فضائح اليهود المالية في أوروبا والعالم
نسيب شمس
كاتب ومحلل استراتيجي
ازدادت نسبة ارتكاب الجرائم المالية بين أعضاء الجماعات اليهودية مثل جرائم التزييف والغش التجاري والتهريب، وانتشرت بينهم في القرن التاسع عشر بشكل كبير ما دفع الحكومات الى إصدار تشريعات خاصة، كما ساعد في انتشار جرائم اليهود المالية هو أنهم عملوا في مهن التجارة والاستثمار والربا ونقل الأموال، خاصة أن هذا القطاع كان آنذاك لا يشمله نظام الضرائب، وكان التهرب من الضرائب، وتهريب البضائع، جزءاً عضوياً في مثل هذا النشاط التجاري. وساعد تركّز الكثير من اليهود في المناطق الحدودية والمدن في أوروبا على عملهم بالتهريب. وقد لوحظ في الستينيات من القرن المنصرم أن حوالي 50% من الجرائم المالية ارتكبها يهود في الاتحاد السوفياتي السابق، والذين كانت نسبتهم لا تزيد عن 2% من عدد السكان. كما لأعضاء الجماعات اليهودية دور ملحوظ في توزيع المخدرات في الولايات المتحدة الأميركية والمدن الأوروبية. وقد شهد أواخر القرن التاسع عشر واحدة من أهم فضائح الفساد المالي والسياسي التي هزت فرنسا وتورط فيها يهود، وهي فضيحة انهيار شركة قناة بناما، التي تعتبر أكبر سقطة مالية في تاريخ فرنسا.
وفي السبعينيات أسس الأميركي برنارد كورنفلد مؤسسة استثمار أموال مشتركة في سويسرا باسم “IOS” (إنفستورز أوفيرسيز سيرفيسيز)، ونجح في جذب مستثمرين من أكثر من مئة دولة، بلغت قيمة أموالهم المودعة لدى الشركة ملياري دولار. لم تجذب الشركة عملائها بخبرتها بإدارة الأموال بل بسبب خبرتها في تهريب الأموال والعملات وبخاصة في دول العالم الثالث. واكتسب كورنفلد عداءً كبيراً من السلطات المالية في دول عديدة، كما أقلق الدوائر المالية السويسرية. وانهارت شركة “IOS” بعد انخفاض قيمة بعض الأصول المهمة المملوكة لها وهبوط سوق الأوراق المالية الأميركية آنذاك.
كان لكورنفلد علاقة بشخص يدعى تيبور بنحاس روزنباوم، الذي تورط بفضيحة مالية كبرى، وروزنباوم يهودي سويسري من أصل مجري، كان والده حاخاماً (كما درس هو أيضاً ليصبح حاخاماً لاحقا)، وخلال الحرب العالمية الثانية، عمل روزنباوم في المقاومة المجرية، وشارك في تهريب اليهود، وبعد الحرب، عمل لصالح الوكالة اليهودية، واشترك في عمليات تهجير وتوطين اليهود في فلسطين. ومنتسباً الى المؤتمر اليهودي العالمي وغضو في حركة مزراحي الدينية الصهيونية. وعقب قيام الكيان المؤقت، أسس روزنباوم شركة تجارية سويسرية – إسرائيلية.
كان روزنباوم قد أسس مصرفاً في سويسرا باسم " إنترناشيونال كريديت بنك" اعتمد على الإيداعات السرية لأموال غير معلومة المصدر من اليهود الفرنسيين والمافيا الأميركية. وكان تحويل الأموال يتم عن طريق فرع المصرفي في جزر البهاماس. استخدم روزنباوم مصرفه لتحويل بعض الأموال الى شركة كورنفلد. كما قدم المصرف خدمات للكيان المؤقت حيث تذكر بعض المعلومات إنه أمّن قرضاً لوزارة الدفاع قيمته 7 ملايين من الدولارات خلال 24 ساعة، ونال عمولة مقابل ذلك بلغت نصف مليون دولار، كما شارك روزنباوم في تمويل بعض شركات الكيان المؤقت ومن بينها شركة " إسرائيل كوربوريشن" وكان عضواً في مجلس إدارتها، وهي شركة استثمارية أسسها عدد من أثرياء اليهود في مقدمتهم البارون أدموند دي روتشيلد الذي ترأس مجلس إدارتها. فيما ترأس الشركة اليهودي مايكل تسور. وقام روزنباوم وتسور معاً، بتحويل عشرين مليون دولار من أموال الشركة الى مصرف روزنباوم في سويسرا دون تفويض من المساهمين أو الأشخاص المعنيين. قام روزنباوم بتحويلها بدوره إلى إمارة ليشتنشتاين، واستخدم الأموال في بعض مشاريعه الخاصة. أما تسور، فكان يتلقى فائدة قدرها 8% من هذه الأموال، بينما كان يدفع للمستثمرين في الشركة 6.5 % فقط ويضع الفارق في جيبه. وقد كشق ادموند دي روتشيلد النقاب عن هذه العمليات وهدَّد بإيقاف "الخيرية" في الكيان المؤقت إذا لم يتم إجراء تحقيق شامل في الأمر. وقد أدين تسور بأربع عشرة تهمة، وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً. وفي سويسرا، أقفل مصرف روزنباوم، وسُجن ثم أفرج عنه بكفالة مالية قيمتها مليونا دولار، وهي أعلى كفالة في تاريخ سويسرا. هي نماذج عن ضلوع وتورط اليهود بالجرائم المالية والتهريب والغش والتزوير في أوروبا وامريكا، الامر الذي ازعج هؤلاء حتى بات اليهود عامل قلق في المجتمعات الغربية.