تقضي بإرسال العراق 250 ألف برميل من النفط لإيران يومياً

«النفط مقابل الغاز» خطوة بالإتجاه الصحيح


الوفاق/ وكالات
دافع مسؤولون عراقيون عن صفقة مقايضة "النفط مقابل الغاز" التي أبرمتها بغداد مع طهران في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وقالوا إنها لا تنتهك العقوبات الأميركية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن مسؤول سياسي عراقي كبير مقرب من الحكومة، القول: إن الإتفاق يقضي بإرسال العراق 250 ألف برميل من النفط الخام إلى إيران يومياً.
وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن العقوبات الأميركية لن تُنتهك لأنها تنطبق على المعاملات المالية، وليس صفقات المقايضة. وتابع: إنه ومع ذلك فان العراق لم يخطر واشنطن رسمياً بالإتفاق.
بالمقابل، أبلغ مسؤول في وزارة الخارجية وكالة أسوشيتد برس بأن الوزارة ليس لديها أي تعليق بشأن صفقة المقايضة. وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن واشنطن تتابع مع بغداد ملف العقوبات على إيران.
ويقول يسار المالكي المحلل في نشرة "ميدل إيست إيكونوميك سيرفي": إن إيران تضغط على بغداد لحث واشنطن على الحصول على إعفاءات. ويضيف المالكي: مع عدم قدرة العراق على تحويل الأموال بسبب العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي الإيراني، فان طهران تعطي الأولوية لزبائنها المحليين.
وكان السوداني أعلن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستبدأ بمقايضة الغاز المستورد من إيران بالنفط الخام والأسود، وذلك في محاولة للإلتفاف على الآلية المعقدة المعتمدة حالياً والتي تم التفاوض عليها مع واشنطن بهدف عدم التعارض مع العقوبات الأميركية.
وتعتمد المحطات الكهربائية العراقية بشكل كبير على الغاز الإيراني؛ لكن بفعل العقوبات الأميركية على طهران، لا يمكن لبغداد أن تدفع مستحقات إستيراد الغاز من إيران مباشرة، بل ينبغي أن تستخدم طهران تلك الأموال لشراء سلع غذائية أو صحية. غير أن هذه الآلية معقدة وغالباً ما تنتج عنها تأخيرات.
عدم تضرر العراق
وكانت متحدثة باسم الخارجية الأميركية أكدت، الخميس الماضي، أن الولايات المتحدة تسعى "للتأكد من أن عقوباتنا على إيران لا تضر بالعراق". وقالت المتحدثة، التي فضلت عدم الكشف عن إسمها، في تصريح: إن هناك تشاوراً منتظماً مع نظرائنا العراقيين حول العقوبات المفروضة على إيران.
وأكدت المتحدثة أن "أي ادعاء بأن العقوبات الأميركية على إيران تجعل طهران تحد من إمدادات الغاز للعراق هو إدعاء خاطئ". وختمت المتحدثة: ليس لدينا أي تعليق في الوقت الحالي على تقارير عن ترتيب مقايضة بين العراق وإيران، ونحيلكم إلى حكومة العراق للحصول على مزيد من التعليقات.
 خطوة بالإتجاه الصحيح
وفي السياق، عدّ عضو مجلس النواب العراقي السابق، وائل عبداللطيف، مقايضة توريد الغاز الإيراني مقابل النفط الأسود الى العراق خطوة بالاتجاه الصحيح، فيما أكد أن هذا الاتفاق سيكسر قيود الولايات المتحدة الأمريكية المفروضة على إرسال الأموال الى الجانب الإيراني.
وقال عبداللطيف: إن مسألة الحصول على الموافقة قبل إرسال الأموال الى ايران دائماً ما تتسبب في أزمة الكهرباء في أوقات الذروة الصيفية، مشيراً الى أن الاستفادة ستكون كبيرة جداً بالنسبة للعراق لأن النفط الأسود العراقي يصدر بمخلفات كبيرة نتيجة عمل المصافي القديمة داخل البلد. وتابع: إن عملية توريد الغاز مقابل النفط الى العراق ستنهي أزمة إرسال الأموال بالدولار الأمريكي، لافتاً الى أن الاتفاق سيعمل على كسر قيود الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إرسال الأموال الى الجانب الإيراني.
وأتم عبداللطيف حديثه: إن الحكومة يجب أن تطور المحطات العراقية وعدم الاكتفاء بهذه الاتفاقية التي لا تعتبر الحل الجذري لأزمة الكهرباء المستمرة في العراق من منذ 2003 ولغاية الآن.
يذكر أن مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي أصدر، الثلاثاء الماضي، بياناً أعلن فيه تفاصيل اتفاق بين العراق وإيران لمقايضة الغاز بالنفط.
وذكر المكتب، في بيان، انه "جرى في بغداد توقيع اتفاق بين جمهورية العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تتم بموجبه مقايضة الغاز الإيراني المستورد والمشغل لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية، بالنفط الخام العراقي والنفط الأسود". وأضاف البيان: إنه "وقع الاتفاق عن الجانب العراقي، مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء إحسان ياسين العوادي، في حين وقعه عن الجانب الإيراني سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد محمد كاظم آل صادق، وجرى التوصل إلى الاتفاق بعد مفاوضات استمرت أياماً عدة، شاركت فيها وفود ولجان فنية وتقنية من الجانبين". وتابع البيان: إن "هذا الاتفاق يأتي في إطار الجهد الحكومي لمعالجة أزمة توريد الغاز المشغل لمحطات الكهرباء، وتفادي مشكلات التمويل وتعقيدات العقوبات الأميركية التي حالت دون إستمرارية تسديد متطلبات الاستيرادات، وسيسهم الاتفاق في توفير مرونة أكثر لعملية توريد الغاز وتشغيل المحطات واستقرار إنتاج الطاقة الكهربائية".
البحث
الأرشيف التاريخي