ذكريات حضور الشهيد سليماني في خوزستان وحل مشاكلهم
أنا معاهدتي مع نفسي..
الوفاق/ كتاب "الفيضانات والقائد" من تأليف "محمدعلي بخشي بور" حول الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني وحضوره في فترة فيضانات خوزستان، فنذكر هنا قسماً من الكتاب بقلم المؤلف.
الفيضانات والقائد
هذه قصة رجل يمثل رمزاً لوجوده بالضبط وفي الوقت المناسب حيث يجب أن يكون. رجل بذل حياته في سبيل الله وعاش في سبيل الله. ولقد حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يروي علاقة الحاج قاسم بالناس وعلاقتهم به، وهو قسم من التأريخ الذي لم نشهده إطلاقاً.
المكان الذي يكون فيه الحاج قاسم سليماني بعيداً عن ساحة القتال. وهذا هو المكان الذي يمكننا أن نرى فيه جوانب أخرى من شخصيته، ربما في سوريا، عندما يكون الوضع في حالة حرب، لن يتمكن الناس من رؤيته، کرمز للرحمة، والحب، والعاطفة، لأن العلاقة هناك مع بعض العسكريين الذين هم الأقوياء في مجالهم. أمّا الفيضان فيه أناس عاديون من النساء والرجال وكبار السن والصغار والأطفال. وعندما يحدث هذا نرى ظهوراً جديداً للحاج قاسم سليماني.
هذا الرجل کيف أصبح حاج قاسم؟
شخصياً، كان هذا المشروع حدثاً غريباً جداً بالنسبة لي. في البداية، عندما كنت أعمل قرب نهر کارون، كنت أفكر دائماً کيف أصبح الشهيد سليماني هکذا عند الناس.
كان لدينا أناس عظماء عبر التاريخ، لكن على أي حال، كانوا أناساً عظماء، كانوا أناساً طيبين، كانوا أناساً يتمثلون بشخصية جيدة کسماحة آية الله بهجت، أو الشهيد فخري زاده الذي استشهد بعد الشهيد سليماني بسنوات قليلة (أعتقد أنه استشهد بعده بسنة أو سنتين).
لكن الحاج قاسم يظهر بشكل مختلف وحبه بين الناس غريب. الواقع أنّ مثل مراسم تشييع جنازته، وردود الأفعال في ذلك، تتمثل في القليل من الأحداث في إيران التي يمکن أن تكون على هذا المستوى وأن تظهر إلى هذا الحد.
مفتاح حل المشاکل
أشعر أن المفتاح لحل مشاكل آخر الزمان "ولو لا أعتقد أنّ الآن آخر الزمان"، لكن المفتاح لحل مشاكلنا هو الحب. الحب الذي أظهره الحاج قاسم للناس کلهم، وإنه بسبب الشعور الذي يشعر به تجاههم.
إذا ضحك الحاج قاسم لأحد فلا يتظاهر، لأنه لا يريد مجرد إرضاء الطرف الآخر. إنه يحبه حقاً ويريد أن يحبب إليه. وربما يـتذکر: "أنا معاهدتي مع نفسي، أن أخدم الناس ما دمت حياً " أشعر أن هذا حدث للحاج قاسم.
والناس الذين يرون الحاج قاسم يأتي ويقف في الصف الأول في الأيام التي لا يرغب فيها أحد، بالإضافة إلى تلك الأيام الصعبة التي نشهدها حتى في العراق وسوريا، يأتي الحاج قاسم ويخدم. ولماذا أقول أيام صعبة؟ لأنه بعد داعش كانت أيام غريبة. كان لابد من إستقرار الحكومة في العراق، ومن وجهة نظرها كانت لا تزال متورطة في الأماكن التي يتواجد فيها داعش. في سوريا، لا تزال هناك صراعات مع جبهة النصرة وأحرار الشام ومجموعات تكفيرية مختلفة. وهنا يشعر الحاج قاسم أنه في مكان ما، يبدو أن الطريق إلى سوريا، الطريق إلى القدس يعبر من فيضان خوزستان. ويعني مرة أخرى تجسيد للدفاع المقدس. مرة أخرى علينا إنقاذ خوزستان من العدو الذي هو الطوفان، حتى نصل إلى أهدافنا وتطلعاتنا.
وتمت كتابة هذا الكتاب في غضون شهر تقريباً. بالطبع، كان نتيجة العمل الشاق لعدة سنوات من البحث عن الأصدقاء.