الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وسبعون - ٠٣ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وسبعون - ٠٣ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

تناقلته الاجيال جيلاً بعد جيل

السرد القصصي.. جذور ضاربة في اعماق التاريخ للثقافة الايرانية

الوفاق/ منذ العصور القديمة، تناقلت الاجيال الحكايات الشعبية والقصص من الأجداد والجدات إلى آبائنا وأمهاتنا، حتى اليوم، ويمكننا تتبع جذور هذه الشجرة القوية من  بيوت العديد من أقاربنا، أماكن للروايات والقصص التي تُروى بالتناوب في ليالي الصيف والشتاء، في نسيم ليالي الصيف الحارقة او برودة الشتاء القارسة، ولهذا نقول إن بلادنا العزيزة إيران هي أرض القصص والروايات الجميلة والمسموعة.
نشأ سرد الحكايات مع ظهور القصص المرئية، مثل الرسومات على جدران الكهوف، ثم تحوّل إلى تقاليد شفوية، حيث يتم نقل الحكايات والقصص من جيلٍ إلى آخر عن طريق الكلام المنقول. وتحوّل سرد الحكايات بعد ذلك إلى إنشاء النصوص في شكل روايات، بما في ذلك القصص المخطوطة، والمطبوعة، وعن طريق آلات الكتابة.
يعتبر سرد الحكايات من أقدم أشكال التواصل، وهو قاسم مشترك بين جميع البشر، في جميع الأماكن والأوقات.
وتقوي الحكايات اواصر العلاقات بعضنا ببعض. فعلى سبيل المثال، يساهم الاشتراك في تجربة الاستماع إلى نفس القصة من قبل أشخاصٍ مختلفين في تقربهم من بعضهم البعض وتقوية الأواصر البينية.
ولسرد الحكايات عدد كبير من الفوائد، مثل تعزيز مهارات الاستماع والتفكير والتواصل والثقة، وإذكاء الخيال والإبداع، وشحذ الذاكرة، ويعزز القدرة على التركيز، ويزيد من شغف المعرفة ويشجع على المشاركة النشطة في المواقف الصعبة. كما يساهم سرد الحكايات في تنمية الذكاء العاطفي للمستمع، ويعزز تعاطفه مع الآخرين، ويطوّر قدرته على فهم الاختلافات والثقافات. وبطبيعة الحال، فإن تحسين الكفاءة اللغوية هو أكثر الفوائد جلاءً. وتتحقق هذه الفوائد عندما تكون الحكاية التي يتم سردها مناسبة لأعمار المستمعين، أي أنها بالطول المناسب الذي يكفي لإثارة اهتمامهم والحفاظ عليه، وفي نفس الوقت تفادي شعورهم بالملل. كما تساهم نبرة صوت الراوي، وتعبيرات وجهه، وطريقة سرده في جذب اهتمام المستمعين وتقوية شغفهم، وبالتالي تزيد الفوائد المرجو تحقيقها. ومع هذا العدد الكبير من الإيجابيات، وبالرغم من ظهور وسائل التكنولوجيا بقي هذا الفن موجودا بوجود رواده ومحبيه، وإن كان بشكل أقل مما كان عليه قديما. وبقي الأوفياء بهذا الفن متشبثين به محاولين إعادة إحيائه، فنجد العديد منهم يسعى للمحافظة عليه و محاولة نقله للجيل الجديد حتى عن طريق التكنولوجيا ليبقى راسخا.
فيعتبر سرد الحكايات جزءاً أساسياً من طبيعة الإنسان. كما تمكننا القصص من تبادل المعلومات بطريقة تؤدي إلى تحقيق تواصلٍ عاطفي فيما بيننا، وتساعدنا على استيعاب المعلومات وفهم بعضنا البعض، وترسّخ المعلومات في ذاكرتنا. وسرد الحكايات تجربة مشتركة تعزز التعاطف وتوفّر وسيلة لفهم العالم.
وتكريماً لتقليد السرد الحكايات، نظمت مؤسسة المكتبات العامة بالدولة مؤخراً المهرجان الثاني للرواية بعنوان «شتلات الأمل»، تحت شعار «حكاية جيدة، جيل جيد» الذي لعب دوراً مهماً في هذا الحدث الثقافي والتعليمي، هو تجسيد للتعاليم التي يمكن تقديمها لجيل المستقبل في إيران من خلال أداة "السرد" المهمة والفعالة، للسبب نفسه، سنلقي نظرة عامة على ما حدث في تاريخ هذا المهرجان الوطني وتأثيرات هذا الحدث الثقافي على بناء الثقافة للأطفال واليافعين.
 المهرجان الوطني الاول لرواية الحكايات
بدأت اعمال المهرجان الوطني الأول لرواية الحكايات لمؤسسة المكتبات العامة في البلاد منذ ديسمبر 2017 في ثلاثة محاور رئيسية: «الأدب الشعبي (الفولكلور)، الشاهنامه»، «رواية الحكاية باللهجة المحلية» و«الموضوع الحر، الدين، الثورة الإسلامية، الدفاع المقدس مع المحتوى التربوي، التعليم».
أقيمت المسابقات التمهيدية لهذا الحدث في 8 مناطق في جميع أنحاء البلاد، ونتيجة لذلك تأهل 56 أمين مكتبة للمرحلة النهائية، وفي هذه المرحلة، تنافسوا مع بعضهم من 17 الى 20 يونيو، باستضافة محافظة مازندران في ساري. وبعد إعلان رأي الحكام، أقيم حفل الختام، يوم الثلاثاء 20 يونيو، بحضور مسؤولين وأمناء مكتبات في المجمع السكني الترفيهي لمنظمة الرعاية الاجتماعية، وتم تكريم
الفائزين.
من المثير للاهتمام معرفة أنه في الفترة الأولى من هذا المهرجان، شارك 1556 من محافظات خراسان الشمالية وبوشهر وجهارمحال وبختياري.
لكن الأهم من الإحصائيات والأرقام التي قدمت في الجزء الأول كانت التعليقات التي أثيرت حول الفترة الأولى من المهرجان الوطني لسرد الحكايات. ومن بين أهم هذه التعليقات، يمكن ذكر كلمات جان ريتشاردز، رئيس لجنة المكتبات العامة في ايفلا في ذلك الوقت. قال ريتشاردز، و الذي كان ضيفاً على المكتبات خلال هذه الدورة عن هذا المهرجان: "لقد أحببت فكرة مهرجان سرد الحكايات في ايران كثيراً. بما في ذلك تقديم أفضل الكتب، وهناك الكثير من النشاطات والمنافسة في هذا المجال في العالم. لكن قوة الكتاب تزداد مع رواية القصص وأعتقد أنه من الضروري لأمناء المكتبات أن يتنافسوا في هذا المجال. «إنها إبداعية وهي واحدة من الأفكار التي سآخذها معي إلى أستراليا، سوف افكر فيها وأعيد توظيفها».
الدورة الثانية منافسة مثيرة
أقيم حفل ختام (شتلات الامل) بدورته الثانية لرواية القصص في يومي، 20 و21 يوليو في منطقة أرس آزاد، وفي الحفل الختامي في 22 يوليو، تم تقديم 6 فائزين في قسم السرد الرقمي و6 فائزين في قسم المسرحي،  وأقيم الحفل الختامي بحضور وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي.
للتحقق من إحصائيات الفترة الثانية من المهرجان، من الافضل الإشارة إلى جزء من كلمات نائب رئيس تطوير المكتبات والترويج لقراءة الكتب للمؤسسة في الحفل الختامي. وبحسب محمدرضا هراتي، فإن عدد المشاركين في الدورة الثانية (شتلات الامل) بلغ 5 آلاف 392، منهم ألفان و 883 مشاركا في قسم السرد الرقمي، وشارك ألفان و509
اشخاص.
في سرد القصص على المسرح. اعتبر 15 حكما في هذه المرحلة أن 1623 مشاركا في هذه المرحلة مؤهلين للتقدم إلى مرحلة المحافظات. في المرحلة التمهيدية (على مستوى المحافظة)، والتي استمرت لمدة 12 يوماً، في العام الماضي تم تقييم 1623 شخصاً (817 راوياً رقمياً و 806 رواة مسرحيين)، من بينهم 336 شخصاً ذهبوا إلى المرحلة الإقليمية. شاركت 31 محافظة من البلاد في هذه المرحلة من الحدث، وبطريقة ما، في هذه المرحلة يمكنك أن تشعر بإيران العزيزة بأكملها كفريق متساوي لسرد القصة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي