جهاد البناء.. من الخبرة إلى العلم في بيئتنا البشرية
علی مشایخی
کاتب
جهاد الإعمار والحرب
يوم 22 سبتمبر هو اليوم الذي شن فيه العدو الحرب، ولم يكن هذا الامر قابلاً للتصور بالنسبة لنا على الإطلاق، لم نخمن أن هذا الامر سوف يحدث. وفجأة اطلعنا أن العدو قد هاجم البلاد. بالطبع، كان يرى أبناء جهاد خوزستان الحركات وعرفوا أنهم يريدون مهاجمتنا. وعلى الفور بعد أن أصبحت الحرب علنية، بناءً على طلب جهاد خوزستان أو بشكل عفوي، هرعت القوات إلى الجبهة. وكانوا يتقدمون ليصلوا إلى الخط المقدم أو الى القوات العراقية بالأحرى، ثم كانوا يتوقفون هناك ويضعون لافتة على مدرسة أو بناء أو في أي مكان آخر ويكتبون عليه على سبيل المثال، "جهاد محافظة فارس في مناطق الحرب". وسرعان ما أنشأت الجهاد هيكلًا يسمى "جهاد الدعم وهندسة الحرب". وأرسل المجلس المركزي شخصاً الى مقر النجف ربما كان السيد حيدري الممثل الاول للمجلس المركزي. كما جاء الشهيد طرحجي إلى الجنوب وأصبح رئيسًا لهيئة دعم الحرب في الجنوب، وشكل هذه الهيئة شيئًا فشيئًا. كانت طريقة تأسيس هذه التشكيلات مثيرة للاهتمام، بإعتبار ان تشكلت المنظمة لمهمة جديدة ومختلفة وغير معروفة. ويمكن القول أنه أسس هذا التنظيم الجديد الشهيد ناجيان، وبهذه الطريقة أقيمت مخيمات تدريبية ومراكز أبحاث هندسية. وهذا يعني أن التعليم والبحث قد أضيفا إلى الحرب واتسعت وتطورت هذه المنظمة حتى نهاية الحرب، كما تطور مقر دعم الحرب بشكل تدريجي؛ وربما لم يكن هذا المقر صغير من البداية، لكنه لم يكن واضحاً.
التطور الى وزارة والتسمم بالضوابط الإدارية
تدريجياً تغيرت نشاطات الجهاد. منذ عام 1984، عندما أصبح الجهاد وزارة، بدأ سم الضوابط الإدارية يتغلغل في جسد الجهاد العظيم الذي كان حاضراً في كل إيران، وانقطع الناس عن الجهاد. (بالطبع في بيئة الحرب استمر الجهاد والنمط الجهادي حتى العام العاشر للثورة). ولأن قوات الجهاد كانت تتحرك بسرعة وثبات، لم يدركوا ما حدث لمدة عامين أو ثلاثة أعوام. لكن عندما كانت تعمل القوات الجهادية بعمل ما ولم يقدم لهم التكاليف وبتبرير عدم إقرار الموازنة في العام الماضي، حسم الأمر تدريجيًا. ثم بدأت مشاكل الناس وشكاواهم. كما أبطأ تنظيم البرنامج والميزانية العمل باسم الرقابة وتركزت الصلاحيات فيه، فالمجلس المركزي كان يقوم بدعوة كادر المحافظات باستمرار ويطلب منهم تقديم خطة وملء الاستمارات من أجل منح التكاليف. بهذه الطريقة، دخل نموذج القيادة من أعلى ولم تعد القوى المحلية تقوم باتخاذ قرارات أو التفاهم، بل كان الوزير ونوابه هم الذين لهم سلطة اتخاذ القرار. وهكذا كان يطلب المقر المركزي للجهاد الخطط لبناء البلاد من اللجان. في حين انه قبل ذلك، كان يتم تقسيم الموارد المالية ويسمح للقوى المحلية باتخاذ القرارات لكن تم تغيير الهيكل وطلبوا المخطط من المحافظات. قبل عام 1983 كان الجهاد يقوم بتعيين المكان الذي يحتاج الى الماء او الكهرباء ويبدأ العمل من ميزانيته الخاصة. ولو كانت الميزانية قليلة، كان يستعين بالناس. لكن بعد أن أصبح وزارة، توقف الناس عن إنفاق المساعدات المالية وكانوا يقولون: الحكومة لها مالها الخاص ، فهل نعطي المال للحكومة؟ " كانوا يساعدون الجهاد مادياً لكنهم لم يساعدوا الدولة ففجأة نفد هذا المصدر من الناس.