التلقي، ولها يقظة شعورية محفزة للتعالق الوجداني، وواقع مليء بالأحداث الفاعلة من رموز السلب والإيجاب، وهذه بحد ذاتها مؤثرات تترك مساحات واسعة لإشتغالات الخيال، وخلق المعادل الموضوعي، وعروض مسرحية ومن ثم اسقاطات الواقع الضميري على الواقعة، لوجود الصراع الذروة في معناه، ليصوغ من الأدب ما يشاء من إثارة، ويستخلص منها دروس الحكمة والتصابر، وبالمقابل ما يعاني المجتمع البشري من فوضى الجشع لصياغتها أثراً أدبياً يبتعد عن سرديات العرض المباشر للوصول الى ذهنية التلقي، ومسرحة الواقعة لها جانب فكري مرتبط بقيم النهوض الحضاري الإنساني، ولها رسالة فكر سامية، تحظي بالشعور الجمعي.
مهرجان الطف الحسيني
شهدت مدينة النجف اﻷشرف، مساء اﻷحد 16 يوليو/تموز 2023، انطلاق فعاليات مهرجان الطف المسرحي الحسيني الدولي الثالث "دورة الفنان الراحل إحسان التلال"، تحت شعار "الطف ملحمة الوجود" برعاية محافظ النجف اﻷشرف الدكتور ماجد الوائلي، ونقابة الفنانين في النجف اﻷشرف، وكان ذلك إستلهاماً لنهضة الإمام الحسين (ع)، وبهدف إبراز واقعة الطف الخالدة باعتبارها نبراساً مشعاً لكل الأحرار، وكان المهرجان بإشراف الفنان د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وتستمر الفعاليات لغاية اليوم الخميس العشرين من شهر تموز، ويحمل اسم الفنان إحسان التلال الذي رحل وهو في قمة عطائه ويعد أحد أبرز مؤسسي المهرجان وله باع طويل في الحركة المسرحية النجفية خاصة والعراقية عامة وقدم العديد من الأعمال المسرحية تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً داخل وخارج محافظة النجف الأشرف وهذه الدورة مهداة لروحه الطاهرة واستذكار لأدواره المتنوعة في خدمة الحركة المسرحية النجفية والعراقية.
نشاطات المهرجان والعروض المسرحية
المهرجان تضمّن نشاطات وعروض مسرحية رائعة وقال رئيس فرع نقابة الفنانين العراقيين في النجف "ناظم زاهي": "إن المهرجان إستمر لمدة ٤ أيام وتضمّن عروضاً مسرحية هادفة، وشهد المهرجان ١١ عرضاً مسرحياً، وجلسات حوارية ونقدية فنية شارك فيها نخبة من النقاد الفنيين والأكاديميين العراقيين".
يتضمن المهرجان مشاركة عروض مسرحية من العراق وإيران تتنافس على جوائز المهرجان وهي: "اقتباس أحمر" لفرقة أمرداد الإيرانية، "عندما تنتهي تنهض" لفرقة الشمايل المسرحية الإيرانية، "سهم" لفرقة النجف الوطنية، "اللعين" لفرقة صلاح الدين، "طقوس الحطب" لفرقة قرقوش للمتثيل من الموصل، "ليلة ضياع الشمر" للعتبة الحسينية المقدسة من كربلاء المقدسة، "افتراض مجانين" لفرقة أفكار المسرحية من بغداد، "على قارعة الطريق" لفرقة الرسالة المسرحية من الناصرية، "تشفير" لفرقة نقابة فناني بابل، "أيوب" لفرقة نقابة الفنانين - المركز العام، "رسالة إلى الجانب الآخر" لمديرية شباب ورياضة النجف الأشرف، وقد تم اختيار هذه المسرحيات من قبل لجنة اختيار العروض.
كما شهد المهرجان ورشاً تدريبية متنوعة منها: "المكياج المسرحي الإبداعي" للفنانة الإيرانية "فاطمة حزباوي"، "فن التمثيل" للفنانتونسي ريان القروي، "العيادة المسرحية" للدكتور جبار خماط، "فن كتابة نصوص التعزية"  للكاتب منير راضي.
وسيتم اليوم الخميس تكريم نخبة من رواد المسرح النجفي الذين سيحضرون فعاليات المهرجان وهم : مهدي سميسم، وهلال الكعبي، ويوسف الكلابي، ودخيل العكايشي، ومحمد راضي صيهود، وهيثم عبد رجيب، وناجح الكعبي، إضافة الى ضيوف متنوعين من الفنانين المعروفين يضمون طيفاً واسعاً من المعنيين بالمسرح من مثقفين وفنانين ونقّاد وكتّاب وأكاديميين من داخل وخارج العراق.
مسرحية «اقتباس أحمر»
مسرحية "إقتباس أحمر" كانت إحدى المسرحيات الإيرانية التي تم عرضها في هذا المهرجان وواجهت إقبالاً كبيراً خلال عرضها، فالمسرحية من تأليف آرش عباسي وإخراج سيد أمير حسيني، وهي حكاية الجلد الذي يتحول إلى قربة ماء، ويروي قصة استشهاد أبي الفضل العباس (ع) من لسان قربة الماء التي بعد ألف عام تخرج من تحت الأرض وتروي تاريخها.
يصور هذا العمل الدرامي تطور قربة الماء حتى وصولها إلى صحراء كربلاء  المقدسة، وتدور الأحداث حول شخصية عظيمة في واقعة عاشوراء وهو حامل لواء الحسين (ع) أبو الفضل العباس (ع)، سيد الوفاء الذي لا يشرب الماء قبل ما يصل الماء إلى خيام أبي عبدالله الحسين (ع)، واستشهد في طريق إيصال قربة الماء إلى الخيام، فالمسرحية تروي لنا قصة هذه القربة.
يقول مخرج المسرحية سيد امير حسيني: هذا العرض يحكي قصة تطور قربة الماء منذ أن كان جلداً حتى وصوله بيد أبالفضل العباس (ع) ووجوده في صحراء كربلاء المقدسة.
ويتابع: في الحقيقة هذه المسرحية تنظر إلى حدث عاشوراء من زاوية مختلفة، لذلك حاولنا تحقيق شكل مختلف في الأداء.
هذه المسرحية عبارة عن مونولوج يتم سرده في مساحات مختلفة بلغة قربة الماء ويخبرنا بتاريخه الخاص، ولكن في طريقة الأداء أضفت أيضاً ثلاثة ممثلين يلعبون أدواراً في أجزاء مختلفة".
مسرحية «ليلة ضياع الشمر»
مسرحية "ليلة ضياع الشمر" تم عرضها في المهرجان من قبل العتبة الحسينية في كربلاء المقدسة وهي من تأليف عدي المختار، وإخراج وسام عبد السلام، وسينوغرافيا الفنان علي المطيري، وقصة المسرحية على عكس المسرحية السابقة تدور حول الشخصية السيئة اللعينة في واقعة عاشوراء وهو "الشمر"، فجاء في المقال الذي كتبه "علي حسين الخباز" حول المسرحية: الكاتب عدي المختار في مسرحية ليلة ضياع الشمر سعى لإستخدام العديد من الأساليب التي تظهر قدرته الإبداعية مثل استخدامه للزمن المفتوح، والزمن في الدراما المسرحية يرتبط بمؤهلات الحراك النصي الذي اختاره خروجاً من أسر الحدود الزمكانية وهذا ايمان بأن زمنية الطف كواقعة غير محددة بزمن، فهي ما زالت قائمة وعناصرها ممتدة كأطياف تابعة لرموز الحدث الأساسي والزمان من المحاور الأساسية في النص المسرحي، وعدم تحديده يعني اظهار الأبعاد الجمالية والإيحائية لبلورة الدلالات.
 ومن مميزات الزمن النص المفتوح، لتجاوزه على القولبة الجاهزة في نمطية المسرحة، فتتوهج شعرية النص المسرحي عبر مساحات التخيّل والتكثيف والإنزياحات المكتنزة بدلالات الزمان، ولذلك نجده ارتكز في مسرحيته على التضاد "الدلول × الشمر" والمعادلة الصوت الحسيني وحز الرؤوس، كفعل مسرحي لا يعني قص الرؤوس الفصل عن الأجساد بل حز الفكر عن الفعل الحياتي، وهذا سيظهر الخطأ الذي سقط فيه الشمريون عندما ظنوا أن حز الرؤوس سيميت الفكر.
بعض المسرحيين ما زالوا يتخوفون من استثمار وتوظيف الطاقة الشعرية داخل النص المسرحي، بينما ممكن للمسرحي امتلاكها لتقوية التصاعد الدرامي، دون أن يترك مجالاً للشعر يجعله قادراً على امتصاص الفعل الدرامي، وإنما اتصلت شعرية النص بالنسق الداخلي، فأصبح بوح الشمر يعري موقفه الذليل، وهما نفسان، اولهما: الجهل فالشمر لا يعرف معنى ان يكون هناك في الآخرة حساب، ويجهل سبب العذاب الأخروي.
 وأما النفس الثاني يتمحور حول مفهوم الأنا المريضة، ومن هنا تأتي صياغة الدلالة الشعرية في عمق المسرح بارتكازه على دوران الناعور والذي كان تسخيراً ذكياً للتعلقات الزمانية تتمتع بالثراء الدلالي، ويشكل فضاءً معنوياً، فالناعور دوار وللإستقرار يظهر نوعية التحولات الفكرية لكل "أنا" فردية، كانت او جمعية المفهوم الجوهري لمعنى التكوين: كالتفكير السلبي للشمر في مقولتي "نحن لم نخذل الحسين (ع)" أي نحن لم نبعث خلفه رسائلنا أن تعال، ولم نخدعه بالرفض والقبول، وإنما كنّا صريحين بالعداء، والمقولة الثانية "القلوب معك والسيوف عليك"، فكان الناعور يرسم تكوينات الزمن الشعري، والزمن النفسي وتحولات هذه الأزمنة إلى الزمن الخاص في النص المسرحي: "الحاضر، الماضي، المستقبل" مزيج من تحولات فكرية.
خلود شخصيات نهضة الامام الحسين(ع)
المسرحية تترك أثرها في المشاهدين من خلال الشخصيات التي تطرق إليها ويقوم الممثلون بأداء دورهم، ففي المسرحيات التي تدور أحداثها حول واقعة عاشوراء، نرى أن شخصيات نهضة الامام الحسين(ع) خالدة، وتؤثر على المشاهدين، حيث أن المشاهد يردد في نفسه: "يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً".
تمر الأيام ونشهد التطور في مختلف الفنون ومنها العروض المسرحية، وهناك مسرحيات يتم عرضها بصورة مشتركة، وهذا ما نشهده في المهرجانات المختلفة التي تُقام في إيران والدول العربية، والمسيرة متواصلة للسير على خطى الإمام الحسين (ع).

البحث
الأرشيف التاريخي