الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثمانون - ١٥ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الاختصاصية الاجتماعية بتول طبّارة للوفاق:

المودّة والرّحمة ركيزتان أساسيّتان تقوم عليهما الأسرة السّليمة

سهامه مجلسي
تمثّل الأسرة الأساس الأول الذي يقوم عليه المجتمع؛ فالمجتمع يتكوّن من مجموعةٍ من الأسر المرتبطة ببعضها البعض، وبقدر تماسك الأسر وترابط علاقتها تقاس قوّة المجتمع، والأساس في تماسك الأسرة تمسّكها في الدين الإسلاميّ، وللأسرة أهميّةٌ عظيمةٌ تظهر في العديد من الأمور، وتحقّق الأسرة الحاجة والغريزة الفطريّة والضرورة البشريّة الموافقة لطبيعة الحياة الإنسانيّة، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الاستاذة بتول طبّارة إختصاصيّة في العمل الصّحي والإجتماعي وفيما يلي نص الحوار:

ما هو مفهوم الأسرة ومكانتها في العالم الإسلامي؟
إذا نظرنا للمجتمع بوصفه جسداً كاملاً يتكوّن من خلايا وأجزاء مختلفة، تُعتَبَرُ الأسرة الخلايا المكوّنة لذلك الجسد، الّتي بسلامتها يسلَمُ المجتمع وبفسادها يفسد ويعتلّ وينهار، بقدر فساد خلاياه...إذاً فالأسرة تشكّل الركيزة الأساس التي يعتمد عليها بناء مجتمع ما. وكما تعوّدنا دائماً، فإنّ إسلامنا الحنيف قد أولى الأسرة أهمية عالية بقدر ما لها من أهميّة على صعيد حياة الإنسان، فبيّن الله تعالى لنا في كتابه العزيز الصورة المثاليّة الّتي تتولّد من خلالها الأسرة بمعناها الحقيقيّ، وشرح لنا في مختلفة آياته أحكاماً تُنظَّم العلاقات بين أفراد الأسرة الصغيرة والعائلة الممتدّة على حدّ سواء.. كيف لا والإسلام يهدف إلى بناء مجتمع قويّ متماسك، ولا يكون ذلك إلّا من خلال وجود أُسر سليمة وحيوية ونشيطة.
بسم الله الرحمن الرحيم «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
أي جعل لكم أيها الرّجال نساءاً وجعل لكنّ أيّتها النسوة رجالاً من أنفسكم، أي ليس من جنس آخر ولا من مراتب متفاوتة، بل من حقيقة واحدة. ومن الطبيعي أنّهما يختلفان في بعض الخصائص بسبب تفاوت وظائفهما.
لقد جعل القرآن الكريم في هذه الآية، الهدف من الزواج، الإطمئنان والسّكن. وبيّن مسائل كثيرة بليغة المعنى في عبارة «لتسكنوا». هذا السّكن الذي هو أحد مواهب الله العظيمة هو أساس الإطمئنان في الحياة، وهو الّذي ينشأ من أنّ هذين الجنسين يُكمّل بعضهما بعضاً. وكلّ منهما أساس النّشاط والنّماء لصاحبه، فتنشأ جاذبيّة قويّة بينهما نتيجة حاجة كلّ منهما للآخر. ولا يمكن إنكار الأمراض الّتي تصيب الجسم في حالة عدم الزواج وكذلك عدم التعادل الرّوحي والإضطراب النّفسي عند غير المتزوجين. ثمّ إنّ الأفراد العُزّاب لا يشعرون بالمسؤولية من النّاحية الإجتماعية، بل على العكس تماماً، فحين يخطو الإنسان إلى مرحلة الحياة الأسريّة ينتقل إلى شخصيّة جديدة ناضجة مسؤولة «طبعاً إذا تمّت مراعاة كافّة الجوانب والعوامل الّتي تكلّم عنها الإسلام في شروط ومعايير الزّواج النّاجح. كما إذا توفّرت اللّبنة الأساسية لبناء الأسرة وهي المودّة والرّحمة». تحدّثت الآية الكريمة عن ركيزتين أساسيّتين جعلهما الله تعالى في صلب تكوين الأسرة، فالمودّة تبعث على الإرتباط العاطفي بين الزوجين، وفي حال تقصير أحدهما بحقّ الآخر، تأتي الرحمة لتتعامل بلطف وتغفر هذا التقصير. وكذلك مع الأبناء والأطفال الصّغار، فقبل أن تتكوّن المودّة الّتي تقوم غالبا على التقابل والتعاطف بين الطرفين، فإنّهم يتربّون في ظلّ الرحمة، أي رحمة الأبوين ورأفتهما في البداية. إذا تنطلق المودّة والرّحمة من كونهما الرّكيزتين الأساسيّتين اللتين تقوم عليهما الأسرة السّليمة لتصبحا ملكتين جميلتين يتحلى بهما الإنسان في علاقاته الإجتماعية، فالرحمة عادة تكون من جانب واحد لديه إيثار وعطف، فقد لا تحتاج إلى خدمات مقابلة. والمودة هي أساس بقاء الأسرة والمجتمع.
ما هي التوجهات التربوية من خلال خطاب الآباء للأبناء في القرآن الكريم؟
عندما نتكلم عن التوجهات التربوية في القرآن الكريم، أول ما يلفتنا وصايا لقمان الحكيم لابنه في سورة لقمان. «وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ» لقد توجه لقمان في وعظ ابنه وتربيته إلى أهم المسائل الأساسية وهي مسألة التوحيد.. التوحيد في كل المجالات والأبعاد، حيث وصف الشرك بالظلم العظيم، فأي ظلم أعظم من جعل موجودات لا قيمة لها في مصاف الله ودرجته. وإنه لظلم عظيم عندما يُنزل المشركُ نفسه من قمّة عزّة العبودية لله ويهوي بها إلى منحدر ذُلّ العبودية لغيره. لم يكن لقمان الحكيم مجرّد راع لابنه يطعمه ويسقيه ويؤويه.. بل كان نعم المربّي الذي يرشد ربيبه إلى طريق السّعادة الحقيقي والذي لا بُد من أن يبدأ من معرفة خالقه وتوحيده. ثمّ انتقل مباشرةً بعد وصيّة التّوحيد إلى قضيّة الإحسان للوالدين ..وهي الوصية التي تكررت في دستورنا الكريم «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا» .. فها هو لقمان الحكيم يعلّم ابنه العلم الذي تعلّمه والإرشادات التي من شأنها رفع الإنسان إلى الدرجات التي يرضاها له الله بل ويحثه عليها...
«وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» لا بُد هنا من التأمل في حياة الإنسان.. يختار شريكا، فيبنيا معا أسرة يعيش في كنفها الأبناء حيث يتكفّل الآباء «الأم والأب كلّ بحسب وظيفته واستطاعته» تربيتهم ورعايتهم وتنشأتهم.. حتى يبلغوا أشدّهم فيأمرهم الله تعالى بأداء الشكر وحسن المصاحبة لوالديهم وامتنانهما على ما بذلاه من جهود مضنية لأجلهم... هنا تكمن غاية وجود الأسرة.. معرفة الخالق والسير نحوه وشكره على نعمة الوالدين  «وبالتالي نعمة الأسرة» لأن لهما الفضل في معرفته.. وقد تبين هذا المعنى أيضا في آية أخرى من سورة الأحقاف «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ».. إذا منهج الإنسان المسلم عبادة الله، شكره على نعمة الوالدين، والإستعداد للعمل الصالح والسعي لإنشاء ذريّة صالحة..
وكانت ثاني مواعظ لقمان لابنه عن حساب الأعمال والمعاد، فيقول «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ» أي أنّ أعمال الخير مهما كانت خفيّة كخردلة في بطن صخرة في أعماق الأرض، أو في زاوية من السماء، فإنّ الله اللطيف الخبير المطلع على كلّ الموجودات سيحضرها للحساب والعقاب..إن الإلتفات إلى هذا الإطّلاع التّام من قبل الله سبحانه على أعمال الإنسان وعلمه بها وبقاء كل الحسنات والسيئات محفوظة في كتاب علم الله، وعدم ضياع وتلف شيء في عالم الوجود هذا، هو أساس كل الإصلاحات الفردية والإجتماعية، وهو قوّة وطاقة محرّكة نحو الخيرات ومانع من الشرور والسيئات..
وبعد تحكيم أسس المبدأ والمعاد، والتي هي أساس كلّ الإعتقادات الدينية، تطرّق لقمان إلى أهم الأعمال، أي مسألة الصلاة «يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ» لأنّ الصلاة أهم علاقة وارتباط مع الخالق، والصلاة تنوّر قلبك وتصفّي روحك وتضيء حياتك وتطهّر روحك من آثار الذنب، وتقذف نور الإيمان في أنحاء وجودك، وتمنعك عن الفحشاء والمنكر.
وبعد الصلاة يتطرّق لقمان إلى أهم دستور إجتماعي، أي الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، فيقول «وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ».. وبعد هذه الأوامر العمليّة المهمّة الثلاثة، ينتقل إلى مسألة الصبر والإستقامة، والتّي هي من الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد، فيقول «وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» .
ثمّ انتقل لقمان إلى المسائل الأخلاقية المرتبطة بالناس والنّفس، فيوصي أوّلا بالتواضع والبشاشة وعدم التكبر، فيقول «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ».. ثمّ بيّن في الآية التالية أمرين وسلوكين أخلاقيين إيجابيين في مقابل النهيين عن سلوكين سلبيين في الآية السابقة فيقول: ابتغ الاعتدال في مشيك «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ»، وابتغ الاعتدال كذلك في كلامك ولا ترفع صوتك عاليا «وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ»..
هذه الوصايا المتتالية قد ذُكرت مرارا في آيات مختلفة.. ولكن خصوصية ذكرها على لسان لقمان الحكيم وذكرها على هذا الشكل في القرآن الكريم هي أنّ أباً قد سعى وجاهد نفسه وأفاض من حكمه في سبيل تربية ابنه وارشاده.. وهي الغاية من الأبوة والغاية من أسرة سليمة.. فلو تخيّلنا أنّ الآباء قد سلكوا نفس هذا النهج، وبالتالي تربّى الأبناء على هذه المبادىء والقيم العظيمة لتحقق وجود مجتمع مسلم راق سليم وفعّال في كل فيه الخير والصلاح..
اسس البناء الاسري ومقاصده في الافراد والمجتمع؟
وكما نقل القرآن الكريم لنا عن نموذج الأب القدوة والمعلّم (لقمان الحكيم )، أشار أيضا إلى نماذج متعددة من الآباء الحريصون على هداية أبنائهم.. إن كان من خلال الوعظ أو من خلال الدعاء لهم ولآبائهم ، ولا تختص التربية بالآباء دون الأمهات بل كلّ بحسب قدرته ومعرفته كما ذُكر عن تربية امرأت عمران للسيدة مريم عليها السلام وتكفّل النبي زكريا(ع) لها، وكما أوكلت تربية نبي الله عيسى عليه السلام لوالدته.. وغيرها من الأمثلة المختلفة على صعيد الآباء أيضا.كما لا يُكتفى بالتربية الكلامية والعملية، بل بالاستعانة بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى لحمايتهم وهدايتهم وحشرهم مع الصالحين.. وسنذكر باختصار أمثلة على ذلك:
قول النبي ابراهيم(ع) «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ».
وفي آية أخرى «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ» «رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ».
قول النبي يعقوب(ع) لأبنائه «يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ».
وفي آية أخرى «وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» «أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».
من هي الأسرة الممتدّة وما دورها في بناء الشّخصية المسلمة؟
إنّ في الآيات التي قد سبق وأن ذكرناها في حديثنا هذا تجسيد للإنسان المؤمن، الذي يطوي أولا مرحلة الكمال الجسمي، ثمّ مرحلة الكمال العقلي، ثمّ يصل إلى مقام شكر الله تعالى وشكر متاعب والديه، والتوبة عمّا بدر منه من هفوات ومعاص، ويهتمّ أكثر بالقيام بالأعمال الصالحة، ومن جملتها تربية الأولاد، وأخيرا يرقى إلى مقام التسليم المطلق لله تعالى ولأوامره، وهذا ما يغمره في رحمة الله ومغفرته ونعمه المختلفة التي لا تحصى. لقد أولت الآيات القرآنية العلاقات العائلية، واحترام الأبوين وإكرامهم، والعناية بتربية الأولاد، اهتماما فائقا، وقد أُشير إليها جميعا في الآيات المذكورة، وذلك لأن المجتمع الإنساني الكبير يتكوّن من خلايا وتشكيلات أصغر تُسمّى العائلة.
فكلّما كانت هذه التقسيمات الصغيرة أكثر انسجاما وترابطا، كان أساس المجتمع أقوى وأشدّ ثباتا، وأحد عوامل التّمزق والاختلال الإجتماعي في المجتمعات الصناعية في عصرنا الحاضر هو انحلال نظام العائلة، فلا احترام من قبل الأولاد، ولا عطف من الآباء والأمهات، ولا علاقة حبّ ومودة وعاطفة من الأزواج.
والمشهد المؤلم لدور رعاية المسنين في المجتمعات الصناعية اليوم، والتي تحتضن العجزة من الآباء والأمهات الذين طردو من العائلة، شاهد معبّر جدّا عن هذه الحقيقة المرّة. فالرجال والنساء الذين صرفوا عمرا طويلا في الخدمة لمنح المجتمع أبناء عديدين، يُطردون تماما في الأيام التي يكونوا فيها بأمسّ الحاجة إلى عواطف الأبناء ومحبّتهم ومعونتهم، ويبقون في تلك الدور يعدّون الأيام في انتظار لحظة الموت... هذا المشهد نادرا ما نراه في مجتمعنا الإسلامي بفضل التعاليم الدينية الإنسانية التي أكرمنا الله تعالى بمعرفتها وأعاننا على العمل بها ...
الحمدلله الذي أعزّنا وأنعم علينا بنعمة الإسلام، الحمدلله الذي تكرّم علينا بنعمة الأسرة ورسم لنا منهاجا حياتيا لا يغفل عن شيء من تفاصيل ابتلاءاتنا، وما علينا إلا السعي والبحث والتعلم والعمل بما أمرنا الله به ووجهنا إليه...

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي