من الخبرة إلى العلم في بيئتنا البشرية

 


علی مشایخی
کاتب
تصريف مياه سهل كربال في محافظة فارس بواسطة الجهاد
رحمه الله كان المهندس برهام جواهري مهندسًا خبيرًا في مجال الري وتصريف المياه وتخصص في تحلية الأراضي المالحة. نظرًا لأنه كان خبيرًا في هذا الأمر، عندما نظر إلى هذا السهل أدرك أنه يحتاج إلى الصرف لتحلية المياه. و يروي أنه "في اليوم التالي لصدور أمر الإمام وجدت سيارة وذهبت إلى سهل كربال فقلت يجب صرف مياه السهل وإذا أردنا صرف مياه كيلومترات من السهل الآن فستكلف مئات المليارات من التومان. كان هذا رأيه وهذا كان تخصصه. ولهذا قام جهاد بإعمار محافظة فارس بصرف مياه آلاف الهكتارات من سهل كربال وأصبح هذا العمل نموذجًا لتحلية الأراضي المالحة.
 الجهاد في المحافظات
 كان هناك مجلس مركزي في المحافظة، تم تعيينه من قبل المجلس المركزي لطهران. وكانت المقترحات من المحافظة نفسها. كان المجلس يتحدث مع جميع أعضاء الجهاد المخضرمين، الذين كانوا منذ البداية، ومع اللجان المختلفة، ومع ممثل الإمام وإمام جمعة المدينة، والمحافظ، وقوات الحرس الثوري وعدد من مسؤولي المدينة الآخرين، للتعرف على مستوى الرضا عن أداء الجهاد وكيفية عمله في القرى. كما كان التواصل بين المجلس المركزي للمحافظة واللجان المتخصصة مع المدن نقطة مهمة. كل هذا هو مناقشة البنية المختلفة للجهاد مع الأنظمة الإدارية. كان مسؤولو اللجان والمجلس المركزي، الذين كانوا هم أنفسهم مسؤولين عن جزأين أو ثلاثة أقسام من الجهاد،  في نفس الوقت مستشارين ومقدمي الخدمات للمدن. هذا يختلف تمامًا عما هو معتاد في الدوائر الرسمية؛ حيث هناك الشخص الذي يشغل منصب المدير العام للمحافظة عندما يذهب إلى المدينة يسأل رئيس إدارة المدينة "ماذا فعلتم وماذا لم تفعلوا؟" هل تم تنفيذ الخطط المقدمة؟ فيأتي المخطط من فوق. لكن في الجهاد ، عندما يذهب مسؤول إلى مدينة ما، كان رئيس المدينة هو الذي يقوم بالسؤال.
 التنظيم الإقليمي
لم تكن بنية الجهاد قائمة على الخبرة، بل كانت قراراتها إقليمية. في إحدى القرى، كان هناك شخص مسؤول عن الصناعة والزراعة والطرق والصحة والتعليم والروحانيات وكل شيء في تلك القرية. عندما كان شخص ما يستقر في قرية ويقدم خدمات للناس، لم يستطع أن يقول للناس انا مسؤول فقط بقضاياكم الزراعية، وشخص آخر يقول ليخبرني الناس عن مشاكلهم حول الطرق، وشخص آخر يقول ليخبرني الناس عن مشاكلهم الصحية. بل عندما توجد وحدة في مدينة أو في منطقة أو في قرية ويمكن لها أن تقدم خدمات، فليس من الضروري أن يكون لدينا 10 دوائر مختلفة وسيارة وسائق وخبير من كل دائرة ليسافر مئتي كيلومتر إلى قرية لحل المشاكل المختلفة. كان من رأي الجهاد ان يتم تفويض الشخص المستقر في منطقة اختيارات لتقديم الخدمات التي يحتاجها الناس، وكان أسلوب الإدارة القطاعية والإقليمية دائمًا طريقتين للتفكير على مستوى الدولة. أعتقد أنه لو كانت إدارة تنمية مناطق الدولة أقليمية لليوم، لما حدثت هذه الكارثة في موضوع العمالة ومستوى التكنولوجيا في بعض المحافظات، ولم نشهد اليوم قرى محرومة في البلد أو لم تعد الهجرة التي حدثت الى القرى للمدن. كانت تلك فترة الحرب ولم يكن من الملائم تعطيل بنية البلاد.
 اتخاذ القرار من الأسفل إلى الأعلى
كانت توزع أموال الجهاد في الدوائر المحلية وكان لرئيس المدينة كل صلاحيات المجلس المركزي. في الواقع، كان هناك مجلس محلي مركزي في المدينة، لذلك يتم اتخاذ القرارات بسرعة. لم تكن هناك حاجة لإرسال مقترحات المدينة إلى المحافظة ووسط البلاد للموافقة وإدراجها في ميزانية العام التالي. في الحقيقة كان هناك مجلس مركزي وطني في المحافظة لديه جميع صلاحيات الوزير، فلو اتخذ الجهاد قرارا للتنفيذ مع لجنته المتخصصة ولم يوافق عليه الناس، لم يستطع تنفيذ ذلك القرار لأنه كان يجهز الاسمنت والطوب والحديد وكان باقي العمل على عاتق الناس. وإذا لم يرغب الناس في ذلك، فلم يعملوا. فكانوا أولًا ينسقون مع الناس ويسألوهم: هل تحتاجون لبناء مساجد أو مدارس أو حمامات أو سباكة؟ وعلى سبيل المثال، إذا قالوا السباكة، فكنا ننسق مع مهندس أولاً ليخطط ويحدد موقع الخزان والينبوع، وبعد ذلك كانت عمليات الحفر تتم على الناس وكانوا يوافقون على ذلك.

البحث
الأرشيف التاريخي