الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وسبعون - ٠١ يوليو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وسبعون - ٠١ يوليو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الدكتورة ريما بدران للوفاق:

تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل يرفع جودة الانتاج

سهامه مجلسي
في بداية حديثنا حول  أهمية الصحة النفسية في بيئات العمل وتأثيرها على انتاجية واندفاع العامل في المؤسسة لا بد من تعريف ماهية الصحة النفسية والتي تعنيه وجود رفاهية نفسية وعاطفية واجتماعية والتي تؤثر بطريقة او اخرى على نمط تفكيرنا وشعورنا وتصرفاتنا. كما ان وجودها يؤثر ايجاباً وعدمه  ينشىء بيئة مريضة تكثر فيها النزاعات. اما لماذا ينبغي علينا التركيز على بيئة العمل هو بسبب ان معظم أيام حياتنا تقضى ضمن المؤسسات وبين زملاء العمل، لذا فهي تعتبر المكان المثالي للمبادرات الواعية بالصحة العامة والتي تعزز من الصحة النفسية والسلوكية وتقي المؤسسة من الامراض والمشاكل النفسية. من هنا لا بد من تعزيز موضوع الصحة النفسية في بيئة العمل لما له من حاجة ماسة في خلق بيئة متوافقة سليمة  تنعكس  بدورها على اداء الافراد، وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المتخصصة في العلاج النفسي الدكتورة ريما بدران وفيما يلي نص الحوار:

ما هو تأثير امتلاك وظيفة عمل على الصحة النفسية للفرد؟
 ان العمل وكما نعلم جميعنا مهم وضروري لإيجاد توازن في الصحة النفسية للفرد بشكل عام وقد اثبتت الابحاث ان العمل يمكن ان يعزز الارتباط بالعالم الاجتماعي والاقتصادي ويعزز الرفاهية ويمنح الرضا الفردي. لذا نرى ان الافراد الذين خسروا وظائفهم غالباً ما يعانون من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطرابات كقلة تقديره لذاته اضف الى ذلك ردود افعاله على المحيطين والتي قد تكون مبالغ بها. ومن منظور مجتمعي اوسع فقد يرتبط فقدان العمل بانخفاض ملحوظ بجودة الحياة.
كيف تؤثر المشاكل والاضطرابات النفسية على سير العمل؟
في الآونة الأخيرة اصبحنا نشهد تزايد الاضطرابات النفسية في العالم وخصوصاً البلدان ذات الدخل المنخفض وتتخطى فوارق العمر والجنس والطبقات الاجتماعية، حيث تشير الاحصاءات من دول مختلفة الى ان المشاكل والاضطرابات النفسية تشكل خمسة من الاسباب العشرة الرئيسية  للمرض والعجز ففي المملكة المتحدة  تظهر احدث التقديرات من مسح القوى العاملة (LFS) بأن اجمالي عدد حالات الاجهاد المرتبطة بالعمل او الاكتئاب والقلق عام 2014 وصلت الى (828000) حالة اي بمعدل انتشار (2240 لكل 100000 ) عامل.  
كما شكل الاجهاد او الأكتئاب والقلق ما نسبته (51%) من اجمالي حالات الاعتلال الصحي المرتبط بالعمل، وبالتالي اصبحت الصحة النفسية مؤخراً احد اكبر التحديات التي يواجهها الموظف واصحاب العمل.
عواقب المشاكل النفسية على الانتاجية ضمن بيئة العمل:
من ابرز المشاكل التي يعكسها الاضطراب النفسي في بيئة العمل ما يلي:
1- الغياب: اي زيادة في الغياب المرضي، لا سيما فترات الغياب القصيرة.
 -سوء الحالة الصحية وبروز اضطرابات نفسية كالاكتئاب او التوتر والشعور الدائم بالارهاق. والاكتئاب هو عدم القدرة على بناء مستقبل.
- بروز الامراض الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم / امراض القلب/ القرحة/ اضطرابات النوم/ الصداع / الآم الرقبة والظهر.
2- الاداء المنخفض للعاملين: وقد نرى انخفاض في الانتاجية وزيادة في معدلات الاخطاء / زيادة في عدد الحوادث /ضعف القدرة على اتخاذ القرارات في العمل / التدهور في التخطيط والتحكم في العمل.
هل يمكن للعلاقات ان تؤثر على الصحة النفسية للعامل؟
تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً هاماً في تحسين الصحة النفسية للعامل، حيث تعتبر العلاقات الاجتماعية الإيجابية القوية مصدراً هاماً للدعم العاطفي والاجتماعي، والذي يؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية للفرد.
وتؤثر العلاقات الاجتماعية السلبية أيضاً على الصحة النفسية وقد تزيد من مخاطر الاكتئاب والقلق والعزلة، وقد تتسبب في ازدياد معدلات الإجهاد النفسي. لذلك، يوصى بأن يُنشئ العاملون علاقات اجتماعية إيجابية وصحية وأن يسعوا إلى بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية القوية، والحفاظ عليها من خلال التواصل الدائم والدعم المتبادل، والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، مما يساعد على تحسين الصحة النفسية للفرد وللتعرف على العلاقات الاجتماعية في العمل يكون في  فهم طريقة تفاعل الأشخاص مع بعضهم البعض في بيئة العمل. يتضمن ذلك التعرف على الشخصيات والثقافات المختلفة وكيفية التفاعل معها بشكل فعال، وفهم الهرم الإداري والعلاقات الهرمية داخل المنظمة، وكذلك فهم الدور الذي يلعبه الاتصال والتفاعل في بناء العلاقات الإيجابية بين الزملاء والموظفين. بشكل عام، فإن التعرف على العلاقات الاجتماعية في العمل يساعد على تعزيز التفاهم وتعزيز العمل الجماعي ورفع كفاءة
وفاعلية العمل.
ما هو دور العلاقات الاجتماعية في العمل والمؤسسات
تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً حاسماً في العمل والمؤسسات، فهي تساهم في خلق بيئة عمل إيجابية وصحية، وتعزز التواصل والتعاون بين الموظفين. وتسهم العلاقات الاجتماعية في تعزيز الروح الجماعية وبناء الفريق، وتحسين الأداء العام للمؤسسة.
تعزز العلاقات الاجتماعية أيضاً الشعور بالانتماء والتماسك بين الموظفين، وتقلل من التوتر والصراعات الداخلية. كما أنها تساهم في تعزيز الثقة والاحترام بين الأفراد، مما يؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي والاستقرار العام في المؤسسة.
بشكل عام، يمكن القول أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تعزز التواصل والتعاون والثقة بين الأفراد في العمل وتحقق النجاح الفردي والجماعي.
ما هي أكثر الصفات التي تتأثر بها العلاقات الاجتماعية في العمل؟
هناك العديد من الصفات التي يمكن أن تؤثر على العلاقات الاجتماعية في العمل، بما في ذلك:
1. الثقة: عندما يكون هناك ثقة بين أفراد الفريق أو الموظفين، فإن ذلك يسهم في تحسين العلاقات الاجتماعية ويعزز التعاون والتفاهم بينهم.
2. التواصل: الاتصال الجيد والفعال بين أفراد الفريق أو الموظفين يعزز التفاهم ويساعد على حل المشاكل والتحديات بشكل أفضل.
3. الاحترام: عندما يتم معاملة الآخرين بالاحترام والتقدير، فإن ذلك يعزز العلاقات الاجتماعية ويساهم في بناء بيئة عمل إيجابية.
4. التنوع: وجود تنوع في الفريق أو بين الموظفين يعزز الابتكار والإبداع ويساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية.
5. المشاركة: عندما يشعر الفرد بأنه جزء من الفريق أو المجموعة، فإن ذلك يعزز الانتماء ويساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية.
6. القيادة الفعالة: وجود قادة فعالين وقادرين على تحفيز وتوجيه أفراد الفريق أو الموظفين يساهم في تعزيز العلاقات الاجتماعية وتعزيز التعاون.
هل يلعب الامتنان دوراً في تحسين الصحة النفسية للعامل؟
بداية دعنا نتعرف أكثر إلى المقصود بكلمة الامتنان. فهي تعني التقدير والشكر لما يتلقاه الفرد من أشياء جيدة في الحياة، سواء أكانت هذه الأشياء مادية أو غير مادية، يمكنك الامتنان لأجل وجود المال والمنزل والسيارة، كما يمكنك الامتنان لأجل وجود الشعور بالرضا وراحة البال والاطمئنان والأمان. يُعبّر الكثير منّا عن امتنانه بقول «شكرا» لشخص ساعدنا أو قدّم لنا هدية.
لكن من منظور علمي، الامتنان ليس مجرد تصرف أو كلمة، إنه أيضا عاطفة إيجابية تخدم أغراضا صحية، فيمكن اعتبار الامتنان تقديرا عميقا تنتج عنه مشاعر إيجابية تدوم لفترة أطول. وفقا للدكتور "روبرت إيمونز"، من جامعة كاليفورنيا، فإن الشعور بالامتنان ينطوي على مرحلتين: المرحلة الأولى هي الاعتراف بوجود الخير في حياة المرء، وأننا تلقينا شيئا ما يُثلِج الصدر. خلال هذه المرحلة يحدث التأكيد بشكل عام على أن الحياة جيدة، وتحتوي على أشياء تستحق العيش. أما المرحلة الثانية فتتمثل في الاعتراف بأن بعض مصادر هذا الخير تكمن خارج الذات.
 المقصود هنا أنه خلال عملية «الامتنان»، يُدرك الناس جوانب الخير في حياتهم، ويدركون عادة أن مصدر ذلك الخير يكمن جزئيا على الأقل خارج أنفسهم. لذا، يساعد الشعور بالامتنان الأشخاص على التواصل مع شيء أكبر من أنفسهم بوصفهم أفرادا، سواء أكان هذا الشيء هو الأشخاص الآخرين حولهم، أو الإله بوصفه قوة أعلى تسوق الخير لهم.
خلال إحدى الدراسات، طلب اثنان من علماء النفس، هما الدكتور «روبرت إيمونز»، والدكتور «مايكل إي ماكولو» من جامعة ميامي، من جميع المشاركين كتابة بضع جمل كل أسبوع حول أحداث حياتهم. كتبت المجموعة الأولى عن أشياء كانوا ممتنين لها حدثت خلال الأسبوع، أما المجموعة الثانية فكتبوا عن الأشياء التي كانت تزعجهم وتُشعِرهم بالضيق، المجموعة الثالثة كتبوا عن الأحداث التي أثرت عليهم بشكل عام ومحايد مع عدم التأكيد على كونها إيجابية أو سلبية.
بعد 10 أسابيع، كانت المجموعة التي دونت أشياء تُعبر عن الامتنان أكثر تفاؤلا وشعروا بتحسن في حياتهم، أيضا لاحظ الباحثون أن هذه المجموعة مارست أيضا تمارين رياضية أكثر وكان لديها معدل زيارات أقل للأطباء من أولئك الذين ركزوا على أسباب الانزعاج والضيق في حياتهم.
إذا لم تكن لديك القدرة على الشعور بالامتنان، فيُمكنك اكتساب هذا الشعور تدريجيا من خلال بعض التمارين والعادات، صحيح أن الامتنان هو شعور قد يكون لديك بشكل فطري وعفوي، لكنه أيضا ممارسة يومية يمكنك تنميتها من خلال بعض التمارين التي منها «رسم خرائط الامتنان».
للقيام بهذا التمرين، عليك أن ترسم لوحة بصرية تحتوي على كل الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، بمجرد الانتهاء من ذلك، يمكنك وضع هذه اللوحة في مكان بارز لتذكير نفسك بهذه الأشياء كل يوم. هناك طريقة بصرية أخرى لممارسة الامتنان، وهي تدوين ملحوظات قصيرة عن الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها، والاحتفاظ بها في وعاء. إذا شعرت بأنك بحاجة إلى تذكر الأشياء الجيدة في حياتك لتوليد الشعور بالامتنان، فسيكون عليك فقط قراءة الملحوظات التي دونتها سابقا.
يُمكنك أيضا كتابة يوميات خاصة بالامتنان، هذا الأمر يُشبه كتابة يومياتك والأحداث التي مررت بها خلال اليوم، الفارق هنا يكون في أنه بدلا من إعادة سرد أحداث اليوم بشكل محايد أو سلبي، ستسجّل فقط الأشياء التي تشعر بالامتنان من أجلها. ليس عليك أن تُدوّن الكثير، فمذكِّرات الامتنان الخاصة بك يمكن أن تكون بسيطة مثل قائمة محددة النقاط بالأشياء الجيدة التي مرّت عليك خلال اليوم.
يمكنك أيضا زرع الامتنان من خلال ممارسة اليقظة الذهنية، اليقظة هي ممارسة تركيز انتباهك عمدا على شيء ما. فمجرد تركيز انتباهك لبضع دقائق على شيء إيجابي في حياتك يمكن أن يزيد من شعورك بالامتنان. عندما تبذل جهدا لتركيز عقلك وأفكارك على الأشياء الجيدة التي يمكن أن تشعر بالامتنان تجاهها، سيترتب على هذا لاحقا إدراك المزيد من الأشياء الجيدة تلقائيا، فقد أظهرت فحوصات الدماغ للأشخاص الذين يعززون الامتنان حدوثَ تغيّرات في قشرة الفص الجبهي تجعلهم أكثر عرضة للشعور بالامتنان في المستقبل.
في البداية يكون الأمر صعبا، لكن مع الممارسة اليومية تبدأ نفسك بالاستجابة، ومع الممارسة لفترة أطول يصبح الامتنان عادة في حياتك، هنا تظهر النتائج الإيجابية، والتي ربما لم تكن لتلاحظها في البداية.
 هل هناك حلول يمكن للعامل اتباعها لتحسين صحته النفسية؟
اعادة ترتيب جدول ساعات العمل الطويلة  وضمان فترات راحة كافية، تشجيع الافراد على القيام بتمارين الاسترخاء والتمدد، زيادة المرونة في ترتيب وقت العمل، تقديم المشورة لمن يطلبها،  الحد من الشعور بعدم الامان الوظيفي، حماية العاملين من الطرد التعسفي، انشاء علاقات وثيقة بين الادارة والعاملين كي يعمل على دعم بعضهم البعض، تقدير وتعزيز اداء العمل الجيد، نشر الثقافة الصحية والنفسية بين العاملين، تشجيع العاملين على ممارسة العادات الصحية، وتدريب العاملين على تقنيات التعامل مع الضغوط.

 

البحث
الأرشيف التاريخي