الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثمانون - ١٣ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وثمانون - ١٣ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

الطبيب الروائي اللبناني «محمد طعّان» للوفاق:

في أهل البيت (ع) سرّ يشجعني للتأليف

 

موناسادات خواسته
التأليف والكتابة حقل واسع يتطرق إليه الأدباء في عدة مجالات، وعندما يكون للمؤلف في حياته الشخصية مهنة أخرى تؤثر في تأليفاته، وتترك بصماتها عليه، وهذا ما نراه في تأليفات الدكتور محمد طعّان الطبيب الجراح الروائي اللبناني المقيم في نيجيريا والذي له العديد من الروايات التي واجهت إقبالاً كبيراً، وتتطرق إلى موضوعات مختلفة وتدور حول الأحداث في بلدان مختلفة من العالم، فله كتابات كثيرة مثل رواية "سيد بغداد" التي واجهت نجاحاً كبيراً وتدور أحداثه في العراق خلال فترة الحرب للخلاص من الطاغية صدام، والرواية تعريف للفكر الشيعي، "سيد بغداد" قصة "جيمي" الجندي الأمريكي الذي يدرك رمز عاشوراء، وكذلك للطعّان روايات أخرى مثل "لاجئو بيشاور"، "صيف الجرّاح"، "الخواجا"، "إنها غلطة فلوبير" وغيرها، وقد تم ترجمة كتبه إلى لغات مختلفة ومنها الفارسية، فاستضافت "الوفاق" قبل فترة الدكتور محمد طعّان، وأجرت معه حواراً ممتعاً، هذا الطبيب الروائي الذي عندما كان يتحدث عن تأليف رواياته بموضوع أهل البيت عليهم السلام كانت تدمع عيناه، فاليوم يصادف يوم المباهلة المشهورة قصته، ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام واستشهاد نجل النبي (ص) الإمام الحسين (ع)، فنقدّم للقرّاء الأعزاء فيما يلي ما تحدثنا عنه.

ابتدأنا الحديث مع الدكتور طعّان حول بداية كتاباته وما هو الدافع، بما أنه طبيب جراح، فكيف جمع الطبابة مع الكتابة، فقال: أنا أهوى السينما، وقبل ما أتهجر ومنذ 38 سنة أتيت إلى نيجيريا، لأني تهجّرت ولم أحضر إلى نيجيريا طوعاً لأن الحرب الأهلية اللبنانية كانت في أوجها، وتهددت بالقتل، فلما حضرت إلى نيجيريا لم يكن هناك أي حاجة ممكن ان تقضي بها الوقت، ليس هناك من حياة إجتماعية، فوجدت ان أعمل حاجة تفيدني، فبدأت أكتب للسينما، أنا عاشق سينما وكنت قد بدأت بالكتابة للسينما في بيروت وقبل التهجير، فحتى 1996، وأنا كنت في نيجيريا، كتبت سيناريو وأخذته إلى أحد المهرجانات في أفريقيا للفيلم، وأعطيت هذا السيناريو، وهو فيلم وموضوع عن أفريقيا، عن الإغتراب اللبناني إلى أفريقيا في مطلع القرن الماضي، يعني يهم الأفارقة، فقرأ أحدهم وهو تونسي، قرأ السيناريو، قال: وجدت في قراءة السيناريو حس روائي، قال: أنت روائي من حيث لا تدري!
فبعد ثلاث سنوات تفكير، قررت أن آخذ هذا السيناريو وأُحوّلُه الى رواية وكان مكتوباً باللغة الفرنسية، فكتبت كذلك الرواية باللغة الفرنسية وذهبت به الى باريس، وتفاجأت أن جميع دور النشر التي أعطيتها هذا الكتاب أحبته وطلبت نشره، فمن هناك صار عندي احساس أنه أنا مشروع كاتب.
لا أكتب عن طلب
وفيما يتعلق بموضوع الكتابة وكيفية اختيار الحبكة قال الدكتور طعّان: أنا لازم أحس حتى أكتب، الخواجا، و "إنها غلطة فلوبير" إكتشفت أنه الوالي المصري تشيّع في الرواية، (قصة الرواية أن الوالي المصري تشيّع)، وهم مع الفرنسيين ضد، لأنه حقّر جدهم محمدعلي باشا، أنا لا أكتب عن طلب، أنا أشعر بحاجات تدفعني للكتابة.
وبعد ذلك يذكر الدكتور طعّان موقف ويقول: انظروا إلى صدام حسين، بعد سنة 2003 في شهر مارس، سفيره يبكي في الأمم المتحدة، قال: لا تقتلوا شعب، أنا رأيت أن سفير العراق يبكي، وكالين باول وزير الخارجية الأمريكي كان أيضاً يبكي.  فهكذا الموقف مذكور بالقرآن، الإستكبار العالمي والمستضعفون، رأيت أنه مجسّد الآن، هذا يبكي والثاني عايش بالأحلام، فماذا أعمل له؟، القرار اتخذ أننا نريد غزو العراق، فقلت أريد أن أكتب، أنا لا أكتب عندما شخص يقول لي اكتب!
كتابة الرواية عن منطقة لم أزرها
يتحدث الدكتور طعّان عن كتابة رواياته التي تدور أحداثها في العراق أو باكستان أو مصر أو غيره،  فيشرح لنا بأنه يكتبها دون أن يزورها!، فيقول: أنا عندي معلومات، لأني عندي فضولية الكاتب، الكاتب فضولي، من يقرأ رواياتي يقول لي: من أين أتيت بهذه المعلومات، وهي معلومات صائبة، مثلاً فيما يتعلق برواية "سيد بغداد" سألني أحد الإخوة المسيحيين في لبنان، وقال لي: "أنت كم سنة كنت في العراق ببغداد حتى تكتب رواية سيد بغداد؟"، فقلت له: "أنا لا أعرفه، أنا لبناني وأنت لبناني، فكيف؟! أنا لم أزر بغداد"، قال لي كيف؟! قلت له: "نعم لم أزر بغداد وكتبت عن بغداد، فأنا عندي معلومات وأجمع معلومات كثيرة".
رواية "إنها غلطة فلوبير"
بعد ذلك يتطرق الدكتور طعّان إلى ترجمة كتبه إلى الفارسية ونشرها من قِبَل دار نشر العتبة الرضوية المقدسة، فيقول: أنا مع العتبة الرضوية المقدسة عندي كتابين وهما من أكثر الكتب مبيعاً، فالبقية كذلك، في "إنها غلطة فلوبير" بطل الرواية هو "مالك الأشتر"، كتبي في لبنان كرّسوها في الجامعات، أنا كتبت عن "لاجئو بيشاور"، أنا لبناني، لا أزور بيشاور ولكن كتبت عنه، ولقد تم ترجمة ونشره في العتبة الرضوية، كتاب "إنها غلطة فلوبير" عن مصر، وعن مالك الأشتر، وكذلك عن حفيد محمدعلي باشا، الذي بنى جامع السيدة زينب (س) ثم مقام رأس الإمام الحسين (ع)، هذا له قصة ورواية، ثم قام ضد الفرنسيين وقتلوه الفرنسيين، لا أحد يعرف عنه شيئاً كثيراً، وفي مصر يميل إلى أنه يكتشف قبر مالك الأشتر، ويسأل مَن هو مالك الأشتر؟
ومن هنا يصل إلى الإمام علي (ع) ومن الإمام علي (ع) يكتشف المذهب، والفتنة الكبرى بين الإمام ومعاوية، التي يجهلها أهل مصر، عندما تذهبون إلى مصر، تصلّون بمقام سيدنا الحسين (ع) أو معاوية؟ فانظروا إلى المفارقة، هذا قتل هذا، وهذا ظالم وهذا مظلوم، فحلّوا المسألة! 
كيف تحلّون القضية مع هذا قاتل وهذا مقتول، فهناك لا يعرفون التاريخ، مَن بنى الأزهر؟ هذا الذي أنا الآن أكتب عنه، الفاطميون، يجهلون هذا الشيء، هل تعرفون قصة المذهب الشيعي والإمام موسى الصدر وجمال عبدالناصر فيما يتعلق بالجامع الأزهر؟
في فترة من الزمن ألغى الأزهر تدريس المذهب الشيعي، المذاهب الأربعة أو الخمسة الأخرى، ألغي منذ زمان، ألغاها صلاح الدين، فهو صلاح الدين جاء وسكّر الأزهر، هذه مظلوميتنا نحن، وهي مسؤوليتنا نحن، 110 ملايين مصري يجهلون أن الجامع الأزهر نسبة لفاطمة الزهراء (س) بنت الرسول (ص)، وأن صلاح الدين هو الذي سكّر الأزهر، وثم عندما أعيد فتحه ألغى المذهب الشيعي، وأقرّ المذاهب الأخرى التي سمح بها الفاطميون، الفاطميون هم الذين سمحوا للمذهب الشافعي والحنبلي والمالكي وغيره، فسكّر صلاح الدين الأزهر، وعندما افتتحه كانت المذاهب كلّها إلا المذهب الشيعي الذي قالوا عنه حرام!
ومن هذا المنطلق، أنا لقيت فيه مظلومية، هذا الكتاب (إنها غلطة فلوبير) نُشر في مصر باللغة العربية، وأنا تعمّدت نشره بمصر لأنه موضوع مصري، يقول مساعدي الصحفي: هذا لأول مرة في تاريخ  مصر وفي تاريخ البشرية، قرأ الكتاب وكان دائماً يسألني أسئلة عن مالك الأشتر، هو صوفي، عنده نزعة صوفية، عندما أنهيت هذا الكتاب ونُشر في مصر، قام لأول مرة في تاريخ البشرية مصري يكتب عن مالك الأشتر.
الإمام علي (ع) قمة العدل البشري
ويضيف الدكتور طعّان: أين وفي أي مؤسسة وضعوا العهد أو ذكروا العهد في مؤسسة دولية؟ أنا ذكرته في كتاب "إنها غلطة فلوبير"، في النسخة العربية والنسخة الفرنسية كُتب، كتبتها، من جهة أخرى عندما تدخل إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، هناك لوحة كُتب عليها: "لقد ثبت لدينا أن علي بن أبي طالب (ع) في رسالته إلى وليه على مصر (بدون ذكر اسم مالك الأشتر) قد وصل إلى قمة العدل البشري، نتمنى على كل حاكم في العالم أن يستوحي من هذه الرسالة العدل البشري ويطبقها"، ووقّع كوفي عنان عليه سنة 2002 م، هذه اللوحة تجدونها بمركز الأمم المتحدة، ولكن طبعاً سكّروا عليها، لأن لا يحبونها في الغرب. هذه هي اول رزمة للبشرية كلّها، اول انسان يُذكر، وهو رجل دين، يدخل اسمه ويُعلّق على مدخل الأمم المتحدة هو علي بن ابيطالب (ع)، ابن عم الرسول (ص) وصهره، طبعاً يجب الإضاءة عليها، يجب أن نعمل وفي هذا الكتاب، بالنسخة العربية والفرنسية هذا الكلام الذي قلته موجود، وأول ما قُلت للناشر بفرنسا: "إياك أن تحذف هذه، إياك، وإلا لا تنشر الكتاب"، فنشرها.
ثورة الإمام الخميني (قدس) صحوة إسلامية
ويتابع طعّان ويقول: الإمام الخميني (قدس) ثورته صحوة اسلامية، هي التي ستقودونا إلى الفرض، ليس الفرض بالقوة، بل إلى إقناع العالم بالمذهب، والذي سُمي بالإسلام الصحيح، هذه قناعتي، يعني 1978م  كانت الثورة، وهي ثورة عالمية، منذ 1400 سنة، لم يظهر المذهب الإسلامي، لم يُحيى بهذه الصورة، وأجمل ما قرأت وسأذكرها في كتابي الذي اكتبه الآن، هو أن قال الإمام الخميني (قدس): أكبر مظلومية للشيعة أن الإمام علي (ع) لم يحكم إلا أربع سنوات، تعرفون إذا كان الإمام علي(ع) يحكم أكثر، لكنّا الآن أكيد في وضع مختلف، لماذا؟ تعرفون لماذا أسمي هذه الشهادة المبكرة للإمام علي(ع)؟ لماذا لم تكتمل الرسالة؟ 
ثم لماذا لم يحضر المهدي (عج)؟ لماذا يتأخر؟ كانت هناك حكمة ربانية أنا أجهلها، هذا موضوع كتابي الذي  الآن أكتبه، وموضوعه عن الفاطميين وعن أنه كيف رجل صليبي مسيحي فرنسي جاء بالحملى إلى القدس، وكيف أنهم أرادوا أن ينزلوا في العسقلان، جاؤوا من القدس الى عسقلان، فأرادوا ان يحاصروا عسقلان أراد أن يدخل هو معهم لأنه يعرف العربية، وعندما يطلب الفاطميون أن يخرجوا الرأس قبل حصار عسقلان، هو كان موفد من قبل الصليببين لأنه يتكلم عربي وهو مسيحي، حتى لا يخونوه الفاطميون، حتى يدخل معهم ويفهم عربي ويتأكد أنهم يأخذون الرأس الذي دفع ثمنه الفاطميون، ثمناً باهظاً، وهم أرادوا يصلون ويدخلون على مقام الرأس، وهم كانوا بعدهم لم يكشفوا عن الرأس، كان وقت الصلاة وكانوا يصلوا صلاة الشكر، هذا المسيحي النصراني، وهم يجعلون ظهرهم للرأس، يعني للنصراني والمسيحي والفرنسي، يتقدّم هذا ويريد أن يعرف لماذا الفاطميون مستقتلون على هذا الرأس، ودفعوا ثمناً باهظاً، يتكلم ويتقدم، لم يره أحد، يرفع غطاء هذا الرأس، ويرى الدم، وعندما يرى نقطة دم، قيل أن الرأس بقي ينزف حتى لما أخذوه إلى جامع الحسين (ع) دفنه الفاطميون، كان لم يزل ينزف، مصريون قالوا رأينا دم، نقطة دم، هذا النصراني، هذا المسيحي، هذا الصليبي، كل القصة كانت لكي يُعرف الامام الحسين (ع)، وأن هذا الدم الذي بعده طازج، هذه قصته.
كتاب "إنها غلطة فلوبير" كان في قصة البطل مالك الأشتر، والبطل هو عهد الإمام علي (ع)  لمالك الأشتر، أنا أريد أن أوصل مالك إلى العالم، هذا يجب أن نعرف هذا الذي أنا كتبته هو متخيل ومنطقي، وهذا الإنسان سمع عن ابن العربي وعن تبريزي، أنا اكتب للغرب، أنا اريد أوصل مالك الأشتر للغرب. شخص تعرّف عليّ وعلى كتابي وأفكاري، فصار شيعيا وعمل كتابا عن مالك الأشتر.
الحس الإنساني في الروايات
حول اقبال وردة فعل رواياته في المجتمع الفرنسي او العربي والتأثير الذي يتركه، يقول الدكتور طعّان: عندما تدخلون وتقرأون إحدى الروايات التي هي رواية الخواجا، والتي هي تتكلم عن الطوائف والمذاهب والحرب الأهلية في لبنان، ستجدون أن هذه الرواية حصلت على جائزة في فرنسا، وهي جائزة الأطباء الكتّاب، أنا طبيب وكاتب، لماذا هذه الرواية حصلت على الجائزة؟
نجد الحس الإنساني في هذه الرواية، عندما أنا أتكلم عن الإنسان المسيحي، ثم السني، ثم الشيعي، ثم الدرزي، ثم أجمع بينهم في توليفة انسانية، هذا الذي ساعدني، إذن في كتاباتي، الحس الإنساني الذي حصلت على هذه الجائزة من أجله، هو الغالب على كله إلى درجة أنه ثلاث أطروحات في أكبر جامعة في بيروت اسمها جامعة روح القدس، لإخواننا المسيحيين، هناك ثلاث أطروحات عن أعمال الدكتور محمد طعّان صدرت، أجمل هذه الأطروحات لنيل درجة الدكتوراه هي "الحس الإنساني في روايات محمد طعّان"، ومن هنا تعرفون أن طالبة الدكتوراه كيف اكتشفت الحس الإنساني، فهذه كانت أذكى الأطروحات وهذا العمل عندي ليس أقل من 11 أطروحة، وأجمل من عرفت الحس الإنساني عند الدكتور طعّان وكتاباته، هي هذه الطالبة التي عملت على الأطروحة عن الحس الإنساني، كيف رأته؟
وأنا أعترف أن الحس الإنساني كبير جدا، ما يجري لأنني أنا طبيب، وتعرفون من يختار دراسة الطب، هو انسان حساس إلى حد ما، أقصى من الآخرين.
الكتابة عن أهل البيت عليهم السلام
وعندما سألنا من هذا الطبيب اللبناني أنه كيف من الطبابة وصل إلى الحس الإنساني وبعد ذلك الكتابة عن اهل البيت عليهم السلام، قال: أنا ربيت في بيت ملتزم، كنت لم أصلي، كنت أعرف نفسي أني يوما ما سأتوب، أمي أبي وأختي كلهم يصلون، يعني بيت ملتزم، أثّر فيّ أنا، ولكن حياتي في اوروبا وخاصة في فرنسا، وفي مدارس داخلية مسيحية في لبنان أبعدتني إلى حد ما عن القيام بالفروض الدينية، حتى رجعت من فرنسا، فهنا صار عندي أحد الأصدقاء وكنت طبيباً، بدأت التزم بالصلاة والصوم، ولكن ما كنت بعد ملتزم كما يجب، حتى التقيت بأحد الاخوة العراقيين، وقال لي قال الله تعالى: "َوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (أنبياء/30)، أنا كنت مؤمن بأن في العلم اكتشفنا ان الماء هو الحياة، وأن البينك بونك (الإنفجار الكبير) هو أصل الكون، قلت له هذه مذكورة بالقرآن، كنت أقرأ بعض الأحيان القرآن في رمضان ببغائياً، لا أعتني بالفهم، وهذه القصة اكثر من 35 سنة، وهنا تذكرت "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" (فاطر/28)، قلت أنا عالم واطلعت على القرآن، ومنذ هذا الوقت أصبحت عاشق لقراءة القرآن، وليس فقط هذا، يُطلب منّي وطلب منّي مرّات من الجالية اللبنانية في نيجيريا (مسلمة)، أن أحاضر عن تفسير القرآن، وعن الاعجاز العلمي في القرآن، وعن البصمة، وتعرفون أن هذه مذكورة بالقرآن، يقول ربنا "إنّا سوينا بنانا"، الله يقول لنا: أنا خلقت لك بصمتك، هذه لك، تختلف عن الآخرين، وهذه اكتشفوها سنة 1901، ودرّجوها، و اول من درجها هي حكومة فرنسا بسنة 1901، طيب ماذا تريدأكثر من هذا؟ فانكبيت على الاعجاز العلمي وخاصة الطبي في القرآن الكريم، احكي لكم قصة الأهرام؟
هناك شخص فرنسي أسلم، تعرفون لماذا؟ هو طبيب اختصاصه المعدة، تعرفون لماذا أسلم؟ لأن انما يخشى الله من عباده العلماء، طبعا الطبيب عالم، هذا ذهب يدرس، اكتشف امور كثيرة فأسلم، توقف عند إحدى السور وهي سورة غافر الآية 36، قال الله تعالى: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ"،  موسى (ع) قال انا عندي رب غير رب فرعون، هذا الذي اسلم الطبيب وذهب الى المركز الفرعوني في باريس، الذي عملوا شامبليون، و "فرانسوا شامبليون" هو الذي اكتشف الأحرف الهليوغرافية، الأحرف الفرعونية، هو الذي فسّره، يوصل عند واحد قال له الله يحفظك، أريد أعرف ماذا معنى كلمة هامان، قال له لماذا؟ قال نعم كلمة هامان، قال ما هي كلمة هامان؟
قال هي موجودة بالقرآن، قال اذا تبرهن لي أنها موجودة في القرآن أنا أسلم رأساً.
ماذا كانت كلمة هامان؟
اذهبوا وانظروا القاموس الفرعوني في اللغة الهرمونية، معلم العمار، فأشد لي، شد ابني لي يا هامان، هامان باللغة الفرعونية هو صرح، لعلي اطلع على رب موسى، ماذا هذا؟، أسلم، أسلم بالحال! لأنه قال له هذه مذكورة بالقرآن، وتعني معلّم العمار، وباللغة الفرعونية عند هذا الفرنسي، هامان يعني معلم العمار، مذكورة بالقرآن يعني القرآن حق، وهكذا أمور كثيرة.
الكتب الموهوبة
وأخيراً قال الدكتور طعّان: ان مجيئي إلى الكتابة بالصدفة جعلني اكتشف موهبتي، بالكتابة وأنا اعترف انه بالفعل الله أعطاني هذه الموهبة لأن اكتب عشر روايات وكل من يقرأ كتبي يقول جميلة،  أحب كل كتبي ولكن اعتقد ان الكتاب الذي كتبته بجوارحي وكتبته بمساعدة ربانية بإلهام رباني، هو "سيد بغداد"، كتبته في أربعة أشهر، يعني ربي كان يساعدني بالكتابة عندما أكتب وأصل إلى حاجز لا أعرف كيف أكمل الكتابة،  كنت أفتح التلفزيون وكانت حرب العراق دائرة، انا كنت اكتب عن الغزو في العراق، بالفترة التي صار فيها الغزو، كنت افتح حتى اسمع الاخبار، كنت أحصل على خبر يساعدني والفكرة التي تكمل وتكفي الفكرة التي انا بدأتها، هي كانت لفتة ربانية، أنا بأربعة أشهر أتحدى كل كتّاب العالم، أن يقدروا أن يكتبوا 270  صفحة او تقريبا 300 صفحة في أربعة أشهر، ثم هذه الرواية حتى الآن تترجم الى سبع لغات، وتُمنع في فرنسا، هذه هي الرواية التي عطّلتني بفرنسا، فأنا اقول فيك لفتة ربانية.هذه سيد بغداد.
وبقية الكتب كلها، خاصة هذا الذي الان عملته، الان أعشق  ما أكتب، وجاء دافع أهل البيت عليهم السلام، طبعا اكتب عن رأس سيدنا الحسين (ع)، اشعر بحوافز تشجعني، يرجع الىسر لاهل البيت عليهم السلام، أهل البيت لهم سر، وأنا أعايش هذا السر، فيه جذّابية.


 

البحث
الأرشيف التاريخي