عضو في المجلس الثوري لحركة فتح للوفاق:
نصف كم مربع صمد وقاوم كياناً مارقاً
الوفاق/ خاص
مختار حداد
حققت المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين انتصاراً كبيراً في مواجهة العدوان الصهيوني، حيث إعتبره المراقبون تحولاً كبيراً لصالح المقاومة في الضفة الغربية، حيث العدو الصهيوني المدجج بالأسلحة والآليات ودعم الطائرات الحربية و1000جندي صهيوني يخرج مهزوماً ذليلاً أمام شباب المقاومة في مخيم جنين الذي مساحته تصل إلى أقل من كيلومتر واحد، ولكن المقاومة بعزم وايمان شبابها تهزم العدو،كما أن هذا الانتصار دليل على تطوير عمل المقاومة في الضفة الغربية وكذلك وحدة الساحات بين محور المقاومة.
ولبحث أهمية هذا الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية في جنين والضفة الغربية التقت صحيفة الوفاق بالدكتور جمال حويل عضو المجلس الثوري في حركة فتح وأحد قادة معركة مخيم جنين الأبي في عام 2002، حيث أجاب في رده على سؤال حول أهداف العدو الصهيوني من العملية الاخيرة في جنين قائلاً:الهدف الاول من العملية هو محاولة استعادة كرامتهم المهدورة بعد تدمير الية النمر قبل عدة ايام من عملية المخيم.
مضيفاً: أن الهدف الثاني محاولة استعادة الردع الصهيوني المتآكل امام المقاومة في الضفة الغربية وغزة وحزب الله وايران.
وقال: أن الهدف الثالث للعدو هو محاولة لتهدئة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي داخل النظام السياسي في الكيان الصهيوني ومحاولة تهدئة الجبهة الداخلية بعد المظاهرات الكبيرة الرافضة للتعديلات القضائية على حساب الدم الفلسطيني.
وفي رده على سؤال حول أهمية هذا الانتصار وصمود المقاومة أجاب القيادي في حركة فتح في مخيم جنين قائلاً: صمود المقاومة تاكيد على ان الشعب الفلسطيني والامة قادران على المواجهة .. نصف كم مربع صمد وقاوم كيان مارق يزعم أنه الرابع في الشرق الاوسط وتمتلك كل هذه الترسانة النووية والصواريخ البالستية وكروز وقوة سيبرانية وتجسسية الكترونية ولكن المقاتلين يتمتعون بتجربة وخبرة متطورة وتتطور كل يوم ومن الصعب ضربهم.
مضيفاً: أن الكيان الصهيوني اعلن ان هدف العملية المعلن القضاء على الارهاب حسب زعمهم، أي قتل المقاومين ولكن الابطال ناوروا واعادوا التموضع والانتشار بطريقة ذكية تفاجأ بها الشاباك وجيش العدو، وبالتالي في معارك الدفاع عندما لا يحقق العدو اهدافه تنتصر المقاومة في هذه الجولة.
وختم الدكتور جمال حويل بالقول: رسالتي للامة العربية والاسلامية بان العدو الرئيسي لنا الاحتلال الصهيوني فقط لا غير ونستطيع في المنطقة اذا تحققت النوايا ونظرنا الى المصالح المشتركة للامة نستطيع تحقيق النصر على عدونا الذي يعتمد في نظرية الامن الصهيونية مبدأ فرق تسد .. فالوحدة والمقاومة هي طريق الانعتاق من الاحتلال وسطوة الغرب وعلى راسه امريكا .. ونحن نقول: ان تطور العلاقة بين ايران والسعودية وافتتاح سفارات بين البلدين يساعد في لملمة ووحدة الامة ومصالحها ويدعم قضيتنا الفلسطينية.
أبطال جنين سطّروا صفحة جديدة للمقاومة في المنطقة
في سياق آخر هنأ الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين في مجلس الشورى الاسلامي في ايران بالانتصار الذي سطّره المجاهدون الفلسطينيون في جنين والضفة الغربية في مواجهة العدو الصهيوني، ووصفه بأنه شبيه بالمعجزة.
وفي مقابلة خاصة مع موقع «العهد» الاخباري أشاد الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين بأداء مجاهدي المقاومة الذي كان فوق ما يتصوّره الصديق والعدو، وقال «إن المناضلين سطّروا صفحة جديدة للمقاومة في المنطقة».
وأضاف الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين: «منذ ما يقارب عشرة أعوام عندما تحدث سماحة الامام الخامنئي حفظه الله عن تسليح الضفة، لم يكن حتى الأصدقاء يتصوّرون إمكانية حدوث هذا الأمر، لأن جميع مداخل الضفة تتم السيطرة عليها من جانب الأردن والكيان الصهيوني المجرم وكذلك السلطة الفلسطينية، ويتم استخدام جميع التقنيات ومنها الأقمار الصناعية والمسيّرات وأجهزة التجسس والنفوذ في جميع الأركان السياسية والاقتصادية والاعلامية والعسكرية في المنطقة، هم يترصدون أي نبأ حول أي عملية نقل لمواجهتها، كما أن امكانية صنع الأسلحة في الضفة الغربية ضئيلة، ومن جانب آخر كان هناك ضغط على السلطة لتكون أسلحة أفرادها في خدمة التنسيق الأمني الصهيوني والتطبيع مع العدو، ولكن عندما تحدث سماحة الامام الخامنئي حفظه الله عن تسليح الضفة، هناك أصدقاء في داخل فلسطين من محبي الثورة الاسلامية والمقاومة والولاية الذين يعتبرون أن سماحة الامام الخامنئي أكثر من مرجع شيعي وقائد للثورة بل إمام لجبهة المطالبة بالعدالة وإمام جبهة المقاومة، اعتبروا هذا واجبًا، وعلى أساس هذا الواجب وبالوعي والصبر وفي فترة قصيرة ومن طرق مختلفة تابعوا موضوع التسليح».
وتابع الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين بمجلس الشورى الاسلامي «هذا التسليح لم يكن تسليحاً عادياً ببندقية أو رشاش أو مسدس فقط، بل كانوا يفكرون بالتسليح لمواجهة شاملة واستهداف العدو في الأرض والجو وكذلك مواجهة آلياته ودباباته التي هي اللغة الرئيسية لقواه البرية، فالجنود الصهاينة المرتجفون يختبئون داخل الآليات ودبابات الميركافا، لذلك وضع هؤلاء الأخوة مواجهة هذه القوّة ضمن برنامجهم، كما تمت متابعة ملف المعلومات ومكافحة التجسس حتى لا يستطيع العدو النفوذ وأخذ المعلومات. من هنا، فإن التسليح الذي تحدث عنه الإمام الخامنئي يشمل مجموعة من الأمور والقضايا، والتغطية والتخفي هي من بينها، وتوبوغرافيا الضفة الغربية تساعد على الاختفاء. في غزة ومحيطها الاختفاء معقّد لأن الأرض مبسوطة، ولكن المرتفعات في الضفة الغربية هي نعمة الهية تخدم المجاهدين الذين يفكرون في قتال «أشد الناس عداوة للذين آمنوا»».
وقال الأمين العام «كذلك مساعدة أبناء أراضي 1948 مثل كفر كنا وحيفا وام الفحم والناصرة ويافا و.. الذين يعتبرون الجهاد واجبًا هي جزء مهم في مجال الدعم والتسليح».
الكيان الصهيوني يشعر بخوف كبير من وحدة الساحات
وبحسب الأمين العام فإن «كل هذا تحقق خلال هذا العقد، والعدو حتى الأمس كان يشعر بالخوف مما يحدث في غزة ومن تسليحها عبر الأنفاق، ولم يكن يصدق أن فتوى الإمام ستصبح تنظيمًا وشبكة مقاومة عظيمة هزت أركان العدو الصهيوني من الداخل وستوصله الى الزوال».
وأشار الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين الى أهمية لقاء الإمام الخامنئي بقادة الجهاد الاسلامي وحماس، فـ»قائد الثورة الاسلامية التقى قادة حماس والجهاد وكل قادة الحركتين من الداخل والخارج حضروا في طهران»، مضيفًا «الكيان الصهيوني كان يشعر بخوف كبير من مشروع وحدة الساحات. في شهر رمضان أقيم حفل افطار حضر فيه أفراد من جبهة المقاومة، الصهاينة طلبوا من كل أجهزة الاستخبارات الأوروبية مساعدتهم لكي يعرفوا ما الذي دار في هذا الإفطار وما الذي ولد فيه وما هي التشكيلات الجديدة التي تأسست. الصهاينة الذين كانوا يطلقون في يوم من الأيام شعار «اسرائيل» من النيل الى الفرات وجيشها الذي كان يدعي أنه «الجيش الذي لا يقهر»، اليوم يرى نفسه بمستوى مجموعة واحدة من مجموعات المقاومة ليس أكثر، عندما يرى أن قوى المقاومة الفلسطينية هي إلى جانب بعضها البعض، يقلق العدو بشدة وكان يخطط ليفرق بينهم ويخلق الفتن، وخوفه هذا يرتفع مئات المرات عندما يشعر بأن أصدقاء من اليمن والعراق وأماكن أخرى انضموا الى وحدة الساحات. ذلك الافطار أقلق العدو الصهيوني بشدة حيث أوصله إلى مرحلة الذلة بأن يطلب من جميع الأجهزة الأمنية للدول المتحالف معها في النظام الاستكباري المساعدة ليعرف ما حدث في هذا الافطار».
وقال الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين في مجلس الشورى الاسلامي إن «الجزء الذي نشر من تصريحات سماحة الامام الخامنئي حفظه الله في هذه اللقاءات كان فيه جزء مهم وهو تحديد الدور الواضح والمميز للضفة الغربية، وهو دور كل من غزة والضفة الغربية. هذا الموضوع أرعب وهزّ الكيان الصهيوني، خاصة نتنياهو الغبي وجماعته المتطرفة الوحشية. لديهم قلق من تقسيم العمل من جانب قائد الأمة الاسلامية الذي يعتبرون كلامه في فلسطين واجبًا شرعيًا، ماذا ستكون نتائجه؟ ستستمر المقاومة الفلسطينية حتى النصر وزوال «اسرائيل» من الوجود إن شاء الله».
الصهاينة فشلوا في عمليتهم في جنين تماماً
ولفت الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين الى أن الصهاينة «استعجلوا في المرحلة الثانية من عملياتهم في جنين، وظنوا بأنهم من خلال هذه العملية يستطيعون القضاء على المقاومة وكانوا لم يتصوروا أنها وصلت إلى مرحلة من القوة بأن تضع العدو وجنوده المرتجفين في مأزق في مساحة صغيرة وهي مخيم جنين. كان هؤلاء يتصورون أنه عندما يبدؤون العملية صباحًا ستنتهي قبل الظهر، ولكن فشلوا في عمليتهم تمامًا. الله عزّ وجل حقق نصراً كبيراً تزامن مع هذه الأعياد المباركة، وأصبح من أجمل أيام الأمة خلال هذه العقود، وقد تم إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني وفشل العدو في أهدافه، ولم يصدق أحد شعارات نتنياهو وقادة جيشه الخاوية والكاذبة بأنهم حققوا أهدافهم، أي هدف هم حققوه سوى الهزيمة؟».
في هذا الإطار، رأى الأمين العام لمؤتمر دعم الانتفاضة أن «الصهاينة يشعرون بأنهم فقدوا الضفة الغربية ولن يكون لديهم سيطرة عليها، وواقعة جنين يمكن أن تتكرر في أي مكان، من نابلس الى الخليل ورام الله والقدس الشريف. اليوم انهارت هيمنة الجيش الصهيوني وحتى الأطفال لا يخافونه، لا يخاف اليوم أحد من الميركافا والطائرات الحربية ومروحيات الاباتشي والمسيّرات، ففي لبنان مثلًا وقف رجلٌ أمام الجرافة الإسرائيلية والتي أهالت التراب على جزء من جسده، ولكنه استمر في رمي الحجارة على جنود العدو الصهاينة، هذا يدل على أن اليوم الذي كانت تتراجع فيه الجيوش العربية عندما يتم تشغيل الدبابة الاسرائيلية قد انتهى.، اليوم لا يخاف أحد من هذا الثلج الذي يذوب وهذه التلال المنهارة، انتهت قصة العدو الصهيوني، الصهاينة هم استعجلوا ذلك. باعتقادي اذا كان انهيار الكيان في السابق يحتاج الى 20 عاماً فهو اليوم يحتاج في أقصى حال إلى 4 أو 5 أعوام بإذن الله، وتصاعد قوّة المقاومة يعجل في هذا الزوال. اليوم المقاومة في تطور وتصاعد والعدو الصهيوني يتراجع ويتلقى الهزائم تلو الأخرى، كما أن الصهاينة لا يرغبون بالانضمام الى الجيش الذي يعاني من الانقسام».
عمق الأزمة داخل الكيان المؤقت
وفي دلالة على عمق الأزمة داخل الكيان المؤقت، لفت الأمين العام لمؤتمر دعم الانتفاضة الى أن «القائم بالأعمال الصهيوني في فرنسا لم يحضر لاستقبال وزير المالية في الكيان بتسلئيل سموتريتش خلال زيارته الى باريس لأنه يعارضه، بل سعى الى أن يخرب اللقاءات لكي لا يستطيع سموتريتش اجراء لقاءات مع المسؤولين الفرنسيين، وقال «أنا لأنني أعارض الاصلاحات القضائية أقوم بذلك، هذا يدل على عمق الكارثة في الكيان، عندما نرى مثل هذه الخلافات ب داخل الكيان الصهيوني المحتل، هذا يدل على مدى انهيار الكيان المؤقت».
وقال الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين في مجلس الشورى الاسلامي: «هذا الانتصار في الضفة الغربية كان مرحلة جديدة في تاريخ المقاومة، وكان متمايزاً وهو مصدر فخر وعزة الأمة الاسلامية، وهذه كانت هدية الهية للأمة الاسلامية بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك ومصداق قوله تعالى: «اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير». إن الله نصرهم وهذا النصر الالهي للشعب الفلسطيني سيستمر، لأن هؤلاء الشباب الفلسطينيين الابطال يستحقون هذا النصر والمساعدة الالهية».
وختم الأمين العام للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة في فلسطين: «أيام النصر بانتظار الأمة الاسلامية. هذا يأتي في التوقيت الذي نرى فيه تشكيل هندسة جديدة للقوة والنظام العالميين. هما في حالة تجدد وذلك النظام المتهالك المتبقي من الحرب العالمية الثانية سيلتحق بالتاريخ، والمسلمون وشعوب المنطقة هم في مرحلة القوة، والعالم على اعتاب مجيء المنقذ الذي سيصلح العالم ونحن نشم من فلسطين المقاومة الرائحة العطرة للمنقذ وتغيير النظام العالمي وعودة العدالة الى العالم».