بإمتلاكها 20% من هذه المادة الفائقة الاستراتيجية في العالم
الليثيوم.. قوّة إيرانية جديدة
الوفاق/خاص- في 27 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت إيران إكتشاف الليثيوم في سهل قهاوند الواقع على بُعد أكثر من 50 كيلومتراً شرق مدينة همدان (غربي البلاد).
وقدّرت وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية إحتياطيات الليثيوم المكتشف (صخور الليثيوم) بنحو 5/8 مليون طن في منجمين منفصلين بمساحات تبلغ نحو 6 كيلومترات مربعة.
وبهذا الإكتشاف، أصبحت إيران تحتل المركز الرابع على المستوى العالمي في إحتياطيات الليثيوم بعد بوليفيا التي يُقدّر إجمالي مخزونها بـ21 مليون طن، تليها الأرجنتين بـ19 مليون طن، ثم تشيلي التي تمتلك 11 مليون طن من الليثيوم.
أهمية الإكتشاف عالمياً
يُعرف معدن الليثيوم بـ"الذهب الأبيض" لأهميته البالغة في الصناعات الحديثة من جهة، واحتمالات نفاد المناجم المكتشفة من جهة أخرى، مما يجعل الدول المنتجة لهذا المعدن ذات أهمية كبيرة على غرار الدول النفطية الكبرى. كما يؤدي الاهتمام المتزايد بالعربات الكهربائية في القرن الـ21 إلى سطوع نجم الليثيوم، وارتفاع الطلب عليه باعتباره المادة الرئيسية لوحدات تخزين الطاقة للسيارات الكهربائية.
ويعد الليثيوم مادة رئيسية في الصناعات النووية والعسكرية والفضائية والتكنولوجية، ويستخدم في صناعة الهواتف المحمولة ورقائق الحواسيب العملاقة وإنتاج الطاقة الشمسية.
توفير 20٪ من إحتياج العالم
وفي هذا السياق، صرح نائب محافظة همدان في مجلس الشورى الإسلامي، في معرض الإعلان عن إكتشاف منجم كبير لليثيوم في محافظة همدان، بأن هذا المنجم لديه القدرة على توفير 20٪ من احتياج العالم من الليثيوم.
وفي برنامج تلفزيوني يوم الأحد، أعلن حجة الإسلام أحمد حسين فلاحي بأنه تم اكتشاف منجم من رواسب الليثيوم في محافظة همدان، معتبراً ايران من بين الدول التي تمتلك أكبر الاحتياطيات الاستراتيجية والموارد البشرية المقتدرة؛ لكنها تفتقر الى كيفية استخدامها وتوظيفها في الأسلوب الصحيح، مشيراً الى أن هذا الاكتشاف جعل العديد من الدول تسعى لاستخراج هذا المعدن، مما يجعل ايران أحد البلدان التي لديها احتياطيات من الليثيوم. وأضاف بأنه يمكن استخدام هذه الطاقة لبطاريات السيارات الكهربائية وبهذا الحجم يمكن توفير 20٪ من الليثيوم في العالم، لافتاً الى أنه تم إعطاء مساحة أقل للقطاع الخاص، والآن يمكن استخدام هذه المناجم بمساعدة القطاع الخاص عبر وضع خطة مناسبة وقوية في مجال المناجم والتعدين.
إستثمارات أجنبية
وأشار حجة الإسلام فلاحي الى أن هناك عدة مجموعات من المستثمرين الأجانب ممن أعربوا عن استعدادهم للاستثمار في هذا المنجم، والذي إذا قمنا بإستثماره جيداً بالتعاون مع وزارة الصناعة والمناجم والتجارة التي تضع خطة مفصلة، لذلك سيخلق لإيران قدرة دولية عالية، وقال: انه تم عقد الاجتماع الأول مع أستراليا التي أحرزت تقدماً جيداً في هذا المجال، كما أعلنت الصين عن استعدادها للمساعدة في استخراج هذا المعدن.
وفي إشارة الى أن الدول الأخرى مستعدة للاستثمار في هذا المنجم على الرغم من العقوبات المفروضة لأن هذا المنجم يتميز بطبيعة استراتيجية وحديثة الاكتشاف ولها العديد من القدرات، أكد نائب محافظة همدان على ضرورة وضع خطة متماسكة لاستغلال هذا المنجم بالطريقة الصحيحة.
5/8 مليون طن من الإحتياطيات
من جانبه، أوضح الأمين العام لغرفة الشباب الإيرانية لصناعة المناجم والتجارة بأن الليثيوم يستخدم في صناعة الطيران وبلاط السيراميك نظراً لأنه معدن خفيف جداً ذو مقاومة عالية للحرارة ويعتبر مهماً جداً في مجال التلوث ويؤخذ في الاعتبار كثيراً في مناقشة الطاقات المتجددة لأن لديه تأثيرات قليلة ضارة على البيئة.
وأضاف إحسان بيري: إنه بدأ تعدين هذا المنجم من قبل شاب في القطاع الخاص في عام 2020 وفي آذار/ مارس 2022 تمكن من اكتشاف الليثيوم.
وصرح بأن هذا المنجم يحتوي على 5/8 مليون طن من احتياطيات الليثيوم مما يجعل ايران من بين البلدان التي لديها احتياطيات الليثيوم. وتابع بيري: إنه بحلول عام 2030 سيصل سوق الليثيوم إلى 192 مليار دولار بحيث أن أمريكا لديها حالياً 180 مليار دولار مشاريع ضخمة في مجال الليثيوم. وأفاد بيري إنه ولأول مرة تم إصدار شهادة إكتشاف الليثيوم في ايران لأننا لا نمتلك تقنية استخراج الليثيوم.
وأشار بيري الى ضرورة العمل والتنسيق بين البنوك ووزارة الخارجية من أجل توريد التكنولوجيا المطلوبة في هذا المجال، وأكد على ضرورة دعم منجم الليثيوم المكتشف حديثاً في محافظة همدان عبر زيادة علاقاتنا مع الصين في مجال الليثيوم لنتمكن من أن نصبح مركز تأمين الليثيوم في المنطقة.
وصنّفت وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الايرانية 13 مادة منجمية كمواد حيوية واستراتيجية وهي الغرافيت، والمنغنيز، والفوسفات، والتيتانيوم، والقصدير، والبوتاسيوم، والسيليسيوم عالي النقاوة، والنيكل، والليثيوم، والبور، والأناديوم، والكوبالت، وعناصر نادرة في الطبيعة، كما صنفت وزارة الصناعة 3 مواد وهي الموليبيدن والكروميت، والبيتومين ضمن خانة الفرص الإستثنائية.