عقب موجة إحتجاج حكومية واسعة..
روسيا تصحّح موقفها بشأن الجزر الثلاث
الوفاق- عقب موجة واسعة من الإحتجاجات من قبل المسؤولين في البلاد، وبعد إستدعاء السفير الروسي يوم الأربعاء المنصرم للاحتجاج على دعم بلاده لمطالبة الإمارات بالجزر الإيرانية الثلاث في الخليج الفارسي، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، على موقف بلاده الثابت ازاء ايران كبلد صديق مع احترام سيادتها ووحدة اراضيها.
الموقف الخاطئ الذي إتخذته روسيا التي تخضع للعقوبات الغربية كما الحال بالنسبة للجمهورية الاسلامية الإيرانية، ورغم العلاقات المتطورة التي تجمع البلدين، جاء يوم الإثنين المنصرم تحت ما يسمى بالحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون، حيث تمت الإشارة فيه الى الادعاءات الاماراتية بشان الجزر الايرانية الثلاث، حيث أكد البيان دعمه لما يُزعم "جهود الامارات لحل هذه القضية عبر الحوار الثنائي مع ايران او عن طريق محكمة العدل الدولية" .
إلاّ أن الموقف الروسي أثار إمتعاض كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أعلنوا عن رفضهم لمثل هذه الإدعاءات داعين موسكو لتصحيح موقفها بما يتناسب مع مستوى العلاقات المتينة مع طهران.
روسيا تحترم وحدة الأراضي الإيرانية
وعقب موجة الإحتجاجات المذكورة سالفاً من قبل الحكومة الإيرانية وكبار المسؤولين، حيث اتخذ وزير الخارجية الايراني ومسؤولين آخرين مواقف صريحة، وتم ايضا استدعاء السفير الروسي في طهران الى وزارة الخارجية الايرانية لإبلاغه الاحتجاج على ما تضمنه ذلك البيان، جاء ردّ موسكو سريعاً ومنطقياً كما كان متوقعاً منها، حيث أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، على موقف بلاده الثابت إزاء ايران كبلد صديق مع احترام سيادتها ووحدة اراضيها. موقف بوغدانوف جاء في اجتماع مع السفير الايراني في موسكو كاظم جلالي، حيث ناقش الجانبان عددا من القضايا ومنها تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين.
لا نجامل بشأن استقلال وسيادة إيران
وكان قد قال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء المنصرم ردّاً على الموقف الروسي: لا نجامل أي طرف بشأن استقلال وسيادة إيران ووحدة أراضيها.
وكانت قد قالت الرئاسة الإيرانية، يوم الأربعاء المنصرم: إن "إدعاءات حكام مجلس التعاون حول الجزر الثلاث، المتنازع عليها مع الإمارات، باطلة". وأضاف مساعد الرئيس الإيراني للشؤون القانونية محمد دهقان، أن "كل الوثائق والمستندات تشير إلى أن الجزر الثلاث إيرانية، ولا يمكن مناقشة ذلك". وتابع: "بعض حكام دول المنطقة ومن خلال شراء ذمم أساتذة في القانون الدولي بصدد تغيير الواقع والحقيقة، وهذا يفتقر لأي قيمة قانونية"، مؤكدا أن "الإدعاءات التي تطرحها بعض الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي غير صحيحة وباطلة"، على حد قوله.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الثلاثاء، "رفضها للبيان الخليجي الروسي بشأن الجزر المتنازع عليها مع الإمارات".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن "ما ورد في البيان المشترك لدول مجلس التعاون وروسيا بشأن الجزر الإيرانية الثلاث، مرفوض"، مؤكدا أن "هذه الجزر تابعة لإيران للأبد".
تصريحات تتعارض مع العلاقات الودية
وأضاف كنعاني أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد على استمرار سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل، وتعتبر تنمية المنطقة واستقرارها مسؤولية جماعية لدول المنطقة"، مشيرا إلى أن "إصدار مثل هذه التصريحات يتعارض مع العلاقات الودية بين إيران وجيرانها". بدوره كان قد أكد السفير الروسي لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على احترام وحدة أراضي إيران، وقال: إنه سينقل الأمر إلى موسكو في أقرب وقت ممكن.
وكان قد قال المتحدث باسم الحكومة الايرانية، علي بهادري جهرمي، تعليقا على البيان المشترك بين روسيا ودول مجلس التعاون: لانجامل أحدا بشأن مصالحنا العليا ووحدة اراضينا
كما دعا خطيب جمعة طهران المؤقت حجة الاسلام محمد حسن ابو ترابي فرد، روسيا الى تصحيح موقفها حول الجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي. وقال ابو ترابي في خطبتي صلاة جمعة طهران أمس الأول: نظرا الى العلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو وميثاق منظمة شنغهاي للتعاون بشأن احترام وحدة أراضي الدول الأعضاء، يتوقع الشعب الايراني المسلم ان تسرع روسيا بتغير موقفها الأخير بشأن الجزر الإيرانية الثلاث.
وتقع الجزر الاستراتيجية الثلاث في الخليج الفارسي قرب مضيق هرمز الذي يمرّ عبره خُمس إنتاج النفط العالمي، وهي ايرانية منذ القدم بحسب الوثائق التاريخية.
يشار الى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تؤمن بوجود أي خلاف مع الإمارات بشأن الجزر الإيرانية الثلاث، لأنها لطالما كانت ايرانية.
أسباب إستراتيجية
الجزر الثلاث الإيرانية تقبع في موقع استراتيجي هام وفريد من نوعه، وهو مدخل مضيق هرمز، خصوصاً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تساهم بشكل كبير في حماية أمن الملاحة بشكل كبير في هذا المضيق. علاوة على الأهمية الإستراتيجية توفر النفط الخام في هذه الجزر الإيرانية وتواجد كميات كبيرة من أكسيد الحديد في أبو موسى، أعطاها أهمية غير مسبوقة، إذ أن هذه الجزر تعد منطقة استراحة للسفن القادمة والخارجة من مضيق هرمز.