الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

المختص في التنمية البشرية ابراهيم الكحلاني للوفاق:

العقيدة عزيمة الإنسان... والمجتمعات مسؤولية النخب امام التيارات المنحرفة

الوفاق/ خاص
سهامه مجلسي
أصبحت ظاهرة الإرهاب أعقد ظاهرة سياسيّة وأمنيّة واجتماعيّة يواجهها العالم الإسلامي، وقد ترعرعت في أحضان عملاء الاستعمار في المنطقة، وزُرِعت في البيئة العربيّة والإسلاميّة؛ فوجدت المناخ المناسب لها، وسقتها بعض الفِرَق بأفكارها التي تدَّعي انتماءها إلى الدين. ونتيجة تفاعل هذه الظاهرة ومساسها بحياة الناس، اجرينا حواراً مع المختص في التنمية البشرية الاستاذ ابراهيم الكحلاني من اليمن وفيما يلي نص الحوار:

نرجو تبيين ضرورة العقيدة بشكلٍ عامٍّ وأهمّيّتها في حياة الإنسان
تعتبر العقيدة هي الدينامو المحرك لطاقات الإنسان الكامنة بداخله، وصمام أمان استمرار تلك الطاقة في العطاء متحدياً بتلك العقيدة كل الصعوبات والتحديات التي ستواجهه أثناء رحلته في هذه الحياة، فبمقدار تلك العقيدة يكون مقدار عزيمة الإنسان وصموده أمام تلك التحديات.
كما أن العقيدة هي البصيرة وخارطة الطريق التي عليها يسير الإنسان، فبدونها يظل يتخبط الإنسان في هذه الحياة، فالسائر في هذه الحياة بلا بصيرة ولا عقيدة راسخة كالسائر في غير الطريق لا تزيده كثرة السير إلا بُعداً.
عالمنا الإسلاميّ يتعرّض إلى هجمةٍ فكريّةٍ وعقديّةٍ شرسةٍ من قبل الاعداء، برأيكم ما هي أهم الأسباب وسبل معالجتها؟
أرى أن أبرز أسباب تعرض العالم الإسلامي لهجمة فكرية شرسة من فئات من خارجه، تكمن في الآتي:
- السبب الأول هو خوف تلك الفئات وقلقها من ظهور جمال الإسلام وجاذبيته، والتي إن ظهر سيظهر مدى قبح وضلال ما يحملونه من أفكار مقابل ما يحمله الإسلام من تعاليم وإرشادات، كما أنه سيسبب لنظرياتهم الحرج الكبير؛ لأنه سيثبت مدى فشل وسذاجة نظرياتهم تلك وعجزها عن تقديم الحلول والمعالجات لما يمر به العالم من فوضى في حياته على المستوى النفسي والمجتمعي وغيرها، وهذا كله يجعلهم يشعرون بالخوف من سحب البساط من تحتهم وانجذاب الغالبية الساحقة من الناس إلى العالم الإسلامي، فما كان منهم إلا السعي بكل جهودهم لتشويه العالم الإسلامي بكل الطرق والأساليب
الممكنة.
- السبب الثاني هو وجود تراث لدى العالم الإسلامي مليء بالثقافات المغلوطة تشكل لتلك الفئات الخارجة عن المنظومة الإسلاميّة أرضية خصبة في جعلها منطلقا ومبررا أمام الآخرين في كل هجماتهم الشرسة على العالم الإسلامي.
أما بالنسبة للمعالجات، فيمكن تلخيصها في:
- استخدام أحدث الطرق والوسائل في تقديم النموذج الإسلامي الراقي بطابع عالمي يضمن إظهار ووصول جمال وجاذبية ما يحمله العالم الإسلامي من قيم وأخلاق بداخله إلى العالم بأجمعه.
- إعادة النظر في التراث الثقافي الإسلامي وإزالة كل ما يدنس نقاءه وصفاءه من ثقافات مغلوطة تتعارض مع العقل والعلم.
كيف يمكن مواجهة الفهم الإنحرافيّ لتعاليم الإسلام من الناحية الفكريّة والعقديّة الّتي يطرحها بعض المغرضين؟
أولاً يجب على الواعين داخل الأمة الإسلامية أن يفهموا أن لهذا الدين أعداء حقودين سواء من داخله أو خارجه، وأن طبيعة الصراع معهم هو صراع دائم ومستمر لا ينتهي بزمن أو يتوقف عند مكان، وعليه يجب التركيز عند التحرك لمواجهتهم على الأمور الآتية:
- العمل على فضح العمق النفسي الذي دفعهم لذلك الفهم المنحرف، كالحسد والكبر ونحوهما.
- العمل أيضاً على فضح ارتباطاتهم بجهات خارجية تمولهم وتدعمهم إن وجدت.
- نشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام عبر منصات إعلامية قوية وكبيرة من شأنها اكتساح الساحة، وتتصدر اهتمام الغالبية العظمى من الجماهير بحيث تصبح أمامها تلك الأصوات المنحرفة مجرد طنين ذبابة لا يقدم ولا يؤخر.
ما هو الدور الّذي يمكن أن تؤدّيه المؤسّسات العلميّة الدينيّة لمواجهة التيارات المغرضة والمنحرفة ؟
يجب أن يكون لتلك المؤسسات وتلك النخب النصيب الأكبر في التحرك فيما يخص الجانب الفكري والعقدي، ولا يتركوا الناس والمجتمعات فريسة سهلة للتيارات المغرضة والمنحرفة، ويبرز دور تلك المؤسسات وتلك النخب في أن تكون جهودهم وإمكانياتهم مركزة على الآتي:
- ربط تعاليم الإسلام بحياة الناس اليومية، وتقديم الدين على أنه دين حي، ودين يتحرك بحركة الحياة وليس مجرد أفكار وعقائد يصعب تنفيذها وتطبيقها في الحياة.
- مشاركة العالم في النقلة الهائلة والمتسارعة في مجال الاكتشافات والبحث العلمي، وعدم الاكتفاء أمام ما يحدث في العالم من تقدم وتطور بموقف المتفرج والمحلل، بل عليهم شد أنظار الشباب واهتماماتهم إلى المجالات العلمية والبحثية كما كان عليه أئمتنا عليهم السلام وما كان يركزون عليه، وخير مثال على ذلك الإمام الصادق عليه السلام وما كان يركز عليه في جامعته العملاقة.
بنظركم ماهي أهمّ الأسباب الّتي أدّت إلى انتشار ظاهرة الإلحاد واللادينيّة وما هي الطرق المثلى لمواجهتها؟
أبرز أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد واللادينيّة بين المجتمعات البشريّة تكمن في:
- تشويه الدين وتعاليمه عبر إفساح المجال للمنظمات الإرهابية من قبل جهات أخرى مستفيدة في تقديم الدين في قالب متشدد يقوم على الذبح وقطع الرؤوس.
- التأثر والتفاعل مع كل ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من شبهات وأفكار مضللة، ولخطورة هذا الأسلوب في جرجرة الناس للإلحاد أمرنا الله بمقاطعة مثل تلك القنوات والمواقع، فقال سبحانه: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُم).
- انعدام الحكمة في أكثر من يقدم هذا الدين، فهم يقدمونه على أنه حزمة لا تنتهي من الالتزامات والتكاليف الجافة والتي ترسم في ذهنية المتلقي لهذا الدين أنه دين متعب ومليء بالأعباء تجعله يحرص على الهروب منه.
وبالنسبة للطرق المثلى لمواجهة هٰذه المشكلة والحد منها هو تقديم الدين بصورته الحقيقية وبطريقة ميسرة وبعيدة عن التعقيد والتحليل المعتمد على الخرافات والأحداث التي تستخف بعقول الناس، بل تقديم الدين على أنه دين يقيم الأحداث تقييماً دقيقاً، ويهدينا لمواجهة المشاكل الصغيرة والمشاكل الكبيرة.
كيف يتسنّى لنا تأصيل الفكر العقديّ لدى شبابنا المسلم والحفاظ عليهم من الانزلاق والانحراف الفكريّ؟
مع الانفتاح الكبير والتطور الهائل الذي يشهده العالم إذا لم نحرص على تأصيل الهوية الإيمانية وتعزيزها في نفوس شبابنا بما يجعلهم يفتخرون بها، فإن الانبهار بما لدى الغرب كفيل بزرع السخط في نفوسهم من عقيدتهم ومجتمعاتهم، ودافع لهم للانزلاق والانحراف الفكري والعقدي، وحتى لا نصل إلى هذه المرحلة مع شبابنا علينا القيام بالآتي:
- الخروج من النظرة الضيقة لتوجيهات الله بحصرها في تفسير هنا أو هناك.
- غرس الاعتزاز بتوجيهات الله في نفوس شبابنا بطرح رؤى القرآن فيما يطلبه منا القيام به من أدوار في عصر يسوده التطور والتقدم العلمي والتقني، على غرار قوله تعالى: «قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق»، وقوله: «قل انظروا ماذا في السموات والأرض»، وغيرها الكثير والكثير.
- تعريف شبابنا بنفسية العدو الحقودة تجاهنا، وكشف أساليبه الخبيثة والخطيرة في سعيه لانحرافنا.
- غرس هويتنا في نفوس شبابنا كما عمل اليابانيون عندما أرسلوا أبناءهم وشبابهم للدول الغربية للتعلم والدراسة.
- توجه حكوماتنا نحو البناء كما عمل اليابانيون، حتى يشعر شبابنا بالفخر والاعتزاز بهويتهم وفكرهم.
  ما هي الطرق والأساليب والآليّات لتحقيق أهداف المشروع الفكريّ والعقديّ؟
هناك ثلاثة أسس ومرتكزات رئيسية يجب أن يبتني عليها المشروع الفكري والعقدي إن أراد النجاح وتحقيق أهدافه، وتلك المرتكزات هي:
- أولاً: وحدة المنهج:- لابد من وجود منهج موحد لهذا المشروع إن أراد النجاح، يتمثل في القرآن الكريم بحيث يلتف حوله المشروع ويكون هو المرجع وهو الميزان الذي تُطرح وتقاس عليه بقية النظريات والرؤى في كل مراجعنا وكتبنا وتراثنا الفكري
والعقدي.
- ثانياً: وحدة القيادة، وجود منهج فقط لا يكفي للنهوض بالمشروع فلابد من وجود قيادة قوية واعية تمتلك كل المقومات والمؤهلات لحمل هذا المشروع، وجديرة بإلتفاف الجميع حولها.
- ثالثاً: الأمة والأتباع، حتى تكتمل مرتكزات المشروع ويرى النور، لابد من وجود أمة وأتباع لهذا المشروع على قدر عالٍ من الوعي الراسخ والبصيرة المتفتحة والفهم الصحيح، وأصحاب نموذج جذاب يجذب الجميع نحوهم بحسن سلوكهم وأخلاقهم، ويجسدون القيم النبيلة والمبادئ العظيمة أحسن تجسيد.
ما هي وسائل الارتباطات الحديثة المؤثّرة في العقليّة الغربيّة؟
العقلية الغربية اليوم هي عقلية صعبة ومعقدة بسبب ما تعيشه من تشتت بين جانبين متباينين، جانب مادي متقدم ضخم من جهة، وجانب روحي بئيس فارغ من جهة أخرى، ولذلك فهو بحاجة لنوعية فريدة من الخطاب المطروح عليه كي يقتنع بالمشروع الذي يقدمه الآخرون له، كي يرى فيه ملاذه وضالته المنشودة التي يبحث عنها، وعليه إن أردنا النجاح في التأثير عليه، يجب أن يلمس العقل الغربي في خطابنا معه طرح الأطروحات القوية والحلول الحكيمة لأصعب معضلاته العصرية، وكذلك إزالة كل الغشاوات والشكوك عنه، عبر منهج واضح وميسر لا صعب ومعقد.
هل يوجد اليوم في العالم الغربيّ تفكيكٌ بين القراءات المختلفة للدين الإسلاميّ؟
العالم الغربي هو عالم ذكي لا عالم ساذج وغبي، فهو يعرف قراءة التوجهات المختلفة في الساحة الإسلامية قراءة جيدة وتحليلها التحليل الدقيق والصحيح، فلديه مراكز بحوث ودراسات على قدر عالٍ من الدقة تضمن له التمييز بين الحقيقي والمزيف بما لا يدع له مجالاً للشك.
ولذلك فهو يعرف كل المعرفة من هم أصحاب الفكر الصحيح والناصع البياض الذي يمثل الدين الإسلامي الحقيقي، ولأنه يعرف مدى الخطورة الكبيرة التي سيشكله ظهور أصحاب الفكر الإسلامي المعتدل عليه، والمتمثل في مذهب أهل البيت عليهم السلام، نجده يحرص كل الحرص وبكل طرقه ووسائله الضخمة في شد العالم إلى الدين الذي يمثل الفهم المتشدد والمتمثل في الفكر الوهابي حتى ينقل للعالم صورة بشعة عن هذا الدين، ومن المؤسف أنه قد نجح في ذلك وانطلت خدعته على الغالبية الساحقة في نظرتهم لهذا الدين أنه الدين الذي يقدمه ذلك الفكر الوهابي المتشدد، والذي أساء للإسلام وشوه سمعته
أيما تشويه.

 

البحث
الأرشيف التاريخي