الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وسبعون - ٠٩ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وسبعون - ٠٩ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

بمناسبة يومه الوطني

أدب الأطفال منصة مناسبة لتوجهاتهم وعواطفهم

الوفاق / سمّى مجلس الثقافة العامة في البلاد ذكرى وفاة الكاتب الايراني المعروف في مجال أدب الأطفال«مهدي آذريزدي» المصادف  9 يوليو تموز عام 2009 باسم اليوم الوطني لأدب الأطفال والشباب.
وكانت من أعمال الكاتب والمؤلف«مهدي آذريزدي» «قصص جيدة للأطفال الجيدين»، «قصص جديدة من كتب قديمة»، «القطة الكسولة»، «مثنوي» (للأطفال)، «مجموعة قصص بسيطة»، وتصحيح «مثنوي» مولوي الكبار). كتب أكثر من 20 عنواناً من كتب الأطفال. ووفقا لاقتراح مجلس الثقافة العامة سمي هذا اليوم باسم أدب الأطفال والشباب، يُعد يوم ادب الأطفال واليافعين فرصة جيدة لتعريف الأطفال بالكتب ولجلب الكتب إلى حياة الأطفال
لقد تختلف احتياجات الأطفال باختلاف أعمارهم وظروفهم المعيشية، ويمكن للأدب أن يوفر منصة مناسبة للإجابة على بعض هذه الاحتياجات وتلبيتها. على سبيل المثال، تتمثل إحدى طرق إشباع الحاجات العاطفية للأطفال واليافعين في توفير كتب مناسبة في مجال الروايات ذات لون ورائحة المفاهيم العاطفية. من خلال إثراء مجموعة المفردات، تساعد هذه الكتب الطفل على معرفة مشاعره بشكل أفضل والقدرة على التعبير عنها، فضلاً عن فهم مشاعر الآخرين بشكل أفضل..
يعد أدب الطفل هو على الأرجح أكثر الدراسات الأدبية تشويقاً وزخراً بالألوان، ويشكل تنوعه الواسع من النصوص (من الروايات إلى القصص المصورة، ومن الأشكال الشفهية إلى الوسائط المتعددة والإنترنت) تحدياً كبيراً. لا تقتصر المسألة على كثرة المواد فحسب (إذ قبعت نصوص الأطفال في حيز الوجود بأشكالها المختلفة لمدة سنين بل ان للمواد أهداف مختلفة عديدة ويمكن دراستها لأسباب كثيرة. تكمن أهميتها في تجذرها في تفكيرنا الحضاري والتعليمي والإجتماعي وفهم الثقافة والتطور الشخصي. ولذلك نحتاج لأن نتعامل مع مجموعة من المشكلات الجوهرية المروعة وغير المتوقعة قبل أن نستطيع السؤال والإجابة عن ما تبدو وكأنها أسئلة بديهية.
الكلمات التي تبدو لها معانٍ واضحة (كالجودة والقيمة والأدب والطفل) يجب أن يتم إعادة النظر فيها. الأشياء التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة (مثلاً كيفية فهم الأطفال للنصوص، ما المعاني التي يستخلصونها منها، كيف تختلف هذه المعاني عن تلك لدى البالغين، وكيف يتأثر الأطفال) فجأة تصبح إشكالية. يجب أن يتم اختبار دور البالغين في قراءة وتوسط كتب الأطفال وفقاً للدافعية والآيديولوجيا (كل السلوكيات التي تمثل ثقافة ما) والتلاعب أو ادعاء المثالية أو تحوير الطفولة. أيجب أن تكون كتب الأطفال للتوجيه أم المتعة؟
الموضوع هو «أدب الطفل»، ولكن أيمكننا استخدام أنواع ومقاييس الحكم ذاتها التي نستخدمها لأدب البالغين؟ وإن صح ذلك، أيعني هذا أن «أدب الطفل» تناقضيّ بصورة لا يمكن تفاديها؟ وهل يمكن تمثيل كل الأطفال بكائن واحد؟ وإن أمكن ذلك، هل تشكل هذه الفكرة تعبيراً عن التفكير الحالم أم قلة احترام؟ وما الذي تعنيه صيغة الملكية الغريبة تلك في «أدب الطفل»؟ هل فعلاً تخص هذه النصوص الأطفال؟ أم انها ببساطة موجهة لهم؟ هل النصوص التي نتحدث عنها من الطفولة، عن الطفولة، أم بقلم الأطفال؟
كيفما نجيب على هذه الأسئلة، لأدب الطفل خاصية واحدة لا يمكن التنصل منها: تلك الفكرة في ذهن الكُتاب عن الطفل والطفولة هي التي تحفزهم وتحدد صيغة ومحتوى ما يكتبونه، وتلك الفكرة في أذهاننا عن الطفل والطفولة هي التي تؤثر بكيفية تأويلنا وحكمنا وتحليلنا واستخدامنا للنصوص، سواء كان اهتمامنا منصباً بشكل أساسي في النصوص أم الأطفال أم في كلاهما. علينا أن نكيِّف مفاهيمنا لتلائم أهدافنا.
إذا أخذ أدب الطفل في أن يبدو أكثر اختلافاً مما توقعناه، فمن الجدير إذاً أن نسأل: لماذا نحن مهتمون؟ ما الذي قادنا إلى هنا؟
يلجأ العديد من الناس إلى أدب الطفل للترويح عن النفس والارتياح من صرامة دراسات البالغين، وصورتهم عن تلك النصوص غالباً ما تتمحور حول الحنين أو التفكير الحالم. كتب الأطفال لطيفة. تعيدنا إلى عالم ذهبي نتمنى مشاركته مع أبنائنا وأحفادنا كذلك. الكتب التي استمتع بها الناس حين كانوا أطفال لها قيمة ومعنى خاص وغالباً شخصي جداً (مما لا يثير الاستغراب إذا أخذنا بالاعتبار التغيير الذي قد يحدثه كتاب واحد لقارئ غير متمرس)، وهنالك رغبة ملحة لمعاودة قراءتها. ولكن إن أمعنا النظر قليلاً تبرز المشكلات. قد تكون تلك الكتب التي قُرأت في الطفولة لا تعدو عن كونها مفر، وقد يكون هذا المفر هو ما يرغب القارئ أن يعيشه مجدداً، لا الطفولة. بعيداً عن كونها حالة من الضياع السعيد، الكثير (وقد تكون أغلب) من الطفولات صعبة، ولدى العديد من البالغين  علاقة متذبذبة بطفولتهم. إعادة قراءة كتاب أطفال من الطفولة كمفر من ضغوطات حياة البالغين يجنبك الواقع الحالي والواقع آنذاك. هل الطفولة بريئة؟ هل الكتب بريئة؟
قد تكون دراسة أدب الطفل بالطبع لأغراض غير ثقافية أو أدبية، ولكن ذلك لا يلغي وجوب النظر إليها بنظرة صارمة بعيدة عن المشاعر. فإذا كان الغرض منها دراسة التاريخ أو تاريخ الطفولة يتوجب علينا أن نضع نصب أعيننا فكرة أن نصوص الأطفال لا تعكس الطفولة كما هي أو كما كانت، بل تعكس الطفولة كما يتمنى الكاتب أن نراها عليه لأسباب سياسية أو اجتماعية. القصة هي قصة، فكتب الأطفال تقول الكثير عن علاقات البالغين بالطفولة أو عن مفهوم الطفولة في فترة معينة، لكنها لا تعكس الطفولة الحقيقية.
تعريف ادب الاطفال
لا يوجد تعريف واحد أو مشهور لأدب الأطفال، ويمكن تعريفه على نطاق واسع على أنه مجموعة من الأعمال المكتوبة والرسوم التوضيحية بهدف الترفيه أو إرشاد الشباب، ويشمل كلاسيكيات الأدب العالمي المعترف بها، والكتب المصورة والقصص سهلة القراءة المكتوبة من أجل الأطفال، والحكايات الخيالية، والتهويدات، والخرافات، والأناشيد الشعبية، وغيرها من المواد المنقولة شفهياً بشكل أساسي. ويُعرف بشكل أكثر تحديداً على أنه خيال أو غير خيالي أو شعر أو دراما مخصصة للأطفال والشباب.
برز أدب الأطفال إلى الوجود، وفرض نفسه في السنوات الأخيرة. فقد زاد عدد الأولاد الذي كانوا يبحثون عن الكتاب مع انتشار التعليم، ففكر بعض الناشرين باقتباس الأساطير والحكايات الشعبية والدينية وتبسيطها اعتقاداً منهم أنها سوف تكون ملائمة للأطفال. وفي القرن التاسع عشر عرف مفهوم «أدب الأطفال». وازدهر في القرن العشرين، فبرزت مجلات الأطفال وانتشرت كتبهم، وراجت برامجهم في الإذاعة والشاشة الصغيرة.
وبذلك استقل «أدب الأطفال» وبات ميداناً خاصاً يستمد أصوله من معرفة الطفل نفسه معرفة عميقة، ومن معرفة البيئة التي يعيش فيها هذا الطفل، ومن ماضي الطفل، ومن القدرة على التنبؤ، ومن الإيمان بمستقبل الأمة التي ينتمي إليها، ومن دراسة الطبيعة والإنسان والعلوم.
والطفولة مرحلة من الحياة تمتد من الولادة إلى سن المراهقة. ولها خصائصها التي تنمو مع نموّ الطفل نفسه وهو النمو الذي يشمل النواحي الجسمية والنفسية والخلقية والانفعالية والاجتماعية والإبداعية.
وقد ظلّت المعارف عن الطفولة ضعيفة قروناً عدة. وبقي الطفل، حتى القرن الثامن عشر تقريباً، «راشداً مصغّراً» في نظر الكبار. وقد شهد القرن الثامن عشر اللحظات التي اعتُرف فيها للأولاد بحقهم في التسلية وفي التعلم معاً.
ثم بدأ الكتّاب يؤلفون قصصاً خاصة بالأطفال والفتيان ذات أهداف محددة مثل اكتساب المعارف وتعلم شؤون الحياة والمعيشة وتبني السلوك الحسن.
واعترف بحق الطفل بالمطالعة الترويحية. وبذلك أصبح الأدب تربوياً وتعليمياً خلقياً وتعليمياً مدنياً. واختلط الأدب بالمطالعة الموجّهة نحو اكتساب المعارف والمعلومات ونحو إعداد المواطن الصالح.
وقد انعكس ذلك كله على موقف الراشد من الطفل. فولّدت المواقف الجديدة، في العالم كله، ازدهاراً في المؤلفات الموجهة للصغار يكشف عن وجود النية التربوية والبنائية.
وخضع الكتّاب لقواعد الكتابة للصغار فتجنبوا الألفاظ الغريبة والأساليب المجازية، وجعلوا جملهم قصيرة، واختاروا العبارات التي تثير المعاني الحسية من غير مبالغة في الزركشة والتفصيل وبذلك أصبح القارئ الصغير يقوم برحلات ممتازة سعيدة في الأساطير والروايات والآراء التي لا تهدف إلى التسلية فقط بل تستجيب كذلك لحاجات الطفولة العميقة فتلبيها، وتساعدها على النموّ السعيد. ولقد استطاع أدب الأطفال أن يضع الخيالي بمقابل التعليمي، أي أن يجمّل حياة الصغار ويجعلها سعيدة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي