جهاد البناء.. من الخبرة إلى العلم في بيئتنا البشرية

علی مشایخی
کاتب
الروح المشتركة للأهداف
كانت قلوبنا موحدة واتجاهاتنا واحدة. ربما كان كل منا يتبع هدفًا مختلفًا. حيث كان أحدهم يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم، والآخر في الحليب، والآخر في القمح، و الشعير، وكان احدهم يسعى لإزالة الحرمان من قرية معينة، والآخر إزالة الحرمان من كردستان، والآخر من فارس، والآخر من سيستان وبلوشستان، وإلخ، لكن روح الأهداف كانت هي نفسها. وكان الاتجاه الرئيسي هو أمر الإمام بإزالة التبعية والحرمان، وكان شعار الجهاد «كلنا معاً» وكان هذا الشعار مهما للغاية. عُرف هذا الشعار في تاريخ تطور العالم، مع جهاد الإعمار، ويقال إن أفضل شعار لتنمية العالم هو «كلنا معًا» الذي جاء من جهاد الإعمار للإمام الخميني (قدس سره). في باديء الامر وعند بدء الجهاد تجمعت الكفاءات المخلصة مع بعض ولكن بعد ذلك، لأنها أرادت العمل، كان من الضروري جلب الكفاءات المتخصصة وأن يكون المهندسون مسؤولين. في الأيام الأولى للجهاد، لو ذهبت إلى الجهاد في مدينة ما، فربما كان هناك مهندس واحد أو اثنان، أو كان جهاد المحافظة يشمل 5 أو 10 من المهندسين. لكن ثم توجه الجهاد مع استمراره نحو التعليم ووصل إلى نقطة أصبح منجم ثمين للقوى المتخصصة والملتزمة ، وسعى كثير من الطلاب إلى تأسيس الجهاد، وكانت توجهاتهم السياسية كما يقال اليوم مختلفة عن بعض. لكن في النهاية تم تشكيل الجهاد على هذا النحو. وأشعر أن الجهاد كان أكثر انفتاحًا من الحرس الثوري من الناحية السياسية وغطى طيفًا أوسع. وكان ممثل الإمام حاضراً في المؤسستين، لكن لأن طبيعة الجهاد التي كانت تريد العمل مع الناس، في البداية لم يكن الجهاد انتقائيًا للغاية.
المجلس المركزي وممثل الإمام 
بعد فترة من إيجاد هيكل الجهاد، تم تعيين أعضاء المجلس المركزي على النحو التالي: جهاد المحافظات اختار الخبراء وكان يرسلهم إلى طهران حيث كان يجتمع هؤلاء تحت اسم «مجلس الخبراء» أو «معتمدين الجهاد»، ويقترحون أعضاء المجلس المركزي و يعطوهم لرئيس الوزراء، الذي يوقع بدوره أمر هؤلاء الأشخاص. أي أن الجهاديين أنفسهم كانوا يتفقون فيما بينهم من يكون أعضاء المجلس المركزي. قبل «مجلس الخبراء» تقوى أعضاء المجلس المركزي، وكانت النتيجة انه يصبح الأشخاص الذين لديهم تقوى أكثر أعضاءً في المجلس. أي أنهم لم يكتفوا بتحديد من لديه خبرة أكبر، بل كانوا يحددون من يهتم أكثر بالجهاد ويمكنه الإدارة. لذلك كان يجب أن يكون تقياً وملتزماً ورحيماً وذو روح جهادية حقيقية ومعرفة وخبرة كافية للإدارة والتنظيم. وكان الإمام قد عين ممثلين في المجلس المركزي العام والمجلس المركزي للمحافظات. وكانوا هؤلاء في المجلس المركزي ولهم تأثير مباشر في القرارات ومعظمهم من المجتهدين. وكانوا يرون أن عملهم هنا جاد وأن مهندسي الجهاد ظلوا يطرحون الأسئلة ويتعاونون معهم. كان حضور ممثل الإمام مهماً لأنه يحافظ على الشباب ضمن الشريعة. 
كيف يبدأ نشاطًا في الجهاد  
كان تنظيم الجهاد يبدأ بالافراد أولاً. إن العمل الذي لم يبدأ بالافراد لن يؤدي فيما بعد إلى تشكيل وحدة وثم لجنة. كان يجتاز الفرد امتحانه أمام المجلس، بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من العمل،  كان يُعرف مدى مصداقيته وبعد ذلك يعلن أنه يريد شخصين لتولي مسؤولية جزأين من العمل، ويشكل معهم وحدة. كان من يأتى للجهاد ولديه خبرة في مجال ما، كان مسموحًا له أن يفعل ما يلزم للجهاد وهدفه الرئيسي، الاكتفاء الذاتي.... لذلك كان يبدأ نشاطه، ويحدد العمل ويجد موارد مالية وتسهيلات لذلك، ويستقطب مساعدة الناس ويقوم بالعمل. وعندما زادت أنشطة الوحدة، كان يضطر إلى إنفاق الكثير من المال وتقديم 10 إلى 20 طلبًا إلى المجلس يومياً. ومن ناحية أخرى، لم يستطع المجلس المركزي التواصل مع 10 وحدات كل يوم لأنهم لم يكونوا مستقرين في مكان واحد بل كانوا يقومون بزيارات. نتيجة لذلك، كان يتوقف عمل هذه الوحدات عملياً. في هذه الحالة، عندما كان يدرك المجلس أن عمل الوحدة ضروريًا  عن طريق زيارات العلاقات العامة أو ممثل الإمام المستمرة، كانت تصبح الوحدة لجنة بقرار من المجلس أو تجتمع عدة وحدات ذات صلة لتشكيل لجنة. 
 

البحث
الأرشيف التاريخي