« يوم التشويشات» بوجه حكومة نتنياهو
قطع للطرقات وعرقلة للقطارات.. عصيان غير مسبوق
" يوم التشويشات" هو الشعار الذي أطلقته قوى المعارضة لحكومة بنيامين نتنياهو الصهيونية على تحركاتها الاحتجاجية رفضًا لخطة التعديلات القضائية التي أعدتها الحكومة والرامية إلى إضعاف سلطة القضاء.
وفي هذا السياق، بدأ عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة النزول إلى الشوارع في المدن الرئيسية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء (18 تموز/ يوليو 2023) حيث تم الإعلان عن "يوم التشويشات" في جميع أنحاء كيان الاحتلال في إطار خطط أعدها منظمو الاحتجاجات وتتضمن تحركات متنوعة وحازمة أبرزها إغلاق الطرق في جميع المدن والمستوطنات الصهيونية.
وكان من المقرّر في البداية أن يكون "يوم التشويشات" الاثنين ولكن تم تأجيله، وبحسب المنظمين، فإن احتجاجات الثلاثاء "ستبدأ أسبوعًا غير مسبوق من المقاومة المدنية والعصيان على الإصلاح القضائي".
ودعا قادة المعارضة إلى تصعيد الاحتجاجات بينما يمضي الائتلاف الحكومي قدمًا في خططه لإلغاء بند "حجة المعقولية" بهدف منع إبطال قرارات الحكومة والوزراء على أساس "معقوليتها" ومن المتوقع أن يتم التصويت على مشروع القانون ليصبح قانونًا بنهاية الشهر الجاري.
*تعطيل مواقع إنترنت وتطبيقات
ويسعى المتظاهرون إلى إحداث اضطرابات في العديد من محطات القطار، والتظاهُر خارج مبنى الهستدروت (الاتحاد العمالي) العامّ في تل أبيب، وتنظيم مظاهرة في شارع "كابلان" في تل أبيب الذي يُعدّ أحد أبرز مراكز الاحتجاج.
وخطّط المتظاهرون ضدّ خطّة حكومة نتنياهو ــ وفق ما دعت إليه المجموعات التي تقود الاحتجاجات ــ إلى التركيز على تواجُد المحتجّين في محطات القطار في: حيفا، بنيامينا، هرتسليا، تل أبيب واللد، فيما سيحاول المحتجّون العاملون في الـ"هاي تك" تعطيل نشاط مواقع إنترنت وتطبيقات بهدف إحداث اضطرابات في هذه المحطات والمواقع.
أولى التظاهرات وأكبرها انطلقت صباحًا من ساحة "بيما" في تل أبيب قطع خلالها المتظاهرون طريق رقم 531 بالقرب من كفار سابا، رعنانا، وطرق أيالون الرئيسية في "تل أبيب".
وشملت التظاهرات أمام دور رعاية المسنين، المساكن المحمية، ومبنى الهستدروت في تل أبيب، إضافة إلى تظاهرات أخرى في الأماكن التقليدية ومنها أمام المحاكم الدينية لليهود.
ونقل موقع عبري عن أحد قادة الاحتجاجات ــ والذي لم يسمّه ــ قوله: "إنهم لن يأمروا المتظاهرين بالتدخل في العمل العادي للقطارات، ولكن عندما يحضر الكثير من المتظاهرين فقد يكون هذا هو ما سيفعلونه".
وكان من المقرر أن ينظم المعارضون مساء الثلاثاء تظاهرات في شارع "ريغر" في بئر السبع، وفي هرتسليا، وفي القدس المحتلة، وتل أبيب، وأماكن أخرى كذلك. وسيقام الاحتجاج أمام السفارة الأميركية بالتزامن مع زيارة رئيس الكيان الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ للولايات المتحدة.
المحاربون القدامى في جيش الاحتلال لنتنياهو: فقدت شرعيتك
وقال "المحاربون القدامى" بجيش الاحتلال: "إنهم يعلمون أن نتنياهو مذعور بعدما أعلنت مجموعات عدة من الجيش والاحتياط تعليق نشاطها احتجاجًا على قانون الإصلاح القضائي".
يأتي ذلك بعدما اتهم نتنياهو الجيش بالعصيان وقال: "إنه في الدول الديمقراطية فإن الجيش يخضع للحكومة المنتخبة وليس العكس".
وقال المحاربون القدامى في قوات العمليات الخاصة والهجوم الإلكتروني ردًا على كلام نتنياهو: "نحن نعرفك ونعلم أنك في حالة ذعر، لا تخبرنا عن جوهر الديمقراطية، فمن الواضح أنك تخطط لإقالات في القضاء في اليوم التالي لإقرار قانون إلغاء المعقولية... لقد فقدت الشرعية، يمكنك خداع الجميع، لكنك لن تكون قادرًا على خداع التاريخ".
وذكر موقع عبري أن ضباطًا كبارًا في قادة الجيش قدموا خلال الأيام الأخيرة، صورة قاتمة عن الأوضاع الداخلية في صفوف جنود وضباط الجيش وخاصة في تشكيلات الاحتياط.
نقابة الأطباء تعلن الإضراب العام
إلى ذلك، أعلنت نقابة الأطباء الصهاينة الشروع بإضراب احتجاجًا على خطة حكومة نتنياهو للتعديلات القضائية والتشريعات التي تهدف إلى إلغاء صلاحية المحكمة العليا ضمن "حجة المعقولية".
وتشهد المدن والمستوطنات الصهيونية مظاهرات حاشدة ومتواصلة منذ إعلان حكومة نتنياهو عن خطة التعديلات القضائية التي اعتبرتها المعارضة انقلابًا على المنظومة القضائية المعمول بها في الكيان الصهيوني وانقلابًا على "الديمقراطية".
رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ إلى واشنطن
إلى ذلك تتوسع الفجوة بين ديمقراطيي "الكونغرس" حول مسألة الدعم الأميركي لكيان العدو الصهيوني وذلك عشية زيارة رئيس الكيان إسحاق هرتسوغ إلى واشنطن.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير إلى "إدانات علنية يوجهها المحسوبون على الجناح التقدمي لـ"إسرائيل""، مضيفة أن "الفجوة ظهرت إلى العلن خلال الأيام الماضية عندما وصفت النائب الديمقراطية براميلا جايابال (ترأس التكتل التقدمي في الكونغرس) "إسرائيل" بأنها "دولة عنصرية"".
وتابعت أن الانقسامات كانت متوقعة هذا الأسبوع خصوصًا أن عددًا من النواب الديمقراطيين اليساريين قرروا مقاطعة خطاب مرتقب سيلقيه هرتسوغ أمام الكونغرس وذلك في سياق الاحتجاج على السياسات الإسرائيلية وعلى ضوء الدعوة التي وجهها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى حكومة العدو بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة.
وتحدثت الصحيفة عن "صراع يحتدم داخل الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان جنوح "إسرائيل" نحو اليمين – الذي يتجلى بمعاملتها للفلسطينيين ومساعيها لفرض تغييرات في النظام القضائي - يتطلب من الولايات المتحدة إعادة النظر في بعض جوانب تحالفها معها".
بايدن قلق إزاء النمو الاستيطاني
بدوره أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه إزاء النمو الاستيطاني المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا جميع الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات أحادية الجانب.