المديرة التنفيذية لمركز «باء» في لبنان للوفاق:
نصنع العباقرة ونُعلم ما لا يتعلمه أبناؤنا في المدرسة
عبير شمص
يكون العلم مقدمة للاقتدار بقدر ما يمنح صاحبه المعرفة بقوانين هذا العالم وسننه، لأن استعمال مكونات هذا العالم وأجزائه وفق هذه القوانين هو الذي يزيد من قدرة الإنسان ويمنحه الطاقة. وسيكون قادرًا على استخراج الطاقات الروحية من هذه النفس البشرية إلى ما يتعدى كل الحدود التي رسمها البشر. إنه العلم الأعلى الذي يصنع هذا الإنسان ولا يمكن أن يُقهر، بل يقدر على تغيير كل هذا العالم..
إنّ أحد القوانين المرتبطة بعالم النفوس البشرية يشير إلى التأثير العظيم للمعرفة ذاتها على تفعيل الطاقة الروحية الكامنة فيها، ويبدو أنّ الاطلاع على الحقائق يُعدّ بذاته العنصر المحوري في القضية كلها. إنّ تفعيل الطاقات البشرية الكامنة والوصول بها إلى أعلى المستويات لن يكون إلا عبر العلم والتعليم والمعرفة التي تربطنا بالحقائق الاجتماعية والكونية بمختلف مراتبها؛ وهذا ما لا يتحقق إلا بعد اكتشاف قوانين العلم ومعرفة الحقيقة. إن قسمًا مهمًّا من هذه القوانين يرتبط بتعليم الإنسان أكبر عدد ممكن من الحقائق في أقل مدة زمانية، وهذا ما يقودنا إلى ضرورة اكتشاف قوانين التعليم من المهد إلى اللحد.
إنّ الذين يسيطرون على أذهان الأطفال ويوجهونها سيكون لهم الحظ الأوفر من الطاقات البشرية بعد حين، إلا إنّ الذين سيقطفون أعظم الثمار ـ ثمار طاقات إنسانية لا حد لها ـ هم أولئك الذين سيحررون هذه الأذهان ويحولون دون السيطرة عليها ويعيدون وصلها بعالم الحقيقة.
هكذا تدور المعركة الكبرى اليوم بين معسكرين الأول يجد أنّ السيطرة على عقول البشر منذ طفولتهم سيضمن له تحقيق كل أشكال القدرة والهيمنة والربح. والمعسكر الثاني يُفترض أن يتمكن من ربط تلك العقول ـ ومنذ اللحظات الأولى لتفتّح الوعي على عوالم الحقيقة. إذا تشكل علم تعليم الصغار الحقائق وصار صاحب القرار، ستشهد البشرية تغيرًا وتحولًا لم تعهد مثله من قبل في أي زمن مضى. إنه العلم الأعلى، لأنه سيكون المحدد الفاصل لمستقبل البشرية جمعاء. وفي هذا السياق التقت صحيفة الوفاق المديرة التنفيذية لمركز باء في لبنان الأستاذة ندى حيدر للحديث عن تجربة المركز في تقديم وعرض كتب مهارات الحياة، وأهم ما تضمنته من مفاهيم وتفاعل الطلاب والمربون مع هذه التجربة، وكان الحوار التالي:
مناهج الرؤية الكونية الإسلامية لدور الإنسان في الحياة
انطلق هذا المشروع من الرؤية الكونية الإسلامية ولما هو مطلوب على مستوى المشروع الإلهي على مستوى بناء الفرد وعلى مستوى الإمكانات التي نؤمن بأن الله (سبحانه وتعالى) حبا فيها الإنسان وعلى مستوى الدور الاجتماعي المنوط به، ووفقاً للأستاذة حيدر يوجد اختلاف جوهري بين التربية والتعليم ومدارسنا بمسمياتها المختلفة إسلامية أو غيرها والتي تركز بشكلِ أساس على التعليم على حساب التربية، إذ يقتصر التعليم الأكاديمي على اكتساب الإبن بعض العلوم التي تخوله الدخول في اختصاصات معينة تسمح له عند تحصيلها الولوج إلى سوق العمل، بينما مشروعنا ينطلق من رؤيتنا لدور الانسان في الحياة وإيماننا بوجود فراغ في المناهج المدرسية الحالية من جهة تعريف الطالب في مختلف مراحله العمرية على قضايا الحياة الأساسية والتي يشكل تضافرها سويةً بناء وتشكيل شخصيته الإسلامية المتوازنة المؤمنة، لذا تطرح هذه المناهج قضايا الحياة لإكساب الطفل المهارات التي يحتاجها وفقاً للفئة العمرية التي ينتمي لها لبناء سوي للشخصية المرجوة.
سبعة قضايا رئيسية تتضمنها المناهج
تتضمن موضوعات المناهج سبع قضايا أساسية في الحياة والمفترض إيلاء الاهتمام بها في مختلف مراحل حياة الإنسان، أول محور في هذه المناهج وفقاً للأستاذة حيدر "كيف أجعل مدرستي جميلة" الذي يختص بإفهام الطفل كل ما يتعلق بشؤونه ويهدف لخلق حب طلب العلم لدى الطفل، فهو عند تعلقه بالعلم لن يتركه ولن يتوقف عن طلبه أبداً، ويصبح متعلم بالذات مع رفدنا وتوفيرنا له كل مصادر العلم الأساسي، ومساعدتنا له بالتمييز بين العلم النافع والعلم الضار وأي علم المطلوب تعلمه، اختيار اختصاص علمي ما لا يمكن أن يكون عشوائياً بل يجب مراعاة مدى انسجام هذا العلم مع الأهداف الإلهية، ومبني على قاعدة أساسية ترجع التكليف الإلهي للإنسان على الأرض، نحن نعرض له كيف تأسس العلم في الغرب ليرى الفرق ويلاحظ. ونبين له الفرق بين العلم والاختراع، وكيف يمكن أن يصبح الإنسان مخترعاً حتى قبل بلوغه المرحلة الجامعية، بل وفي مراحل مبكرة جداً من عمره اذا تأمنت له الظروف والبيئة المناسبة، وليس ضروري لتحصيل ذلك مروره بكل السنوات الدراسية، ولدينا نماذج كثيرة في المجتمع حديثاً وقديماً لأشخاص قدموا اختراعات في أعمار صغيرة.
كذلك نعرض له في هذا المحور أهمية ودور العلم في حياته، أين يحتاجه وأين يستخدمه وكيف يساعده على تخطي صعوبات الحياة وتلافي مخاطرها، أمّا المحور الثاني فهو "كيف اجعل أسرتي سعيدة" نبدأ بتعريفه بأسرته الصغيرة المؤلفة من والده ووالدته وإخوته ومن ثم أسرته الأكبر ومن ثم الأقارب والجيران وأهل القرية والوطن وصولاً إلى الأمة الاسلامية مع ما يحتاجه ذلك من مهارات البيان والتواصل. المحور الثالث "كيف أكون قوياً" نتناول فيه كل القوى التي وهبها الله (سبحانه وتعالى) للإنسان من الخيال العقل البيان الفطرة ، ملقين الضوء على كل منها ومدى أهميتها، وسبل فهمهم وما يمكن أن يقويهم ويطورهم وكذلك ما يضعفهم.
المحور الرابع "كيف أكون جميلاً" يركز على الجانب النفسي للطفل، في سبيل خلق وعي ذاتي للطفل بمشاعره وفهم لمختلف الحالات النفسية التي يمر بها، وإعطائه وقاية مسبقة للمستقبل، عبر التوضيح له كيفية إصابته ببعض الأمراض القلبية مثل الحسد وكيف يستطيع تفاديها، ونتطرق لبعض المواقف النفسية التي ممكن أن يتعرض لها الطفل مثل تغيير مدرسته، تعرضه للتنمر وغيرها من المشاكل، فنعرض له السبل لتفادي هذه المشاكل بل والهيمنة عليها وعدم تركها تؤثر عليه سلباً، بل ويشعر بالشفقة والمسؤولية تجاه من يتعرض له بالأذى، فهو يتخطى المشكلة عبر استيعابها.
المحور الخامس"لأجعل طني قوياً" يطرح فيه جميع القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تعرفه على قضايا الوطن ومشاكله تدفعه للاهتمام بها وبطرق حلها، حيث تختلف طرق القضايا عن الطرق التقليدية، مثلاً في موضوع الفقر لا نقتصر الحل لها بتقديم المال للفقراء بل ندفعه للتفتيش عن أصل المشكلة وأسبابها ومحاولة إيجاد الحلول المختلفة لمعالجتها.
المحور السادس" كيف أجعل مجتمعي جميلاً" يركز على الجماليات في المجتمع، وندفعه ليختار البيئة المناسبة للحياة فيها وألا يقبل ولا يقبل الحياة في أي مكان لا تتوفر فيه الشروط المناسبة للحياة، والذي يحفظ له كافة أبعاده الصحية والنفسية والجسدية.
المحور السابع" كيف ننقذ الأرض" نعرض فيه المشروع الإلهي لخلافة الإنسان على الأرض، و مسؤوليتنا تجاه هذا المشروع وتعمير الأرض وإصلاحها وكل الحقائق المتعلقة بالحياة الأخرة والجنة والناروطبيعتهم.
نُعلم ما لا يتعلمه أبناؤنا في المدرسة
المناهج الأكاديمية تُركز على العلوم والمناهج الهادفة لإيصال الإنسان لاختصاص ووظيقة معينة، أمّا المناهج فتقول عنها الأستاذة حيدر إنها تعمل على تلبية حاجات الطفل عبر بناء شخصيته المتوازنة وتفعيل قواه الخاصة وإكسابه المهارات الضرورية في الحياة، وتسعى لجعله يستوعب الحياة قبل الخوض فيها، فيكون مهيئاً لكل مجالات الحياة، يعيش هم القضايا الكبرى ويفكر بها، ونفس التفكير في هذه القضايا يكسب المتعلم العلوم والمعارف لكن بطريقة جذابة ومشوقة، مثلاً إذا أراد تنفيذ مشروع إنتاجي في قريته ويستثمر بأرضه، فسيضطر لمعرفة مساحة أرضه وأنواع النباتات الملائمة لها، وإجراء دراسة جدوى للمشروع، فيستخدم لذلك العلوم من رياضيات وعلوم وفيزياء وكيمياء وكل العلوم الأخرى، لكن مع عدم التركيز عليها فقط ولكن تركيزه على مشروعه وقضيته، وهكذا ستكون عملية التعلم ممتعة ومشوقة وستشغل باله وستشكل عاملاً محفزاً له للتعلم.
بالتالي ولأن التركيز يصب على بناء الشخصية وإكسابها المهارات، فنحن عبر تعريفه على هذه القضايا التي أخذت جل اهتمامه، سيصبح متفوقاً على أقرانه المتابعين للتعليم الأكاديمي، فنحن نعلم ما لا يتعلمه أبناؤنا في المدرسة، ونحن مخولين بطرح أية قضية تعتبر مهمة لنا، وليس لزاماً علينا تدريس أي منهج تفرضه الدولة أو أي جهة أخرى.
تُفعل مناهجنا القوة العقلية والذهنية والبيانية للطالب الذي سيتحول لباحث بعد وصله بالمصادر المختلفة، ما يجعله يتفوق على أقرانه، مناهجنا لبناء العباقرة ولا نبالغ بهذه التسمية، وهذا الرأي تشكل من أراء الأهل الذين جربوا هذه المناهج وأخبرونا بمدى نجاح تجاربهم وتأثيرها الإيجابي على شخصية أبنائهم.
مناهجنا مطروحة للجميع للاستفادة منها
بالنسبة للتعاون المباشر مع المدارس والمؤسسات التربوية الإسلامية فهو غير موجود، تقول الأستاذة حيدر مناهجنا متوفرة في الأسواق لمن يرغب بالإطلاع عليها والإستفادة منها، هناك عدة جهات بدأت بالإستفادة منها داخل لبنان وخارجه، وخاصةً في خارج لبنان إذ تُعاني المدارس الإسلامية من نقصٍ كبير على مستوى التربية الدينية فتجذبهم هذه المناهج ، مشكلةً كفاية تعليمية في هذا المجال للنقص الموجود.
المناهج في مسيرة تطويرية مستمرة
بالنسبة لتطوير هذه المناهج تقول الأستاذة حيدر أن المناهج تخضع للاختبار بصورةٍ مستمرة، لم يتم طباعة كميات كبيرة إفساحاً للمجال للإضافات والتعديلات وإجراء التحسينات، وهي تخضع للمراجعة الدائمة والإضافات لأي موضوع أو قضية تلبي حاجات الطفل وتعطيه المهارات الضرورية وتنمي له شخصيته وتعطيه الشخصية القوية المتوازنة.
إتقان الطالب اللغة العربية في سُلم أولوياتنا
قُدمت جميع الكتب باللغة العربية، مع تعمد عدم إدخال أي لغة أجنبية، وهذا يرجع وفقا للأستاذة حيدر أننا نؤمن أن اللغة العربية هي لغة أساسية يجب على الطالب اتقانها قبل التعرف على أي لغةٍ أخرى، فهي أولاً لغة القرآن الكريم ثانياً بما أن اللغة العربية لغة منطقية فهي حتما من شأنها تنمية ذكاء الطفل، هي ليست لغة ببغائية تعتمد على الحفظ. كما نركز في المناهج على إعطاء الطفل جذر الكلمة ونريه كيف من هذا الجذر يستطيع عمل عدد لا متناهي من الكلمات، وعند إتقان معرفة معنى الجذر بشكلٍ صحيح يبدأ بالتعرف على الاشتقاقات، فتصبح لديه غزارة بالمفردات، ويمتلك بعدها مخزوناً كبيراً من الكلمات وأساس لغوي يبنى عليه.
والطفل يسعى لإكتساب اللغة عندما يكتشف كونها عاملٌ مهم في تلبية حاجاته، فيقبل على تعلمها، كما أننا نطرح له ضرورة تعلم لغات أجنبية مختلفة فهو عندما يعيش هم المجتمع وهم المجتمعات الأخرى التي يحتاج لتعلم لغتها ولمعرفتها وفهم قضاياها وتبادل الخبرات معها، فيندفع لتعلم اللغة الأجنبية دون تحديد للغة معينة سواء كات إنكليزية أو فرنسية أو فارسية أو كورية، وذلك وفقاً للقضية التي يهتم بها ويعمل عليها.
ترافق المناهج تمارين تُساعد على فهمها
تقول الأستاذة حيدر أننا أردفنا مع المناهج مجموعة من التمارين للمساعدة على ترسيخ المفاهيم الموجودة، بالإضافة إلى توسيع مدارك وآفاق الطالب، نحاول عبر التمارين إعطاء المصاديق لهذه المفاهيم الواردة في المناهج، فهو لا يتلقى قضايا مجردة، والأسئلة ليست للاختبار وللامتحان وتبيين حجم الحفظ للدروس، بطريقة طرح السؤال نقدم له معلومة، فلا نطرح السؤال بشكلِ تقليدي وعبر التمارين يتعلم الطالب ويكتسب معارف ومعلومات من حل التمارين نفسها لا بل الممكن التمارين بحد ذاتها تكون بمثابة حافز لعودته للمتن ليقرأه من جديد باحثاً عن معلومات جديدة، لأن هذه الأسئلة ستخلق الفضول عنده وتغريه بالرجوع للمتن وقراءته جيداً للحصول على أجوبة الأسئلة، لدينا الآن تمارين تطبيقية للمفاهيم، وسنعمل في المرحلة المقبلة على تحضير تمارين لغوية بشكلٍ مركز لجعل الطالب يتقن اللغة العربية وهذا هو هدفنا في المرحلة التاسعة أن يعرف الطالب كل مفردات القرآن الكريم ويعرف استعمالها بالشكل الصحيح والدقيق.
تفاعل واسع من الأهالي والمربين مع المناهج
بالنسبة لتفاعل الأهالي والمربين مع المناهج توضح الأستاذة حيدر بأنهم رفدوا الاهل بمجموعة من النصائح والتعاليم والشروحات، فقدمنا النصح للأهالي عند اختيارهم المرحلة المناسبة لأبنائهم، ونصحناهم بقراءتها بالاطلاع على المناهج بأنفسهم فيمتلكون مساراً تربوياً للعمل عليه مع أولادهم، ومن ضمن أهدافنا أن يصبح المربي أو الأهل وكل من يقدم هذه المناهج للطالب متعلماً بالذات وأن يصبح باحثاً كما المتلقي، فيبحثون عن المعلومات التي لا يعرفونها في الانترنت والكتب، وهكذا يعرف الولد بأن حتى المدرس ومن يقدم له العلم لا يملك العلم المطلق، بل هناك مصادر أخرى عليه البحث فيها للحصول على الأجوبة.
مشاريعنا لا تتوقف
بالنسبة للمشاريع المستقبلية تشير الأستاذة حيدر إلى الإستمرار بإعداد هذه المناهج ، ولدينا إلى الآن سبع مراحل ونحن مستمرين بإنتاج المرحلة الثامنة والتاسعة والعاشرة والحادية عشر وهي مراحل تخصصية، والجدير ذكره نحن أسميناها مراحل وليست صفوف لأنها تسير وفق تفاعل الولد وسرعته وليس مثل الصفوف التقليدية التي يستهلك الطالب سنة من عمره لينتقل إلى سنة ثانية، ويمكن يكون لديه القدرة لإنهاء في وقتٍ أقصر، لذلك تعتبر هذه المراحل تخصصية حوزوية أو جامعية، نفتح له عبرها كل أفاق البحث العلمي، فنشرح كل شيء عن القوة وبشكلٍ مفصل، نحدثه عن العقل والخيال والبيان والجسد وكيفية تفعيل ذكاءاته المختلفة الذكاء المنطقي الذكاء البياني والذكاء العقلي والذكاء الاجتماعي والذكاء الديني وكل الذكاءات الضرورية له حتى يعيش حياته. ليتعامل مع الأخرين بشكلٍ صحيح، ولتفادي أي أضرار ممكن تصيبه، وتجعله إنساناً ذكياً يعرف كيف يستفيد من الفرص ومن الإمكانات الموجودة بين يديه، نعرفه على أهم العلماء وأبرز كتاباتهم ، فيصبح على إطلاع بالأسلوب الفكري وأهم القضايا التي طرحها، وفي المقابل عرضنا له العلم في الغرب وطروحاته، وكيف يتقدم بهذا العلم حتى يكون مواكباً لكل القضايا المطروحة على المستوى الثقافي والعلمي في العالم.
تجربتنا لا تزال فتية
بالنسبة لتفاعل الطلاب مع المناهج تلفت الأستاذة حيدر إلى أن التجربة ما زالت فتية جداً ولم تنتشر على مستوى واسع ، فمن الصعب إعطاء نسبة عن التفاعل معها، ولكن نستطيع القول عن تفاعل جيد وذلك عبر بعض التجارب التي وصلتنا، أنهى بعض الطلاب مراحلهم في غضون شهرٍ واحد وطالبوا بالإنتقال إلى مراحل أعلى. تفاعل بعض الأطفال في اعمار صغيرة (4 – 5 سنوات ) مع المناهج وفهموا العديد من نصوصها، أرسل لنا بعض الأهالي تطبيق أطفالهم للمفاهيم التي اكتسبوها من المناهج في حياتهم العملية. ولكن هذه تجارب محدودة إلى الآن ولم تتوسع هذه التجربة بشكلٍ كبير على أمل التوسع ، يمكن أن تنتقل إلى الخارج، ففي بعض الدول طلبوا منا كتابة نصوص خاصة تخاطب قضايا مجتمعهم أو تعديل بعض النصوص بما يتناسب مع ثقافتهم حتى يتم تقبلها، وهذا يُعد من التطويرات والتعديلات التي نقبل بها وننفذها، بالإضافة للاستماع لأي نقد أو أفكار تطويرية ممكن تساهم بتطوير هذه المناهج بشكلٍ أفضل وبما يعود بالفائدة الأكبر للأولاد.