الحلف يعتبر موسكو التهديد والتحدي الأكبر له..
قمّة الناتو.. تصعيد ضد روسيا واستياء اوكراني
شهدت فيلنيوس عاصمة ليتوانيا خلال اليومين الماضيين قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) و التي اختتمت أعمالها البارحة وسط توتر دولي على خلفية أزمة أوكرانيا وجدل حول قبول عضويتها،و اتفق قادة الناتو في القمة على أن مستقبل أوكرانيا يقع داخل الحلف و لكن لم يعلنون عن خطة واضحة لذلك و أكدوا على استمرار الدعم لكييف، و تعهدوا أيضا بالعمل للتصدي للتهديدات والتحديات التي تشكلها روسيا على حد زعمهم، و بدا جليا من البيان الختامي الذي تمخض عن القمة بأن التصعيد ضد روسيا هو الهدف الرئيسي منها، حيث زعم البيان بأن روسيا تمثل أكبر تهديد مباشر لأمن الحلفاء بالناتو وللسلام في المنطقة الأوروبية الأطلسية ، كما جدد الناتو الترحيب بفنلندا عضوا كاملا في الحلف، وأعرب عن تطلعه إلى الترحيب بالسويد مستقبلا، و هذا من شأنه تصعيد التوتر مع روسيا لاسيما أن الحرب الأوكرانية الروسية بدأت على خلفية السعي الأوكراني للإنضمام إلى حلف الناتو.
الحرب العالمية الثالثة تقترب
و ردا على النتائج التي أسفرت عن القمة كتب ديمتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي عبر "تلغرام" أن النتائج الأولية التي أسفرت عن قمة "الناتو" اليوم، كانت متطابقة مع توقعات روسيا المسبقة، لافتا إلى أن العملية العسكرية الخاصة ستستمر بنفس الأهداف، وأن أهم تلك الأهداف يتمثل في رفض مساعي كييف للانضمام إلى حلف الناتو، و أضاف بأن استمرار المساعدات الغربية لأوكرانيا و تزويدها بمختلف الأسلحة، وآخرها الذخائر العنقودية، هو طريق مسدود، و حذرمن أن "الحرب العالمية الثالثة تقترب". وبدوره قال أناتولي أنطونوف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، في بيان أصدره الأمس الأربعاء "أظهرت القمة في فيلنيوس توجه الحلف لتكثيف وجوده العسكري على الحدود الروسية. ليس لدينا خيار للتراجع. قرارات القمة العدائية لن تهز ثقتنا في صحة إجراءاتنا و ليس لدينا أي شك في أن المهام العسكرية ستنفذ بالكامل".
التأجيج الأمريكي مستمر
وفي السياق صرح الدبلوماسي الروسي قسطنطين غافريلوف، قائلا" إن إعلان الولايات المتحدة عن خطط لزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا يظهر عدم اهتمامها بالتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة".
على الرغم من التصعيد الأميركي ضد روسيا و موافقة جو بايدن قبل قمة الناتو على تسليم أوكرانيا ذخائر عنقودية ، إلا أن نتائج قمة الحلف في ليتوانيا لاقت استياءا اوكرانيا حيث لم ترضي نتائجها تطلعات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي خابت اماله ، حيث كان يأمل بتحديد موعد محدد لإنضمام بلاده إلى الحلف إلا أن قادة الناتو لم يقوموا بتقديم دعوة لكييف للإنضمام إلى الحلف أو حتى إعلان جدول زمني لانضمامها، لاسيما أن زيلينسكي و قبل حضوره للقمة انتقد قادة دول الناتو بسبب ماوصفه نقص إرادتهم في انضمام أوكرانيا الى الحلف، فكتب على تطبيق "تليغرام" قائلا "سيكون أمرا غير مسبوق وعبثيا إذا لم يتم تحديد إطار زمني، سواء لتقديم دعوة (للانضمام إلى الحلف) أو لعضوية أوكرانيا".
قلق صيني
أما الصين فقد أعربت قلقها بعد إعلان نتائج القمة حيث أعلن الناتو في بيانه الختماي بأنه "تحالف نووي" و هو ما أثار حفيظة الصين التي ردت في بيان صدرعن بعثتها الدبلوماسية لدى الاتحاد الأوروبي جاء في فيه "بيان الناتو بأنه تحالف نووي لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات الإقليمية، والصين قلقة للغاية في هذا الصدد" و القلق الصين يأتي عقب إعلان قمة "الناتو" أن الحلف سيتخذ خطوات لضمان فعالية وأمن مهمة الردع النووي، بما في ذلك تحديث القدرات النووية.